استهل الرئيس عبدالفتاح السيسى بيان تنصيبه قبل يومين لفترة رئاسية ثالثة بكلمات جامعة شاملة، تحدد وبشكل كبير خارطة خط سير الدولة خلال السنوات الست المقبلة، ومع أن البيان جاء قصيرا مقتضبا (سبعة بنود)، إلا أنه أوجز ما ينبغى على الحكومة القادمة أن تفعله خارجيا وداخليا.
وغالبا ما تكون بيانات وكلمات الرئيس توجيهات وتكليفات يجب على رئيس الحكومة تنفيذها من خلال الوزراء المعنيين، ولكن كيف ومتى؟ وبأى وسائل وإجراءات وقرارات؟ هنا مربط الفرس وهذا هو الأهم.
فمع احترامى وتقديرى لكل ما بذله الدكتور مصطفى مدبولى من جهود واجتهادات، إلا أن أداء معظم وزرائه خلال السنوات الماضية وكذلك المحافظين كان مرتبكا وبطيئا جدا كالسلحفاة، ولم يقترب من معاناة الشعب وطموحاته وصبره وتحمله ما لا تستطيعه الجبال، ومن ثم يجب على الحكومة الجديدة أن تتعلم الدرس، وتتجنب أسباب سوء الأداء وهذا الإخفاق، لأن الناس استوت بصراحة وكما يقولون «كفاية كده حرام».
وواجب على رئيس الحكومة أن يستعين برجال يعيشون معاناة الشعب ويستشعرون هموم المصريين ويحسونها بمجرد ظهورها، ويضعون لها روشتة علاج واقعية يمكن تنفيذها.. رجال يستشرفون المستقبل، يخططون للغد ويتمتعون بالقدرة والجرأة على اقتحام المشكلات، قبل تفاقمها، ينزلون الى الشوارع والحارات، وإلى شتى ميادين العمل والانتاج والابداع، يتلمسون الاحتياجات ويزيلون العقبات، ويواجهون ما تفرضه الظروف العالمية والاقليمية والداخلية من تحديات.
أحوال المصريين لم تعد تتحمل وزراء المكاتب الأنيقة والسيارات الفارهة والأيادى المرتعشة والتقليديين أصحاب الأفكار العقيمة، والذين يرمون «الهلب» على الدولة ورئيس الحكومة والظروف والأقدار، ويحملون شماعة «نعمل إيه.. ليس بالامكان أحسن مما كان».
مصر تريد وزيرا «تكنوقراط» يلعب سياسة بعقل الفنى المحترف ومشرط الجراح، يبحث عن الخلل ويشخصه ثم يتخذ القرار.. الشعب يريد وزيرا صاحب ضمير، لديه خطة وهدف وعين قادرة على كشف بؤر الفساد مبكرا، والتعامل بذكاء وصرامة وجدية مع شبكات صانعى الأزمات وصناع العراقيل والجاهزين دائما لاستغلال البسطاء وابتزاز الفقراء.
كلنا يهمنا حماية أمن مصر القومى وتعزيز مكانتها الدولية، وأن تكون مستقرة داخليا، ولكن من المهم أيضا أن لا تكون بهذه الحالة المفزعة اقتصاديا، فلدينا موارد كثيرة لم تستغل وشعب مستعد دائما لنحت الجبال وشق الضخور، إذا ما شعر أن هناك أملا، ورأى بأم عينه ما يشجعه على التضحية والإخلاص.
لسنا أول دولة تعانى من أزمة اقتصادية لأسباب مختلفة لا يتسع المقال لذكرها، ولسنا أقل من اليابان التى دمرتها أمريكا وحلفاؤها فى أربعينيات القرن الماضى وسرعان ما وقفت على قدميها بالتخطيط الجيد للمستقبل وإعادة فلترة العقل اليابانى علميا وتجاريا وصناعيا وتكنولوجيا وعسكريا وسياسيا.
نحن يجرى فى أرضنا نهر النيل وتعانق شواطئنا أهم بحار وبحيرات العالم ونفتخر بحضارة السبعة آلاف عام وثلث آثار العالم، واليابانيون يطلون فقط على محيط صنعوا منه ثروة سمكية هائلة، رفعت متوسط دخل الفرد إلى 40 ألف دولار سنويا مقابل 1200 دولار لدخل المصرى سنويا.
لقد بدأت اليابان ثورتها الصناعية معنا عام 1954، فانظروا أين نحن وأين هم؟ نحن نستورد كل شيء حتى إبرة الخياطة وعلبة الفول، هم يسبقون العالم فى صناعة أحدث الحاسبات والسيارات والبرمجيات وتقنية المعلومات والتكنولوجيا النووية، ونحن نجحنا فقط فى الاختيار السيئ للمسئولين وصناعة «الهرى» وإنتاج الفهلوة وتصدير الكلام والفشخرة الكدابة بأننا «أذكى شعوب العالم».
وللحديث بقية إن شاء الله
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الرئيس عبدالفتاح السيسي جامعة شاملة الحكومة القادمة
إقرأ أيضاً:
البياضي لرئيس الحكومة الإسبانية: مصر تصنع الاستقرار.. وعلى العالم مساندتها
التقى الدكتور فريدي البياضي ، عضو مجلس النواب ونائب رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي للشئون الدولية، بدرو سانشيز، رئيس وزراء إسبانيا ورئيس الأممية الاشتراكية، وذلك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأممية الاشتراكية المنعقدة في مدينة إسطنبول – تركيا.
وخلال اللقاء، نقل البياضي تحيات الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي ورئيسه فريد زهران، مشيدًا بالمواقف المبدئية للحكومة الإسبانية بقيادة سانشيز في دعم القضية الفلسطينية، وعلى وجه الخصوص البيان المشترك الصادر الأسبوع الماضي عن قادة إسبانيا وعدد من الدول الأوروبية المؤثرة، والذي أشار بوضوح إلى الدور الحيوي الذي تقوم به مصر في استقرار المنطقة، ودعا إلى ضرورة دعم هذا الدور من قبل المجتمع الدولي.
وفي سياق الحديث عن التطورات الإقليمية، قال البياضي موجّهًا حديثه إلى سانشيز: “من دون مصر، لا يمكن أن يكون هناك استقرار حقيقي في الشرق الأوسط. العالم يحتاج إلى دعم هذا الدور المسؤول.
وأكد البياضي موقف الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي المطالب بوقف فوري وشامل للانتهاكات الممنهجة ضد الشعب الفلسطيني، والتي تجاوزت كل الأعراف والمواثيق الإنسانية والدولية، كما جدّد رفض الحزب لأي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية على حساب الأمن القومي المصري أو المساس بسيادة مصر على أراضيها وممراتها الاستراتيجية.
وشدد البياضي على ضرورة البناء على المواقف الأوروبية الأخيرة، وتجاوز مرحلة إصدار البيانات إلى تحركات أكثر فاعلية في مواجهة محاولات الهيمنة والبلطجة السياسية، والعمل من أجل تحقيق سلام شامل يستند إلى العدالة، وتطبيق القانون الدولي، ومحاسبة كل من ارتكب جرائم حرب، بغض النظر عن هويته أو موقعه.
من جانبه، أعرب سانشيز عن احترامه الكبير لمواقف مصر الإقليمية، وتقديره للإدارة المصرية، وخاصة في ما يتعلق بالتعامل مع الأزمة الإنسانية في غزة، كما عبّر عن دعمه للحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي وتقديره لمواقفه المتوازنة، ودوره في الدفاع عن الديمقراطية والعدالة الاجتماعية في المنطقة.
وتُعد الأممية الاشتراكية من كبرى المنظمات السياسية العالمية، وتضم في عضويتها أكثر من 130 حزبًا سياسيًا من أكثر من 100 دولة، من بينها أحزاب حاكمة ومعارضة في دول محورية مثل إسبانيا، فرنسا، ألمانيا، السويد، البرتغال، الأرجنتين، وتشيلي. وتشكل اجتماعات الجمعية العامة للأممية الاشتراكية منصة مركزية لتوحيد الرؤى بين الأحزاب الديمقراطية الاجتماعية حول قضايا السلم، والعدالة، وحقوق الإنسان، والتنمية المستدامة.
وتأتي مشاركة الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي هذا العام للمرة الأولى بعد حصوله على العضوية الكاملة في الأممية الاشتراكية، ليكون بذلك الحزب المصري الوحيد الممثل في هذه المنظمة الدولية العريقة، في خطوة تعكس التقدير الدولي لدوره السياسي ومكانته المتنامية على الساحتين الإقليمية والدولية.