بوتين: المجتمع الروسي أظهر نموذجا للتضامن الحقيقي والوحدة بعد العمل الإرهابي
تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT
المناطق_وكالات
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الاثنين، أن المجتمع الروسي أظهر نموذجاً للتضامن الحقيقي والوحدة والدعم المتبادل بعد العمل الإرهابي في “كروكوس سيتي”.
أخبار قد تهمك حداد في روسيا على قتلى هجوم قاعة الحفلات الموسيقية 24 مارس 2024 - 10:09 مساءً ارتفاع عدد قتلى الهجوم على قاعة حفلات موسيقية في موسكو إلى 137 24 مارس 2024 - 8:57 مساءًوقال بوتين خلال اجتماع بشأن الإجراءات المتخذة بعد الهجوم الإرهابي: “زملائي الأعزاء، أود أولا وقبل كل شيء أن أعرب مرة أخرى عن عميق تعازي لأسر وأصدقاء الذين قتلوا في الهجوم الإرهابي الوحشي الدموي في 22 مارس/آذار، في الهجوم على مجمع كروكوس”.
وقال بوتين: “نعزي أسر وأصدقاء ضحايا الهجوم الإرهابي في “كروكوس” ونتمنى الشفاء العاجل للجرحى”، موجها الشكر لكل من ساعد ضحايا الهجوم الإرهابي الذي وقع في مركز تسوق “كروكوس سيتي” في ضواحي العاصمة موسكو.
وأشار بوتين إلى أن الذين خططوا للهجوم الإرهابي في “كروكوس” أرادوا زرع الذعر والفوضى في المجتمع، لكنهم لاقوا الوحدة والتصميم على المقاومة.
وبيّن بوتين أن الهجوم الإرهابي الذي وقع في قاعة “كروكوس” في كراسنوغورسك نفذه إسلاميون متطرفون.
وقال بوتين: “نعلم أن الجريمة ارتكبت على أيدي إسلاميين متطرفين، الذين يحارب العالم الإسلامي نفسه أيديولوجيتهم منذ قرون”.
وأضاف بوتين أنه رغم الألم العام والحزن والرغبة المشروعة بمعاقبة الإرهابيين إلا أنه يجب إجراء التحقيق بموضوعية ودون تحيز.
وأوضخ بوتين أن أمريكا تحاول بطرق مختلفة إقناع الجميع بأنه لا يوجد أي أثر لكييف في الهجوم الإرهابي الدموي في “كروكوس” وأن تنظيم “داعش” (الإرهابي المحظور في روسيا) هو المسؤول.
وقال بويتن: “نعرف من نفذ الهجوم الإرهابي على “كروكوس”، والعملاء يبدون اهتماما للأمر”.
وأكد بوتين أنه من الواضح تماما أن الجريمة الفظيعة في “كروكوس” عمل من أعمال الترهيب والسؤال الأهم، من المستفيد.
وقال بوتين: “يجب الإجابة على سؤال بشأن محاولة الإرهابيين الذهاب إلى أوكرانيا بعد ارتكاب جريمة “كروكوس” ومن كان ينتظرهم هناك”.
ولفت بوتين إلى أن الهجوم الإرهابي في “كروكوس” حلقة في سلسلة كاملة من المحاولات التي ينفذها من يقاتلون روسيا منذ عام 2014 على يد نظام كييف النازي الجديد.
وأضاف أنه يجري العمل على تنشئة “شباب هتلر” جديد في أوكرانيا.
وأوضح بوتين أن “قواتنا المسلحة تتولى زمام المبادرة على طول خط التماس بأكمله”.
ووقع إطلاق نار، مساء يوم 22 مارس/ آذار الجاري، قبل بدء حفل موسيقي في قاعة “كروكوس سيتي” في ضواحي موسكو، وأفاد مراسل وكالة “سبوتنيك”، بأن عدة رجال يرتدون ملابس مموهة ودون أقنعة اقتحموا القاعة، وأطلقوا النار على الناس من مسافة قريبة وألقوا قنابل حارقة.
ووفقا لآخر بيانات لجنة التحقيق، فقد بلغ عدد قتلى الهجوم الإرهابي على مجمع “كروكوس” 137 شخصًا، منهم ثلاثة أطفال، وبحسب وزارة الصحة في موسكو، ارتفع عدد مصابي الهجوم الإرهابي إلى 182 شخصًا، وتم إعلان، يوم 24 مارس الجاري، يوم حداد وطني في روسيا.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد أعلن يوم 24 مارس/آذار الجاري، يوم حداد وطني، وذلك خلال كلمة للمواطنين الروس ألقاها يوم السبت الماضي.
المصدر: صحيفة المناطق السعودية
كلمات دلالية: بوتين روسيا الهجوم الإرهابی الإرهابی فی وقال بوتین بوتین أن
إقرأ أيضاً:
توارد الميثولوجيا .. الإغريقية والظفارية نموذجا
يحمل العنوان الغرابة التي قد تستوقف القارئ وهو محق فـي ذلك، فما الذي يجمع ميثولوجيا إغريقية فـي جنوب أوروبا مع ميثولوجيا أخرى فـي جنوب الجزيرة العربية، لذلك يستوجب منا تفنيد المقصود حسب الاطلاع والقراءة فـي بعض التوارد بين الميثولوجيتين، ولكن قبل الحديث عن ملامح الشبه بين القصص الواردة فـي الميثولوجيا الإغريقية، والميثولوجيا الظفارية المجسدة فـي اللغة الشحرية، التي وردت على شكل قصص وحكايات ترويها الأمهات، أود الإشارة إلى مصدر القصص الإغريقية وهي رواية الكاتب البلغاري جيورجي جو سبودينوف (1968) الحائز على جائزة البوكر فـي الرواية (2023) عن روايته (ملجأ الزمن) التي ترجمتها إلى العربية مواطنته المترجمة نيديليا كيتايفا عن دار الآداب، كما أنها ترجمت أيضا روايته الثانية (فـيزياء الحزن) الحائزة أيضا على الجائزة الوطنية لأفضل رواية فـي بلغاريا عام 2013، التي تقول عنها: «رواية تجريبية فـيها الكثير من الاقتباسات والعوالم المتشابكة»، تلك الرواية نبهتنا إلى الميثولوجيا الظفارية العالقة فـي الذاكرة، ففـي أحد الفصول أورد قصصا من الأساطير والخرافات الإغريقية القديمة، مثل الأطفال المأكولين التي تشبه قصة (محضيلول وبِليلت) إذ أُكل الفتى (محضيلول) وحُبست أخته (بِليلت) فـي قعر كهف غائر فـي الجبل، تعود القصة التي حكتها الأمهات إلى تيه طفـلين يتيمي الأم فوجدا امرأة سقتهما وأرشدتهما إلى الطريق للوصول إلى مقر أقامتهما، وحين رجع أبيهما من الرعي أخبراه بالقصة وطلبا منه الزواج بالمرأة التي أنقذتهما، نزل الأب عند رغبة طفليه وتزوج المرأة التي ذبحت الفتى وطبخته، وحبست البنت فـي المغارة، ولم يعرف الأب بالأمر حتى رجعت أم الطفلين فـي هيئة طائر وأخبرت الأب بالحقيقة، وهنا أيضا تحيلنا القصة إلى عودة الأرواح فـي حيوات مختلفة كالطيور والقطط، وهذا ما يُعرف بالطوطمية فـي ثقافات أخرى، أما القصة الإغريقية الثانية التي تتقاطع بنية حكايتها مع الحكاية الظفارية فهو طقس التضحية بالبنات العذارى إلى فم الكائن الأسطوري المرابط فـي بحيرة حول المدينة، والذي يتلقى فـي كل مساء كميات من الخبز وفتاة كل مساء حتى لا يلتهم سكان المدينة، وحين حضر الشاب الذي أنقذ أخته من الوأد، والتي غدرت به لاحقا وسلمته للخصوم وذهبت معهم، وجد الشاب ابنة الحاكم تنتظر الكائن الأسطوري لتطعمه الخبز ثم تضحي، فطلب منها خبزة وتكفل بقتل الكائن الأسطوري، وهو ما حدث لاحقا، هذه القصة تشبه قصة الملك مينوس الذي هاجم مدينة أثينا وفرض عليها إتاوة التضحية بسبع عذارى ليأكلهم (المينوتور)، الذي قتله (ثيسيوس) بمساعدة ابنة (مينوس، أريادني)، و(المينوتور) الذي يحمل رأس ثور وجسم إنسان يشبه (بعفـيرور) فـي إحدى القصص الظفارية، الذي يُطعم البنت اليتيمة حليبا وعسلا، بعد أن منعت عنها زوجة أبيها الطعام.
أما القصة الأخرى المتشابهة فقد وردت فـي كتاب (الغصن الذهبي) للمؤلف البريطاني جيمس جورج فرايزر (1854-1941) فقد ذكر «أن الرومان والإغريق كانوا يلجؤون إلى غطس أغصان من شجرة البلوط فـي الماء للحصول على المطر، فعندما ظمئت الأشجار والحنطة من الجفاف، قام كاهن زيوس بغطس غصن البلوط فـي نبع معين على قمة لبكايوس وعند اضطرابه أرسل الماء سحابة سديمية هطل منها المطر على الفور»، القصة الشبيهة بها وقعت فـي ظفار لشقيقين يملكان بعض النوق، فقد انقطع عنهما المطر لعدة سنوات إلى درجة أن النوق لم تدر الحليب وجفت ضروعها، وكان أحد الإخوة يمتلك نبات الماء، فاحتال عليه أخوه وغمس النبتة الجافة التي يحتفظ بها فـي المحفظة الجلدية (هبان) فـي الماء، فتكونت الغيوم وهطل المطر.
تبقى الحكايات الشفوية علامة على انتشارها وذيوعها ورسوخها فـي الذاكرة الشفوية المنزوية قليلا عن مراكز الحضارة، وأن التشابه الظاهر للمتابع ليس بالضرورة أن يكون عبارة عن احتكاك مباشر بين ثقافتين، وإنما يعود إلى مرحلة متقدمة من التطور الذهني للعقل البشري، ومحاولته تفسير ما يحيط به، أو اختلاق قصص وحكايات توافق ذواتهم.
إن القصص والحكايات الأسطورية تُشكل مادة خاما لتوظيفها سرديا ودراميا، فـيما لو توفرت رغبة في البناء على خيال الإنسان القديم، لما وجد تسلية ولا وسيلة تعلم أفضل من القصة والأسطورة.
محمد الشحري كاتب وروائي عماني