ليبيا – علق المحلل السياسي أحمد المهداوي على إمكانية تقديم عبد الحميد الدبيبة لتنازلات تحت الضغوط السياسية، مستبعداً هذا السيناريو، مشيراً إلى أن قرار هيئة الرقابة الإدارية يأتي تماهياً مع رغبات رئيس الحكومة.

المهداوي، قال في اتصال مع “أصوات مغاربية”، إن التجاوب السريع للدبيبة مع قرار الهيئة مؤشر على رغبة الدبيبة في التخلص من “الوزير العنيد”، مؤكداً أن هذه الهيئة قد أصدرت في السابق قرارات مماثلة لكن الدبيبة تجاهلها تماماً.

وأشار إلى وجود صراع داخل حكومة طرابلس وتكوين تحالفات داخلها، ما دفع الدبيبة إلى التحرك ضد خصومه، ومحمد عون يُعتبر أحد هؤلاء الخصوم وفقاً لقوله.

ورأى أن الدبيبة لن يستجيب لها، خاصة بعد معارضة الوزير لبعض القرارات الحكومية، بما في ذلك الاتفاقيات مع تركيا وإيطاليا.

واعتبر أن الخيار الأمثل أمام محمد عون هو اللجوء إلى القضاء والسعي للحصول على قرار قضائي لصالحه، مؤكداً أن رئيس الحكومة من المحتمل أن يلتزم بالقرار القضائي، كما حدث في حالة وزيرة الثقافة التي رفضت إقالتها ولجأت إلى المؤسسة القضائية، وبعد صدور حكم لصالحها، عادت إلى مهامها السابقة.

وبخصوص الاتهامات التي تُوجّه للوزير بتوقيع صفقات وإهدار الأموال، شدد على أن “كل ما هناك هو أن محمد عون عنصر مزعج لرئيس الحكومة، حيث يتسم بكثرة الاستفسارات والملاحظات، وهذا الأمر لم يعد الدبيبة يتحمله خصوصاً في هذا الظرف الحساس”.

وأفاد أن للدبيبة مشاكل أخرى مع رئيس المؤسسة الوطنية للنفط، فرحات بن قدارة، والذي يمثل عبئاً آخر، كما أن الخصومة مع رئيس المصرف المركزي تلقي أيضاً بظلالها على خيارات الدبيبة الذي يدرك أن الجميع يريد التخلص منه عبر تشكيل حكومة جديدة.

وفي الختام بيّن أن الدبيبة يسعى إلى تهدئة الأوضاع، إذ أضحى الوضع العام غير ملائم له ومن هنا، يعمل على إزالة كافة العقبات والمشكلات التي قد تُعكر صفو العمل في الفترة المقبلة.

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

إقرأ أيضاً:

قرار برلماني بإنهاء حكومة الدبيبة رسميا.. كيف ستؤثر الخطوة سياسيا ودوليا؟

طرح قرار مجلس النواب الليبي في بنغازي بخصوص اعتبار حكومة الوحدة الوطنية برئاسة، عبدالحميد الدبيبة حكومة منتهية الولاية مزيدا من التكهنات والتساؤلات عن تداعيات الخطوة والصدام بين الطرفين، وما إذا كان القرار سيؤثر على علاقات الحكومة الخارجية.

وأصدر البرلمان الليبي قرارا رقم 10 أكد فيه أن "حكومة الدبيبة انتهت رسميا وأن الحكومة المكلفة من البرلمان برئاسة، أسامة حماد، (غير المعترف بها دوليا) هي السلطة التنفيذية الشرعية الوحيدة للبلاد حتى انتخاب حكومة موحدة، مشددا على إلغاء أي قرار يخالف القرار الصادر وأن ينشر الأخير في الجريدة الرسمية ليصبح نافذا.

وصوت مجلس النواب الليبي سابقا على سحب الثقة من حكومة الدبيبة واعتبار حكومة حماد هي الشرعية وفقط، لكن لم تتخذ خطوات لتنفيذ نتائج التصويت، ما دفع رئيس المجلس، "عقيلة صالح" إلى إصدار قرار رسمي طبقا للتصويت على أن يعتبر نافذا وينشر رسميا.

"رد الدبيبة"

وتواصلت "عربي21" مع المتحدث الإعلامي باسم حكومة "الدبيبة"، محمد حمودة للتعليق على القرار الرسمي لكنه لم يبدي أي تجاوب واكتفى بالصمت.

لكن بيان سابق لحكومة الدبيبة أكدت فيه أنها تستمد شرعيتها من الاتفاق السياسي الليبي المضمن في الإعلان الدستوري، وأنها ملتزمة بمخرجات الإعلان الدستوري التي تنص على ضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية لإنهاء المرحلة الانتقالية الطويلة.

وفي ردها الضمني على تحركات البرلمان ورئيسه، ذكر البيان أن "قرارات عقيلة صالح مكررة في الشكل والمضمون ولا تتسم بالجدية وأنها لن تغير من الواقع شيئا بل هي مجرد مواقف سياسية لا تلزم الحكومة في شيء، وفق البيان.



لكن بعد إصدار قرار رسمي وتعميمه ونشره في الجريدة الرسمية.. هل ينجح "عقيلة والبرلمان" في محاصرة "الدبيبة" وإزاحته؟ وكيف تؤثر الخطوة على تحركات الحكومة دوليا وخارجيا خاصة في توقيع الاتفاقات؟

"تعميق الأزمة والصراع"

وأكدت رئيس لجنة التنمية المستدامة بمجلس النواب الليبي، ربيعة بوراص أن هذا القرار سيعمق الأزمة ويزيد من حجم الفجوة، فمثل هذه القرارات يجب أن تكون عبر حوار ينهي الانقسام وينتج عنه حكومة موحدة، أما إصداره بهذا الشكل فهو لا يعبر عن إرادة المنطقة الغربية".

وتساءلت في تصريحاتها لـ"عربي21": ربما يعترف مجلس النواب بالحكومة الليبية المكلفة منه لكن هل ستعترف الأطراف الأخرى بهذا القرار؟، لذا أصبح الحوار خطوة ضرورية للحفاظ على الاستقرار العام وتقديم الخدمات للمواطنين، وكان الأجدر بمجلس النواب أن يعالج ما تسبب فيه قرار المجلس الرئاسي من أزمة مالية بخصوص مصرف ليبيا المركزي بدلا من خطوات تزيد من حدة الصراع"، وفق قولها.

"قرارات مدعومة دوليا وستغير الواقع"

لكن وزير التخطيط الليبي السابق، عيسى التويجر رأى أن "البرلمان وحكومته في شرق البلاد لازالوا في صراع شديد ومتزايد مع حكومة الدبيبة، وفي الآونة الأخيرة يبدو أن المجتمع الدولي بدأ يقبل ويسمح بإجراءات لم يكن يسمح بها من قبل وهي التغول المتبادل بين المؤسسات".

وأشار في تصريح لـ"عربي21" إلى أن "هذه الضغوط التي يمارسها المجتمع الدولي على مختلف الأطراف أدت إلى قيام المجلس الرئاسي بإقالة المحافظ، "الصديق الكبير" وتنفيذ القرار بالقوة وقد جاء هذا القرار بعد قيام البرلمان بإلغاء اتفاق جنيف وسحب الصلاحيات من الرئاسي"، وفق تقديره.

وتابع: "لم يتضح بعد إلى أي حد سيسمح المجتمع الدولي بقبول نتائج هذه القرارات التي ستغير الواقع على الأرض، وبالطبع هذه الإجراءات تشكل واقعا جديدا وهو قيام حكومة في الشرق تسيطر على النفط والمصرف المركزي والبرلمان وتضع العالم الذي لاتهمه غير مصالحه أمام الأمر الواقع".



وبخصوص مصير حكومة الدبيبة بعد هذا القرار قال الوزير الليبي: "استمرار شرعية حكومة الوحدة الوطنية تعتمد على المجتمع الدولي بالدرجة الأولى، لكن حقيقة هذا الموقف بدأ يتزعزع بشكل كبير في الآونة الأخيرة"، كما صرح.

"قرار لن ينجح أو ينفذ"

الأكاديمي والإعلامي الليبي، عاطف الأطرش قال من جانبه إن "البرلمان لازال يبحث عن شرعية حقيقية لحكومة حماد وتقديمها للمجتمع الدولي على أنها الشريك الشرعي الحقيقي في المشهد السياسي الحالي، إلا أنه لا يتوقع نجاح هذه الخطوة".

واستدرك قائلا: "لن تنجح الخطوة لاسيما وأن مجلس النواب قام بذلك مرتين سابقا من خلال حكومة "عبد الله الثني" وحكومة "فتحي باشاغا"، لذا أصبح الهدف معروفا لدى البرلمان أو غيره وهو البحث عن أي ورقة تطيل مدة وجوده على حساب الأزمة الحاصلة وسط رضوخ شعبي للأمر الواقع"، وفق تعبيره وتصريحه لـ"عربي21".

مقالات مشابهة

  • فرنسا تتجاوز الغموض السياسي: تشكيل حكومة جديدة بقيادة ميشيل بارنييه
  • فرنسا تعلن تشكيل حكومة جديدة
  • فرنسا تعلن تشكيل حكومة يمينية جديدة برئاسة بارنييه وسط انتقادات سياسية حادة
  • عاجل - فرنسا تعلن تشكيل حكومة يمينية جديدة برئاسة ميشال بارنييه
  • فرنسا تعلن تشكيل حكومة يمينية جديدة برئاسة ميشال بارنييه
  • تشكيل «حكومة يمينية» جديدة في فرنسا برئاسة ميشال بارنييه
  • إعلان تشكيل حكومة جديدة في فرنسا
  • قرار برلماني بإنهاء حكومة الدبيبة رسميا.. كيف ستؤثر الخطوة سياسيا ودوليا؟
  • شلوف: حكومة الدبيبة والمجلس الرئاسي هم سبب أزمة المصرف المركزي
  • السفير التركي في مصر: متفقون مع القاهرة حول أهمية تشكيل حكومة جديدة في ليبيا