بوابة الوفد:
2025-12-13@15:17:59 GMT

الرحمة بالناس دين وليس تفضلا!

تاريخ النشر: 29th, March 2024 GMT

 

جعل الله من أسمائه الرحمن الرحيم وصفة من صفاته العلى سبحانه تجلى على عباده وتفضل عليهم وقد ذهب جمهور العلماء إلى أن الرحمن مشتق من الرحمة مبنى على المبالغة، فهو ذو الرحمة التى لا نظير له فيها. 

إنه الرحمن لجميع خلقه فى الأمطار ونعم الحواس والنعم العامة، والرحيم بالمؤمنين فى الهداية لهم واللطف بهم وكما قال ابن المبارك: الرحمن إذا سئل أعطى، والرحيم إذا لم يسأل غضب وقد أخذه ابن المبارك من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذى رواه ابن ماجة فى سننه والترمذى فى جامعه عن أبى هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من لم يغضب الله عليه.

والله جعل الرحمة تسعة وتسعين جزءًا فوضع فى خلقه جزءًا وادخر الباقى فبهذا الجزء الذى وضعه بين خلقه يتراحمون حتى تضع الدابة حافرها خوفًا من أن تصيب وليدها، وقد بين أن رحمته تعالى رهن برحمة الخلق بعضهم بعضًا فإذا لم يتراحموا فلن ينالوا من رحمة الله فى الدنيا إذ الرحمة هى قوام الحياة،وسر لدوام نعم الله وإكسير العافية. 

فالله تعالى قال فى كتابه الكريم: «نبئ عبادى أنى أنا الغفور الرحيم * وأن عذابى هو العذاب الأليم»، فهذه الرحمة من الله رحمة مطلقة للعاصى والمطيع وللمؤمن والكافر، فلم يمنع الله خيره ونعمه على من عبدغيره ذلكم الذى أكل خير الله وعبد غيره، وإنما تفضل عليه بعطاء الربوبية فكيف بمخلوق خلقه الله وتفضل عليه بهذه الرحمات وهو يمنع الناس حقهم ويظلمهم ويبغى فى الأرض بغير الحق تجبرا وتكبرا ولم يرحمهم فى ملبس ولا مطعم ولا مسكن، فالراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من فى الأرض يرحمكم من فى السماء. 

وليست الرحمة بالناس تفضلًا وتكرمًا من أحد فهى صمام الأمان وراحة البال وسكينة الفؤاد لكل ملتاع ومهموم فى أمس الحاجة لمن يربت على كتفيه ويأخذ بيديه فى مدلهم الحياة وقفارها الجرداء.

 

 

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

الوجوه الثلاثة!!

هناك حكمة يابانية تقول «إن للشخص ثلاثة وجوه»، الأول يراه الناس، والثانى تراه عائلته، والثالث يحاول أن يخفيه لأنه عكس حقيقة ما فى داخله، فالإنسان دائماً سر نفسه ويحاول باستمرار البحث عن حقيقته، ويعرف أن الوجه الذى يظهر به أمام الناس ليس هو الوجه الحقيقى له. فقد يرى الشخص فى نفسه أنه حنون ويراه الآخرون غليظ القلب، وقد يرى الشخص فى نفسه أنه كريم ويراه الناس حريصاً، فلا بأس أن يرى ما شاء فى نفسه، فهذا طبيعى، ولكن فى النهاية تعاملاتك مع الغير دائماً ناقصة، فيبحث الناس فيها عما تحاول إخفاءه ليستكملوا صورتك الحقيقية، وعلى الشخص أن يتقبل الفجوة بين الوجه الذى يحاول أن يظهر به أمام الناس والوجه الذى يراه الناس فيه، فإذا كانت الفجوة بسيطة يتقبلها ويحاول أن يصلحها، ولكن إذا كانت الفجوة كبيرة، كأن يعتقد الشخص فى نفسه أنه أميز وأفهم وأعلم من الكل، فيجب أن يسلم بالصورة التى يراه فيه الناس بأنه سيئ، ومن الضرورة البعد عنه لأن هؤلاء الأشخاص يكاد يقتلهم غرورهم، فلا فائدة منه تعود على المجتمع مهما تبوأ أعلى المناصب، وكما قال شاعرنا الكبير نزار قبانى «فإذا وقفت أمام حسنك صامتاً، فالصمت فى حرم الجمال جمال».

مقالات مشابهة

  • حكم الدين في عدم الإنجاب.. أزهري: الشخص الذي يرفض النعمة عليه الذهاب لطبيب نفسي
  • «فخ» كأس العرب
  • الوجوه الثلاثة!!
  • خطأ شائع في الصلاة على النبي .. اكتبها صح: «اللهم صلِّ» وليس «صلي»
  • تونس.. السيادة للشعب وليس لقيس سعيّد.. الحقائق السبع
  • علي جمعة يوضح الفرق بين القلب والفؤاد..فتعرف عليه
  • أيام الرحمة تقترب.. متى يبدأ شهر رجب 1447؟
  • فينجر: مستقبل كرة القدم يُبنى من الأكاديميات وليس بالنتائج السريعة
  • خالد الجندي: عطاء الدنيا زائل وليس دليلا على محبة الله للعبد
  • الشيخ خالد الجندي: عطاء الدنيا زائل وليس دليلاً على محبة الله للعبد وقد يعطيه للكافر