عقد الجامع الأزهر، اليوم الاثنين، فعاليات ملتقى الظهر بعنوان: "الإيجابية"، بمشاركة الدكتور مصطفى شيشي، الباحث بالجامع الأزهر الشريف، وفضيلة الشيخ علي السيد، الواعظ بمجمع البحوث الإسلامية.

قال الدكتور مصطفى شيشي إن الله تبارك وتعالى خلق الإنسان وأسكنه الأرض لأجل الاستخلاف فيها مصداقا لقوله تعالى: "إني جاعل في الأرض خليفة"، والاستخلاف لا يمكن أن يتحقق إلا إذا كان الإنسان إيجابيا تجاه دينه ومجتمعه، موضحا أن الإيجابية كانت سببا في خيرية هذه الأمة مصداقا لقوله تعالى: "كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله"، ولذلك أكد النبي صلى الله عليه وسلم على مسالة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقال: "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان".

وأضاف الباحث بالجامع الأزهر أن النبي صلى الله عليه وسلم بين لنا أن من الأسباب الرئيسة في اللعنة التي أصابت بني اسرائيل سلبيتهم المتمثلة في عدم أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر، مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم: «إن أول ما دخل النقصُ على بني إسرائيل أنه كان الرجل يَلْقَى الرجل، فيقول: يا هذا، اتق الله ودع ما تصنعُ فإنه لا يَحِلُّ لك، ثم يَلْقَاهُ من الغَدِ وهو على حاله، فلا يمنعه ذلك أن يكون أَكِيلَهُ وشَرِيبَهُ وقَعِيدَهُ، فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعض» وقوله تعالى: "لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون ترى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم".

وأوضح الدكتور مصطفى شيشي أن مقياس الخيرية للإنسان ليس بحجم العمل الذي يقدمه فلا يشترط أن يكون العمل عظيما حتى يكون إيجابيا وإنما مقياس الخيرية أن يقدم الإنسان أي عمل حتى وإن كان صغيرا لكنه يبذل فيه الجهد والطاعة ولذلك نجد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يشجع  الأعمال الصغيرة ويثيب عليها، ومثال على ذلك تلك المرأة التي كانت تقم المسجد- أي تنظف المسجد- افتقدها النبي صلى الله ذات يوم فسال عنها فاخبروه أنها توفيت فغضب النبي صلى الله عليه وسلم لأنهم لم يخبروه بوفاتها وذهب لزيارة قبرها بل  وصلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم عليها بعدما دفنت، موضحا أن خيرية الإيجابية أيضا لا تقاس بمدى استفادة الناس من العمل الذي تقدمه فحتى لو غلب على ظن الإنسان أنه لن يستفيد أحد من هذا العمل فعليه ألا يمتنع عن أدائه والدليل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن قامتِ الساعةُ وفي يدِ أحدِكم فسيلةً، فإن استطاعَ أن لا تقومَ حتى يغرِسَها فليغرِسْها".

ومن جانبه، بين الشيخ علي السيد أن الإيجابية أصل عظيم من أصول الإسلام، وميزة ميز الله بها المسلم، لأن الإسلام قام علي الجد والإجتهاد والفاعلية والإيجابية فمنذ أن خاطب الله نبيه صلى الله عليه وسلم بقوله "يا أيها المدثر قم فأنذر" إلي قوله "ولربك فاصبر" قام النبي صلى الله عليه وسلم وجاهد في تبليغ رسالة ربه فلم يهدأ له جسد حتي بلغها  للعالمين ونحن علي ذلك من الشاهدين، مضيفا أن الإيجابية خلق من الأخلاق التي دعا إليها الإسلام وحث علي التحلي به بل وبين أنها صفة من صفات المؤمنين، مصداقا لقوله تعالى: "والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض".

واختتم الواعظ بمجمع البحوث الإسلامية بأن المتأمل في القرآن الكريم يجد أن الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم كانوا يجدون ويجتهدون في الدعوة إلي الله تعالي بهمة عالية وإيجابية ملموسة، ويقفون بجوار المحتاج والفقير، ومن أمثلة ذلك قصة سيدنا موسى عليه السلام مع الفتاتين، مضيفا أنه ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم عضوا فعالا في المجتمع فهو الذي رعى الأغنام وشارك في بناء الكعبة المشرفة وشارك في حرب الفجار وشارك في حلف الفضول ولما هاجر شارك الصحابة في بناء المسجد النبوي وفي حفر الخندق وإلي غير ذلك.

ويواصل الجامع الأزهر خطته العلمية والدعوية لشهر رمضان بتوجيهات ورعاية فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وتتضمن: (١٣٠ مقرأة- ٥٢ ملتقى بعد الظهر- ٢٦ ملتقى بعد العصر- صلاة التراويح بالجامع الأزهر ومسجد مدينة البعوث الإسلامية ٢٠ ركعة يوميا بالقراءات العشر-  ٣٠ درسًا مع التراويح- صلاة التهجد بالجامع الأزهر ومسجد مدينة البعوث في العشر الأواخر- تنظيم ٧ احتفالات متعلقة بمناسبات الشهر الكريم- ٥٠٠٠ وجبة إفطار يوميًّا للطلاب الوافدين، لتصل الوجبات لـ ١٥٠ ألف وجبة طوال الشهر الكريم.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: ملتقى الظهر بالجامع الأزهر الكعبة المشرفة مجمع البحوث الاسلامية بني اسرائيل خلق الإنسان النبي صلي الله عليه وسلم القراءات العشر النبی صلى الله علیه وسلم بالجامع الأزهر

إقرأ أيضاً:

الأزهر: التصدق بالأغطية والملابس وإصلاح الأسقف في الشتاء تكافل حثنا عليه الشرع

قال مركز الازهر العالمي للفتوى الالكترونية، إن الشرع الحنيف حثنا على مساعدة الفقراء والمحتاجين والشعور بهم .

وأضاف مركز الازهر للفتوى في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، أن التصدق بالأغطية، والملابس الثقيلة، والمساهمة في إصلاح أسقف المنازل، وإيواء الضعفاء في الشتاء؛ من التكافل الذي حث عليه الشرع الحنيف؛ إذ قال سيدنا رسول الله ﷺ: «مَن نَفَّسَ عن مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِن كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللَّهُ عنْه كُرْبَةً مِن كُرَبِ يَومِ القِيَامَةِ، وَمَن يَسَّرَ علَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللَّهُ عليه في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمَن سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللَّهُ في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللَّهُ في عَوْنِ العَبْدِ ما كانَ العَبْدُ في عَوْنِ أَخِيهِ». [أخرجه مسلم].

دعاء الفجر لطلب الرزق.. كلمات نبوية تجلب البركة وتيسر لك يومكهل الدعاء بـ"ربنا يكفينا شرك" يعتبر ذنبًا؟.. أمين الفتوى يجيبصدقة الستر

وترتبط الصدقة في ذهن الكثيرين بالماء والمال، فيكون للميت صدقة جارية من كولديرات لتوزيع الماء البارد في فصل الصيف على من أرهقهم الحر، ويكون للمال دوره في دعم المحتاج فيعظم مفهوم الصدقة بهذا الشكل عند عموم المسلمين.

وفي فصل الشتاء الذي وصف بكونه " ربيع المؤمن"، يغفل الكثير عن صدقة من أعظم الصدقات التي ترتبط إلى جانب أنها صدقة مقبولة، فهي إحدى أبواب ستر المسلم الذي حث عليها الشرع الحنيف فمن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة.

ولعل توزيع البطاطين في الشتاء على الفقراء هي صدقة لا يشعر بفضلها سوى من وجد في تداعيات البرد القارص على جسده سبيلا لأن يبادر إلى إخراجها صدقة لدعم الفقراء في هذا الفصل الأخير من العام.

حكم شراء بطاطين من زكاة المال وتوزيعها على الفقراء

الأصل فى زكاة المال أن تخرج مالا، فنعطيها للفقير وهو يتصرف فيها كيفما يشاء ويحب، لأنه أدرى بمصلحته.

هل يجوز التبرع بالبطاطين من زكاة المال ؟.. سؤال تلقته دار الإفتاء المصرية، عبر منصة الفيديوهات “يوتيوب”.

وأجاب الدكتور محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية عن السؤال قائلا: إنه لو أراد شخص أن يشترى بطاطين ويوزعها فلا يوجد مانع، ولكن توجد صورتين؛ الأولى أنها تكون من باب الصدقة لأنه واسع ومفتوح، والشخص يعمل فيه ما يريد.

طباعة شارك صدقة الستر الشتاء ربيع المؤمن توزيع البطاطين في الشتاء على الفقراء هي صدقة حكم شراء بطاطين من زكاة المال وتوزيعها على الفقراء هل يجوز التبرع بالبطاطين من زكاة المال

مقالات مشابهة

  • الشيخ حسن عبد النبي لمتسابق: مفيش أي أخطاء عليه ولا ملاحظات
  • حكم الدعاء بقول: «اللهم بحق نبيك» .. يسري جبر يوضح
  • آيات كان يرددها النبي قبل النوم.. حصّن نفسك طوال الليل وداوم على قراءتها
  • القيامة اقتربت.. أحمد كريمة: كثرة الخبث من علامات الساعة
  • هل يجوز تعليق الدعاء على المشيئة؟.. الأزهر يحذر من خطأ نهى عنه النبي
  • بث مباشر.. شعائر صلاة الجمعة من رحاب الجامع الأزهر الشريف
  • في ليلة الجمعة.. صيغ الصلاة على النبي ﷺ
  • الأزهر: التصدق بالأغطية والملابس وإصلاح الأسقف في الشتاء تكافل حثنا عليه الشرع
  • خطأ شائع في الصلاة على النبي .. اكتبها صح: «اللهم صلِّ» وليس «صلي»
  • الجامع الأزهر يعقد ملتقى القراءات للختمة المرتلة برواية قالون.. اليوم