تمكن فريق دولي بشراكة علمية مصرية من الكشف عن ديناصور مصري جديد آكل للعشب عاش حول نهر النيل قبل نحو 75 مليون سنة في منطقة تقع بالقرب من واحات الخارجة حاليا بصحراء مصر الغربية.

وحسب الدراسة التي نشرت في دورية "جورنال أوف فيرتيبريت بالينتولوجي" (JVP)، فإن الحفريات المكتشفة من هذا الديناصور تضمنت عددا من الفقرات، ولوح الكتف، والأطراف، بالإضافة إلى عظام الحوض.

وجدير بالذكر أن حفريات أخرى لهذا الديناصور اكتشفت سنة 1977 على يد علماء ألمان ضمن المشروع الألماني للدراسات الجيولوجية في الصحراء الغربية المصرية، ثم بعد ذلك تنقلت بين عدة جامعات أميركية، وصولا في النهاية إلى متحف التاريخ الطبيعي ببرلين، حيث تمت دراستها.

وبعد دراسة الحفريات الجديدة، لجأ الفريق الألماني إلى "مركز المنصورة للحفريات الفقارية" في جامعة المنصورة، كونه صاحب سبق في اكتشاف هذا النوع من الديناصورات منذ 2018، حين تم الإعلان عن المنصوراصورس، في أول اكتشاف لديناصور مصري بأيادي علماء مصريين، إذ إن 4 من الديناصورات السابقة اكتشفت على يد إرنست شترومر رائد علم الأحافير الألماني مطلع القرن الفائت، والخامس اكتشف على يد عالم حفريات أميركي سنة 2001.

صورة توضح خريطة العظام المكتشفة ووضع الوفاة للديناصور المصري إيغاي سيمخو (جورنال أوف فيرتيبريت بالينتولوجي) اتصال سحيق

وحسب بيان صحفي صادر من "سلام لاب" المشارك في الدراسة، فإن الديناصور المصري الجديد أطلق عليه "إيغاي سيمخو" (Igai semkhu)، وهو اسم مقتبس من اللغة المصرية القديمة معناه "سيد الواحة المنسي".

ومثل منصوراصورس، ينتمي إيغاي سيمخو لعائلة "التيتانوصورات" العملاقة وتحديدا مجموعة "السالتاصورات" (Saltasauridae) رباعية الأرجل الأرضية، وكان طوله نحو 10-15 مترا، وبذلك فقد كان أكبر قليلا من ديناصور منصوراصورس، إلى جانب عدة اختلافات تشريحية أخرى في الفقرات الظهرية وعظام الأطراف ومشط القدم.

وتؤكد الدراسة الجديدة مع سابقتها -التي نشرت في دورية "نيتشر" (Nature) سنة 2018- أن شمالي أفريقيا وأوراسيا اشتركتا بشكل وثيق في نهاية العصر الطباشيري، حيث قديما في العصرين الجوراسي والترياسي كان العالم كله قارة واحدة تسمى "بانغيا" (Pangaea)، سمحت بمرور الكائنات الحية بين كل أجزائها، لكن مع العصر الطباشيري بدأت تلك القارة في الانفصال إلى جانبين، الشمالي يدعى "لوراسيا" (Laurasia) والجنوبي "غوندوانا" (Gondwana)، وما بينهما أطلق عليه بحر "تيثس العظيم" (Tethys Sea).

هنا اكتشف باحثو فريق العمل أن الديناصور المصري الجديد (مثل سابقه المنصوراصورس) أقرب في الشبه والتركيب التشريحي للديناصورات التي سكنت آسيا وأوروبا من تلك التي سكنت الأميركتين وأقصى جنوب أفريقيا، مما يعني ترجيحا للفرضية التي تقول إنه كانت هناك جسور برية ما زالت باقية بين قارتي أفريقيا وأوروبا قبل الانفصال قديما في العصر الطباشيري المتأخر، عبرت خلالها الحيوانات بين القارتين.

وبالإضافة إلى ذلك، تشير الورقة البحثية إلى أن التاريخ التطوري للديناصورات في منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط كان أكثر تعقيدا مما ظن العلماء في وقت سابق، وبذلك فإن الأمر يتطلب مزيدا من البحث العلمي المكثف لهذه المنطقة.

وفي هذا السياق، يتبدى دور أبناء المنطقة لاستعادة السيطرة على نطاق علم الحفريات، الذي ظل لسنوات طويلة خاضعا لباحثين غربيين فقط، وفي هذا السياق يصرح هشام سلام، أستاذ الحفريات الفقارية بجامعة المنصورة ومدير سلام لاب، في البيان الصحفي بأنه "بدراسة أو المشاركة في دراسة الحفريات المصرية المكتشفة من قبل والتي تم نقلها خارج البلاد، استطعنا إنهاء الاستعمار العلمي على مصر".

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

نتنياهو يواصل الدفاع عن لجنة "إخفاقات السابع من أكتوبر" رغم تشكيك المعارضة في نزاهتها

دافع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء الثلاثاء، عن تشكيل ما أسماها "لجنة تحقيق وطنية واسعة" لفحص الإخفاقات قبل وأثناء هجمات السابع من أكتوبر، وذلك في كلمة أوردتها القناة السابعة الإسرائيلية، مؤكّدًا أن اللجنة ستبحث مسؤولية جميع مستويات القيادة دون استثناء.


وقال نتنياهو إن ما وقع كان "فشلًا هائلًا" يستوجب تحقيقًا كاملًا وشاملًا، موضحًا أن الفحص يجب أن يمتد إلى المستوى السياسي والمستوى العسكري والمستوى الأمني على حدّ سواء، وأن الطريقة الوحيدة للوصول إلى الحقيقة هي عبر لجنة وطنية واسعة لا تُفصَّل لصالح أي طرف.

وللدفاع عن اللجنة التي دعا إلى تشكيلها، وأثارت انتقادات المعارضة، قال نتنياهو إن النموذج الذي سيُعتمد في إسرائيل يشبه ما جرى في الولايات المتحدة بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر، حيث شُكّلت لجنة مناصفة بين الجمهوريين والديمقراطيين، وتمتع كل جانب بحق استدعاء أي شخص وطرح كل الأسئلة دون قيود.

وأكد نتنياهو أنه لن تكون هناك حماية أو تحصين لأي طرف في التحقيق، وأن جميع المسؤولين سيقدّمون رواياتهم ويُستجوبون من أجل الوصول إلى الحقيقة الكاملة، وشدد على أن الهدف من اللجنة هو كشف ما حدث بدقة، وأن التحقيق الشامل هو الطريق الوحيد لضمان عدم تكرار الإخفاقات.

واختتم نتنياهو كلمته بالقول إن اللجنة ستقام بالفعل، وإنها ستعمل بصورة متوازنة وشفافة لضمان محاسبة جميع المستويات المعنية.

وترى المعارضة الإسرائيلية أن لجنة نتنياهو ما هي سوى "لجنة بلا صلاحيات حقيقية"، وقال بعض قادة المعارضة إن محاولة خلق لجنة من دون أدوات تحقيق فعلية، تهدف إلى طمس الحقيقة أكثر من كشفها.

والانتقاد الأساسي هو أن اللجنة غير رسمية — أي أنها ليست "لجنة" مُستقلة يعينها القضاء أو هيئة محايدة، بل لجنة حكومية بقرار داخلي. وهذا يعني، بحسب المعارضين، أن الحكومة التي كانت مسؤولة عن الإخفاقات نفسها هي التي ستحقق، ما يُنظر إليه كتضارب مصالح يجعل من الوصول إلى الحقيقة أمرًا مشكوكًا فيه.

مقالات مشابهة

  • صندوق أوبك يقدم 600 مليون دولار لدعم 15 مشروعًا تنمويًا في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية
  • جامعة الإسراء تعلن عن مؤتمرها العلمي الدولي السابع عشر
  • مصر تشارك في أعمال المنتدى السابع للتجارة والاستثمار للاتحاد من أجل المتوسط ببرشلونة
  • مشعل: وجه “إسرائيل” القبيح كُشف أمام العالم بعد السابع من أكتوبر
  • كشف تفاصيل عملية سرّية إسرائيلية بغزة قبل يوم من هجوم 7 أكتوبر
  • أمة الأرق.. دراسة: كيف أثر طوفان الأقصى على نوم الإسرائليين؟
  • 201 خيلاً في «مهرجان الشارقة كلباء» السابع للجواد العربي
  • نتنياهو يواصل الدفاع عن لجنة إخفاقات السابع من أكتوبر رغم تشكيك المعارضة في نزاهتها
  • بالأسماء.. قوات الاحتلال تفرج عن 5 أسرى من قطاع غزة
  • نتنياهو يواصل الدفاع عن لجنة "إخفاقات السابع من أكتوبر" رغم تشكيك المعارضة في نزاهتها