لا يوجد شخص على وجه الأرض لم يسمع النصائح الأربعة الأشعر حول صحة الإنسان، والتغذية الأنسب له، حيث اتفقت البشرية تقريبا علة قول "اشرب ماء كثيرا"، "وابتعد عن هذا الطعام أو كل هذا الطعام، فهذا صحي وهذا غير صحي"، وكذلك "كل خضروات كثيرا فهو مفيد للصحة"، وأيضا "نصيحة الصوم المتقطع أهميته للإنسان وصحته"، ولكن يبدو أن الألمان لهم وجهة نظر أخرى.

ووفقا لصحيفة فوكس الألمانية، فإن هناك الكثير من الخرافات المتعلقة بالتغذية، حيث يتم تداول الكثير من المعلومات على أنها حقيقة مجردة، ولكن الواقع العلمي لم يثبت ذلك، بل ومن يحاول تفنيد ذلك يمكن أن يتم اتهامه بالهرطقة، كون المعلومات المتداولة أصبح مقدسة، ويوضح تقرير الصحيفة الألمانية، أن الجواب عن تلك الأسئلة عن الأفيد لصحة الإنسان، ليس بهذه البساطة كما قد تظن البعض، وبحسب أكبر خبراء التغذية في الدولة الأوروبية، فإن هناك أربع أساطير غذائية معروفة ويشرح التقرير، لماذا لا يجب الاستسلام لتلك الخرافات رغم أنها قد تكون مناسبة للبعض، ولكن ليس جميع البشر. 

 

 

الخرافة الغذائية 1: أغذية صحية وغير صحية 

 

يتصدى التقرير الألماني، لأهم نقطة، وهو تصنيف الطعام لصحي وغير صحي، فمن لواضح أنه لا يمكن تقسيم الطعام بشكل قاطع إلى صحي وغير صحي، وذلك لأنه لا يوجد دليل علمي على ذلك بمعنى "المعيار الذهبي للبحث" أو الأكثر صرامة، وبحسب خبراء التغذية، فإنه يغيب الدليل السببي، فحتى الآن، لم تتمكن أي دراسة من تقديم أدلة من شأنها أن تدعم وتسمح بمثل هذا التصنيف بالأبيض والأسود.

ولذلك، فإن المؤسسات السبع الكبرى المتخصصة في علم البيئة البيئية (علوم التغذية) في ألمانيا والنمسا وسويسرا ترفض بالإجماع هذا التصنيف، وبالمناسبة، لا يوجد دليل سببي على الأكل الصحي بشكل عام - ويرجع ذلك أيضًا إلى القيود الهائلة لهذا الفرع من البحث، والذي لا ينتج عنه سوى  الارتباطات تقريبًا، وبالتالي يخضع للعقيدة: "لم يحدث شيء باستثناء الفرضيات"، كما أن " Nutri-Score " لا يسمح بالتصنيف إلى صحي أو غير صحي، بغض النظر عما إذا كانت إشارة المرور خضراء أو حمراء، وهو ما تم ذكر بوضوح على موقع وزارة التغذية الفيدرالية الألمانية.

 

 

الخرافة الغذائية 2: أكل الفواكه والخضروات خمس مرات 

 

 

وفي مفاجأة من الصحيفة الألمانية، فلا أحد يعرف، إن توصية "5 في اليوم" التي تحمل الاسم نفسه ليست أكثر من مجرد حملة إعلانية لتعزيز مبيعات واستهلاك الفواكه والخضروات، ومع ذلك، فمن غير الواضح تمامًا ما إذا كان الاستهلاك  يعزز الصحة لأنه لم يقم أحد بفحصه (تقييمه) حتى الآن، وينطبق الشيء نفسه أيضًا على "قواعد DGE " القديمة والجديدة، ولا أحد يعرف ما إذا كانت هذه التوصيات الغذائية تعزز الصحة أم أنها ضارة. 

ولأنه لم يتم تقديم أي دليل على الفائدة على الإطلاق أو تم استبعاد أي آثار ضارة (جسدية و/أو نفسية) علميًا، فإن تلك المقولة بمقياس علمي هي عبارة عن خرافة من الخرافات الغذائية، وإلى الآن فإن التوصيات الغذائية هي ولا تزال قراءات بلورية مبنية على تجربة جماعية دون التحقق من ما يفعلونه مع العينة البشرية التي يتم التعامل معها مثل "الخنازير".

 

 

الخرافة الغذائية 3: شرب لترين من الماء يوميًا وإلا نجف 

 

 

ومن أكثر النصائح المتداولة بين البشر هو ضرورة تناول الماء يوميا بمقدار لترين، وذلك حتى لا يجف جسد الإنسان، ولكن الألمان يعارضون تلك النصيحة الشعيرة، بل ويصفونها بالخرافة، وبحسب الصحيفة الألمانية، فإن وجود كمية كافية من السوائل المتدفقة "في النظام" أمر مهم للبقاء، ولكن لا توجد توصية محددة مثبتة علميًا بشأن لتر واحد تنطبق على الجميع.

وترجع الصحيفة معلوماتها إلى خبراء التغذية، والذين يؤكدون، إن الكمية التي تشربها تختلف بشكل فردي مثل جوعك وحجم الوجبة - لأن كمية الماء التي تحتاجها بالإضافة إلى كمية السوائل التي تتناولها في نظامك الغذائي هي أمر فردي تمامًا ويعتمد كليًا على نمط حياتك الشخصي والتمثيل الغذائي الحالي، ولذلك فإن التوصية للأشخاص الأصحاء هي: اشربوا عندما تشعرون بالعطش الشديد.

 

 

الخرافة الغذائية4: الصيام المتقطع والحمية منخفضة الكربوهيدرات 

 

وبالتأكيد ليس هناك مجالا لانتشار الخرافات، أكثر من الحديث عن تخسيس الجسد، حيث يكون الحديث عنها وكأنها وحى إلاهي، فهي في نظر الكثيرين ليست مجرد أنظمة غذائية صحية، ولكنها أيضًا أفضل الطرق لفقدان الوزن، فالحديث دائما بهذا المجال عن الصيام المتقطع والحمية منخفضة الكربوهيدرات، وبحسب الصحيفة الألمانية فتلك تابوهات لا يمكن استمرار التعاطي معها بقدسية.

ويوقل خبراء التغذية للصحيفة، إنه على الرغم من أن كلا شكلي التغذية غالبًا ما يتم الترويج لهما على أنهما "صحيان للغاية" و"أفضل الأنظمة الغذائية"، ولكن يجب على المرء أن يذكر بوضوح أنه لا يوجد دليل علمي على الصيام المتقطع - الذي يتم الترويج له في عدد من المتغيرات التي تم اختراعها بحرية كل ساعة - أو على الصيام المتقطع وتجنب الكربوهيدرات يشيران  إلى "القوة الصحية" المتفوقة، وكذلك أن لهما تأثير أفضل لفقدان الوزن.

ومن الجيد أن تعلم: لا يوجد أي   دليل على أي من الدعاية حول الأكل الأفضل والتي يتم تداولها حاليًا على أنها "أفضل نظام غذائي في العالم"، ولذلك فإن التوصية هي: الثقة فقط في الشخص الذي يعرف أفضل - استمع إلى جسدك وإشارات الجوع البديهية. الرغبة والشبع، وقبل كل شيء، التسامح مع متطلبات جسدك التي تتفرد بها عمن حولك.

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

هل أنت مهووس بالأكل الصحي؟.. انتبه: هوس التغذية السليمة قد يتحول إلى اضطراب خطير

في زمن تهيمن فيه وسائل التواصل الاجتماعي على توجهاتنا اليومية، ووسط سيل من أنظمة الحمية الغذائية الحديثة والمقاطع التي تحذر من "الأطعمة السيئة"، أصبح من السهل الانجراف إلى هوس الصحة والتغذية.

لكن المفارقة أن هذا الهوس قد يؤدي إلى اضطراب نفسي خطير يُعرف باسم هوس التغذية السليمة أو Orthorexia Nervosa، وهو اضطراب في الأكل لا يقل خطورة عن فقدان الشهية العصبي أو الشره المرضي.

ما هو "هوس التغذية السليمة"؟

هوس التغذية السليمة هو اضطراب نفسي يتمثل في الانشغال المفرط بجودة الطعام ونقائه، وليس بكميته أو السعرات الحرارية. وهو مفهوم صاغه الطبيب ستيفن براتمان عام 1997.

يعاني المصابون بهذا الاضطراب من رغبة قهرية في تناول "الطعام المثالي"، وقد يصل الأمر إلى استبعاد مجموعات غذائية كاملة، والتدقيق المفرط في المكونات، والقلق من تناول أطعمة "غير نقية"، مما يؤدي إلى سوء تغذية، وانعزال اجتماعي، واضطراب نفسي.

أبرز علامات الإصابة بهوس التغذية:

التركيز المفرط على المكونات والابتعاد عن أي طعام "مصنّع" أو "غير طبيعي".

وضع قواعد غذائية صارمة والامتناع عن المشاركة في وجبات جماعية أو مطاعم.

الضيق أو الذنب عند تناول أطعمة تُعتبر "غير صحية".

فقدان الشهية واضطرابات الهضم، وتساقط الشعر، والإرهاق المزمن.

الانعزال الاجتماعي والانتقاد المستمر لعادات الأكل لدى الآخرين.

ما العلاقة بين هوس التغذية وفقدان الشهية العصبي؟

في حين أن فقدان الشهية العصبي (Anorexia Nervosa) يرتبط غالبًا بالخوف من زيادة الوزن، فإن هوس التغذية يركز على نقاء وجودة الطعام فقط. لكن في الحالتين، قد يتعرض المصاب إلى نقص في العناصر الغذائية الحيوية، واضطرابات هرمونية، ومشاكل صحية ونفسية مزمنة.

كيف نعالج هذا الاضطراب؟

رغم أن "هوس التغذية" غير معترف به رسميًا في DSM-5، إلا أن الأطباء يستخدمون استراتيجيات مجربة وفعالة من علاجات اضطرابات الأكل الأخرى، مثل:

1. العلاج السلوكي المعرفي (CBT):
يعيد تشكيل الأفكار غير الواقعية حول "الطعام النقي" ويُساعد على استعادة علاقة صحية ومتوازنة مع الطعام.

2. العلاج السلوكي الجدلي (DBT):
يعزز التنظيم العاطفي، ويدرب المريض على مواجهة القلق المرتبط بالغذاء، وتقبل الذات.

3. العلاج الأسري (FBT):
ضروري للمراهقين، ويُشرك الأسرة في دعم الفرد وإزالة الضغوط الاجتماعية المرتبطة بالطعام.

4. الاستشارة الغذائية:
يقوم أخصائي تغذية مرخص بإعادة إدخال الأطعمة تدريجيًا وتثقيف الفرد حول التوازن الغذائي الحقيقي.

5. الأدوية:
عند وجود أعراض مرافقة مثل الاكتئاب أو القلق، قد تُستخدم مضادات الاكتئاب أو القلق بجانب العلاج النفسي.

6. اليقظة الذهنية وتمارين الاسترخاء:
التأمل، اليوغا، وتمارين التنفس تُساعد في تقليل التوتر وبناء علاقة إيجابية مع الطعام.

7. مجموعات الدعم:
توفر منظمات مثل NEDA بيئة تشاركية تساعد على الشفاء وتقوية الدعم النفسي والاجتماعي.

ليس الهدف من الأكل الصحي أن يتحول إلى عبء نفسي أو سلوك قهري. فالصحة الجيدة لا تعني الحرمان، بل تتطلب المرونة، والاعتدال، والوعي إذا وجدت نفسك محاصرًا بقواعد غذائية خانقة أو تشعر بالذنب عند تناول بعض الأطعمة، فقد يكون الوقت قد حان لطلب المساعدة المهنية.

مقالات مشابهة

  • كيف تتوقف عن الإفراط في الأكل حين تكون تحت تأثير التوتر؟ إليك ما توصل إليه العلماء
  • صحيفة إيطالية: هل بدأت حرب المياه بين الهند وباكستان؟
  • السيسي: مصر تدعم استقرار لبنان.. وتطالب بانسحاب فوري وغير مشروط لإسرائيل من أراضيه
  • هل يدمّر الماء جهازك الهضمي إذا شربته أثناء الأكل؟.. مختص يكشف الحقيقة
  • هل الأكل على جنابة يورث الفقر؟.. الإفتاء تحسم الجدل
  • تناول هذه الخضروات النيئة يمنحك أقصى قدر من امتصاص العناصر الغذائية
  • أحلام حذر النبي من تفسيرها حتى لا تتحقق في الواقع.. هل تعرفها؟
  • تيك توك تصدم المراهقين برسالة: «أغلق التطبيق واذهب للنوم»!
  • أخصائية: شرب الماء أثناء الأكل لا يؤثر على حموضة المعدة
  • هل أنت مهووس بالأكل الصحي؟.. انتبه: هوس التغذية السليمة قد يتحول إلى اضطراب خطير