وتستمر المهزلة دون توقف فى أسوأ دراما تليفزيونية «أون لاين» تبث على مدار الساعة يشهدها العالم أجمع فى عجز تام لا يحرك ساكنا ولا يرمش له جفن.. إنها حرب الإبادة الشاملة التى يتعرض لها الشعب الفلسطينى فى غزة على مرأى ومسمع من سكان كوكب الأرض، ليسجل التاريخ أكبر مجزرة فى صفحاته فى غياب النخوة الإنسانية، والكارثة أن ما يحدث إدانة للمجتمع الدولى كله شرقه وغربه الذى يتواطأ مع إسرائيل إما مشاركًا أو داعما أو صامتا.
المشارك له رأيه وإن اختلف معنا والداعم له موقفه الذى سيدفع ثمنه يومًا حين تدور الدوائر.
أما الصامت فإن ذنبه أكبر ومؤثم دنيا وآخرة فالساكت عن الحق كما علمتنا الأديان وشدد عليه ديننا الإسلام الحنيف «شيطان أخرس»، وما أكثرهم فى زماننا فإن الصمت فى هذه الحالة ليس ضعفًا وجبنا فقط، ولكنه خيانة كبرى ويتعدى الجرائم والكبائر ومخالفة صميم تعاليم الدين وفعله مجرم فى الدنيا وحسابه فى الآخرة عند الله عسیر، وسوف يلقى حسابه عند مليك مقتدر ولا يظلم ربك أحدا.
ما بين الترحيب والتنديد يرسم قادة أمة «ضبط النفس» نهايتها بعد ما وصلت إليه من حالة خنوع غير مسبوقة وضعف وانقسامات وانشقاقات لم يسجلها التاريخ من قبل حتى فى أوهن عصورها.
178 يومًا عمر حرب الإبادة التى يتعرض لها الأشقاء فى غزة حتى الآن، برًا وبحرًا وجوًا باستخدام كافة الأسلحة المحرمة دوليًا فى خطة محكمة لإبادة شعب كامل عن بكرة أبيه، فى تحدٍّ سافر لقرار مجلس الأمن بوقف الحرب فى غزة خلال شهر رمضان.
السؤال الأهم الآن لماذا لا يعاقب المسلمون والعرب إسرائيل على حربها فى غزة بالمقاطعة، وهذا أضعف الإيمان بدلا من الشجب والتنديد؟ لماذا لم تحرج إلى النور مبادرة متكاملة الأركان لردع جيش الاحتلال والضغط على إسرائيل لوقف الحرب؟ وحتى لا ننسى أين جامعة الدول العربية لا أسكت الله لها حسا؟
القادة والساسة والملوك والرؤساء أطال الله فى أعمارهم لهم وجهات نظر ورؤى نختلف أو نتفق معها ولكنها لا تلبى طموحات 380 مليون مسلم وعربى من المحيط إلى الخليج، كما أنها لا تشفى غليل أكثر من 2 مليار مسلم حول العالم لا يملكون من أمرهم شيئًا اللهم إلا دعاء المقهورين والمغلوبين على أمرهم وصرخات المآذن كل يوم جمعة على اليهود ومن عاونهم، وإذا كان الدعاء يغير القدر فدعواتنا منذ عام 1948 حتى الآن متوالية بلا انقطاع إلا أن الله لم يأذن لأنه غير مرتبط بالأسباب والتوكل على الله «وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ» الأنفال (60)
باختصار.. قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فى غزة خلال شهر رمضان مر على صدوره عدة أيام لم تؤت ثماره وشابه النقصان لأنه أولا لم يحدد موعدا زمنيا لوقف الحرب، وثانيا لأنه لم يستخدم اللفظ القاطع أثناء الحروب وهو الوقف الدائم للحرب، ولم يجتمع مجلس الأمن مرة ثانية لتنفيذ البند السابع لاستخدام القوة العسكرية لإلزام الأطراف بالتنفيذ، والأهم اليوم 22 من الشهر الفضيل ومازال الاحتلال يواصل التصعيد وأوشك الشهر الفضيل على الرحيل ليرحل معه أصل القرار فيسقط بانتهاء رمضان!!
لنبدأ من جديد مرحلة التفاؤل والاستجداء والتفاوض على جسر الموتى فى غزة ووقف بحور الدماء، فى وسط عالم أثبتت الأيام أنه لا يملك كبح جماح اليهود الدموى ولا إطفاء المحارق أو وقف المجازر!!
تبقى كلمة.. قرار مجلس الأمن مثل سابقه سيبقى حبرا على ورق فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، ولا يغرنكم موقف أمريكا التى امتنعت عن التصويت، فهى صاحبة اليد العليا فى مجلس الأمن وستبقى نصيرًا أبديا للاحتلال اليهودي، فما يحدث هو مخدر طويل المفعول حتى تحقق إسرائيل ما تريد.. لذا فإن قضية فلسطين هى مسئولية الأمتين الإسلامية والعربية وإننا مطالبون بقرارات جماعية موحدة بأوراق ضغط كافية فنحن نستطيع ونملك، المهم الوحدة والتكتل والعودة إلى الجذور، فالأيام حين تدور لا ترحم اقرأوا التاريخ يرحمكم الله «مثل المؤمنين فى توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى».. «أليس منكم رجل رشيد؟».
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: باختصار المهزلة أون لاين يشهدها العالم الإبادة الشاملة الشعب الفلسطينى مجلس الأمن فى غزة
إقرأ أيضاً:
إسرائيل توحّد الخصوم في المنطقة
في الأسابيع الأخيرة، بدأ المشهد الإقليمي يشهد تحولًا لافتًا لا يمكن التعامل معه كمسألة عابرة أو مجرد تبدّل في اللهجة. بات واضحًا بما لا يقبل الشك أنّ ثمة تغييرًا فعليًا في الخطاب والسلوك الرسمي العربي، وكأن العواصم اتخذت قرارًا غير معلَن بإعادة تموضع سريع بعد الضربة التي استهدفت قطر.هذا الحدث لم يمر مرور الكرام، بل أطلق سلسلة ردود فعل ما زالت تتفاعل، وتترك أثرها على طريقة التحرك العربي في الملفات الحساسة.
اللافت أنّ هذا التبدل لم يبقَ محصورًا في البيانات أو القنوات الدبلوماسية التقليدية، بل ظهر في طريقة التواصل مع إيران، التي انتقلت من الخطاب الحاد أو المتحفّظ إلى مقاربة تحمل قدرًا أكبر من الجدية. قد لا يكون العرب في وارد الذهاب إلى مواجهة مباشرة أو فتح صفحة جديدة كليًا، لكن حجم التواصل الإيجابي والمنتظم يدل على أن شيئًا ما يتغيّر بعمق، وأنّ التنسيق ـ ولو بقي في الظل ـ يزداد اتساعًا.
ورغم أن هذا الانفتاح لا يعني بالضرورة فتح باب مباشر بين السعودية وحزب الله في المدى القريب، فإن المنطق السياسي والقراءة الهادئة للمشهد تقول إن هذا المسار سيقود في مرحلة لاحقة إلى نوع من التفاهم أو التهدئة، لأن مصالح الأطراف لم تعد تسمح برفع منسوب التوتر إلى الحد الذي كان قائمًا قبل أشهر قليلة فقط. ومن الواضح أن الحسابات الجديدة لم تعد محكومة بالشعارات التقليدية، بقدر ما باتت مرتبطة بالقلق من الصراعات المفتوحة التي يمكن أن تخرج عن السيطرة.
لكن التطور الأكثر حساسية يتمثل في الموقف التركي. أنقرة باتت تنظر إلى إسرائيل كعامل تهديد مباشر لأمنها القومي، وهذا الشعور لم يعد خافيًا على أحد. لذلك فتحت قنوات تواصل مع حزب الله بصورة أوضح وأكثر علنية مما كان يحدث سابقًا، في محاولة لإعادة رسم خريطة تحالفات قادرة على كبح التقدّم الإسرائيلي في المنطقة. تركيا تدرك أن بقاء الساحة مفتوحة سيضعها في مواجهة مع واقع جديد قد يفرض عليها أثمانًا سياسية وعسكرية غير قادرة على تحملها.
ومن الطبيعي أن يشمل هذا التحرك التركي الساحة السورية، خصوصًا أن النظام في دمشق دخل في مرحلة تقارب لافت مع أنقرة، تتقدم بشكل واضح على علاقته مع واشنطن أو تل أبيب. هذا الميل السوري نحو تركيا ليس تفصيلًا صغيرًا، بل خطوة تعكس قراءة جديدة لتوازنات المنطقة، وفهمًا لتغيّر أولويات القوى الإقليمية. وإذا استمر هذا المسار بالزخم الحالي، فمن المرجّح أن نشهد مشهدًا سياسيًا مختلفًا خلال عام واحد فقط، يقوم على تفاهمات جديدة بين أطراف كانت تعتبر نفسها في مواقع متناقضة تمامًا قبل وقت قصير.
بهذا الشكل، يبدو أن التحولات الجارية ليست مجرد ضوضاء سياسية، بل مسارًا كاملًا يفرض نفسه بهدوء، ويغيّر قواعد اللعبة ببطء وثبات.
المصدر: خاص لبنان24 مواضيع ذات صلة وزير الخارجية الإسرائيلي: في تركيا أردوغان أصبحت السلطة القضائية أداة لإسكات الخصوم السياسيين واعتقال الصحفيين Lebanon 24 وزير الخارجية الإسرائيلي: في تركيا أردوغان أصبحت السلطة القضائية أداة لإسكات الخصوم السياسيين واعتقال الصحفيين 12/12/2025 11:01:27 12/12/2025 11:01:27 Lebanon 24 Lebanon 24 المرصد الأورومتوسطي: إسرائيل تفكك وحدة النطاق الجغرافي لقطاع غزة وتحوله إلى مناطق معزولة غير قابلة للحياة Lebanon 24 المرصد الأورومتوسطي: إسرائيل تفكك وحدة النطاق الجغرافي لقطاع غزة وتحوله إلى مناطق معزولة غير قابلة للحياة 12/12/2025 11:01:27 12/12/2025 11:01:27 Lebanon 24 Lebanon 24 أخطاء خصوم "حزب الله" تعزز موقعه شيعياً Lebanon 24 أخطاء خصوم "حزب الله" تعزز موقعه شيعياً 12/12/2025 11:01:27 12/12/2025 11:01:27 Lebanon 24 Lebanon 24 معركة خصوم "حزب الله" لتحشيد القوى صعبة Lebanon 24 معركة خصوم "حزب الله" لتحشيد القوى صعبة 12/12/2025 11:01:27 12/12/2025 11:01:27 Lebanon 24 Lebanon 24 لبنان خاص مقالات لبنان24 الإسرائيلي حزب الله دبلوماسي السعودية السورية تل أبيب واشنطن تابع قد يعجبك أيضاً اجتماع في الرابطة المارونية بحث ملف التفرّغ في الجامعة اللبنانية Lebanon 24 اجتماع في الرابطة المارونية بحث ملف التفرّغ في الجامعة اللبنانية 03:55 | 2025-12-12 12/12/2025 03:55:51 Lebanon 24 Lebanon 24 للفارّين من الخدمة.. بيان من قوى الأمن Lebanon 24 للفارّين من الخدمة.. بيان من قوى الأمن 03:38 | 2025-12-12 12/12/2025 03:38:15 Lebanon 24 Lebanon 24 مخاوف فرنسية بشأن لبنان: التصعيد الاسرائيلي ليس مستبعدا Lebanon 24 مخاوف فرنسية بشأن لبنان: التصعيد الاسرائيلي ليس مستبعدا 03:32 | 2025-12-12 12/12/2025 03:32:48 Lebanon 24 Lebanon 24 بعد سلسلة من الغارات على جنوب لبنان.. تعليق من الجيش الإسرائيلي Lebanon 24 بعد سلسلة من الغارات على جنوب لبنان.. تعليق من الجيش الإسرائيلي 03:31 | 2025-12-12 12/12/2025 03:31:55 Lebanon 24 Lebanon 24 بعد عام من "وقف إطلاق النار".. هل الجيش قادر على الدفاع عن الوطن؟ Lebanon 24 بعد عام من "وقف إطلاق النار".. هل الجيش قادر على الدفاع عن الوطن؟ 03:30 | 2025-12-12 12/12/2025 03:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة بالصورة... شخصٌ واحدٌ فاز بأكبر جائزة "لوتو" في تاريخ لبنان Lebanon 24 بالصورة... شخصٌ واحدٌ فاز بأكبر جائزة "لوتو" في تاريخ لبنان 13:34 | 2025-12-11 11/12/2025 01:34:13 Lebanon 24 Lebanon 24 شقيقة المبدع جورج خباز.. ممثلة لبنانية تتعرض لحادث سير مروّع (فيديو) Lebanon 24 شقيقة المبدع جورج خباز.. ممثلة لبنانية تتعرض لحادث سير مروّع (فيديو) 08:38 | 2025-12-11 11/12/2025 08:38:32 Lebanon 24 Lebanon 24 بعد تعرّضها لحادث سير ونقلها إلى المستشفى... ما هو وضع الممثلة لورا خباز الصحيّ؟ Lebanon 24 بعد تعرّضها لحادث سير ونقلها إلى المستشفى... ما هو وضع الممثلة لورا خباز الصحيّ؟ 11:21 | 2025-12-11 11/12/2025 11:21:06 Lebanon 24 Lebanon 24 حالات تسمّم في بلدة لبنانية.. أكثر من 70 مصابا بينهم راهبات Lebanon 24 حالات تسمّم في بلدة لبنانية.. أكثر من 70 مصابا بينهم راهبات 07:14 | 2025-12-11 11/12/2025 07:14:37 Lebanon 24 Lebanon 24 مداهمة في الأشرفية… وتوقيف مجموعة داخل منزل مُشتبه به Lebanon 24 مداهمة في الأشرفية… وتوقيف مجموعة داخل منزل مُشتبه به 04:39 | 2025-12-11 11/12/2025 04:39:36 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك عن الكاتب علي منتش Ali Mantash @alimantash أيضاً في لبنان 03:55 | 2025-12-12 اجتماع في الرابطة المارونية بحث ملف التفرّغ في الجامعة اللبنانية 03:38 | 2025-12-12 للفارّين من الخدمة.. بيان من قوى الأمن 03:32 | 2025-12-12 مخاوف فرنسية بشأن لبنان: التصعيد الاسرائيلي ليس مستبعدا 03:31 | 2025-12-12 بعد سلسلة من الغارات على جنوب لبنان.. تعليق من الجيش الإسرائيلي 03:30 | 2025-12-12 بعد عام من "وقف إطلاق النار".. هل الجيش قادر على الدفاع عن الوطن؟ 03:19 | 2025-12-12 خطة لحل أزمة اللجنة الأولمبية.. بايراقداريان: هدفنا استعادة الوحدة في الرياضة اللبنانية فيديو هل بدأ العدّ التنازلي لعمل عسكري أميركي ضد فنزويلا؟ Lebanon 24 هل بدأ العدّ التنازلي لعمل عسكري أميركي ضد فنزويلا؟ 10:00 | 2025-12-11 12/12/2025 11:01:27 Lebanon 24 Lebanon 24 محمد اسكندر يطلق " انسى وطنش ".. وملكة جمال تُشاركه الكليب ! Lebanon 24 محمد اسكندر يطلق " انسى وطنش ".. وملكة جمال تُشاركه الكليب ! 05:09 | 2025-12-06 12/12/2025 11:01:27 Lebanon 24 Lebanon 24 بسعر منافس جداً.. إطلاق هاتف جديد بقدرات تصوير مميزة (فيديو) Lebanon 24 بسعر منافس جداً.. إطلاق هاتف جديد بقدرات تصوير مميزة (فيديو) 04:00 | 2025-12-06 12/12/2025 11:01:27 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان فيديو خاص إقتصاد عربي-دولي متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24