في رسالة تتناقلها مشاعر المقيمين بأرض المملكة إلى فضاءات بلدانهم؛ للثقافة السعودية الأصيلة، في عادات شهر رمضان، مستحضرين فيها بكل ما يربطهم بأرض المملكة وأرضهم الأم، سواء في المأكل والمشرب أو التهاني أو اللقاءات والتجمعات، حتى امتزجت ثقافة المقيم مع الثقافة السعودية؛ رغم اختلاف حياة عامتهم، معربين عن دهشتهم من بزوغ نجم العادات السعودية وطبائعها دون غيرها.


ويدون المقيم أو الزائر والسائح الأجنبي حين يغادر أرض السعودية بفيض مشاعره وكتاباته؛ رؤى حفظت لهم صورة العادات الاجتماعية السعودية المتأصلة؛ التي يجدها الكثير منهم نابضة بالحياة، وغلبت عليها الدقة وطرافة الوصف بعين مشاهد المقيم الناقلة للخبر عن المجتمع السعودي باختلاف مراحله العمرية؛ والذي يجدون فيه التمسك بهذه العادات والتقاليد الرصينة وخصوصًا خلال شهر رمضان المبارك؛ حتى أصبحت هذه العادات بمثابة مدرسة للأجيال لغرس مفهوم التلاحم والتراحم وهو ما دأبت عليه العائلة السعودية منذ أمد بعيد، لتحمل في ذاكرة المقيم الكثير والكثير من طابع الدهشة وصورة مغايرة تحمل في جوفها أسمى السياقات الإسلامية، حتى درجت المملكة منذ أمد بعيد على خلق مجتمع حيوي وبيئة عامرة، وضعت ضمن أولوياتها سعادة المواطن والمقيم وتوفير البيئة اللازمة لهم و لأبنائهم في كافة المراحل، وذلك لبناء جيل ينعم أفراده بنمط حياة علمية واجتماعية متطور، ومحيط يتيح للفرد العيش فيه وفق بيئة إيجابية جاذبة.

ووثقت عدسة واس، التفرد في موروثات رمضان وعاداته، لدى العديد من المقيمين في موائد الإفطار الرمضاني العامر بأطيب الطعام؛ حيث لا تختلف عن غيرها من البلدان العربية والإسلامية في عادات وطرق الاحتفال بشهر رمضان، انطلاقًا من اليوم الأول لهذا الشهر حتى آخر أيامه؛ والتي يمزج بها المقيم صورًا جميلة وطيبة حملها عن المجتمع السعودي من صور التكافل والتضامن الاجتماعي الذي حرصت عليه الشريعة الإسلامية الغراء؛ ناقلين ما يرونه من مشاهدات تحرص فيه العائلات السعودية على استضافة العديد من عابري السبيل لموائد إفطارهم، واستمرار هذا العمل الخيري طوال الشهر الفضيل، في عدد من المساجد والأماكن المخصصة، لإفطار الصائم في كل مدن المملكة، حيث توزع الأيدي السعودية ألذ الأطعمة و المأكولات والمشروبات يتبرع بها أهل الخير ، وهو ما يعكس صفة الكرم التي تعد تاج العادات والتقاليد السعودية الأصيلة.

وأكدت المقيمة من الجنسية السودانية الدكتورة ثريا محمد أحمد بخيت، إن المملكة العربية بلد أمن وأمان واستقرار؛ ولسنا غرباء بين أهالينا، وأخوتنا، حيث بدأت قصة انتقالنا من جمهورية السودان بعد تخرجي مباشرة من الجامعة في منتصف الثمانينات، مشيرة إلى أن زوجها كان يعمل حينها مدرساً في ضواحي الطائف، وبالضبط في منطقة حريزة التابعة لمركز بني سعد، وكانت أول رحلة إلى السعودية جويًا أقلعنا من الخرطوم إلى جدة وبعدها رحلة برية إلى مكة ثم إلى جنوب الطائف، وما لفت نظري في شريط ذكرياتي خلال مسيرنا في ذلك الوقت طريق الهدا المتعرج، والجبال التي كانت تكسو الطائف باللون الأخضر، وفي مخيلتي رأيتها أشبه ما تكون بالريف البريطاني.

وأضافت الدكتورة ثريا أنه من الأمور التي تشتهر بها غالبية مناطق المملكة تلك المجالس الرمضانية العائلية التي يعقدها المواطنون، ويتحدثون فيها في مختلف الأمور الثقافية والأدبية والاجتماعية ، كما يلجؤون إلى أوقات من السمر يسلو فيها أطفالنا من أبناء الجاليات مع أطفالهم، حيث تبدأ هذه الأمسيات الرمضانية بعد صلاة التراويح التي يحرص على أدائها الغالبية العظمي من الشباب والكبار على حد سواء؛ حتى أصبحت غالبية الجاليات في السعودية مليئة بالنشاط والحيوية لما اكتسبته من الثقافة السعودية، فضلاً عن الأمسيات الشعرية التي نجدها ملاذاً ثقافيًا آخر، نلتقي فيها سويًا مع الأدباء والشعراء، ونروي فيها العديد من القصص القصيرة المحملة بأبيات الشعر، التي يتولاها آخرون بالنقد والتحليل من الناحية الفنية؛ إضافةً إلى ما يمارسه الشباب والأطفال بألواناً عديدة من الرياضة مثل كرة القدم والسلة والطائرة ، وسباق الجري، وغيرها التي نجدها نحن وعوائلنا محل أنس وترويح عن النفس.

المصدر: صحيفة عاجل

كلمات دلالية: المعتمرين المقيمين الثقافة السعودية

إقرأ أيضاً:

الإفتاء الأردنية: التكبير الجماعي في العيد سنة مستحبة لا إنكار فيها

صراحة نيوز ـ أكدت دائرة الإفتاء العام الأردنية أن التكبير الجماعي في عيدي الفطر والأضحى هو سنة مستحبة في الشريعة الإسلامية، ولا حرج في ممارسته، بل إنه من شعائر العيد التي تميز الأمة الإسلامية وتُظهر فرحتها بتمام العبادة.

جاء ذلك في رد رسمي على سؤال ورد للدائرة حول حكم التكبير الجماعي في أيام العيد، حيث أوضحت أن رفع الصوت بالتكبير – سواء كان فردياً أو جماعياً – من السنن التي واظب عليها النبي محمد ﷺ وصحابته الكرام، مستشهدة بقوله تعالى: “وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ” (البقرة: 185).

وبيّنت الدائرة أن التكبير الجماعي بصوت واحد لا يتعارض مع السنة، بل هو أقرب لتحقيق روح الشعيرة، وأكثر تأثيراً في النفس، وأبعد عن الاضطراب والتشويش الذي قد ينشأ عند تداخل أصوات المصلين بشكل غير منظم.

واستشهدت الإفتاء بعدة شواهد من السيرة النبوية والآثار، منها حديث أم عطية رضي الله عنها في صحيح البخاري، والذي ورد فيه:
“فَيُكَبِّرْنَ بِتَكْبِيرِهِمْ، وَيَدْعُونَ بِدُعَائِهِمْ، يَرْجُونَ بَرَكَةَ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَطُهْرَتَهُ”، مما يدل على مشروعية التكبير الجماعي.

كما نقلت عن الإمام البخاري قوله: “كان عمر رضي الله عنه يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد، فيكبرون، ويكبر أهل الأسواق، حتى ترتج منى تكبيراً”، في مشهد يُجسّد روح الجماعة والتكبير المنسجم، وهي رواية قال عنها الحافظ ابن حجر إنها دليل واضح على أن الصحابة مارسوا التكبير بصوت واحد منظم.

وفي تأكيد للمشروعية، نقلت الإفتاء عن الإمام الشافعي قوله في كتاب “الأم”:
“أحببت أن يكبر الناس جماعة وفرادى في المسجد والأسواق والطرق والمنازل، وأينما كانوا، وأن يظهروا التكبير”.

وأشارت الدائرة إلى أن التكبير الجماعي سلوك تلقائي نشأ في ضوء تعاليم الشريعة، ولا يزعم أحد أن هذا الشكل من الذكر أكثر أجراً من غيره، لكنه لا يتعارض مع السنة، ولا توجد مفسدة شرعية فيه، وبالتالي فلا يجوز الإنكار على من يفعله، خصوصًا أنه تناقلته أجيال المسلمين عبر الزمن دون نكير.

وعن توقيت التكبير، أوضحت أن تكبير عيد الفطر يبدأ من غروب شمس آخر يوم من رمضان (ليلة العيد) ويستمر حتى بدء صلاة العيد، أما في عيد الأضحى، فيبدأ من فجر يوم عرفة (9 ذو الحجة) ويستمر حتى عصر اليوم الثالث عشر من ذي الحجة، وهو آخر أيام التشريق.

وختمت الإفتاء بالتأكيد أن هذه الشعيرة الجليلة، فردية كانت أو جماعية، من مظاهر الفرح المشروع في الإسلام، وهي وسيلة للتقرب إلى الله وشكر نعمه، وإحياءٌ لسنة نبوية تربط القلوب بالله في مواسم الطاعة والفرح.

مقالات مشابهة

  • حُلمُ الكفيف اليمني "الخُديري" يتحقَّقُ.. مشاعرُ إيمانية تُبصِرُ النور في مكة
  • وزير الخارجية يلتقي الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي
  • أخطاء التي يقع فيها الحجاج.. تصرفات شائعة احذر منها
  • وفاة عبد العزيز الكرعاني أبرز “نجوم رمضان” بمساجد المملكة
  • في محكمة الأسرة.. حالات يجوز فيها رفع دعوى طلاق للضرر
  • اعتبارا من تموز المقبل ..فرنسا تحظر التدخين في كل الأماكن التي يتواجد فيها الأطفال
  • فرنسا تحظر التدخين في كل الأماكن التي يتواجد فيها الأطفال بدءًا من يوليو
  • المشاط تلتقي المنسق المقيم للأمم المتحدة بمصر
  • “نشمي”.. وثائقي الأمير الحسين يُلهب مشاعر الأردنيين ويشعل الحماس الرياضي
  • الإفتاء الأردنية: التكبير الجماعي في العيد سنة مستحبة لا إنكار فيها