أفاد مركز الوقاية من الإشعاع بوزارة البيئة العراقية، بأن 59 موقعا من المواقع الملوثة بالإشعاع النووي أزيل منها التلوث وبقيت 10 مواقع فقط.

ونقل موقع "السومرية نيوز" عن مدير عام المركز صباح الحسيني، قوله بأن المساحة الكلية للعراق تبلغ 438، 218 كم، ولا توجد مساحات واسعة ملوثة بالإشعاع فيه"، مشيرا إلى أن المواقع التي لا تزال ملوثة محددة في مساحات نقطية داخل الموقع، وهي 10 مواقع فقط تتراوح مساحتها بين (20 - 25) دونما في عموم البلاد.

وأضاف الحسيني أن المركز يراقب الخلفية الإشعاعية في البيئة العراقية بشكل مستمر من خلال أجهزة الهباب الذري والمسوحات الإشعاعية، فضلاً عن منظومات الرصد الإشعاعي المنتشرة في عموم العراق والبالغ عددها 21 منظومة مرتبطة بمحطة مركزية في مقر المركز، بحسب صحيفة الصباح الحكومية.

ونفى الحسيني وجود ملوثات إشعاعية في الهواء، منوها بان المنظومات الخاصة بالمركز ذات مواصفات عالية الدقة وتتوافق مع المواصفات العالمية المعتمدة في هذا المجال، علاوة على استلام 21 منظومة حديثة إضافية ضمن مشروع التعاون التقني مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

تأتي تصريحات الحسيني في أعقاب اكتشاف رقعة تلوث نووية في قرية الدولاب بمحافظة بابل العراقية في أحد المنازل، فيما لاتزال الفرق الحكومية المختصة تعمل على إزالة التلوث الذي تبين انه في تربة أساس المنزل، وناجم عن تحطم كبسولات نووية كانت مخلوطة مع سكراب يعتقد انه مسروق من منشآت عسكرية من النظام السابق، وهو الأمر الذي أثار قلق الرأي العام العراقي.

اقرأ أيضاًالمسح الجيولوجي الأمريكي: أكثر من 40 هزة ارتدادية تضرب الساحل الشرقي لتايوان

العراق في المركز الـ12 بقائمة أكثر المدن العربية عرضة للإجهاد المائي

«العراق» يرحب بقرار مجلس الأمن الدولي بوقف فوري لإطلاق النار في غزة

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الوكالة الدولية للطاقة الذرية وزارة البيئة العراقية الإشعاع النووي صباح الحسيني

إقرأ أيضاً:

هل لا تزال فلسطين قضية العرب المركزية؟

 

 

 

مسعود أحمد بيت سعيد

masoudahmed58@gmail.com

 

طَرْحُ هذا السؤال في السياق العربي الراهن لم يعد ترفًا فكريًا أو نقاشًا نظريًا؛ بل بات ضرورة مُلحَّة تفرضها وقائع الواقع المؤلم؛ فعندما يتعرض الشعب الفلسطيني لأبشع صور القتل الجماعي، والتجويع، والعقاب الجماعي، في ظل صمت دولي وتواطؤ إقليمي، يُصبح من الطبيعي إعادة طرح السؤال: هل لا تزال فلسطين القضية المركزية للعرب؟

لطالما كانت فلسطين، عبر التاريخ، بوابة الصراع مع المشروع الصهيوني العالمي، وتجسَّدت فيها أطماع استعمارية واستيطانية، كما شكَّلت نقطة التقاء الشعوب العربية حول هدف مُشترك يجسد تطلعاتها في التحرُّر، والوحدة، والعدالة الاجتماعية. غير أن التحوُّلات العميقة التي شهدها العالم العربي خلال العقود الأخيرة، إلى جانب انكفاء الأنظمة على هاجس البقاء في السلطة، حوَّلت هذه القضية المقدسة -بالنسبة للجماهير العربية وقوى التحرُّر العالمي- من مشروع تحرُّري جامع إلى عبء سياسي تسعى العديد من الأنظمة إلى التخلص منه أو على الأقل تحييده، وتحويله إلى قضية إنسانية مجردة. وفي ضوء هذا الواقع، تتعزز مشروعية السؤال، خاصة مع الدور السلبي -وأحيانًا التآمري- الذي باتت تؤديه أنظمة عربية تجاه القضية الفلسطينية، فلم يعد الصمت هو الموقف السائد؛ بل أصبح هناك من يشارك، بصورة مباشرة أو غير مباشرة، في تصفية القضية والحقوق التاريخية، عبر التطبيع، وشيطنة المقاومة، وإعادة صياغة الرواية التاريخية للصراع من منظور استعماري جديد.

ومن نافلة القول إن معظم الأنظمة العربية قد فقدت إما قدرتها أو رغبتها في تمثيل الإرادة الشعبية؛ فتحولت العلاقة بين الجماهير العربية وفلسطين إلى علاقة وجدانية أكثر منها سياسية. وبات المواطن العربي العادي أكثر وعيًا بمأساة الشعب الفلسطيني واستعدادًا لتقديم الدعم، ولو بالكلمة والموقف الرمزي، أكثر من صانع القرار الرسمي. وفي ظل البنية السياسية والاقتصادية والاجتماعية المُسيطِرة، والتي لا تسمح بولادة مواقف وطنية مُتقدِّمة، بات واضحًا أن هذه البنية -المتماهية مع قوى الهيمنة الإمبريالية- أصبحت جزءًا من المنظومة الرأسمالية العالمية. ومن هنا، فإن هذا التكوين الطبقي، ما لم يُستبدل ببديل شعبي ديمقراطي يُعيد الاعتبار للإنسان والحرية والسيادة، فإن فلسطين -ومعها سائر القضايا الاجتماعية والاقتصادية- ستبقى حبيسة خطاب شكلي خالٍ من الفعل الحقيقي.

التعامل مع القضية الفلسطينية لا يمكن أن يُختزل في بيانات الإدانة أو يُرهَن بحسابات الأنظمة المرتبطة بمراكز القوى الإمبريالية المعادية؛ إذ تمثل فلسطين اختبارًا حقيقيًا لمعنى الوطنية، التي تتجاوز الوثائق الرسمية والانتماءات الشكلية، إلى انتماءٍ أخلاقي وسياسي لقيم الحرية والعدالة. ومن هذا المنطلق، فإن الالتزام بالقضية الفلسطينية يُعد مقياسًا دقيقًا لصدق الانتماء الوطني. أما حين تتحول الانتماءات الوطنية إلى هويات ورقية تتحكم بها الأنظمة وتوزعها وفقًا لمصالحها، فإننا نكون أمام تفريغ كامل للمضمون الحقيقي للهوية والانتماء الوطني.

ومن هنا، فقد آن الأوان للشعوب العربية أن تستعيد هويتها وانتماءها وكرامتها، وأن تُعيد تموضعها في هذا المشهد المأساوي الراهن، من خلال الانتقال من موقع التلقي السلبي إلى موقع الفعل الواعي والمنظم. ولن يتحقق ذلك إلّا عبر بناء قوى اجتماعية وسياسية جديدة، تحمل مشروعًا تحرريًا حقيقيًا، يتجاوز الأنظمة القائمة التي أثبتت التجربة فشلها، رؤيةً ومسؤوليةً؛ فالقضية الفلسطينية ليست مجرد قضية احتلال؛ بل هي مرآة تعكس المأزق التاريخي الذي تعاني منه الأمة العربية بأسرها، رسميًا وشعبيًا، كما تُمثِّل مقياسًا دقيقًا لعمق الأزمة البُنيوية التي تظهر اليوم في أسوأ تجلياتها إفلاسًا وعدميةً. ومن البديهي أن فلسطين لن تبقى قضية العرب المركزية ما لم تُدرج في إطار مشروع شامل للحرية والعدالة والديمقراطية على المستوى القومي؛ فمن لا يتمتع بحريته في وطنه، لا يمكنه أن يسهم في تحرير شعب آخر.

وعليه، فإن التحرر الذاتي شرط أساسي لتحرير الآخرين. وعند إسقاط هذه المعادلة على واقع الشعوب العربية، التي تعاني من القهر والاستبداد، يغدو المطلوب اليوم هو البحث الجاد في سبل الخلاص من كافة أشكال الاضطهاد والاستغلال والحرمان، واعتبار هذه المهمة مباشرة في تعميق المعنى الحقيقي لمسألة الاستقلال الاقتصادي والسياسي، وإخضاع الادعاء النظري لنتائج الممارسة الواقعية، وهو ما يُمهِّد الطريق نحو استعادة فلسطين كقضية مركزية ضمن مشروع عربي تحرُّري شامل، وهو ما سنتناوله في المقال المُقبل.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • ابن الأصول .. كريم محمود عبد العزيز يساند كريم الحسيني بعد خضوع زوجته لعملية جراحية|صور
  • كريم الحسيني يطلب الدعاء لزوجته: تخضع لعملية جراحية دقيقة
  • 6 حرائق لا تزال مشتعلة .. تركيا تواصل معركتها مع النيران
  • الأهلي ينافس الهلال على ضم خالد الغنام
  • هل لا تزال فلسطين قضية العرب المركزية؟
  • ترامب يشن هجوماً حاداً على ماسك.. ترامب: كان على إدارة الكفاءة الحكومية فحص الدعم الذي تلقته شركات ماسك
  • 800 ألف طن من الركام خلفها القصف الإيراني على إسرائيل
  • منطقتان فقط في العالم قادرتان على النجاة من كارثة نووية
  • دون القوات الحكومية.. قسد والتحالف الدولي يستعدان لملاحقة داعش قرب الحدود العراقية
  • كيف أخفقت إسرائيل في منع تحول باكستان إلى دولة نووية؟