#سواليف
“لقد حُرمنا من كل ما يمكن أن يسهم بتأثير حقيقي على الأرض لنصرة #غزة، فلا أقل من الجود بالمال لعلنا نغسل شيئا من تقصيرنا” بتلك الكلمات افتتح مصعب الحراسيس، الناشط في تجمع أبناء #حي_الطفايلة في العاصمة الأردنية #عمان حديثه عن تجربتهم في #العمل_الإغاثي لنصرة أهالي قطاع غزة، والتي ألهمت #عشائر أخرى لإطلاق مبادرات مشابهة.
وشملت #الحملات_العشائرية الإغاثية معظم محافظات ومناطق المملكة الأردنية عبر تشكيل لجان شعبية بالتعاون مع جمعيات محلية ومنظمات إقليمية وهو الأمر الذي توجهت له الجهود، نظرا للحاجة الإنسانية الملحّة.
ويحكي الحراسيس للجزيرة نت كيف بدؤوا أول فعالية لهم على الأرض بشكل عفوي بعد قصف المستشفى المعمداني في القطاع، قائلا “خرجنا بمسيرة ضمّت المئات من أهالي الحي، حتى وصلنا لوسط العاصمة عمّان، وانضم إلينا المئات من الأردنيين في ذات الوقت الذي ضجّت به المملكة بمئات آلاف الأردنيين”.
مقالات ذات صلة مشروع “العفو العام” يستثني جرائم ومخالفات وأفعالا جرمية من 24 قانونا 2024/03/26ويتابع “بعد انخفاض زخم المشاركة في حراك الشارع الميداني لأسباب كثيرة منها التضييقات والقمع الأمني وبحث الناس عن أدوات وطرق أخرى لنصرة إخوانهم في غزة توجهنا للعمل الإغاثي بالتوازي مع الحراك الميداني الذي لم ينقطع”.
ويردف الناشط “بدأنا بالتواصل مع من نعرف من نشطاء العمل الإغاثي، وقررنا تجهيز سيارة إسعاف وتواصلنا مع منظمة أميال من الابتسامات للتنسيق، ثم أعلنا عن الحملة داخل الحي وبدأنا بجمع الأموال عبر المساجد واللجان الشعبية، ومن خلال حصالات تم توزيعها على المدارس والأطفال. كما أسهمت نساء الحي بالذهب والصيغة”.
وبعد جمع المبلغ توجه شخصان من الحي إلى مصر لمتابعة وصول السيارة وبالفعل دخلت إلى غزة بعد أيام، بحسب الحراسيس.
تجربة ملهمة
هذا العمل لأبناء حي الطفايلة أعطى حافزا كبيرا للكثيرين في الأردن خاصة بعد نشر فيديو وصول سيارة الإسعاف، مما أسهم بتشكّل عدد من المبادرات الشبابية بين عشائر ومناطق مختلفة في المدن الأردنية، كما دفع ذلك أبناء الحي إلى توسيع نطاق عملهم ليشمل كافة احتياجات القطاع.
ويؤكد مصعب الحراسيس أن مبادراتهم حققت إنجازات داخل قطاع غزة، وشرح ذلك قائلا “بحمد الله اليوم، وفي الأسبوع الثالث من رمضان لدينا عدة تكايا إفطار في مختلف مناطق القطاع بالتوازي مع مبادراتنا اليومية”.
وأضاف أنهم يقومون بإنشاء فرق إغاثية داخل القطاع، وهدفهم الوصول إلى جميع مراكز النزوح وإعداد قوائم مندوبين والعمل على كافة المحاور.
وإلى الشمال من العاصمة عمّان وبالتحديد في منطقة ساكب في محافظة جرش كانت تجربة أخرى لعشيرة العياصرة وأهالي البلدة حيث تم إطلاق حملة لجمع التبرعات وصلت حتى اليوم لنحو 40 ألف دينار أردني (الدينار يساوي 1.41 دولار) خلال أيام قليلة.
ويقول هيثم العياصرة أحد الناشطين في الحملة إن المحفز الرئيس كان تجربة أبناء حي الطفايلة والمشاعر الكبيرة تجاه ما يحصل في القطاع، فكانت مبادرة مجموعة شبابية من أبناء العشيرة لتشكيل لجنة لجمع التبرعات، وكان الترحيب كبيرا في مجتمع البلدة.
ويضيف “خلال عمليات الجمع شهدنا حالات ومواقف ترفع من المعنويات خاصة عندما تشاهد طفلا يأتي حاملا حصالته أو عامل “مياومة” يتبرع بيوميته بشكل كامل”، مشيرا إلى أن هذه هي البداية، وستستمر الحملة “حيث إن حجم الدمار والحاجة أكبر بكثير مما يتصوره عقل”.
مشروع المؤاخاة
وفي مدينة إربد، تم إطلاق مشروع “المؤاخاة” خلال إحدى التظاهرات المركزية، وتقوم فكرته على ربط العائلات في المدينة مع عائلات في قطاع غزة مباشرة، ويتم التحويل المالي لهم بشكل رسمي.
ويقول نضال أبو جويد أحد القائمين على المشروع إن الفكرة التي أطلقتها الحركة الإسلامية في المدينة استطاعت حتى اليوم ربط أكثر من 20 عائلة أردنية مع عائلات في القطاع.
ويشير أبو جويد إلى أن مبادرات العائلات في إربد متواصلة، حيث تم قبل أيام تسيير شاحنة معلبات طعام بقيمة 20 ألف دينار قامت عليها عشائر ديوان بيسان، كما أن هنالك عددا من اللجان العشائرية مثل عشائر العبيدات والعمري وبني هاني وعشائر منطقة الصريح والمنارة وحطين وغيرهم.
ويؤكد أبو جويد متحدثا للجزيرة نت على الحاجة الكبيرة لتبني كل عائلات المملكة لمثل هذه المبادرات المستدامة إذ إن “حجم الدمار والمأساة التي يقع تحتها أكثر من مليوني غزّي تفوق كل الجهود الحاليّة”.
“الحرية للمعتقلين”
ويقول الناشط في التجمع الشبابي لدعم المقاومة خالد الناطور إنه نظرا للتضييق على التحركات النوعية المؤثرة في الميدان، لا سيما تلك التي تدعو لعدم مد الاحتلال رسميا بالبضائع عبر الجسر البري، فإن العمل الإغاثي كان خيار الكثيرين، ووجدوا فيه ضالتهم بالتوازي مع استمرارهم في حراك الشارع.
ويستدرك الناطور “حتى هذا المستوى من العمل لم يسلم من التضييق والملاحقة الأمنية “، ويدلل على ذلك بما يرويه مسؤول في حزب جبهة العمل الإسلامي للجزيرة نت عن حالات اعتقال “بطريقة مروّعة” لبعض الناشطين في الجانب الإغاثي مثلما حصل مع الصيدلاني أحمد عايش الذي دهمته قوّة كبيرة بالعشرات ترافقها كلاب بوليسية وهو ما روّع أطفاله.
ويقول الناطور إن كل ما يتم القيام به من تحركات في الشارع مثل العمل الإغاثي أو النقد والتعبير عبر مواقع التواصل لا يمنعه القانون الأردني، ويدلل على ذلك بالحكم الذي صدر مؤخرا عن القضاء الأردني في القضية التي اعتقل على أساسها نتيجة انتقاده لعلاقة النظام مع الاحتلال والجسر البري، إذ قضت المحكمة بكون انتقاد العلاقات مع الاحتلال ليس جريمة.
ويرى أنه “يجري التعسف باستخدام قوانين الجرائم الإلكترونية الفضفاضة والتوقيف الإداري لمعاقبة الداعمين لأهلنا في غزة”.
وتؤكد المحامية هالة عاهد في حديثها للجزيرة نت أن كل من تم اعتقالهم على خلفيّة أنشطة مناصرة لقطاع غزة على إثر العدوان المستمر عليهم سواء في العمل الميداني أو الإغاثي لم يخالفوا القانون، مشيرة إلى أن من يخالف القانون والدستور الأردني هي السلطات التي تقوم باعتقالهم تعسفا.
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأسبوع الماضي ومع دخول شهر رمضان تصاعدا للحملات التي تدعو السلطات الأمنية لإطلاق سراح المعتقلين من الناشطين في الحراك المناصر لغزة، وانتشر على موقع إكس وسم “الحرية للمعتقلين” والتي نشر فيها محامون وناشطون وذوو معتقلين قصص ذويهم منهم من لم يقابل محاميا أو أي شخص من أهله من أسابيع.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف غزة عمان العمل الإغاثي عشائر العمل الإغاثی للجزیرة نت
إقرأ أيضاً:
البيئة توقع بروتوكول تعاون مع صندوق رعاية المبتكرين لدعم العمل المناخي
تحت رعاية الدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية والقائم بأعمال وزير البيئة، والدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي وقعت وزارة البيئة من خلال وحدة الأوزون المصرية التابعة لها وصندوق رعاية المبتكرين والنوابغ بروتوكول تعاون بهدف دعم الابتكار في مجالات الاستدامة البيئية والعمل المناخي، وذلك بمقر وزارة البيئة بالعاصمة الإدارية الجديدة، وقد وقع البروتوكول كلاً من الدكتور علي محمود مدير مشروع الدعم المؤسسي لبروتوكول مونتريال بوحدة الأوزون المصرية، والدكتور تامر حمودة المدير التنفيذي لصندوق رعاية المبتكرين والنوابغ.
ويأتي هذا التعاون فى إطار حرص الجانبين على دعم الباحثين والمبتكرين ورواد الأعمال والشركات الناشئة، خاصة داخل الجامعات ومؤسسات التعليم العالي، وتعزيز البيئة المحفزة للأفكار الريادية في مجالات الاستدامة والعمل البيئي.
وأوضحت الدكتورة منال عوض ان البروتوكول يعد خطوة مهمة لتحويل الأفكار البحثية والابتكارية إلى منتجات قابلة للتطبيق، موضحًا أن التعاون يستهدف تعزيز الابتكار في القطاع الصناعي، خاصة في مجالات التكييف، والتبريد، والفوم، ومواد العزل الحراري، مشيرًا إلى أن الصندوق سيخصص مسارًا لمشروعات التخرج الريادية في مجالات العمل المناخي والاستدامة؛ دعمًا لتطبيق السياسة الوطنية للابتكار المستدام ضمن الإستراتيجية الوطنية للبحث العلمي 2030، التي تعطي أولوية لتمكين الابتكار وريادة الأعمال، وتشجيع البحوث التطبيقية القادرة على تقديم حلول عملية تعزز التنمية المستدامة.
ويعكس هذا التعاون وزارة البيئة، ممثلا في وحدة الأوزون المصرية، على دعم الباحثين والمبتكرين والنوابغ، وتعزيز دورهم في ابتكار حلول عملية وغير نمطية للتحديات البيئية، مؤكدًا أن الوزارة تعمل على إدماج القضايا البيئية داخل المناهج الدراسية بالكليات الهندسية والمعاهد التكنولوجية والمدارس الفنية، بما يسهم في رفع الوعي البيئي لدى الطلاب، والحفاظ على سلامة بيئة العمل والصحة المهنية، وتقليل انبعاثات الغازات الدفيئة المسببة لتفاقم ظاهرة التغيرات المناخية.
ويهدف البروتوكول أيضا إلى تعزيز التعاون بين جهاز شئون البيئة وصندوق رعاية المبتكرين والنوابغ لدعم العمل المناخي والابتكار البيئي في الجامعات والمراكز البحثية، من خلال تنفيذ مجموعة متكاملة من الأنشطة والبرامج المشتركة، وتشمل هذه الأنشطة تنظيم حملات توعية وفعاليات تعريفية بمبادئ الاستدامة، وإقامة مسابقات في مجال العمل المناخي، بحيث يتم ربط أفضل الأفكار والمشروعات الابتكارية ببرامج تأهيل وتدريب تسهم في تهيئة فرص عمل للمتميزين، كما ينص البروتوكول على عقد ورش عمل متخصصة بمشاركة الخبراء والمتخصصين في ريادة الأعمال والابتكار؛ لبحث السياسات الداعمة للعمل المناخي، واستعراض أبرز التحديات والفرص، بمشاركة الجهات والشركاء الدوليين.
كما يهدف البروتوكول أيضًا إلى تشجيع دمج البعد البيئي في المناهج الدراسية، ودعم الأفكار والحلول التكنولوجية المبتكرة، بالإضافة إلى تعزيز الشراكات بين الباحثين والقطاع الخاص لإطلاق مشاريع مشتركة تسهم في خلق فرص عمل مستدامة، وحماية البيئة، وتقليل الانبعاثات الضارة، بما يعزز جهود التنمية المستدامة، ويزيد من الوعي البيئي بين الشباب والباحثين.
شهد مراسم التوقيع كلاً من الدكتور صابر عثمان رئيس الإدارة المركزية للتغيرات المناخية، والدكتور عزت لويس رئيس وحدة الأوزون والدكتور وئام محمود المدير التنفيذي لوحدة الابتكار المؤسسي، والدكتور شموس إبراهيم مساعد المدير التنفيذي للصندوق، والدكتور مصطفى أمين مدير برنامج أوليمبياد الشركات الناشئة، والدكتور محمد نجم مستشار التواصل الإستراتيجي ببروتوكول مونتريال لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية.