أعاد المنتخب الوطني الثقة من جديد إلى نفوس جماهيره ومحبية بعد الأداء الذي ظهر عليه في مباراتي ماليزيا وكوالالمبور اللتين انتهتا بالنتيجة نفسها، ولكن أهم ما في الأمر هو الأداء الفني الذي قدمه المنتخب الوطني مع مدربه الجديد ياروسلاف تشيلافي الذي عرف كيف يستفيد من إمكانيات اللاعبين ومنحهم الثقة في أنفسهم أولا قبل الأمور الفنية الأخرى التي بكل تأكيد ستظهر مع قادم الأيام بعد أن يتعرف المدرب على واقع اللاعبين ومتابعتهم عن قرب في منافسات الدوري.
ثقة اللاعبين في أنفسهم وروحهم القتالية كانت حاضرة، وبين خبرة اللاعبين (الكبار) وحيوية اللاعبين (الشباب)، ظهر التنافس فيما بينهم لتقديم الأفضل والأجمل، ومن تابع شوطي المباراة يدرك تمامًا هذا التناغم والتنوع في الأداء بين جيلين، وهذا الأمر مبشر للغاية لمرحلة قادمة يعود من خلالها المنتخب الوطني لتقديم مستوياته الفنية الراقية التي عهدناها مع جيل الألفية.
أصبح من المهم أن نطوي صفحة الماضي ونركز على القادم فهو الأصعب بكل تأكيد ومع التطور الذي تشهده المنتخبات الآسيوية في شرق وغرب القارة الصفراء فإنه من المهم أن نواكب أيضًا هذا التطور وبوتيرة أسرع ونملك من المقومات التي تؤهلنا لأن نلحق بركب المنتخبات الآسيوية، خاصة -وبرغم كل ما حدث- فإننا ما زلنا ضمن المنتخبات العشرة الأوائل في القارة الآسيوية.
من المهم جدا أن نبني ما حققه المنتخب الوطني من نتائج مع التكاتف الجماهيري الذي لم يتخل عن واجبه الوطني في مساندة المنتخب الوطني في مسقط أو كوالالمبور، ليؤكد الجمهور العماني أنه عاشق ومحب للعبة، ويتمنى أن يشاهد منتخب بلاده دائمًا في القمة، ويكون ضمن المنتخبات الآسيوية في المقدمة.
هذا الحب المتأصل لدى الجماهير العمانية يجب أن يقابله اهتمام أكبر باللعبة الشعبية الأولى من خلال تطوير مسابقاتنا المحلية ومنتخباتنا السنية، كما أن المنتخب الأول مهمته القادمة ليست سهلة، وتحتاج إلى الكثير من العمل. صحيح أننا سوف نتأهل للمرحلة الثالثة من التصفيات الآسيوية، لكن كيف سيكون وضع المنتخب عندما تبدأ المرحلة الأهم وهي بلوغ نهائيات كأس العالم؟
وإذا كانت المنتخبات الستة المعروفة في قارة آسيا مرشحة فوق العادة لبلوغ نهائيات كأس العالم، فإنا لدينا أيضا ثلاثة مقاعد أخرى يتقاتل عليها 12 منتخبًا والكل لديه الطموح نفسه.
أتمنى أن نلتفت للمنتخب الوطني خلال المرحلة القادمة، ونسخر له كل الإمكانيات من معسكرات وتجارب ودية قوية مع التأكيد على تجربة عناصر أخرى شابة تتم تهيئتها من الآن لما هو قادم، فالتصفيات طويلة وشاقة للغاية، وتحتاج لنفس طويل. نأمل أن تكون المرحلة القادمة أفضل مما كان عليه في السابق وألا نقع في الخطأ نفسه من جديد وعلى مجلس إدارة الاتحاد أن يسعى إلى توفير كل الإمكانيات حتى يكون الطريق للمونديال سالكا بإذن الله.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: المنتخب الوطنی
إقرأ أيضاً:
المنتخب الوطني يدشن التحضير لمواجهتي الحسم .. وغياب لاعبي السيب وبهلا
يُجري منتخبنا الوطني مساء اليوم الخميس حصته التدريبية الثانية على أرضية مجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر بقيادة المدرب الوطني رشيد جابر وطاقمه المُعاون في إطار تحضيراته للمواجهتين الحاسمتين التي ستجمعه بالمنتخبين الأردني والفلسطيني يومي 5 و10 يونيو المقبل بمسقط وعمّان على التوالي بالجولتين الأخيرتين من المرحلة الثالثة للتصفيات النهائية المؤهلة لنهائيات مونديال 2026.
الجهاز الفني ارتأى إقامة التدريبات في الفترة المسائية للتعامل مع حرارة الصيف التي تجتاح المنطقة في هذه الأيام وأيضًا بسبب إقامة مواجهتي الأردن وفلسطين في وقت متأخر من المساء، حيث يجري الأحمر تدريباته بشكل يومي عند الساعة السابعة مساء ويتعامل الجهاز البدني بقيادة المُعد التونسي محمد وسيم مع اللاعبين بعناية كبيرة بدنيًا بسبب نهاية الموسم الحالي 2024-2025 والذي تخلله عدة توقفات واستحقاقات محلية وخارجية متنوعة للاعبي المنتخب الأول، حيث يركز الجهاز الفني بشكل أكبر على الجوانب الفنية والتكتيكية.
وفي السياق ذاته، منح المدرب رشيد جابر لاعبي نادي السيب علي بن سليمان البوسعيدي وجميل بن سليم اليحمدي وأحمد بن محمد الخميسي وعبدالرحمن بن عيد المشيفري وزاهر بن سليمان الأغبري وأمجد بن عبدالله الحارثي وأرشد بن سعيد العلوي، بجانب مهاجم نادي بهلا عبدالسلام بن مسلم الشكيلي، فرصة المشاركة مع نادييهم حيث يخوضان نهائي كأس الاتحاد للموسم الحالي يوم الأحد، بعد ذلك ينخرط اللاعبون في المعسكر التدريبي وفق البرنامج الذي تم إعداده سلفًا.
كما يغيب المحترفون الثلاثة صلاح بن سعيد اليحيائي (الخالدية البحريني) وعصام بن عبدالله الصبحي (القوة الجوية العراقي) والمنذر بن ربيع العلوي (الزوراء العراقي) عن المعسكر في الوقت الحالي بسبب انشغالهم مع أنديتهم، وسيلتحقون بعد نهاية الموسم الرياضي في البحرين والعراق، بينما ينخرط محسن الغساني مع زملائه في التدريبات بعد نهاية موسمه مع ناديه بانكوك يونايتد التايلندي.
ويواصل المنتخب تدريباته بوجود إبراهيم المخيني (النهضة) وفايز الرشيدي (صحار) وعبدالملك البادري (الشباب)، وخالد بن ناصر البريكي ويوسف بن ناشر المالكي وحاتم بن سلطان الروشدي وماجد بن سليم السعدي ومحمد بن حميد المالكي (الشباب)، وحارب بن جميل السعدي وعبدالله بن فواز بيت عبدالغفور وحسين بن سعيد الشحري وغانم بن رمضان الحبشي وأحمد بن خليفة الكعبي وعاهد بن الحبشي المشايخي وثاني بن غريب الرشيدي (النهضة)، ومصعب بن محفوظ الشقصي ومحمد بن عبدالحكيم السبيعي (الرستاق)، وسلطان بن بدر المرزوق وحمد بن سعيد الحبسي (ظفار)، وملهم بن يوسف السنيدي (النصر) وعيسى بن خلفان الناعبي (مسقط) وطارق السعدي (سانت أندرو الإسباني)، ووفقًا للبرنامج التحضيري سيخوض المنتخب مباراتين وديتين يومي 20 و28 مايو الجاري أمام محليي النيجر ومنتخب لبنان الذي يستعد لمواجهة اليمن بتصفيات أمم آسيا 2027.
الطريس للمرة الثالثة
وفي السياق ذاته، منحت لجنة الحكام في الاتحاد الدولي لكرة القدم مهمة إدارة مواجهة منتخبنا الوطني والأردن في 5 يونيو المقبل الساعة الثامنة مساء بالعاصمة مسقط للطاقم السعودي المكون من حكم الساحة خالد الطريس والمساعدين هشام الرفاعي وعبدالرحيم الشمري، والحكم الرابع فيصل الحربي، بينما سيكون في غرفة تقنية الفيديو مواطنهم سلطان الحربي ويساعده إبراهيم الدخيل، واسم الطريس تكرر كثيرًا مع منتخبنا الوطني في الفترة الماضية، حيث ستكون المباراة القادمة هي الثالثة التي يديرها للأحمر بالتصفيات الحالية والرابعة في آخر 8 أشهر.
الطريس من مواليد منطقة القصيم في 30 أبريل 1987 وبدأ مشواره في التحكيم في 2008، وحصل على الشارة الدولية في عام 2016، وفي هذه التصفيات أدار 6 مباريات، آخرها مواجهة العراق وفلسطين المثيرة في استاد عمّان الدولي في 25 مارس الماضي التي انتهت بفوز فلسطيني مثير بهدفين لهدف، وهو الأول في تاريخ منتخب فلسطين على العراق.
وفي هذه التصفيات، أدار مواجهة العراق ومنتخبنا في 5 سبتمبر الماضي في استاد البصرة الدولي، وطرد أرشد العلوي في اللقاء بالبطاقة الصفراء الثانية، وانتهت بفوز العراق برأسية أيمن حسين، ثم ظهرت صافرته مجددًا في مواجهة ذهاب الأردن ومنتخبنا في 15 أكتوبر في استاد عمّان، وشهدت المباراة خسارة قاسية لمنتخبنا برباعية نظيفة، واحتسب الطريس ضربة جزاء للمنتخب المضيف في الشوط الثاني، ثم ظهرت صافرته في افتتاح خليجي 26 مجددًا بين منتخبنا الوطني والكويت باستاد جابر الدولي في 21 ديسمبر الماضي، وانتهت تلك المباراة بهدف لهدف، حيث تقدمت الكويت برأسية يوسف ناصر قبل أن يُسجل عصام الصبحي هدف التعادل، بينما أول مباراة أدارها الطريس لمنتخبنا الوطني كانت أمام فلسطين في سبتمبر من عام 2023 بمسقط، وانتهت بفوز منتخبنا بهدفين لهدف.
ويعد الطريس من الحكام السعوديين المميزين في هذه الفترة، حيث أدار نهائي السوبر السعودي 2023-2024 بين الهلال والاتحاد، وعلى صعيد الدوري المحلي، أدار هذا الموسم في دوري روشن 16 مباراة، أبرزها القادسية والأهلي والنصر والرائد، و5 مباريات في دوري أبطال آسيا للنخبة، أهمها العين الإماراتي والريان القطري.