ما هي تداعيات كارثة بالتيمور على سلاسل الإمداد العالمية؟
تاريخ النشر: 29th, March 2024 GMT
أثار انهيار جسر تسبب بإغلاق مرفأ بالتيمور مخاوف بشأن التداعيات المحتملة للكارثة على سلاسل الإمداد العالمية.
وحذرت السلطات من أن "الطريق طويل" قبل إعادة فتح الميناء الكبير عقب انهيار جسر جراء اصطدام ناقلة حاويات به الأربعاء ما تسبب بإغلاق مدخل المرفأ.
في ما يلي لمحة لما يمكن أن يمثله ذلك للتجارة العالمية:
بالتيمور من بين أكبر 20 مرفأ في الولايات المتحدة من حيث الحمولة وعدد الحاويات التي يمكن مناولتها، بحسب المكتب الأميركي لإحصاءات النقل.
العام الماضي عبرت في المرفأ 1.1 مليون وحدة مكافئة لعشرين قدما من الحاويات، وهو مقياس لحجم حاويات الشحن، في رقم قياسي.
ومثّلت واردات الحاويات عبر بالتيمور 2.1 بالمئة من إجمالي جميع الموانئ الأميركية، بحسب أليانز تريد.
وقال مدير معهد المعهد العالي للاقتصاد البحري بول توريه إن موقع المرفأ في عمق خليج تشيسابيك، يجعله "ميناءً أميركيا من الدرجة الثانية".
وأضاف أن الميناء يستقبل حركة الملاحة عبر المحيط الأطلسي، بما فيها السفن الصغيرة من شمال أوروبا والبحر الأبيض المتوسط بالإضافة إلى بعض خطوط الشحن من المحيط الهندي.
واستقبلت محطات الميناء الخاصة والعامة 847,158 سيارة وشاحنة خفيفة العام الماضي، أي أكثر من أي ميناء أميركي للعام الثالث عشر على التوالي، وفقًا لأرقام ولاية ماريلاند.
واحتل المرفأ المركز الأول بالنسبة للآلات الزراعية وآلات البناء، وكذلك السكر والجبس المستورد، والمركز الثاني في صادرات الفحم.
قال عملاقا السيارات الألمانيان فولكسفاغن وبي إم دبليو إن أنشطتهما لم تتأثر إذ لا يزال باستطاعة السفن الوصول إلى مواقع مرافقهما.
من جهته قال المنافس الأميركي فورد إنه وجد طرقا بديلة.
لكن القسم المخصص لمرسيدس بنز لم يعد بالإمكان الوصول إليه بحرا، إذ يقع خلف الجسر المنهار.
وقالت الشركة لوسائل إعلام ألمانية إنها تبحث عن طرق بديلة.
وقال باتريك ليبرهوف من مؤسسة إنفرتو للاستشارات في مذكرة إن "إغلاق مرفأ بالتيمور لن يكون له تأثير يذكر على التجارة بين الولايات المتحدة وأوروبا".
وأضاف "في الربع الأخير من 2023، تم تحميل وتفريغ قرابة 260,000 حاوية ذات المقاييس التقليدية في المرفأ".
و"هذا الحجم يمكن تحويله إلى مرافئ مجاورة" مثل نيويورك ونورفولك وفرجينيا، كما قال.
ويُتوقع أن يؤثر إغلاق الميناء بشكل أساسي على صادرات الولايات المتحدة من الفحم وواردات الكوبالت، بحسب وكالة ستاندر آند بورز للتصنيف الائتماني.
ولم يعد بالإمكان الوصول إلى جناحي "سي إس إكس كورتيس باي" و"كونسول مارين ترمينال" المخصصَين لصادرات الفحم، وفق الوكالة.
وأضافت ستاندرد آند بورز أنه من المتوقع أن يعطل الحادث صادرات الفحم من بالتيمور لمدة 10 إلى 15 يومًا، لكن خبراء السوق أشاروا إلى أنه سيكون له "تداعيات محدودة على الأسعار وسط أسواق ذات مخزونات كافية".
وارتفعت صادرات الفحم من بالتيمور إلى 28 مليون طن قصير في عام 2023، ويرجع ذلك أساسًا إلى الطلب المتزايد من آسيا، وفقًا لإدارة معلومات الطاقة الأميركية.
و"حتى قبل إغلاق الميناء، كنا نتوقع نموًا أبطأ بكثير في إجمالي صادرات الفحم الأميركية في 2024، بنسبة واحد بالمئة فقط"، وفق إدارة المعلومات. وأضافت أن "تعطل العمليات في بالتيمور قد يؤثر على حجم الصادرات هذا العام".
وكانت مخزونات الكوبالت في بالتيمور تشهد ضغوطا بسبب الطلب القوي على المعدن، وهو مكون رئيسي لبطاريات السيارات الكهربائية والأجهزة العالية التقنية.
كما تسببت هجمات المتمردين اليمنيين على سفن في البحر الأحمر في تأخر الإمدادات، مع اضطرار شركات الشحن إلى تحويل مسارات السفن إلى الطريق الأطول والأكثر تكلفة حول أفريقيا الجنوبية.
وبينما لن يكون لحادثة الجسر "تأثير يذكر" على المنتجات النفطية المكررة في الولايات المتحدة، إلا أن إمدادات وقود الشحن "قد تتقلص" على ساحل المحيط الأطلسي مع تزود السفن بالوقود خارج بالتيمور، وفق ستاندر آند بورز.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
DisrupTech Ventures تدعم شركة Winich Farms النيجيرية في مجال التكنولوجيا الزراعية والمالية، في أول استثمار لها في إفريقيا جنوب الصحراء
أعلنت DisrupTech Ventures، أحد أبرز صناديق الاستثمار في مصر والمتخصصة في دعم الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا المالية، عن أول استثمار لها على المستوى الإفريقي خارج مصر، وذلك من خلال دعم شركة Winich Farms النيجيرية، وهي شركة تكنولوجيا زراعية سريعة النمو تعمل على تمكين صغار المزارعين من الوصول إلى الأسواق والتمويل في مختلف أنحاء نيجيريا. يأتي هذا الاستثمار ضمن جولة التمويل التمهيدي (Pre-Series A) للشركة.
تعمل Winich، ومقرها لاجوس، على مواجهة أبرز التحديات في القطاع الزراعي النيجيري، والتي تتمثل في تفتت سلاسل التوريد، وضعف الشمول المالي. وعلى الرغم من أن الزراعة تمثل 21% من الناتج المحلي الإجمالي في نيجيريا وتوفر فرص عمل لملايين الأشخاص، إلا أن صغار المزارعين – الذين يشكلون 80% من القوى العاملة الزراعية وينتجون 90% من إجمالي الإنتاج – لا يزالون مستبعدين إلى حد كبير من سلاسل الإمداد الحديثة والأنظمة المالية الرسمية.
وفي تعليقه على هذا الاستثمار الدولي الأول، صرّح محمد عكاشة، الشريك المؤسس في DisrupTech Ventures، قائلًا:
"يعكس استثمارنا في Winich إيماننا الكبير بفرص النمو في قطاع التكنولوجيا الزراعية والمالية في نيجيريا، وقابلية نموذج أعمالهم للتوسع. لا تقتصر أهمية Winich على حل مشكلات حقيقية يواجهها صغار المزارعين، بل تفعل ذلك بنموذج قابل للتكرار والتطوير. الزراعة تمثل أيضًا حجر أساس في الاقتصاد المصري، ونتطلع إلى تبادل الخبرات وأفضل الممارسات بين السوقين مع توسع Winich في القارة."
من جانبه، قال أتاي ريتشز، الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس لشركة Winich Farms:
"نحن متحمسون لانضمام DisrupTech Ventures إلينا في هذه المرحلة الجديدة من النمو. ستكون خبرتهم في تنمية الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا المالية ذات قيمة كبيرة ونحن نعزز عملياتنا، ونمكّن المزيد من المزارعين، ونتوسع في أسواق جديدة داخل إفريقيا وخارجها. هذه الشراكة تدعم رؤيتنا في بناء سلسلة توريد زراعية أكثر كفاءة وشمولًا تبدأ من نيجيريا وتمتد إلى الأسواق العالمية."
وفي ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تشهدها نيجيريا، بما في ذلك ارتفاع أسعار المدخلات الزراعية وزيادة معدلات الفائدة نتيجة انخفاض قيمة النيرة، تقدم Winich حلًا فعالًا في الوقت المناسب يعالج أكبر مشكلتين في القطاع: الوصول إلى السوق والوصول إلى التمويل.
وتنشط Winich حاليًا في 29 من أصل 36 ولاية نيجيرية، وتلعب دورًا محوريًا في ربط صغار المزارعين بسلاسل القيمة الزراعية الأكبر. حيث تربط منصتها الرقمية أكثر من 180،000 مزارع بشكل مباشر بالمشترين مثل المعالجين وتجار التجزئة، مما يقلل من عدد الوسطاء الذين يقلصون هوامش أرباح المزارعين. ومن خلال شبكة وطنية من نقاط التجميع التي يديرها وكلاء، تدير Winich عمليات التجميع والخدمات اللوجستية بكفاءة دون امتلاك أصول مادية.
كما تقدم بطاقات Winich Cards حلولًا رقمية تقلل الاعتماد على المدفوعات النقدية، وتبني سجلًا رقميًا يساعد المزارعين لاحقًا في التأهل للحصول على التمويل. بالإضافة إلى ذلك، توفر الشركة خدمات تمويل مباشر ودعم زراعي بالتعاون مع وكالة تطوير البحوث الزراعية في كيبي (KARDA) لمساعدة المزارعين على توسيع إنتاجهم وتحسين الكفاءة.
ومع تطلعها إلى المستقبل، تخطط Winich للاستفادة من نجاحها في نيجيريا للتوسع في أسواق إفريقية جديدة، واستكشاف شراكات تصديرية نحو منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ومع تزايد الطلب على سلاسل إمداد زراعية موثوقة وقابلة للتتبع ومدعومة بالتكنولوجيا، تتمتع Winich بمكانة قوية لتصبح رائدًا قاريًا في حلول ما بعد الحصاد الزراعية والتكنولوجيا المالية.