تمر الأيام وتمضى السنين وتبقى ذكراهم خالدة خلود الدهر لا تندثر باندثار أجسادهم التي وراه الثرى، فما قدموه من تضحية وفداء دون مقابل أو نظير تجاه هذا الوطن الغالي، يوجب علينا تقديرا وإجلالا لهم أن نحفظ هذه السيرة العطرة التي تركوها لنا لنورثها للأجيال القادمة لتكون درسا لا ينسى في الحفاظ على الوطن من المتربصين به من أهل الشر.

"وربما جاء يوم نجلس فيه معا لا لكى نتفاخر ونتباهى ولكن لكى نتذكر وندرس ونعلم أولادنا وأحفادنا جيلا بعد جيل، قصة الكفاح ومشاقه ومرارة الهزيمة وآلامها وحلاوة النصر وآماله"، هكذا قال الرئيس الشهيد البطل محمد أنور السادات واصفا أبطال هذه الأمة العظيمة، ونحن مع كل مناسبة سواء دينية أو اجتماعية، نتذكر فيها دائما أبطالنا الأبرار الذى ضحوا بالغالي والنفيس، وقدموا أرواحهم الزكية ثمنا لأمن مصر وشعبها، ونستعرض خلال شهر رمضان المبارك قصص هؤلاء الأبطال الشهداء، حتى تظل ذكراهم خالدة وشاهدة على ما قدمه أبناء هذا الوطن من تضحيات لا تقدر بثمن من أجل رفعة الوطن واستقراره.

قصتنا اليوم مع الشهيد البطل أحمد طارق زيدان أحد الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم الطاهرة فداء للوطن في حادث الواحات، الذى راح ضحيته 16 ضابطا ومجندا من رجال وزارة الداخلية خلال مداهمتهم لإحدى البؤر الإرهابية التي كانت متمركزة في الصحراء الغربية، والتي نفذت عددا من العمليات الإرهابية ضد رجال الشرطة والجيش، حيث قررت تلك الجماعة الإرهابية أن تقوم بعمليات داخل العاصمة، فتم وصول هذه المعلومات إلى جهاز الأمن الوطنى، وبالتنسيق مع رجال العمليات الخاصة تم تشكيل مأمورية كبيرة من رجال العمليات الخاصة وعلى رأسهم ضباط جهاز الأمن الوطنى، وأثناء اقتراب المـأمورية من المكان الذى كانت تختبئ فيه الجماعة الإرهابية والتي كانت تتخذ منه مكانا لها لانطلاق عملياتها، فتحت النار على المأمورية بأكملها، فتم تبادل إطلاق النيران مع العناصر التكفيرية، إلا أن بسبب وعورة المنطقة الجبلية التي كانت تتمركز بها الجماعة الإرهابية تمكنت من استهداف 16 ضابطا ومجند من رجال وزارة الداخلية بعد أن أبلوا بلاء حسنا إلى أن لفظوا أنفاسهم الزكية دون أن يولوا الدبر أو يتراجعوا أمام هذه الجماعة الإرهابية التي كانت تسعى أن تنال من أمن واستقرار مصر.

ظل الشهيد أحمد زيدان حيا طيلة 18 ساعة بعد إصابته خلال المواجهة مع العناصر التكفيرية وبترت قدمه، ظل الشهيد ينزف حتى كادت العناصر الإرهابية أن تأخذ جثمانه، إلا أن شجاعة وبسالة زملائه في الدفاع عن جثمانه والوصول إليه قبل الإرهابين وسحبها إلى إحدى المدرعات ومحاولة اسعافه، إلا أن بسبب شدة وطيس المعركة لم يتمكن زملائه من اسعافه، بالإضافة إلى تأخر وصول قوة المدد والاسعافات بسبب وعورة المنطقة التي كان يتحصن بها التكفيريين في الصحراء، لفظ الشهيد أنفاسه الأخيرة وسلم الروح الزكية إلى بارئها بعد أن أدى واجبه المقدس تجاه وطنه وأهله.

تخرج الشهيد من أكاديمية الشرطة عام 2012، وتم تعينه فور تخرجه في العمليات الخاصة بقطاع سلامة عبد الرؤوف، ما أن بسالته وكفاءته في التدريبات أهلته إلى أن يتم الاعتماد عليه في العديد من العمليات والمداهمات التي تم تكليف قطاعه بها.







المصدر: اليوم السابع

كلمات دلالية: شهيد قصة شهيد الجماعة الإرهابیة التی کانت

إقرأ أيضاً:

علي جمعة ينعى الدكتور أحمد عمر هاشم: بموته تنطفئ مصابيح كانت تُهدي الناس

نعى الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الديار المصرية السابق، عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، العالم الجليل الدكتور أحمد عمر هاشم الذي وافته المنية فجر اليوم، عن عمر ناهز الـ 84 عامًا، عقب دخوله في غيبوبة نقل على إثرها لأحد المستشفيات الخاصة.

وقال جمعة: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، بقلوبٍ مؤمنةٍ بقضاءِ الله وقدره، ونفوسٍ يعتصرها الأسى، ننعى إلى الأمّةِ المصريّة والعالم الإسلامي، رحيلَ العلّامة الأزهري الكبير، الأستاذ الدكتور أحمد عمر هاشم – عضو هيئة كبار العلماء، وأستاذ الحديث وعلومه، ورئيس جامعة الأزهر الأسبق – الذي لقي ربَّه فجرَ الثلاثاء 7 أكتوبر 2025، وتُشيَّع جنازته من الجامع الأزهر، ويُوارى الثرى في الساحة الهاشمية بقريته بني عامر بالزقازيق، ويُقام العزاء هناك، ثم في القاهرة.

وأضاف: لقد كان فقيدُ الأمة علمًا من أعلامها، وضياءً يبدد ظلمات الجهل والغلو، وسراجًا يضيء دروب الهدى والمعرفة، رحل العالمُ العامل، والمحدّث الرباني، الذي عاش للحديث النبوي خادمًا ومُبَيِّنًا وناشرًا، وجعل عمره كله وقفًا على الدعوة والتعليم وخدمة الدين.

وتابع: ليس موتُ العالِم كغيره من الفقد، بل هو كما جاء في الأثر "ثُلْمَةٌ في الإسلام لا يسدّها شيء"، فبموته تنطفئ مصابيح كانت تُهدي الناس سواء السبيل، وتنقضي أنفاس طيبة كانت تذكّر بالله وتجمع القلوب على رحمته.

قال النبي ﷺ: «إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من صدور العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يُبق عالمًا اتخذ الناس رؤوسًا جُهّالًا، فسُئلوا فأفتوا بغير علم، فضلّوا وأضلّوا».

وأكد مفتي الديار المصرية الأسبق، أن رحيل الدكتور أحمد عمر هاشم هو فقدُ علمٍ غزيرٍ، وخلقٍ كريمٍ، وجهادٍ علميٍّ طويلٍ امتد عقودًا في ميادين التعليم والدعوة وخدمة القرآن والسنّة.

واستكمل: من عرفه علم أنه من أولئك الذين يجمعون بين وقار العالم وتواضع الوليّ، وبين هيبة العلم ودماثة الخلق. كان متواضعًا لا يردّ سائلًا، لطيفًا في نصحه، حسنَ البِشْرِ، بليغَ البيان، يجري على لسانه القرآن والحديث، فتأنس به المجالس وتطمئن إليه القلوب.

وتقدم جمعة، بخالص العزاء إلى مقام الأزهر الشريف وإمامه وأهلِه، وإلى أسرة الفقيد الكريمة، وإلى طلابه ومحبيه في مصر وسائر بلاد المسلمين.

 

مقالات مشابهة

  • باسم يوسف يروي كواليس عودته: الصداقة مع طارق نور كانت السبب.. وترددت كتير
  • كارولين عزمي تفاجئ جمهورها بالأبيض اللافت
  • ما رؤيا الرسول التي كانت سببًا في تخصص د. أحمد عمر هاشم في الحديث؟ - فيديو
  • علي جمعة ينعى الدكتور أحمد عمر هاشم: بموته تنطفئ مصابيح كانت تُهدي الناس
  • ميدو: الجماعة الإرهابية حاولت تجنيد محمد صلاح.. وهاجمته لأنه اختار الوقوف مع بلده
  • تشييع جثمان الشهيد علي الوهبي في البيضاء
  • صائد الطائرات تنبأ بحرب أكتوبر وسلم أسرته وثائق مهمة قبل استشهاده.. فيديو
  • ابنة صائد الطائرات تكشف ذكريات مؤثرة مع والدها قبل استشهاده في حرب أكتوبر
  • تلاوة فجر النصر.. حين صدح صوت الشيخ شبيب بآيات القتال من الحسين يوم 6 أكتوبر
  • نجلة الشهيد إبراهيم الرفاعي: والدي خاض 5 حروب واستشهد وكان عمره 42 عاما