علي جمعة: صوت المرأة ليس عورة
تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT
أجاب الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية السابق، على سؤال طالبة حول لماذا يمنعون بعض الفتيات من الإنشاد الديني بحجة أن صوت المرأة عورة؟
وقال الدكتور علي جمعة خلال حلقة برنامج “نور الدين”، المذاع على قنوات الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية: “مين اللي قال إن صوت المرأة عورة، أنتي سمعتي كده؟ لأ صوت المرأة ليس عورة، هي دي الإجابة على سؤالك”.
فتاوى مثيرة للجدل
وكان جمعة قد أطلق عدة فتاوى في حلقات سابقة أثارت صخبا، منها أن الجنة ليست حكرًا على المسلمين فقط، وأن غيرهم من الأديان الأخرى أيضًا سيدخلون الجنة، وفسر ذلك من خلال آية في القرآن.
أما عن رأيه في الحب قبل الزواج على غرار قيس وليلى، فقال: “قيس لما تزوج ليلى طلقها بعد كل هذا الحب والشحتفة والقصائد التي غزلها في حقها.”
“لا حلال أو حرام في الحب”
كما أضاف أن الحب ليس فيه ما يعرف بالحلال والحرام، لأنه شعور قلبي لا نملكه، لكن قضية الزواج بعد الحب فهذه مسألة أخرى، لكن في مثل هذه الحالة من الحب مطلوب شيء واحد فقط وهو العفاف.
وسئل جمعة عن العلاقة بين الجنسين في سن المراهقة وحكم الشرع في شاب قال لفتاة بحبك فرد قائلا: “لو أبوها عارف يبقى عادي”.
أما عن صداقة الولد والبنت، فقال جمعة إن الخروج معًا في شلة ليس حرامًا، والبشرية كلها كانت على حد الاختلاط، مضيفا أن الصداقة بين الجنسين مباحة طالما فيها عفاف، وتعريف العفاف أن تكون العلاقة خالية من المحرمات والسرية، وفق وصفه.
برنامج نور الدين
يذكر أن برنامج “نور الدين” يفتح حوارا مع الأطفال والكبار حول تساؤلاتهم حول الدين والله عز وجل، إضافة إلى المشكلات الحياتية التي تواجه عباد الله وكيفية التغلب عليها، ويرد على أسئلة للمرة الأولى على لسان أطفال صغار، دومًا ما يسألونها لأهاليهم الذين يجدون أنفسهم فى حيرة من أمثلة (فين ربنا، مش بنشوفه ليه)، وغيرها من الأمور التي يقف الآباء أمامها في حيرة شديدة دون إجابة.
العربية نت
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: صوت المرأة
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: قيام الليل مفتاح السكينة والتقوى في زمن الفتن
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن قيام الليل؛ فهو مفتاحٌ بسيط، ولكن الله سبحانه وتعالى ذكَره في سياق بناء شخصيَّة عبادِ الرحمن. وأنت في قيام الليل كُن خائفًا من الله، خائفًا من عذابِه، مُلتجِئًا إليه سبحانه وتعالى؛ فإن هذا يجعلك تعيش في جوٍّ آخر غير الجوِّ الذي يريدون أن نعيش فيه، فتكون نفسُك لوَّامةً في بداية الأمر، ثم لا تزال ترتقي حتى تصيرَ راضيةً مرضيَّةً بعد ذلك، مطمئنَّةً في نهاية المطاف، كاملةً في سيرها إلى الله بعد ذلك.
وأضاف جمعة، فى منشور له عبر صفحته الرسمية يموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، أيها المؤمن.. هذه صفاتُ عباد الرحمن؛ تركوا المحرَّمات، وفعلوا الخيرات. هذه هي النفسُ البشريَّة التي أرادوا دَسَّها في أمَّارةٍ بالسوء، ولا يريدون لها تزكية، وهذه النفسُ البشريَّة التي رحم ربي فرضي عنها وأرضاها.
إذًا؛ نُقاوم ونصبر على ما قد جُبِلْنا عليه من توجّهٍ إلى الشر، ومن ميلٍ إلى الشهوات، وينبغي علينا أن نكون من المُزكِّين للنفس، وبدايةُ ذلك صلاةُ الليل؛ تُوقِع فيها الدعاء، فتلتجئ إلى الله.
ومن صلَّى الليل لا يفوتُه الفجر، ومن صلَّى الفجر كان في ذمَّة الله.
كلُّ هذه الأشياء تناساها كثيرٌ من الناس، واستيقظوا بعد فوات الأوان، وبعد شروق الشمس، ولا يدرون كيف أنَّ المسلم إذا استيقظ في تلك الساعة أصبحت نفسُه وَخِمَةً (أي ثقيلة)، والشيطان قد تَرَصَّد له. جَرِّبوا مع الله ما أمر الله به، وستَرَونَه بابًا قد فُتِح لكم؛ فيه الجمال، وفيه الراحة، وفيه الطمأنينة، وهو سهلٌ يشترك فيه كلُّ أحد، ليس صعبًا في فهمِه، ولا في تطبيقه، ولا مستحيلًا في ذاته.
أيها المسلمون.. هكذا علَّمنا ربُّنا في بناء النفس، ولم يعلِّمْنا أن نتبعَها ونتبعَ هواها؛ قال تعالى: ﴿وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا﴾ [النساء: 60].
يا عباد الله.. في هذا العصر الذي تتوالى فيه الأحداثُ تترى، يحتاج المؤمنُ منَّا إلى نفسٍ راضيةٍ مرضيَّةٍ مطمئنة، يواجه بها هذا البحرَ، بل هذه البحار من الظُّلُمات؛ الكيدُ هنا وهناك، وقِلَّةُ العقل، وقِلَّةُ الحكمةِ التي قال فيها الله تعالى: ﴿وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا﴾ [البقرة: 269]،
وقد أصابت كثيرًا من الناس. وأنت في أشدِّ الحاجة في هذه الأوقات إلى تقوية علاقتِك مع ربِّك، وقيامُ الليل ليس بعيدًا عن الأحداث التي نحن فيها؛ فاستنجدوا بالدعاء في جوف الليل؛ فقد ورد: «والدعاءُ يَنفَعُ مِمَّا نَزَلَ ومِمَّا لَمْ يَنزِلْ، وإنَّ البَلاءَ لَيَنْزِلُ فيَلْقَاهُ الدُّعاءُ فَيَعْتَلِجَانِ (يتصارعان) إلى يومِ القيامة» (رواه الطبراني).
الدعاءَ، الدعاءَ؛ الفعَّالُ لما يريد هو الله، والذي يحمي عبدَه هو الله؛ نلجأ إليه كما لجأ إليه عبدُ المطَّلب فقال: هذه غنمي، وإنَّ للبيتِ ربًّا يحميه.
علينا أن نُحسِن العلاقة مع الله حتى نتقوَّى في السير في هذا العصر، وحتى نواجه هذا كلَّه؛ لأنه رُكامٌ (وهو جمعُ شيءٍ فوقَ آخر حتى يصيرَ رُكامًا) يُذهبه الله في لحظة. فنَدعو الله سبحانه وتعالى ألَّا يجعل مصيبتَنا في ديننا، وألَّا يجعل الدنيا أكبرَ همِّنا ولا مبلغَ علمِنا، وأن يُحبِّب إلينا يومَ لقائه، وأن يجعلنا شهداءَ في سبيله، وأن يُحبِّب إلينا هذا الأمرَ من الدين.