الانتخابات البلدية: التأجيل الثالث حتمي
تاريخ النشر: 3rd, April 2024 GMT
يتّجه المجلس النيابي وفق المعطيات السياسية، إلى التمديد للمجالس البلدية والاختيارية للمرة الثالثة على التوالي مع اختلاف في الأسباب. إذ في حين تم التأجيل عام 2022 لمصادفة توقيتها مع موعد الانتخابات النيابية، وعام 2023 لعدم توفّر الاعتمادات اللازمة وعدم جاهزية القوى الأمنية اقتصادياً ولوجستياً، فإن التأجيل هذا العام سيكون بسبب الحرب الدائرة في جنوب لبنان بين إسرائيل و«حزب الله».
وكتبت كارولين عاكوم في" الشرق الاوسط": تغيب حتى الساعة كل التحضيرات لإنجاز هذا الاستحقاق الذي يأخذ عادة طابعاً عائلياً وسياسياً في لبنان، على خلاف الانتخابات النيابية التي تقتصر المنافسة فيها على الأحزاب. وغياب الحماسة هذا ينسحب أيضاً على الماكينات الانتخابية للأحزاب التي تعلن رفضها التأجيل وتدفع باتجاه إجراء الانتخابات مع استثناء «الأقضية الخطرة»، بحيث إنه لم يسجل لها حتى الآن حراك لافت في المناطق التي يوجد فيها مناصرون ومرشحون لها كما جرت العادة، ما يؤكد القناعة لدى الجميع بصعوبة إجرائها.
وفي حين من المفترض أن تدعو وزارة الداخلية الهيئات الناخبة قبل 12 نيسان الحالي للمشاركة في الانتخابات، بدءاً من 12 أيار المقبل، أعلن رئيس لجنة الدفاع الوطني والداخلية والبلديات النائب جهاد الصمد، قبل يومين، أن «هناك مشاورات وتوجّهاً من قبل أكثر من جهة سياسية لتقديم اقتراح قانون، بعد الأعياد، لتأجيل الانتخابات البلدية بسبب تداعيات العدوان الإسرائيلي على لبنان»، مشيراً أمام عدد من رؤساء بلديات الضنّية استقبلهم في منزله في الشمال أن «إجراء الانتخابات البلدية، مع استثناء محافظتي الجنوب والبقاع وبعض مناطق البقاع التي تتعرّض لعدوان إسرائيلي، أو تمديد ولاية المجالس البلدية، يحتاج إلى إقرار قانون في مجلس النواب».
مع العلم أنه كان قد سجّل سابقة في هذا الإطار عبر تأجيل الانتخابات البلدية والاختيارية عام 1998 لعدد من مناطق الجنوب خلال مرحلة الاحتلال الإسرائيلي لها.
وفيما يبدو واضحاً أن موقف «الثنائي الشيعي» يدعم التأجيل ويرفض استثناء عدد من الأقضية في الجنوب والنبطية وبعلبك والمناطق التي تعدّ خطرة، كما يطرح البعض، تقول مصادر نيابية في كتلة «التنمية والتحرير»، التي يرأسها رئيس البرلمان نبيه بري، لـ«الشرق الأوسط»، إن التوجه هو للتأجيل بعد تقديم عدد من النواب اقتراح قانون بهذا الشأن، عادّة «أنه من غير المنطق تقسيم المناطق اللبنانية». وتشير في الوقت عينه إلى أن هناك اتصالات بين «الثنائي» و«التيار» حول هذا الموضوع، مرجّحة أن موقف كتلة الأخير سيكون كما كان عليه العام الماضي، أي المشاركة في جلسة التمديد، وبالتالي لن يكون تأمين النصاب أمراً صعباً.
ولم يعلن «التيار الوطني الحر» حتى الساعة موقفه النهائي، علماً أنه كان قد شارك في جلسة التمديد العام الماضي «منعاً للفراغ»، بحسب ما أعلن رئيسه النائب جبران باسيل، رغم رفضه التشريع في ظل الشغور الرئاسي.
في المقابل، يؤكد حزب «القوات اللبنانية» وحزب «الكتائب اللبنانية»، الذي سبق أن قدّم عام 2023 طعناً بالتمديد أمام المجلس الدستوري، إضافة إلى عدد من النواب المستقلين، أنهم سيواجهون التمديد، في وقت يبلغ فيه عدد البلديات المنحلة 126 بلدية من أصل 1026، بحسب «الدولية للمعلومات».
وتؤكد مصادر «القوات» على أنهم سيواجهون سياسياً وإعلامياً كل محاولات التمديد للمجالس البلدية والاختيارية، وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «سنكون أمام واقع مواجهة هذا التوجه، ولا سيما أن كل الكتل والأحزاب تدرك تماماً أن معظم البلديات، إما منحلة أو غير قادرة على الاستمرار بفعل النقص في عدد أعضائها، وبالتالي ستتحمل الكتل التي ستمدد لها مسؤولية التمديد للفشل وإبقاء الدولة مشلولة».
وترد المصادر على منتقديها، على خلفية مشاركتها في جلسة التمديد لقادة الأجهزة الأمنية ورفضها هذا الأمر مع البلديات، بالقول: «شاركنا بالتمديد لقائد الجيش للمحافظة على آخر مساحة استقرار في لبنان، وهو الاستقرار الأمني». وتعدّ المصادر أنه يمكن إجراء الانتخابات في مناطق، وتأجيلها في مناطق أخرى، وتقول: «يتذرعون بالحرب كما تذرعوا سابقاً بالتمويل، لكن سنتصدى لكل من يقول نعم للتمديد، ولن نشارك في جلسة من هذا القبيل، لأننا نؤكد مجدداً على موقفنا الذي ينصّ عليه الدستور، وهو أن البرلمان هيئة تشريعية وليس انتخابية». وكتب ابراهيم بيرم في" النهار": قبل بضعة ايام اطلق رئيس لجنة الداخلية والدفاع الوطني في مجلس النواب النائب جهاد الصمد موقفا بدا حاسما افصح فيه عن ان كفة تأجيل الانتخابات البلدية هي الراجحة تماما، وان ثمة اجراء مطلوبا ويصير التمديد للمجالس البلدية الحالية قانونيا وساريا.
وقال الصمد لـ"النهار" ان التأجيل المرتقب سيكون من خلال قانون يقره مجلس النواب. واضاف ان الاتجاه في الاوساط السياسية المعنية هو ان يتم هذا الاجراء (قانون التمديد) بعد انتهاء الاعياد (المسيحية والاسلامية) مباشرة.
ورداً على سؤال، اوضح الصمد ان "ثمة ثلاثة دواعٍ تعزز فرضية التأجيل وتسوّغها وهي:
- ان هناك عدوانا اسرائيليا يوميا يطاول كل الجنوب واجزاء من البقاع، وهو عمليا عدوان على كل لبنان.
- ان الوقت صار داهما وضاغطا لا يسمح باجراء هذا الاستحقاق في موعده ضمن اجواء وظروف طبيعية مريحة، خصوصا ان وزارة الداخلية تعتبر ان الموعد الفعلي لاجراء الانتخابات هو في منتصف ايار، وبالتالي فان مهلة الشهر ونصف الشهر الفاصلة عن الموعد المبدئي لهذه الانتخابات غير كافية عمليا.
- ان فكرة تجزئة اجراء الانتخابات الموعودة على نحو يجعلنا نؤجل هذه الانتخابات في 3 محافظات يطاولها العدوان (الجنوب والنبطية وبعلبك - الهرمل) لم تلقَ قبولا وثمة ما يمنع من اللجوء الى هذا الاجراء".
وهكذا اضاف الصمد "وجدنا انفسنا وجها لوجه امام خيار التأجيل، مع ان الجميع من دون استثناء يتمنى اتمام هذا الاستحقاق في موعده المحدد".
وردا على سؤال قال الصمد ان "اجراء انتخابات مع استثناء الجنوب والنبطية ومناطق تتعرض للعدوان او تمديد المجالس المحلية، يحتاج الى اقرار قانون في مجلس النواب. ويصير الامر ممرا الزاميا اذا ما علمنا ان الرئيس ميقاتي يعتبر ان ثمة اسبابا تمنعه من اصدار قانون بهذا الشأن في حكومة تصريف الاعمال وهو لن يقدِم".
وخلص الى القول: "نحن نتمنى ان يمر التأجيل والتمديد بكل اريحية وسلاسة لان الجميع على علم بدقة الاوضاع، لا ان ندخل في حفلة مزايدات".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الانتخابات البلدیة مجلس النواب فی جلسة عدد من
إقرأ أيضاً:
انفوجراف| «إقرار 186 قانونًا».. حصاد مجلس النواب خلال دور الانعقاد الخامس
شَهِد مجلس النواب، برئاسة المستشار الدكتور حنفي جبالي، خلال دور الانعقاد الخامس من الفصل التشريعي الثاني للمجلس، مناقشة عددًا من مشروعات القوانين الهامة، والتي بلغت نحو (186) قانون، بإجمالي عدد مواد بلغ نحو (2635) مادة.
وفيما يلي توضح "الفجر"، من خلال انفوجراف حصاد مجلس النواب خلال دور الانعقاد الخامس
IMG-20250709-WA0026
- بلغ عدد الجلسات 62 جلسة عامة، بإجمالي عدد ساعات 220 ساعة.
- ناقش المجلس 186 قانونا، بإجمالي عدد المواد 2635.
- أقر مجلس النواب 63 اتفاقية دولية.
- بلغ عدد اجتماعات اللجان النوعية 3020 اجتماعًا بإجمالي عدد ساعات 3260 ساعة.
- بلغ عدد تقارير اللجان النوعية التي انتهى المجلس من نظرها 756 تقريرًا.
- بلغ عدد الاقتراحات برغبات 417 اقتراحا.
- ناقشت اللجان النوعية 2230 طلب إحاطة.
- بلغ عدد الزيارات الميدانية 19 زيارة.
- الدبلوماسية البرلمانية: شهد المجلس نشاطًا مُكثفًا خلال دور الانعقاد الخامس.