قصة آية 56 من سورة يوسف.. أسرارها ومعنى :«وَلا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ»؟
تاريخ النشر: 28th, March 2024 GMT
قصة آية ، لقاء يتجدد عبر موقع صدى البلد من خلال بيان معاني القرآن الكريم وأسباب النزول على مدار شهر رمضان 2024، ونتناول فيه اليوم، قصة آية 56 من سورة يوسف حيث يقول تعالى: “وَكَذَٰلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ ۚ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاءُ ۖ وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (56)”.
ذكر الطبري في تفسيره القول في تأويل قوله تعالى : وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ وَلا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (56)، قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره: وهكذا وطَّأنا ليوسف في الأرض، يعني أرض مصر ، (يتبوأ منها حيث يشاء)، يقول: يتخذ من أرض مصر منـزلا حيث يشاء، بعد الحبس والضيق، (نصيب برحمتنا من نشاء)، من خلقنا، كما أصبنا يوسف بها ، فمكنا له في الأرض بعد العبودة والإسار، وبعد الإلقاء في الجبّ، (ولا نضيع أجر المحسنين)، يقول: ولا نبطل جزاء عمل من أحسن فأطاع ربه، وعمل بما أمره، وانتهى عما نهاه عنه ، كما لم نبطل جزاء عمل يوسف إذ أحسن فأطاع الله .
وكان تمكين الله ليوسف في الأرض كما حدثنا ابن حميد قال ، حدثنا سلمة ، عن ابن إسحاق قال: لما قال يوسف للملك: اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ قال الملك: قد فعلت ! فولاه فيما يذكرون عمل إطفير وعزل إطفير عما كان عليه ، يقول الله: (وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء)، الآية. قال: فذكر لي، والله أعلم أن إطفير هَلَك في تلك الليالي ، وأن الملك الرَّيان بن الوليد، زوَّج يوسف امرأة إطفير راعيل ، وأنها حين دخلت عليه قال: أليس هذا خيرًا مما كنت تريدين؟ قال: فيزعمون أنها قالت: أيُّها الصديق، لا تلمني ، فإني كنت امرأة كما ترى حسنًا وجمالا ناعمةً في ملك ودنيا ، وكان صاحبي لا يأتي النساء ، وكنتَ كما جعلك الله في حسنك وهيئتك ، فغلبتني نفسي على ما رأيت . فيزعمون أنه وجدَها عذراء ، فأصابها ، فولدت له رجلين: أفرائيم بن يوسف ، وميشا بن يوسف.
وعن ابن وكيع قال ، حدثنا عمرو ، عن أسباط ، عن السدي; (وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء) قال: استعمله الملك على مصر ، وكان صاحب أمرها ، وكان يلي البيعَ والتجارة وأمرَها كله ، فذلك قوله: (وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء).
وعن يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال ،قال ابن زيد في قوله: (يتبوأ منها حيث يشاء) قال: ملكناه فيما يكون فيها حيث يشاء من تلك الدنيا ، يصنع فيها ما يشاء ، فُوِّضَتْ إليه . قال: ولو شاء أن يجعَل فرعون من تحت يديه ، ويجعله فوقه لفعل.
كما حدث المثنى قال ، حدثنا عمرو قال ،أخبرنا هشيم ، عن أبي إسحاق الكوفي ، عن مجاهد قال: أسلم الملك الذي كان معه يوسف.
وذكر السعدي في تفسيره: { وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ } ويوسف عليه السلام من سادات المحسنين، فله في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: قصة آية سورة يوسف القران الكريم معاني القرآن شهر رمضان 2024 قصة آیة من سورة
إقرأ أيضاً:
البابا تواضروس لشباب كنيسة العذراء والقديس يوسف النجار بسموحة: مصر وطن لا يضاهيه وطن
هنأ قداسة البابا تواضروس الثاني بمناسبة ذكرى ثورة ٣٠ يونيو، وذلك في اجتماع الأربعاء المنعقد مساء اليوم في كنيسة السيدة العذراء والقديس يوسف النجار بمنطقة سموحة بالإسكندرية، وقال قداسة البابا:
"أهنئكم بمناسبة ذكرى ثورة ٣٠ يونيو." وبهذه المناسبة أعطى قداسته مثلاً عن الإنسان إذا ما تمت سرقته بيته، متسائلاً ما هو شعورك إزاء هذا الموقف؟ وعاد يسأل ماذا لو كان وطنًا بأكمله تتم سرقته؟!.
وأضاف: "وطنًا بجملته كانت ستتم سرقته بكل ما فيه، تاريخه وجغرافيته، وثقافته والآداب!. من أجل هذا قامت ثورة ٣٠ يونيو لكي ما تعود للوطن هويته، من أجل هذا نشكر الله أن بلدنا الآن صارت آمنة وساكنة رغم كل النيران المحيطة بنا."
واستعاد قداسة البابا ذكريات تلك الفترة من عام ٢٠١٣، ولا سيما يوم ٣ / ٧ والاجتماع الذي عقد في ذلك اليوم للرموز الوطنية، وقرأ فيه الرئيس السيسي الذي كان وزير الدفاع وقتها، البيان المشترك.
ولفت قداسته إلى أنه في طريق عودته بطائرة هليكوبتر من القاهرة إلى الإسكندرية حرص قائد الطائرة على الطيران على ارتفاع قريب ليتسنى لقداسة البابا أن يرى فرحة الشعب المصري بالبيان."
مصر وطن غاليوشدد قداسته على أن مصر وطن غالي على المصريين، وأن تراب مصر تقدس بسير السيد المسيح والقديسة العذراء والقديس يوسف النجار عليه، وهو ما يجعل هذه ميزة تتميز بها مصر وسط بلاد العالم كله، بل أنها بركة ونعمة تختص بها مصر."
وأشار قداسة البابا إلى أن ملتقيات شباب المهجر تسعى في جزء أساسي منها لجذب الشباب لزيارة وطنهم الأم مصر، والتعرف عليها، بينما ملتقيات الشباب القبطي ممن يعيشون داخل مصر يهدف إلى تعرف هؤلاء الشباب بشكل أكبر على وطنهم."
واختتم قائلاً: "مصر وطن لا يضاهيه أي وطن آخر في العالم."