كشفت أزمة ملعب سيدى بشر خلال الـ "٧٢" ساعة الماضية والتى تصدرت محركات البحث شبكة عنكبوتية من المصالح والنفوذ ومافيا الاراضى للإستيلاء على أرض ملعب سيدى بشر و"كله بالقانون" وذلك بإستغلال الحكم القضائي الصادر لصالح مالك الأرض بإنتهاء المدة الإيجارية للملعب مع إستغلال عنصر المفاجأة والسرعة فى الأداء والزمن بتجريف الأرض وإزالة الأسوار وشبك الملعب بأقصى سرعة لطمس أى معالم رياضية على الأرض التى تقع فى موقع متميز بشارع محمد نجيب بمنطقة سيدى بشر بالإسكندرية إستعدادا لتحويلها إلى مشروع تجارى وسكنى، ضمن سلسلة الكتل الخرسانية التى لطخت جمال عروس البحر الأبيض.

ومنذ اللحظات الأولى لتجريف الملعب بمعدات ثقيلة من لودرات وبلدوزرات وسط إجراءات أمنية مشددة إستعدادا لتسليم الارض لمالكها بحكم قضائى بدأت الشكوك وعلامات الاستفهام تدور بين الأهالى الذين أخذوا يتابعوا تنفيذ الحملة فى ذهول وبلغة الاسكندرانية حالة " الشدة " الموجودة فى الشارع من أجل تسليم الأرض لـ "مواطن" حصل على حكم قضائى بسحبها من نادى سيدى بشر مما اعتبروه حقًا يراد به باطل!

وملعب سيدى بشر قام بتطويره رجل الأعمال محمد مجاهد وقتما كان رئيس النادى ومن لا يعلم من هو " مجاهد" فهو رجل أعمال من العيار الثقيل فى مجال الرصف والطرق والمقاولات ولديه مشروعات كبيرة فى مجال رصف الطرق سواء بالعلمين الجديدة أو بالعاصمة الادارية، ويمتلك من العلاقات بحكم عمله ما قد بلغ به الأمر بالاضافة الى إنه أمين أحد الأحزاب بالاسكندرية وهذا بالنسبة للعمل والسياسة أما بالنسبة للرياضة فهو المرشح السابق لرئاسة نادى سموحة فى الإنتخابات التى هزت عرش النادى بغض النظر عن فرص نجاحه ولكن كان ممثل الشباب وصاحب الجرأة فى الترشح أمام المهندس محمد فرج عامر رئيس نادى سموحة لأكثر من ربع قرن والذى ابتعد عن السباق بالملاحقات القانونية.

علاقة أتلفها الهوى

وإلى هنا لم يقف "مجاهد" مكتوف الأيدى أمام سحب أرض ملعب سيدى بشر خاصة وأنه يعلم ملعوب مافيا الاراضى بحكم عمله وخبرته للإستيلاء على الارض وسحبها من عصمة الشباب والرياضة لتدخل فى علاقة أتلفها الهوى مع أصحاب النفوذ والمقاولات لتنحرف بعيدا عن المسار الرياضى الذى يخدم سكان المنطقة منذ عشرات السنين فبدأ خطة عودة الأرض والتصدى للمافيا على طريقة " نعمة الأفوكاتو" حيث قام " الرجل الثانى " التابع لمجاهد بعقد إتصالات مكوكية بعدد محدود من الاعلامين المؤثرين فقط لنشر الموضوع على نطاق واسع لإثارة الرأى العام لصالح الملعب والنادى والأهالى لتسليط الضوء على علامات الاستفهام نحو تسليم الارض وذلك خلال تواجده بالمطار تزامنا مع إستقلاله الطائرة لمغادرته البلاد لأداء مناسك العمرة وذلك وقت حملة تجريف وسحب الارض هذا من ناحية والأخرى الدفع بالأهالى لإرسال مئات الفاكسات والايميلات لرئاسة الجمهورية لمناشدة الرئيس عبد الفتاح السيسى للتدخل فى الأمر لإنقاذ الملعب فى الوقت الذى أستغل مجاهد جميع نفوذه وعلاقاته نحو عودة الملعب للنادى لأنه يعلم جيدا أن النظام الحالى لا يتستر على فاسد مهما كانت نفوذه  او حصانته أو قوة علاقاته وهذا ما حدث بالفعل حيث صدر قرار سيادى عقب تفنيد الشكاوى والمعلومات بسحب الارض وعودتها لنادى سيدى بشر فى أقل من ١٢ ساعة.

وعليه أصدر اللواء محمد الشريف، محافظ الإسكندرية، قرارًا، حمل رقم 136 لسنة 2024، بالاستيلاء المؤقت بطريقة التنفيذ المباشر على أرض ملعب سيدى بشر، لصالح نادى سيدى بشر الرياضى، التابع لمديرية الشباب والرياضة في الإسكندرية، لحين انتهاء إجراءات نزع الملكية.

سيارة "شيروكي "

 

ومن المثير للدهشة قبل دخول اللجنة لتسليم الارض للشباب والرياضة كان هناك سيارة "شيروكي " سوداء مرابطة فى الارض خرجت مسرعة  من الارض قبل تنفيذ تسليمها للشباب والرياضة بعد ما دار حديث بين سائقها وشخص أطلعه على صحة القرار وعليه ترأست الدكتورة صفاء الشريف، وكيل وزارة الشباب والرياضة بـالإسكندرية، لجنة من الشباب والرياضة لحضور إجراءات تسليم الأرض لمسئول النادى، مشيرة إلى أن الدكتور أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة، يتابع كافة الإجراءات الخاصة بالأزمة منذ وقوعها.

 

وأوضحت أن الوزير وجه بتشكيل لجنة عاجلة من الشباب والرياضة  بالإسكندرية، بحضور مدير إدارة الشؤون القانونية، ومدير الإنشاءات ومدير فرع شباب المنتزه، في حضور مجلس إدارة نادى سيدى بشر، نبيل عبدالرحمن، ومحبى النادى وقيادات مديرية الشباب والرياضة،  ومدير عام الإدارة العامة للرياضة وقيادات المديرية، ولاعبى ومدربى النادى وقياداته لحضور عملية التسليم.

وعلمت الوفد أنه جارى العمل على ملف أرض سيدى بشر لكشف زعيم مافيا الاراضى الذى حاول الاستيلاء على الأرض بالقانون بإستغلال نفوذه حيث تسربت أنباء عن تردد اسم رجل أعمال يمتلك حصانة سليل عائلة الحسب والنسب والتى تمتد جذورها لسبعينيات القرن الماضى ومعه آخرون.

يذكر أن ملعب سيدى بشر تم إفتتاحه فى مايو ٢٠١٥ وقتما كان محمد مجاهد رئيس نادى سيدى بشر فى حفل كبير  حضره العديد من أعضاء البرلمان بالإسكندرية  منهم المهندس فرج عامر رئيس لجنة الشباب والرياضة وقتها ،و الدكتور كرم كردى عضو مجلس إدارة اتحادالكرة، السابق والعديد من قدامى نجوم كرة القدم منهم  شحتة الإسكندرانى وسيد الطباخ وفتحى مبروك المدير الفنى الأسبق للأهلى،وأقيمت مباراة بين نجوم المنتخب فى كاس العالم ١٩٩٠ ربيع ياسين وأحمد الكأس وهشام يكن، وشارك معهم عبدالستار صبرى ومحمدعمارة وأحمد سارى وخميس جعفر وعيد احمد وانتهت المباراة بتعادل الفريقين

وإلى هنا أسدل الستار على عودة ملعب سيدى بشر للأهالي والتصدى لمافيا الاراضى والنفوذ وتم فتح ملف هؤلاء أمام جهة سيادية لمحاسبة المتورطين وكشف المستور من قبل الجهات الرقابية

IMG_7456 IMG_7455 IMG_7454 IMG_7462 IMG_7463 IMG_7461 IMG_7460 IMG_7459 IMG_7458 IMG_7457

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: نعمة الأفوكاتو محافظ قوات الشرطة الدوله حكم قضائى نجوم كرة القدم محمد مجاهد

إقرأ أيضاً:

حرب الإبادة والأهداف الخفية!

 

كثيرة هي الأسباب والدوافع التي تقف خلف حرب الإبادة الدائرة في قطاع غزة، التي عجز العالم عن إيقافها، رغم بشاعتها ووحشيتها، وقذارة وانحطاط أساليبها، التي لم يسلم منها حتى حليب الأطفال الذي تحول إلى سلاح بيد قوات العدو، ناهيكم عن الغذاء والدواء وعجزت كل دول العالم عن إقناع العدو بإدخال المساعدات الإنسانية للقطاع، ليس لأنها عاجزة، بل لأنها لا تريد، وترغب في أن يحقق العدو أهدافه.

فأستشهد العديد من الأطفال والشيوخ والنساء جوعاً في القرن الواحد والعشرين، قرن الثورة التقنية، والتجارة عبر الانترنت، قرن أصبح فيها بعض الناس في دول الغرب يسافرون للفضاء لقضاء إجازتهم، فيما العربي الفلسطيني، تنتهي حياته إذا فكر أن يغادر خيمته ليذهب لمراكز توزيع المساعدات، التي حددتها دول العالم وبرعاية الأمم المتحدة، وبعلم قوات الاحتلال، التي وافقت علنا على خطة التوزيع المحدودة، ثم راحت تستهدف الجوعى ليستشهدوا جوعى وعطشى ومرضى، أمام أنظار العالم الذي أثبت أنه لا يقل انحطاطا عن قوات الاحتلال.

كثيرة هي الأهداف التي تقف وراء حرب الإبادة التي يشنها جيش العدو، بحق الشعب العربي المسلم في فلسطين، منها ضرب حواضن المقاومة، مع أن المقاومين في قطاع غزة، لم تجلبهم أجهزة المخابرات الغربية والعربية ليقاتلوا في فلسطين، كما فعلت وتفعل في بعض الدول العربية والإسلامية، بل إن من يقاتل في فلسطين هم أبناء الشعب الفلسطيني، ومن يتصدى ببطولة باسلة وأسطورية وغير مسبوقة للعدو في غزة ويسجلوا ملاحم بطولية منذ بداية العدوان، هم أبناء غزة، أبناء الأمهات والآباء، الذين قتلهم ويقتلهم الاحتلال بآلته العسكرية المتوحشة، وهم أبناء وأشقاء المقاومين الأبطال، والعدو لا تنحصر أهدافه في استهداف المقاومين، بل وحواضنهم وأسرهم، أبنائهم وآبائهم، أمهاتهم، وزوجاتهم، وشقيقاتهم و أشقائهم، أعمامهم وعماتهم، إنها حرب إبادة لشعب مقاوم، ورغبة العدو ليست التخلص من المقاومة وسلاحها، بل يريد التخلص من فكرة المقاومة، أي الفكر المقاوم وترسيخ ثقافة الاستسلام والتبعية والارتهان، وتبني ثقافة الاستلاب.

ألم يطالب المجرم نتنياهو في بداية العدوان بتطبيق الاستراتيجية التي طبقت على ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية، على قطاع غزة؟!

ومع ذلك أعود وأقول، إن الهدف من حرب الإبادة في غزة، الذي يدخل في الوعي الصهيوني في بند أضعف الإيمان هو التغيير الديموغرافي داخل فلسطين، الذي يمثل قلق للعدو بل كابوس يشغل بالهم، ويستحوذ على اهتمامات نخبهم السياسية، وتنهمك مراكز أبحاثهم الاستراتيجية، في البحث عن حلول لهذه الإشكالية _ التفوق الديموغرافي الفلسطيني على العدو.

إذاً وحسب آخر إحصائيات مراكز الأبحاث الاستراتيجية فإن هناك «2.4» مليون فلسطيني في قطاع غزة، و «2.6» مليون في الداخل الفلسطيني-عرب 48-، و750 ألفاً في مدينة القدس، و«4.250» مليون في الضفة الغربية.

يعني أن هناك قرابة عشرة ملايين فلسطيني داخل فلسطين، إضافة إلى قرابة سبعة ملايين فلسطيني «مهجرين» في دول الشتات سوريا، لبنان، الأردن، ومنهم مهاجرين في دول العالم.

مقابل 7.5 مليوناً مستوطن داخل فلسطين، ومثلهم خارجها تقريبا، يعني كل « يهود» العالم إذا اجتمعوا لن يزيدوا عن 15 مليون، فيما تشير التوقعات أن تعداد الشعب العربي الفلسطيني بحلول عام 2050م قد يصلوا إلى ما بين 30_35 مليوناً، فيما تعداد اليهود لن يتجاوز بحلول العام نفسه 20 مليوناً إذا سارع الكيان في تنشيط عملية الإنجاب في أوساط مستوطنيه، أو استقطبت جماعة «الحريديم» أفراد إلى العقيدة اليهودية من بين شعوب العالم، وهذا رهان غير مضمون في الحالتين، فأسر المستوطنين دون استثناء جنسياتهم الأصلية القادمين إلى فلسطين تحدد إنجابها بين طفل إلى طفلين فقط، فيما نسبة الإنجاب بين الفلسطينيين تزيد في المتوسط عن خمسة أفراد لكل أسرة.

إذاً هذا القتل الوحشي، والرغبة في التهجير، يدخل أيضا ضمن نطاق هذه الحسابات الديموغرافية لدى العدو، الذي فعلا يواجه مأزقا، وحاول مواجهة هذا المأزق بداية بفكرة الدولة اليهودية وفكرة يهودة الدولة، تعني يهودة المجتمع، وتخلي الكيان عن نظريته السابقة التي بدأ بترويجها عند بداية التأسيس باعتباره كياناً علمانياً ديمقراطياً وحينها طرحت للتداول فكرة شعبين في دولة ودولة لشعبين وأخذت الفكرة سنوات من الاهتمام والتداول حتى داخل المحافل الدولية، لدرجة أن حزب العمل الصهيوني ارتبط بعلاقة صداقة رفاقية مع العديد من الأحزاب الشيوعية العربية وكان شريكها في المؤتمرات الاشتراكية الدولية التي كانت تعقد سنويا برعاية الاتحاد السوفييتي ودول المعسكر الاشتراكي.

وظل هذا التقليد حتى انهيار الاتحاد السوفييتي.

وقد فشلت كل محاولات الاحتيال الصهيونية هذه، حتى كشر العدو عن حقيقة أهدافه الاستيطانية برفع شعار “يهودية الدولة” بعد أن أدرك خطورة النمو الديموغرافي العربي وتنامي أعداد الشعب العربي داخل فلسطين وخارجها، فسعي يقدم حلولا تلفيقيه بدعم ورعاية أمريكية وعربية للأسف بهدف إسقاط “حق العودة” وكان هذا الحق من أهم نقاط الخلاف التي أدت إلى تنكر العدو لاتفاق «أوسلو» الذي وقعه الشهيد عرفات مع العدو، وفي يوم التوقيع وصف عرفات الاتفاق بـ “الفخ” لكنه كان يردد دائما “أريد كيلو متراً داخل فلسطين لنستقر فيه، ومنه إما أن نحرر وطننا أو ندفن فيه”.

 

مقالات مشابهة

  • وكيل «الشباب والرياضة» بالإسكندرية تتفقد ديوان المديرية وتتابع سير العمل خلال عيد الأضحى
  • المادة المضادة Antimatter: كنز الطاقة الخفية وأغلى مادة على كوكب الأرض
  • الوحدة الخفية.. كيف أصبح الشباب وحيدين رغم آلاف المتابعين؟
  • حرب الإبادة والأهداف الخفية!
  • فيديو.. إسرائيل تكشف تفاصيل عملية اغتيال محمد السنوار
  • قيادات الشباب والرياضة فى جولات تفتيشية مكثفة ومنقذين فى وادى الريان بالفيوم
  • الادانة والاستقالة .. دغدغة في الاجتماع والرياضة !
  • إيران تكشف عن عملية أمنية حساسة حصلت عبرها على "كنز ثمين" عن أسرار إسرائيل الخفية
  • الطفل حسن وخاتم السيستاني.. ما الحقيقة؟
  • “ليس من مصر ولا قطر”.. تقرير إسرائيلي عن حل لأزمة الرهائن في غزة يتجاهله نتنياهو