في مشهد مقلق يعكس تصاعد ظاهرة العنف في المؤسسات التعليمية الأوروبية، شهدت كل من النمسا وفرنسا، اليوم الثلاثاء، حوادث مروعة داخل المدارس، أسفرت عن سقوط ضحايا وخلفت صدمة عميقة في الأوساط التعليمية والمجتمعية، ما يسلط الضوء على التحديات الأمنية والتربوية التي تواجهها الدول الأوروبية في الوقت الراهن.

ففي حادثة غير مسبوقة، أدى إطلاق نار داخل مدرسة في مدينة جراتس، جنوب شرق النمسا، إلى مقتل ما لا يقل عن 11 شخصا، بينهم منفذ الهجوم، بحسب ما نقل التلفزيون الرسمي عن وزارة الداخلية.

 

أوضحت الشرطة عبر منصة "إكس" (تويتر سابقًا) أن "وحدات تدخل خاصة" تواجدت سريعًا في مكان الحادث، بينما تم إخلاء المدرسة بالكامل.

ووفق المعلومات الأولية، فإن منفذ الهجوم هو أحد التلاميذ، أطلق النار على زملائه وأساتذته، مما تسبب في وقوع إصابات بالغة لعدد من الطلاب والمعلمين. 

ووصف المتحدث باسم الشرطة، فريتس جروندنيج، ما جرى بأنه "مأساة مروعة"، مشيرًا إلى أن "النمسا ليست معتادة على مثل هذه الهجمات داخل المدارس".

وفي حادثة موازية، هزت فرنسا جريمة طعن مروعة وقعت أمام مدرسة في بلدة نوجان بشرق البلاد، حيث قتلت مشرفة تعليمية تبلغ من العمر 31 عامًا على يد طالب يبلغ من العمر 15 عامًا، وذلك أثناء عملية تفتيش الحقائب عند بوابة المدرسة. 

وأسفر الهجوم كذلك عن إصابة ضابط شرطة بجروح طفيفة أثناء محاولته توقيف الطالب المعتدي.

وأعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن حزنه العميق، وكتب في منشور على منصة "إكس": “بينما كانت ترعى أبناءنا في نوجان، فقدت مساعدة تربوية حياتها، ضحية لعنف أعمى. الأمة في حداد، والحكومة تعبأت للحد من الجريمة.”

وتشير هذه الحوادث الدامية إلى تصاعد مظاهر العنف داخل المؤسسات التعليمية الأوروبية، سواء عبر حوادث فردية أو هجمات مسلحة وطعنات قاتلة. 

وبالرغم من أن أوروبا كانت تعد من المناطق الأكثر أمانًا في العالم فيما يخص المؤسسات التعليمية، إلا أن العقود الأخيرة شهدت تغيرًا مقلقًا في هذا المشهد، بفعل عوامل نفسية واجتماعية معقدة، من بينها التنمر، تفكك الأسرة، ضعف الرقابة التربوية، وتنامي تأثير وسائل التواصل الاجتماعي في تشكيل السلوك العدواني لدى بعض المراهقين.

ودفعت الحوادث الأخيرة في النمسا وفرنسا العديد من المسؤولين وخبراء التعليم إلى المطالبة بإعادة النظر في السياسات التربوية والأمنية داخل المدارس، وتعزيز آليات الدعم النفسي والاجتماعي للتلاميذ، بالإضافة إلى تشديد الرقابة على الأسلحة والتكنولوجيا المستخدمة داخل الحرم المدرسي.

كما تعالت الأصوات المنادية بضرورة إشراك أولياء الأمور بشكل أكبر في مراقبة سلوك أبنائهم، وتفعيل برامج التوعية بمخاطر العنف وطرق الوقاية منه، من خلال تعاون فعال بين المدارس وأجهزة الأمن والصحة النفسية.

طباعة شارك فرنسا النمسا إطلاق نار

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: فرنسا النمسا إطلاق نار

إقرأ أيضاً:

ارتفاع حصيلة ضحايا الهجوم على مدرسة في النمسا إلى 10 قـ.تلى

ارتفعت حصيلة ضحايا الهجوم الذي وقع اليوم، الثلاثاء، في مدرسة جراتس، في جنوب النمسا، إلى 10 قتلى على الأقل.

ويُرجح أن يكون أحد طلاب المدرسة هو من ارتكب هذا الهجوم، بحسب رئيسة بلدية مدينة جراتس، إلكي كهر، وفقًا لوكالة الأنباء النمساوية.

وكان من بين ضحايا الهجوم طلاب وشخص بالغ واحد على الأقل. 

وأكدت كهر أن الجاني المشتبه به، الذي نفذ الهجوم بمفرده وفقًا للشرطة والذي لم تُعرف دوافعه حتى الآن، قد لقي حتفه.

وكانت آخر حصيلة الضحايا بلغت خمسة قتلى على الأقل، حسبما أفادت وسائل إعلام نمساوية.

طباعة شارك حصيلة ضحايا هجوم مدرسة النمسا

مقالات مشابهة

  • ناقوس الخطر يدق: الأرض بلا زراعة.. والماء للشرب فقط
  • قطر تُدين حادث مدرسة النمسا
  • العنف المدرسي يهز أوروبا.. مذبحة بمدرسة نمساوية وصادمة في فرنسا
  • النمسا.. 10 قتلى في إطلاق نار بإحدى المدارس
  • ارتفاع حصيلة ضحايا الهجوم على مدرسة في النمسا إلى 10 قـ.تلى
  • ارتفاع عدد قتـ.لى الهجوم على مدرسة نمساوية إلى 11 شخصا
  • ارتفاع عدد ضحايا الهجوم على مدرسة في النمسا إلى 5 أشخاص
  • سمكة السلور تقتحم مياه العراق وتدق ناقوس الخطر
  • مشاهدة مباراة ألمانيا وفرنسا بث مباشر في دوري أمم أوروبا