ما متلازمة الطفل الذهبي وكيف تؤثر على تطور ابنك ومستقبله؟
تاريخ النشر: 2nd, April 2024 GMT
يقع بعض الآباء أحيانا في خطأ تربوي كبير حين يدفعون أبناءهم بقوة للتميّز في كل شيء وتحقيق النجاح على مختلف الصعد، دون أن يدركوا أن هذا الضغط سيتسبب في وقوع الصغار ضحايا لمتلازمة "الطفل الذهبي".
فعندما يتوقع الآباء الكثير من أطفالهم، ويعطونهم مسؤوليات الكبار؛ ويجعلون حبهم وعاطفتهم مشروطة بتحقيق تلك التوقعات، فإن ذلك سينعكس سلبا على الطفل وستكون له مجموعة من التبعات التي ستؤثر على حياته مستقبلا.
يستخدم مصطلح "الطفل الذهبي" للإشارة إلى طفل من أطفال الأسرة يتوقع منه الوالدان أن يكون استثنائيا في كل شيء وألا يرتكب أي أخطاء، وأن يكون ببساطة "مثاليا".
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4كيف تستغلين "يوم الأم" في تعليم طفلك مهارات حياتية جديدة؟list 2 of 4لماذا يدمر طفلي الأشياء؟ وكيف أخلصه من السلوك العدواني؟list 3 of 4كيف تساعد طفلك على التعبير عن مشاعره بصدق ودون خوف؟list 4 of 4أطفال فلسطين أكبر ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزةend of listيقول أخصائي الطب النفسي الدكتور أشرف الصالحي، إن "بعض الأهالي يجبرون أبناءهم على أن يكونوا مثاليين، مما يخلق بيئة غير آمنة للطفل يعجز فيها عن التعبير عن آرائه، أو يخاف مخالفة القواعد. كما يضع الوالدان سقف توقعات عالية لما ينبغى أن يفعله الطفل، وما لا ينبغي أن يفعله، مما يضعه تحت ضغط كبير خوفا من فقدان حب والديه".
ويرجع الصالحي ظهور متلازمة "الطفل الذهبي"، إلى نشأته في نظام أسري يتوقع منه أن يكون استثنائيا وناجحا في كل شيء؛ "فمثلا، عليه أن يحقق علامات كاملة في المدرسة، كما أن صفاته وشخصيته لا بد أن تكون مثالية وألا يرتكب أي خطأ. يبدي الوالدان عادةً اهتماما مبالغا فيه تجاه هذا الطفل، ما يشعره بأنه ملزم بتلبية رغباتهم، حتى لو كانت لا تتوافق مع رغباته وتطلعاته".
يؤكد أخصائي الطب النفسي أن الطفل يحتاج إلى الرعاية والحب والحنان والدعم العاطفي حتى ينمو ويتطور نفسيا وذهنيا واجتماعيا وجسديا، "ويجب ألا يكون الحب مشروطا؛ فحتى في حال عدم تقيّد الطفل بآراء والديه وتطلعاتهم، فلا بد من منحه الحب وتقبله كما هو، واحترام استقلاليته واختياراته دون انتقاده".
ويعاني "الأطفال الذهبيون" عادةً من سعيهم الدائم لتحقيق الإنجازات، وفق الصالحي، "لأنها الطريقة الوحيدة لكسب الحب والاهتمام من والديهم والسعي الدائم لإرضائهم، والخوف من الفشل، فهم أكثر عرضة للإصابة بالقلق والاكتئاب نظرا للظروف الضاغطة حولهم ورغبتهم في تحقيق النجاح".
ويضيف، "يتسبب ذلك في تشويش الطفل وجعله مضطربا، فهو محروم من مرحلة الطفولة لأنه مطالب بأخذ أدوار الكبار لتحقيق أحلام والديه، وقد يصبح امتدادا لوالديه النرجسيين والمسيطرين، فيتحول إلى شخص مثالي على المدى البعيد، ويتعرض للمزيد من الضغط للحفاظ على هذه الصورة".
كما تتسبب المتلازمة في قسوة الطفل على نفسه كونه لا يقبل الخسارة أو الفشل، ويحاول القيام بكل شيء ليكون مميزا، فيبالغ في نقد ذاته ويكون لديه شعور متدن أو متضخم حول ذاته بسبب الثناء المفرط من والديه.
ويؤكد الصالحي، "لذلك لا بد للوالدين من وضع حدود صحية والتخلص من التوقعات المبالغ فيها، وإعطاء الأولوية للرعاية الذاتية لطفلهم حتى لا يكبر مع هذه المتلازمة، وتقديم الدعم العاطفي وفصل هوية الطفل عن هوية والديه، ليقرر هو اختياراته فيما يراه مناسبا له ولرغباته. كما لا بد من إدارة العواطف ومحاربة الخجل، وعدم السعي لإرضاء الناس، والبحث عن علاج بمساعدة الأخصائيين النفسيين عند الحاجة".
من جانبها، تقول استشارية العلاقات الأسرية والتربوية مها بنورة، إن العائلة التي تربي أبناءها بطريقة صارمة ولا تتقبل أخطاءهم وتحرص على تعليمهم النموذجية أو المثالية الزائدة، فإنها تتسبب في أنهم "لا يستطيعون التواصل بطريقة إيجابية مع أفراد المجتمع؛ لأنهم ينظرون إليهم بأنهم مختلفون عنهم، من وجهة نظرهم".
وتشرح بأن ذلك "يجعل هؤلاء الأطفال المثاليين وحيدين لا يستطيعون بناء الثقة بسهولة بأشخاص آخرين، أو الانخراط معهم في بيئة الدراسة أو العمل، أو حتى على مستوى العائلة أو الجيران".
وتؤكد بنورة أن الطريقة الذي ينشأ فيها الصغير في مرحلة الطفولة المبكرة هي التي قد تتسبب في وقوعه ضحية لمتلازمة "الطفل الذهبي"، إلى جانب البيئة الحاضنة في العائلة والمدرسة.
"ومن المهم عند تنشئة أبنائنا أن نكون على وعي تام للطريقة التي نتبعها في التربية، لأن أثرها على حياتهم ونجاحهم مستقبلاً في علاقاتهم الاجتماعية سيكون كبيرا، سواءً على الصعيد العائلي أو الدراسي أو المهني" بحسب استشارية العلاقات الأسرية والتربوية.
كما تشير بنورة إلى ضرورة التفات الوالدين لتربية الأطفال عبر "غرس القيم والخلق الحسن في نفوسهم، وزرع قيمة تقبل الآخرين، وأن يكون الوالدان قدوة ومصدر دعم وحب، إلى جانب تحفيزهم على التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم من عمر صغير، ليكون هناك تواصل إيجابي بينهم كأفراد عائلة".
وتوضح أن "هذا التواصل الإيجابي والأخلاق الحميدة والشخصية الإيجابية سيكون له أثر إيجابي في مستقبل الفرد على المدى البعيد، وسيكون الأساس للمساعدة في مسيرة تطوير الشخصية والمهارات دون التوقف أو الخذلان أو الخوف من الفشل".
وتحت عنوان "ماذا يحدث للطفل الذهبي عندما يكبر؟" نشر موقع "ثرايف وركس" بعض التوقعات المحتملة، ونصائح لمساعدة الطفل في التغلب عليها، مشيرا إلى أن "الطفل الذهبي" قد يواجه صعوبة في تكوين علاقات صحية مع الآخرين والحفاظ عليها، حال عدم الخضوع لعلاج للصحة العقلية لمساعدته في تخطي الضغوط التي يواجهها.
كما قد يواجه "الطفل الذهبي" أيضاً مشكلةً في رغبته الدائمة وسعيه الحثيث لإرضاء الناس من حوله.
وبحسب الموقع، فإن المواقف التي يواجهها "الطفل الذهبي" عندما يكبر تختلف عن تلك التي يواجهها شخص آخر، ولهذا السبب فإن علاج الصحة العقلية الفردية مفيدة في معالجة التوتر الناتج عن المتلازمة مع المساعدة والدعم المناسب.
ويمكن لـ"الطفل الذهبي" أن يتعلم وضع حدود صحية، وفهم قيمته خارج نطاق ما يقدمه للآخرين، وتكوين علاقات مبنية على الحب الحقيقي والمودة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات الطفل الذهبی التعبیر عن أن یکون
إقرأ أيضاً:
لن تصدق.. أسباب تنميل اليدين ليلا
الاستيقاظ بخدر في اليدين قد يكون أمرًا مزعجًا، خاصةً إذا تكرر، هناك عوامل متعددة قد تُسبب تنميل في اليدين أو شعورًا بالوخز عند الاستيقاظ. أحيانًا، قد يُسبب سبب بسيط، مثل وضعية النوم، خدرًا، ولكن في أحيان أخرى، قد يكون خدر اليد علامة على تلف الأعصاب، أو إصابة، أو نقص تغذية، أو حالة صحية كامنة.
عادة ما يكون الخدر - والوخز أو الشعور بالوخز الذي يصاحبه في كثير من الأحيان - نتيجة لضغط الأعصاب أو تلف الأعصاب أو مشكلة أخرى تتداخل مع الجهاز العصبي.
إذا استيقظتَ وأنتَ تشعر بتنميل في يديك، فهذا يُرسل إليكَ جسدك رسالة، من المهمّ معرفة سبب التنميل لتتمكّن من اتخاذ الإجراءات اللازمة لتخفيف انزعاجك وحماية جهازكَ العصبي.
هناك العديد من الأسباب المحتملة لخدر اليد أثناء النوم، والتي يمكن أن تتراوح من البسيطة إلى الأكثر خطورة.
-وضعية النوم
بعض أوضاع النوم هي السبب الأكثر شيوعًا لخدر اليد، النوم مع وضع الذراع أو اليد تحت الجسم أو الوسادة، أو ثني المرفقين أو المعصمين، أو رفع الذراعين فوق الرأس، قد يضغط على أحد الأعصاب، قد يؤثر هذا على الدورة الدموية، مما قد يؤدي إلى خدر أو وخز أو شعور مزعج بوخز الإبر.
عادةً ما يكفي تغيير وضعية نومك لحل المشكلة، فكّر في النوم على جانبك أو ظهرك مع وضع ذراعيك بجانب جسمك لتجنب تنميل اليدين.
-متلازمة النفق الرسغي
تتطور متلازمة النفق الرسغي عندما يتعرض العصب المتوسط، الذي يمر عبر معصمك، للضغط والانضغاط، حركات اليد المتكررة، والحمل، وبعض الحالات التي تسبب تورمًا في المعصم أو اليد (مثل التهاب المفاصل )، يمكن أن تؤدي إلى متلازمة النفق الرسغي.
غالبًا ما يكون خدر اليد في الصباح أول أعراض متلازمة النفق الرسغي. ومع تطور الحالة، يُبلغ الكثيرون عن استيقاظهم ليلًا بسبب الخدر والألم المصاحب لها، إلى جانب الخدر والوخز، تشمل أعراض متلازمة النفق الرسغي ما يلي:
إحساس يشبه الصدمة أو الحرقة في اليد
ألم أو وخز يبدأ في اليد وينتشر إلى أعلى الذراع
ضعف اليد الذي يجعل من الصعب القيام بالأنشطة اليومية، مثل ربط أزرار الملابس أو الكتابة بالقلم
-التهاب الفقرات العنقية
يحدث التهاب الفقرات العنقية، أو التهاب مفاصل الرقبة، نتيجةً للتنكس (أو التراجع) المرتبط بالعمر لأقراص ومفاصل الرقبة في بعض الأحيان، قد يؤدي التآكل الطبيعي للعمود الفقري إلى تضييق القناة الشوكية، حيث يمر الحبل الشوكي وجذور الأعصاب عبرها للوصول إلى باقي أجزاء الجسم، في حال انضغاط جذور الأعصاب، قد تشعر بخدر أو وخز أو ضعف في اليد والأصابع، تشمل الأعراض الأخرى لالتهاب الفقرات العنقية ما يلي:
تشنجات العضلات في الرقبة
الصداع
أصوات فرقعة أو طحن عند تحريك رقبتك
ضعف في اليدين أو الساقين
اعتلال الأعصاب الطرفية
الاعتلال العصبي المحيطي هو حالة تحدث عندما تتضرر الأعصاب المحيطة بالدماغ والحبل الشوكي، بعض أنواع الاعتلال العصبي المحيطي تسبب خدرًا ووخزًا عرضيًا في اليد، بينما يسبب بعضها الآخر تلفًا عصبيًا مزمنًا (دائمًا)، وحسب الأعصاب المصابة، قد يؤدي الاعتلال العصبي المحيطي أيضًا إلى:
فقدان الإحساس في اليدين أو الأصابع
ضعف أو فقدان المهارات الحركية الدقيقة (على سبيل المثال، الكتابة أو الإمساك بالأشياء الصغيرة)
آلام حادة
-متلازمة مخرج الصدر
تحدث متلازمة مخرج الصدر عندما تنضغط الأعصاب أو الأوعية الدموية في الفراغ بين عظم الترقوة والضلع الأول. ونتيجةً لذلك، يُعدّ التنميل في اليدين من الأعراض الشائعة. ولكن، قد تعاني أيضًا من أعراض أخرى مثل:
الأيدي الباردة
تغيرات في لون يديك أو أصابعك
تورم في اليدين والأصابع
نقص فيتامين ب12
فيتامين ب12 عنصر غذائي أساسي يستخدمه جسمك للحفاظ على صحة أعصابك، نقصه قد يسبب مشاكل في أعصاب اليدين والمعصم، مما يؤدي إلى تنميل في اليدين وأعراض عصبية أخرى، مثل:
تعب
ضعف
صعوبة في التنسيق (على سبيل المثال، المشي)
تناول كميات وفيرة من الأطعمة الغنية بفيتامين ب12، مثل الأسماك واللحوم والبيض والحبوب المدعمة ومنتجات الألبان، قد يساعد على استعادة مستوياته. قد تتطلب حالات النقص الأكثر شدة تناول مكملات غذائية أو مكملات ب 12 بوصفة طبية للمساعدة في رفع مستوياته وتحسين الأعراض.
-كيسة العقدة العصبية
الكيس العقدي هو كتلة حميدة (غير سرطانية) يمكن أن تتطور على مفصل أو وتر في معصميك أو يديك، يمكن أن تضغط الكيسات العقدية على الأعصاب، مما قد يسبب أعراضًا مثل الخدر والوخز وعدم الراحة في اليدين والأصابع.
-السكري
يمكن أن يؤدي عدم السيطرة على داء السكري إلى تلف الأعصاب في جميع أنحاء الجسم، وهي حالة تُعرف باسم الاعتلال العصبي السكري، غالبًا ما يُصاب الأشخاص المصابون بالاعتلال العصبي السكري بتلف في أعصاب اليدين والقدمين، مما قد يؤدي إلى خدر ووخز وألم يزداد سوءًا في الليل، يمكن أن يُساعد التحكم في مستويات السكر في الدم باتباع نظام غذائي صحي وتناول الأدوية (مثل الأنسولين ) في الوقاية من تلف الأعصاب المرتبط بالسكري.
المصدر: health.