مجدي صابر يكتب: نصف موسم رمضاني ممتع
تاريخ النشر: 3rd, April 2024 GMT
لا شك أن «المتحدة» قدمت هذا العام موسماً رمضانياً استثنائياً.. وتجاوزت أى أخطاء سابقة فى رغبة أكيدة للتمييز والتفوق وهو ما حدث، والأجمل أن دراما النصف الأول من رمضان كانت تخلو من آفة المسلسلات الرمضانية فى الأعوام السابقة وهى مشاهد ودراما البلطجة، فجاءت المسلسلات خالية من تلك المشاهد.. وأيضاً نلاحظ أن الأعمال التى قدمت فى النصف الأول من رمضان تضاءلت فيها مشاهد التدخين والمخدرات.
والجميل أيضاً أن بعض الأعمال المقدمة هذا العام قد أثارت نقاشاً كبيراً.. ولعل أهم مسلسل قد تم النقاش حول الكثير من تفاصيله هو مسلسل «الحشاشين».. وأرى أنه عمل ضخم لم ينتج مثله منذ سنوات طويلة.. ورغم الانتقادات أرى أن «الحشاشين» من أهم الأعمال التى تم إنتاجها منذ سنوات.
وبالعودة إلى مسلسلات الخمس عشرة حلقة، فقد تميز عدد منها منذ بداية السباق الرمضانى.. ولم يخذل صناعها جمهور المشاهدين.. خاضت تلك الأعمال السباق الرمضانى كأحسن ما يكون.. ومن ضمن هذه الأعمال «صلة رحم» والذى أعتبره أفضل حصان رابح فى الموسم الرمضانى هذا العام.. وقد ناقش المسلسل قضية مهمة وهى تأجير الأرحام.. ما بين الحلال والحرام -وكذلك إدانة القانون لذلك الأمر- وجاء أداء نجوم هذا العمل كأفضل ما يكون.. ولا شك أن جزءاً كبيراً من النجاح يعود إلى السيناريست المتألق محمد هشام عبية وكذلك المخرج تامر نادى وجاء بعده مسلسل «مسار إجبارى» بطولة أحمد داش وعصام عمر وصابرين، من تأليف المخضرم باهر دويدار وإخراج نادين خان، المخرجة الموهوبة وقد ظل «مسار إجبارى» منافساً على القمة حتى نهاية حلقاته.
ويأتى مسلسل «أعلى نسبة مشاهدة» ليحقق منذ بداياته توافقاً ما بين النقاد والجمهور.. فقد حصل على أكبر نسبة إعجاب منذ الحلقة الأولى وجاءت أحداثه عن استخدام مواقع التواصل الاجتماعى والتيك توك لحصد المشاهدات والحصول على المال.. وهى قضية صارت تشغل بال الكثيرين وتمتلئ صفحات التيك توك بفيديوهات من هذه النوعية وعلى أرض الواقع كانت هناك قضية متشابهة مع أحداث المسلسل عن فتاة تم سجنها بسبب ما تقوم برفعه على التيك توك.. والجميل فى المسلسل أن بطلاته كن من الشباب وهن سلمى أبوضيف وليلى أحمد زاهر وفرح يوسف ومن إخراج ياسين أحمد كامل وتأليف سمر طاهر.
أما بالنسبة للأعمال الكوميدية فقد احتل «أشغال شقة» صدارة هذه الأعمال بالرغم من بساطة فكرة المسلسل ولا شك أن الخلطة الساحرة لـ«أشغال شقة» أتت بفضل السيناريو السهل الممتنع لخالد دياب وشيرين دياب والإخراج البارع لخالد دياب.
أما مسلسل «نعمة الأڤوكاتو» فقد جاءت بداياته قوية وبرع المخرج محمد سامى فى تقديم مشاهد وتفاصيل كوميدية، كما أبدعت مى عمر فى هذا العمل.. وأكدت بأدائها المميز أنه تم تدشينها كنجمة تستطيع أن تقوم ببطولة عمل كأول اسم.. ولا أبالغ إذا قلت إن مى عمر يمكن أن تصبح سعاد حسنى الجديدة.. وأضيف أنه لولا بعض المبالغة فى أحداث وسيناريو العمل وتكرار بعض الأحداث داخل حلقاته لكان قد احتل الصدارة فى نصف هذا الموسم.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: المتحدة دراما رمضان
إقرأ أيضاً:
مشاهد من الحياة في بورتسودان عقب هجوم المسيرات
بورتسودان- بعد مرور أكثر من أسبوع على استهداف طائرات مسيّرة لعدد من المواقع الحيوية في مدينة بورتسودان شرقي السودان، تتصاعد تداعيات الهجوم على الحياة اليومية في المدينة، وسط مخاوف من أزمة وقود وغاز طهي وانعكاسات مباشرة على أسعار السلع والخدمات.
ففي الساعات الأولى من صباح الأحد قبل الماضي، شنت طائرات مسيرة هجمات على مستودع الوقود الإستراتيجي في المدينة، وهو ما أدى إلى اشتعال النيران وتصاعد أعمدة الدخان لأكثر من 3 أيام متتالية، بحسب ما أفادت به مصادر محلية وشهود عيان.
وأفاد وزير الطاقة والنفط السوداني محيي الدين نعيم، في تصريحات سابقة لوسائل إعلام محلية، بأن المستودع كان يضم أكثر من باخرة من "الجازولين" مما ضاعف من حجم الخسائر، ولم تمر 24 ساعة حتى استهدف هجوم مماثل مستودعًا آخر للوقود في الميناء الجنوبي لبورتسودان، مما زاد من مخاوف نقص وشيك في الوقود وغاز الطهي.
في اليوم التالي للهجمات، شهدت مراكز توزيع غاز الطهي ومحطات الوقود ازدحاما لافتا، واصطفت المركبات والمواطنون في طوابير طويلة، رغم تطمينات السلطات المحلية التي قامت بزيارة تفقدية لمحطات الوقود للوقوف على الوضع الميداني.
لكن آثار الاستهداف لم تتوقف عند ذلك الحد، إذ سرعان ما انعكست على أسعار السلع والخدمات، ويقول المواطن نصر الدين عثمان الذي يعول أسرة صغيرة في بورتسودان إن "الزيادات غير مبررة وبلغت نحو 100%" مشيرًا إلى أن سعر عبوتي مياه سعة 20 لترا ارتفع من 600 جنيه إلى 1500 جنيه (الدولار يساوي 600 جنيه سوداني) بينما قفز سعر لوح الثلج من 10 آلاف جنيه إلى 50 ألفا، وارتفع كيلو السكر من 2400 إلى 3 آلاف جنيه.
وأوضح المواطن أن أسعار السلع الاستهلاكية التي تعتمد على النقل شهدت زيادات حادة بسبب "أزمة الوقود المفتعلة" رغم أن تعريفة المواصلات العامة لم تتغير، لكن النقص في عدد المركبات المتاحة كان ملحوظا نتيجة اصطفافها لساعات طويلة أمام محطات الوقود.
الحرب الدائرة في السودان، والتي دخلت عامها الثالث، تركت آثارا عميقة على مختلف القطاعات، خاصة قطاع الطاقة، إذ تشير تقديرات أولية إلى أن خسائر قطاع النفط تجاوزت 20 مليار دولار، بينما قدرت الخسائر الاقتصادية العامة بنحو 600 مليار دولار.
إعلانوفي سوق بورتسودان، يقول محمد أحمد، وهو سائق مركبة "ركشة" إن "أسعار الرحلات لم تتغير لأن سعر الوقود في المحطات لم يزد" موضحا أن الاختلاف الوحيد يتمثل في الزمن الطويل الذي يستغرقه الحصول على الوقود، مما يقلص عدد ساعات العمل اليومي.
وأضاف محمد في حديثه للجزيرة نت "في كثير من الأحيان أترك تقدير التعرفة للركاب أنفسهم، ولم أرفع السعر رغم زيادة الضغط" لكنه أشار إلى أن ندرة عربات النقل العام تعود إلى وقوفها في صفوف الوقود، مما زاد صعوبة الحصول على وسيلة مواصلات خارج المواقف العامة.
ومن جانبه، قال المواطن بابكر محمد عثمان، وهو نازح من ولاية الجزيرة يعمل في سوق بورتسودان، إن "الحياة طبيعية إلى حد كبير، وحركة السوق لم تتأثر كثيرا" مضيفا أن الإقبال على الأسواق لا يزال جيدا، وأن المواطنين يتأقلمون مع الظروف الراهنة.
أما أحمد يوسف، فقد رأى أن الاستهداف أثر بالفعل على بعض جوانب الحياة اليومية، لكنه عبر عن ثقته في قدرة المواطنين على "امتصاص الصدمة والتغلب على تداعياتها" معتبرا أن "الشعب السوداني قادر على الانتصار".
وفي تصريح خاص للجزيرة نت، أكد أحمد الطريفي رئيس الغرفة القومية لأصحاب الباصات السفرية (حافلات النقل) أن عدد الرحلات من بورتسودان إلى المدن الأخرى شهد زيادة طفيفة بنسبة 10%، إلا أن أسعار التذاكر لم تتغير.
وأضاف الطريفي أن الأزمة كانت ظاهرة فقط في اليوم الأول بعد الهجمات، حيث سجل شح في الجازولين، لكن الوضع عاد إلى طبيعته في اليوم التالي، مشيرا إلى توفر الوقود في كل محطات ولاية البحر الأحمر، مع زيادة طفيفة في سعر اللتر بلغت نحو 85 جنيها فقط.
وختم حديثه بالتأكيد على أن الإمدادات البترولية منتظمة في معظم الولايات الآمنة، وأن المخزون النفطي لم يتأثر بشكل حرج رغم الهجمات.
إعلان