لعل ما يطرح سؤال هل يجوز شُرب الماء في رمضان بسبب الحر الشديد؟، هو ارتفاع درجات الحرارة في هذا الوقت ، والتي يصاحبها زيادة الشعور بالعطش، فيتساءل أولئك الصائمين الجدد ، في هذه الأجواء الحارة عن هل يجوز شُرب الماء في رمضان بسبب الحر الشديد؟، وحيث إن صيام رمضان هو رابع أركان الإسلام، وفريضة لا ينبغي التهاون فيها ، فهذا ما يوجب الانتباه بذلك السؤال المطروح عن هل يجوز شُرب الماء في رمضان بسبب الحر الشديد؟، حتى لا يحرمون من الفضل العظيم ولا يتعرضون للعقوبة المهلكة.

هل حدثت ليلة القدر أمس أم لدينا 3 ليال؟.. اعرف كم علامة ظهرت هل الجماع في ليالي العشر الأواخر من رمضان حرام؟.. احذره بهذه الحالة هل يجوز شُرب الماء في رمضان بسبب الحر

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إنه فيما ورد عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، أن صيام رمضان له له فضل خاص عن سائر العبادات.

وأوضح «جمعة» في إجابته عن سؤال: ( هل يجوز شُرب الماء في نهار رمضان بسبب الحر الشديد؟)، أن الصيام هو الإمساك عن كلّ المُفطرات؛ من أكلٍ، وشُربٍ، وجِماعٍ، ويبدأ من طلوع الفجر الثاني، ويستمرّ إلى غروب الشمس.

واستشهد بقول الله -تعالى-: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ)، ومن ثم فإن الصيام في رمضان هو التوقُّف والإمساك عن المُفطرات، من طلوع الفجر الثاني، إلى غروب الشمس، مع عقد النيّة والعزم؛ لتتميّز العادة عن العبادة، بشروطٍ مخصوصةٍ، وزمنٍ مخصوصٍ، وكيفيّةٍ مخصوصةٍ.

 ونبه إلى أنه  في حال أكل الإنسان أو شرب في نهار رمضان ناسيًا، فإن صيامه صحيح، ولا يُفطر، لأن للهُ عزَّ وجلَّ رحيمٌ بعبادِه، ومِن رَحمتِه أنَّه رَفَعَ عنهم المشقَّةَ والحَرَجَ، ويَسَّر عليهم فيما أخطَؤوا فيه بسَبَبِ النِّسيانِ.

ودلل بما ورد في سُنن الترمذي، عن أبي هريرة، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ أكل أوْ شرِبَ ناسِيًا فلا يُفطِرُ ، فإنَّما هو رِزقٌ رزَقهُ اللهُ»، منوهًا بأن في هذا الحَديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «مَن أَكَلَ أو شَرِبَ ناسيًا"، وهو صائِمٌ، "فلا يُفطِرْ"، أي: فلا يُفطِرُ مِن صِيامِه في هذا اليومِ اعتمادًا على أنَّه أكَلَ أو شَرِبَ، بل عليه أن يُتِمَّ صَومَه إلى نِهايةِ يَومِه.

وتابع: "فإنَّما هو رِزقٌ رَزَقَه اللهُ"، أي: إنَّ هذا الطعامَ أو الشَّرابَ الذي تناولَه ناسيًا غيرَ مُتعمِّدٍ مَعفُوٌّ عنه مِن اللهِ سُبحانَه، وهو مِن رَحمةِ اللهِ ورِزقِه للعَبدِ، ولا قَضاءَ عليه ولا كَفَّارةَ؛ فهو صومٌ صحيحٌ برحمةِ اللهِ.، بما فيه بيانُ لُطفُ اللهِ تعالى بعِبادِه، كما أنَّ تَعمُّدَ الفِعلِ هو مَحلُّ التكليفِ في الثوابِ والعقابِ، وأمَّا النِّيسانُ فهو مَعفُوٌّ عنه برَحمةِ اللهِ.

وأشار إلى أنه من أسباب تسمية شهر رمضان بهذا الإسم ، أن رمضان من الرَّمَض؛ وهو شدّة الحَرّ؛ لأنّه غالباً ما كان يأتي في وقت الحَرّ في جزيرة العرب، وكانت العرب تُسمّي الشهرَ بالزمن الذي يقع فيه.

مفطرات صيام رمضان

وأفادت دار الإفتاء المصرية  ، بأن مبطلات الصوم (المفطرات) تنحصر في ثمانية أفعال أولها تعمد إدخال عَيْنٍ  - شيء ما- إلى الجوف من مَنْفَذٍ مفتوح (كالفم – والأنف) ولا تُعْتَبَر العين مَنْفَذًا مفتوحًا، وكذا مسام الجلد.

ولفتت إلى أن الجوف عند الفقهاء: ما يلي حلقوم الإنسان كالمعدة، والأمعاء، والمثانة –على اختلاف بينهم فيها-، وباطن الدماغ، فإذا تجاوز المُفَطِّر الحلقوم ودخل الجوف إلى أيِّ واحدة منها من منفذٍ مفتوح ظاهرًا حِسًّا فإنه يكون مفسدًا للصوم.

وأضافت أن ثانيها تعمد الإيلاج في فَرْج (قُبُل أو دُبر)، ولو بلا إنزال، وثالثها خروج الْمَنِي عن مُبَاشَرة، كَلَمْسٍ أو قُبْلَة ونحو ذلك، ورابعها الاسْتِقَاءة، وهي تعمُّد إخراج القيء، أما من غَلَبه القيء فلا يفطر به،  وخامسها خروج دم الحيض، وسادسها خروج دم النفاس، وسابعها الجنون، وثامنها الرِّدَّة.

صيام رمضان

جعل الله -تعالى- صيام رمضان من فرائض الدين، ورُكناً من أركان الإسلام الخمس، وقد ثبتت فرضيّة الصيام في كتاب الله -تعالى-، وسُنّة نبيّه -عليه الصلاة والسلام-؛ قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)، وقال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (بُنِيَ الإسْلامُ علَى خَمْسٍ) -وذكر منها- (صَوْمِ رَمَضانَ)، وقد أجمع المُسلمون على وجوب الصيام على المُكلَّف، ولم يُخالف هذا الحُكمَ أحد.

فضل صيام رمضان

تترتّب على الصيام العديد من الفضائل، يُذكر منها: خصّ الله -سبحانه- عبادة الصيام بالأجر العظيم المُضاعف؛ ومع أنّ كلّ عملٍ صالحٍ يؤدّيه المسلم يُجازيه به الله بمُضاعفة الحسنة إلى عشرة أضعافٍ، وإلى سبعمئة ضعفٍ، إلّا الصيام؛ فقد نسبه الله -تعالى- إليه.

و يقول الرسول -عليه الصلاة والسلام- فيما يرويه عن ربّه -عزّ وجلّ-: (كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ له، إلَّا الصِّيَامَ، فإنَّه لي وأَنَا أجْزِي به)، ولا يخفى أنّ طبيعة عبادة الصيام تتضمّن عبادات أخرى، ولعلّ أهمّها الصبر على ملذّات النفس وشهواتها، كالأكل، والشُّرب؛ والصائم إذ يحملُ نفسه على ترك هذه الرّغبات فإنّه ينال أجر الصابرين، حيث يقول سبحانه: (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ). 

وورد من فضل صيام رمضان ،  مجازاة الصائمين بدخولهم الجنّة في الآخرة من بابٍ خاصٍّ بهم يُسمّى باب الريّان، وقد ثبت ذلك فيما أخرجه الإمام البخاريّ في صحيحه عن سهل بن سعد الساعدي -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (إنَّ في الجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ له الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ منه الصَّائِمُونَ يَومَ القِيَامَةِ، لا يَدْخُلُ منه أحَدٌ غَيْرُهُمْ). نيل الصائم فرحتَان؛ إحداهما في الدنيا، والأخرى في الآخرة، قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ).

وجاء من فضل صيام رمضان كذلك  فَتْح أبواب الجنّة، وغَلْق أبواب النار، وتصفيد الشياطين في شهر رمضان، قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (إذا جاءَ رَمَضانُ فُتِّحَتْ أبْوابُ الجَنَّةِ، وغُلِّقَتْ أبْوابُ النَّارِ، وصُفِّدَتِ الشَّياطِينُ)، وطِيْب رائحة فم الصائمين عند الله -سبحانه وتعالى-؛ إذ أخرج البخاريّ في صحيحه عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِن رِيحِ المِسْكِ)، وتحصيل الخيرات والرَّحَمات في شهر رمضان، ونَيْل ما فيه من الرحمة والمغفرة من الله، والعِتق من النار، ونيل الدرجات الرفيعة، والحسنات، والأُجور المُضاعَفة.


 

 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: فضل صيام رمضان علي جمعة الدكتور علي جمعة علیه الصلاة والسلام صیام رمضان ى الله

إقرأ أيضاً:

هل يجوز أداء صلاة الفجر فور سماع الأذان مباشرة أم يجب الانتظار قليلاً ؟.. الإفتاء تحسم الجدل

أعاد الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، توضيح الحكم الشرعي المتعلق بموعد أداء صلاة الفجر، بعد ما انتشرت نقاشات واسعة بين الناس حول ضرورة الانتظار لمدة 20 دقيقة بعد الأذان، وهي الفكرة التي أثارت جدلًا كبيرًا في الأيام الأخيرة.
وأكد “شلبي” أن الجدل الدائر لا يقوم على أسس علمية، وأن دار الإفتاء حسمت المسألة مرارًا، موضحة أن توقيت أذان الفجر المُعتمَد في مصر دقيق وصحيح، وأنه مبني على دراسات فلكية موثقة تقرّها اللجان العلمية المتخصصة. 

وشدّد على أن هذا التوقيت واجب العمل به لأنه نتاج جهد خبراء في الفلك والجيوديسيا، وليس اجتهادات فردية.

وبيّن أمين الفتوى أن من غير المناسب طرح مثل هذه المسائل في النقاشات العامة، خاصة أن مكانها الطبيعي هو الغرف العلمية المغلقة التي يجتمع فيها أهل الاختصاص للوصول إلى رأي موحد يلتزم به الناس جميعًا. 

أمين الإفتاء يحذر من مراهنات الألعاب الإلكترونية: يجب مراقبة الأبناءهل يجوز صلاة قيام الليل في التاسعة مساء؟.. أمين الإفتاء يحدد الوقت المفضل لأدائها

واستشهد بقول الله تعالى في الآية 83 من سورة النساء: ﴿وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ﴾، مؤكدًا أن الرجوع إلى أهل الخبرة هو الأصل في هذه الأمور.

وأوضح "شلبي" أن العبادات الجماعية في الإسلام تقوم على توحيد كلمة المسلمين وعدم السماح بتعدد الآراء الفردية التي قد تشتت الناس، مستشهدًا بحديث النبي ﷺ: «الفطر يوم يفطر الناس والأضحى يوم يضحي الناس»، للدلالة على أهمية اتباع النظام العام للشعائر.

وسرد واقعة حدثت في أحد مساجد القرى، حين نشبت فتنة بين المصلين بسبب اختلافهم على المدة بين الأذان والإقامة، بعدما اعتاد أهل المسجد إقامة الصلاة بعد 15 دقيقة من الأذان. 

لكن مجموعة منهم ادعت أن الصلاة باطلة قبل مرور نصف ساعة، فوقع خلاف وصل إلى درجة إقامة جماعتين.

 وانتهى الأمر بالاحتكام إلى دار الإفتاء التي أكدت صحة التوقيت المعمول به، ورفض أي زيادة أو تشدد لا أساس علمي له.

هل يجب الانتظار 20 دقيقة 

ومن جانبه، ردّ الدكتور مجدي عاشور، المستشار السابق لمفتي الجمهورية، على سؤال حول ضرورة انتظار 20 دقيقة بعد الأذان، متسائلًا عن سبب هذا التشدد غير المبرر، ومؤكدًا أن المسلم يستطيع أداء الصلاة فور انتهاء الأذان مباشرة دون حاجة لأي انتظار.

 وأضاف أن الالتزام بآراء متشددة لا فائدة منها قد يثقل على الناس ويعطلهم عن العبادة.

أفضل وقت لأداء صلاة الفجر
أوضح عاشور أن وقت صلاة الفجر يبدأ من لحظة الأذان ويستمر حتى طلوع الشمس، وهو عادة يمتد ما بين ساعة إلى ساعة ونصف تقريبًا. وخلال هذا الوقت تُؤدَّى الصلاة أداءً حاضرًا في وقته الطبيعي. 

أما من يستيقظ بعد شروق الشمس فقد اتفق العلماء على أن قضاء الصلاة لا حد لآخره، لكن الأفضل ألا يتأخر الإنسان في القضاء حتى لا ينسى أو يموت قبل أدائه، تنفيذًا لوصية النبي ﷺ: «فإذا نسي أحدكم صلاة، أو نام عنها، فليصلها إذا ذكرها».


 

طباعة شارك صلاة الفجر دار الإفتاء أذان الفجر الانتظار بعد الأذان وقت الصلاة

مقالات مشابهة

  • موعد أول يوم رمضان 2026 فلكيا وعدد ساعات الصيام
  • موعد أول يوم رمضان 2026 فلكيا وعدد ساعات الصيام المتوقعة
  • موعد بداية شهر رمضان 2026 فلكيًا.. وعدد ساعات الصيام
  • فتاوى وأحكام| هل الوضوء بالماء الدافئ في الشتاء أقل ثوابا من البارد؟.. هل يجوز أداء صلاة الفجر فور سماع الأذان مباشرة؟
  • هل يجوز جمع الصلوات في الشتاء بوضوء واحد؟
  • هل يجوز صيام الأيام القمرية بنية النافلة وكفارة اليمين؟.. الإفتاء تجيب
  • هل يجوز أداء صلاة الفجر فور سماع الأذان مباشرة أم يجب الانتظار قليلاً ؟.. الإفتاء تحسم الجدل
  • حكم الكسل عن صلاة الفجر بسبب البرد
  • هل يجوز غلق العين في الصلاة من أجل الخشوع.. أمين الفتوى يجيب
  • حكم غلق العين في الصلاة من أجل الخشوع.. الإفتاء: يجوز في حالة واحدة