أوروبا ليست جادة في وقف الإبادة الجماعية بحق غزة
تاريخ النشر: 4th, April 2024 GMT
هل كفّت أوروبا حقّاً عن دعم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي وحرب التجويع الجارية في غزة؟ من الواضح أنّ تغييرات طرأت على المواقف الأوروبية في الآونة الأخيرة، قياساً بما كان عليه الأمر في الشهور السابقة.
صار المسؤولون الأوروبيون يعبِّرون عن "قلق" متزايد إزاء الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، ويذكرون لفظة "القانون الدولي" أخيراً في تصريحاتهم المتعلقة بالحرب الإسرائيلية الضارية، بعد أن تجاهلوه بوضوح من قبل.
تزحزحت المواقف الأوروبية، لكن ببُطء شديد وحذر بالغ، والنتيجة أنها لم تفارق بعد خندق دعم الإبادة الجماعية الجارية، مع استثناءات متفرقة صدرت من بلجيكا وإيرلندا وإسبانيا ومالطا والنرويج.
يبدو واضحاً أنّ النقد الموجّه إلى الجانب الإسرائيلي من معظم المنصّات الأوروبية ما زال خجولاً، مع حرص بالغ على انتقاء التعبيرات بعناية. والأهمّ أنّ أوروبا تتجاهل حقيقة أنّ نفوذها يمنحها القدرة على وقف الحرب والإبادة الجماعية فوراً، إن توفّرت لديها الإرادة السياسية، عبر حزمة عقوبات مثلاً، لكنها لا تريد ببساطة.
لأنّ اجتياح رفح سيعيد أكثر مشاهد الحرب العالمية الثانية رعباً إلى عالم الألوان، فإنّ أوروبا تُعارض بشكل واضح اجتياح هذه المنطقة الضيقة المكتظة بالنازحين كما يفعل الحلفاء في واشنطن أيضاً، لكنّ معظم المنصّات الأوروبية لا تُصرِّح بمعارضة الحرب الجارية حتى الآن رغم كلّ الفظائع التي تتخلّلها.بدلاً من ذلك تُحاول أوروبا السياسية حالياً منح الانطباع بأنها لا تُوافق على الأهوال التي تقترفها حكومة الحرب الإسرائيلية وقواتها بحقّ 2.3 مليون إنسان في قطاع غزة، لكن دون أن تفعل شيئاً لردعها. ولأنّ اجتياح رفح سيعيد أكثر مشاهد الحرب العالمية الثانية رعباً إلى عالم الألوان، فإنّ أوروبا تُعارض بشكل واضح اجتياح هذه المنطقة الضيقة المكتظة بالنازحين كما يفعل الحلفاء في واشنطن أيضاً، لكنّ معظم المنصّات الأوروبية لا تُصرِّح بمعارضة الحرب الجارية حتى الآن رغم كلّ الفظائع التي تتخلّلها. بل إنّ قيادة الحرب الإسرائيلية ما زالت تحظى بالإمداد العسكري السخيّ من دول أوروبية، علاوة على استمرار اتفاقات الشراكة والتعاون المتبادلة دون مساس، ولا إشارة إلى مجرّد التلويح بتعليقها.
بدلاً من الإقدام الجادّ على كبح المذبحة المروِّعة تُوْهم أوروبا شعوبها والعالم بأنها تتصرّف حقاً بإكثار الحديث عن تقديم مساعدات إنسانية وإظهار انشغالها بتفاقم المجاعة في قطاع غزة، دون أن يغيِّر هذا شيئاً في الواقع الذي يزداد تفاقماً. كما يتجدد التصريح بدعم أفق سياسي عبر "حلّ الدولتين"، والاستعداد لبحث الاعتراف بالدولة الفلسطينية، واستنكار اعتداءات المستوطنين المتطرفين في الضفة الغربية وربما فرض عقوبات عليهم. لكنّ هذه جميعاً لا تتعلّق بجوهر الموقف من الحرب الجارية على غزة، التي تشتمل على إبادة جماعية وإن تحاشى الاتحاد الأوروبي ومعظم العواصم الأوروبية التصريح بهذه اللفظة المحرّمة إن تعلّقت بالسلوك الإسرائيلي.
حتى إن فرضت أوروبا عقوبات على قلّة من المستوطنين الذين يعتدون على المواطنين الفلسطينيين، فإنّها تتجاهل ما يقترفه الجيش الإسرائيلي وجنوده الذين لا يكفّون عن قتل الفلسطينيين وترويعهم والتنكيل بهم في الضفة الغربية ذاتها علاوة على فظائعهم في غزة. تمنح أوروبا حصانة للجيش الإسرائيلي وضبّاطه وجنوده من أيّ عقوبات أو حتى من أي نقد واضح. يترافق تركيز النقد على سلوك المستوطنين مع الإصرار الواضح على إعفاء جيش جرائم الحرب، الذي هو القوّة الضاربة الكبرى على الأرض، من اللوْم والمحاسبة.
سيذكر التاريخ أنّ أوروبا السياسية دعمت منذ اليوم الأول الإبادة الجماعية بحقّ الشعب الفلسطيني في قطاع غزة بأشكال متعددة؛ من خلال الإسناد العسكري والتشجيع السياسي والترويج الدعائي والمساعدات المالية، ولم تكترث تقريباً بالاعتراضات الجماهيرية المتواصلة ضد هذا الضلوع المخزي. وما كان بالوسع أن تتمكّن قيادة الحرب ذات التوجّهات الفاشية الواضحة من خوض هذه المذبحة الفظيعة بدون هذا الغطاء الأوروبي الواضح علاوة على الدعم الأمريكي والغربي عموماً.
دعمت أوروبا السياسية الفظائع عبر حبكة خطابية اشتملت على تبرير مسبق كلّ ما يمكن لأي جيش أن يقترفه بحقّ المدنيين، وهي تدرك جيداً أنّ الأمر يتعلّق بجيش احتلال، وأنّ سجلّه حافل باقتراف جرائم الحرب في قطاع غزة وخارجه، وأنّ لحكومة نتنياهو، التي هي أكثر الحكومات الإسرائيلية تطرّفاً وعنصرية، نوايا مُعلَنة منذ الأيام الأولى باتجاه الإبادة الجماعية والتطهير العرقي وحرب التجويع والتدمير الشامل، ويمكن مراجعة الإثباتات الموثّقة بهذا الشأن في ملف الدعوى الذي تقدّمت بها جنوب أفريقيا لمحكمة العدل الدولية. لكنّ الاتحاد الأوروبي ومعظم العواصم الأوروبية تمسّكت برواية موحّدة مثل المحفوظات المدرسية، وفّرت الذرائع المسبقة لكل ما يمكن لهذا الجيش أن يقترفه من أعمال وحشية في قطاع غزة الذي يشكِّل الأطفال والنساء اللاجئون معظم قاطنيه.
لم تتزحزح المواقف الأوروبية جزئياً إلاّ بعد انقضاء شهور من المذابح الرهيبة التي بلغت منسوباً قياسياً في إيقاع الضحايا المدنيين الفلسطينيين، وبعد أن دمّر القصف الإسرائيلي الوحشي معظم المنازل والمستشفيات والمرافق المدنية بذخائر بعضها من الصناعات الأمريكية والأوروبية، وبعد أن وصل التجويع في غزّة إلى ذروة مرعبة مرئية للعالم كلّه.
تتصرّف أوروبا السياسية حالياً كما لو أنها عاجزة عن التصرّف. هي تُطلق تصريحات متراخية ومناشدات دبلوماسية نحو الجانب الإسرائيلي، دون أن تصارح شعوبها والعالم بأنّ بمقدورها أن تقوم بخطوات فورية رادعة وفعّالة لوقف الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والتجويع الوحشي، لكنها لا ترغب بذلك ببساطة.
إنّ أيسر اختبار لمدى جدية المواقف الأوروبية هو مقارنتها مع الخطوات العقابية بعد الغزو الروسي لأوكرانيا. فرض الاتحاد الأوروبي ودول أوروبية أخرى عقوبات صارمة ومكثفة وغير مسبوقة على روسيا منذ 24 فبراير/ شباط 2022، بالإضافة إلى العقوبات التي سبق فرضها بعد ضمّ القرم في سنة 2014. كما فرض الاتحاد عقوبات على بيلاروسيا وإيران على خلفية أدوار داعمة للجانب الروسي في هذه الحرب. وتوالت حزم العقوبات بلا هوادة، وفي 24 فبراير/ شباط 2024 فرض الاتحاد الأوروبي الحزمة الثالثة عشرة من العقوبات على روسيا.
تتصرّف أوروبا السياسية حالياً كما لو أنها عاجزة عن التصرّف. هي تُطلق تصريحات متراخية ومناشدات دبلوماسية نحو الجانب الإسرائيلي، دون أن تصارح شعوبها والعالم بأنّ بمقدورها أن تقوم بخطوات فورية رادعة وفعّالة لوقف الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والتجويع الوحشي، لكنها لا ترغب بذلك ببساطة.في المقابل فإنّ الاتحاد الأوروبي وعموم الدول الأوروبية لم تَقُم بأي خطوة واضحة نحو الجانب الإسرائيلي ذات منحى عقابي، باستثناء بدء فرض عقوبات على مستوطنين. والأغرب أنّ أوروبا اندفعت بشكل خاطف إلى معاقبة "الأونروا" والمواطنين الفلسطينيين الذين تخدمهم الوكالة التابعة للأمم المتحدة عبر خطوات متسرِّعة قطعت عنها التمويل؛ بمجرّد ورود مزاعم إسرائيلية غير موثّقة بشأن بعض موظفيها.
على النقيض من ذلك، ما زالت أوروبا السياسية تُعفي جيش الاحتلال الإسرائيلي حتى من اللوْم اللفظي وتنتقي العبارات بعناية فائقة عند التعليق على فظائع رهيبة يراها العالم، مثل القتل الجماعي عند نقاط توزيع المساعدات، فلا تُربَط هذه الفظائع بالجيش الإسرائيلي صراحة.
وحتى مع إظهار الانشغال المتزايد بالأوضاع الإنسانية المأساوية في قطاع غزة، فإنّ اللغة السياسية الأوروبية تأتي في هيئة مناشدات مُتراخية للغاية دون تحميل مسؤوليات واضحة لقيادة الحرب الإسرائيلية عن سياساتها، مع تحاشي التلويح بأيّ تحذيرات أو عواقب ردّاً على حرب التجويع الوحشية التي تقترفها.
ومن مُحرّمات الخطاب السياسي في الاتحاد الأوروبي وعواصم القارّة استخدام مُفردات معيّنة في وصف ما يجري، فلم تأتِ في التعليقات الرسمية الأوروبية خلال نصف سنة من الأهوال تعبيرات مثل إبادة جماعية، تطهير عرقي، فظائع، جرائم حرب، إلاّ في استثناءات نادرة من سياسيين متمرِّدين على مدوّنات الخطاب المعتمدة، رغم أنّ العالم كلّه يرى ويسمع ويُتابع. والسؤال المنطقي الذي يتردّد منذ شهور في كلمات المتظاهرين في ميادين أوروبا هو: ما عدد الضحايا الإضافيين الذي يجعلكم تعتبرون ما يجري إبادة جماعية؟
تحاول أوروبا السياسية الآن التنصّل من صورة الطرف الداعم لهذه الحرب على الشعب الفلسطيني بكل ما فيها من فظائع، وتقوم بالتغطية على ضلوعها في تبرير هذه الحرب وتشجيع حملة الإبادة الجماعية الجارية على مدار شهور، بما في ذلك توفير وجوه متعدِّدة من الدعم العسكري والسياسي والمالي والدعائي من بلدان أوروبية عدّة. إنّ الكفّ عن سياسة دعم الإبادة الجماعية وحرب التجويع وجرائم الحرب الوحشية له عنوان واضح: إنهاء اتفاقيات الشراكة والتعاون، فرض عقوبات صارمة، حظر توريد الأسلحة والذخائر، وإطلاق عملية إنسانية جادّة لإنهاء سياسة التجويع المبرمجة. ويبقى السؤال: ما عدد الضحايا اللازم من أجل الإقدام على شيء من ذلك؟
(*) ترجمة خاصة إلى العربية عن "ميدل إيست مونيتور"
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه أوروبا غزة المواقف الفلسطينيين الحرب احتلال احتلال فلسطين غزة أوروبا مواقف مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات صحافة سياسة مقالات سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الإبادة الجماعیة والتطهیر العرقی الحرب الإسرائیلیة الجانب الإسرائیلی المواقف الأوروبیة الاتحاد الأوروبی أوروبا السیاسیة فی قطاع غزة عقوبات على ت أوروبا دون أن بعد أن
إقرأ أيضاً:
المسافة السياسية بين واشنطون والخرطوم
الذي يقرأ تاريخ المسافات السياسية بين واشنطن و عواصم الدول الأخرى في العالم يستطيع أن يتنبأ بالسياسة الأمريكية خارج حدودها، و أمريكا تمددت قواتها خارج حدودها في ” الحرب الاسبانية الأمريكية” حيث احتلت أمريكا الفلبين عام 1898م بموجب معاهدة باريس بين البلدين، و خرجت من الفبين بعد تصاعد المعارضة المسلحة ضدها في 1946م.. و أيضا أرسلت أمريكا قواتها إلي الصراع في فيتنام عام 1965 و اشتعلت الحرب ضدها من قبل الثوار في فيتنام الشمالية حتى خرجت قواتها في عام 1973، و لكنها واصلت مساندتها و دعمها إلي فيتنام الجنوبية حتى سقط النظام فيها عام 1975م.. و دخلت أمريكا حرب كوريا مناصرة لكوريا الشمالية 1950م و شاركت حتى وقف الحرب 1953م ثم بنت قواعدها في كوريا الجنوبية من خلال اتفاقية للدفاع المشترك.. و غزت افغانستان في 2001م للقضاء على نظام طالبان، خرجت منها عام 2021م و رجع طالبان.. كل هذه الحرب كانت لأسباب إستراتيجية تتعلق بالمصالح الأمريكية في مناطق أسيا.. و شجعت أسرائيل على ضرب إيران أيضا للقضاء على البرنامج النووي الإيراني حتى لا تمتلك إيران أسلحة ردع في أيادي دول لا تدور في الفلك الأمريكي.. و أمريكا هي التي طلبت وقف الحرب بين إيران و إسرائيل..
السؤال هل إمريكا لها مصالح ذاتية في السودان تجعلها تتخذ موقفا لإعلان حرب بقواتها في السودان.؟
أمريكا قررت التحالف مع السودان في عقد ستينات القرن الماضي باعتبار دولة محورية في المنطقة الإستراتيجية الرابطة بين منطقة الشرق الأوسط و أفريقيا، و أيضا إحدى الدول التي تطل على البحر الأحمر الذي تمر به أكثر من 70% من التجارة العالمية.. و تجعله ذراعها في هذه المنطقة لمحاربة التمدد الشيوعي، و رفض السودانيون ذلك، و رفضوا المعونة الأمريكية.. و رجعت أمريكا للسودان من خلال شركة شيفرون عام 1975م و خرجت من السودان في 1984م متعللة أن الحرب التي اندلعت 1983 تؤثر على أعمالها.. رجعت بقوة في عهد الرئيس بيل كلينتون عام 1997م حيث أعلنت مادلين أولبرايت في كمبالا إزالة نظام الإنقاذ بالحرب و فشل مسعاها ذلك.. ثم رجعت أمريكا للسودان بعد ثورة ديسمبر 2018م و رفعت تمثيلها الدوبلوماسي بدرجة سفير ” جون غودوفري” لكي تشارك في هندسة السياسة في السودان من خلال ما سمي باللجنة الرباعية ” أمريكا و بريطانيا و السعودية و الأمارات” و أمريكا هي صاحبة فكرة ” الإتفاق الإطاري” الذي قدمته مساعدة وزير الخارجية الأمريكي ” مولي في” و هي أيضا التي جاءت ب “فكرة ورشة نقابة المحاميين” لكي تساعد في زيادة قاعدة المشاركة في ” الإتفاق الإطاري” و بموجبها تم استيعاب المؤتمر الشعبي جناح علي الحاج و أنصار السنة.. و أمريكا هي صاحبة فكرة ” تقدم” عندما طلبت من الأربعة ” نور الدين ساتي و الباقر العفيف و عبد الرحمن الأمين و بكري الجاك” و جميعهم كانوا مقيمين في أمريكا و مقربين من وزارة الخارجية أن يدعوا إلي تحالف القوى المدنية لتوسيع قاعدة المشاركة.. كانت أمريكا تريد أن تغير قيادة ” قحت المركزي” اعتقادا منها أنها أصبحت قيادات دون قواع شعبية تدعمها، و بالتالي تأتي بقيادات يكون لها قوة في الشارع السودان لذلك دفعت بحمدوك لرئاسة التحالف و عدد من المستقلين و تراجعت القيادات السياسية…
طلبت أمريكا من ” قحت المركزي” أن تعقد مؤتمرها في القاهرة بهدف أن تصدر بيان تنادي فيه بتوسيع قاعدة المشاركة، و إذا كان هناك شرط يكون قاصرا فقط دون مشاركة “المؤنمر الوطني” و بالتالي تفتح الباب أمام الكتل الإسلامية الأخرى. و بالفعل تم عقد المؤتمر و صدر البيان و لم يجد إستجابة.. ثم تولت ” تقدم” إدارة الملف، و لكنها اخطأت إستراتيجيا عندما ذهبت إلي أديس أبابا و وقعت على ” إعلان إديس ابابا” مع الميليشيا الأمر الذي جعلها تقع تحت هجوم شرس للمناوئين لها.. و بعدها حصل اجتماع القاهرة ثم باريس و جنيف، و جميعها لم تساعد على إحداث تغيير في الساحة داعم لتقدم، رغم الإستعانة برموز إسلامية و يسارية و غيرها لإنجاح هذه الاجتماعات، و لكن لم تنجح.. و فشلت بريطانيا و الأمارات في تحريك القضية في ” مجلس الأمن” بهدف التدخل عبر قوات دولية تحت البند السابع، أو حماية للإغاثة، و فشلت المحاولات جميعها في منظمات الأمم المتحدة لحقوق الإنسان.. خاصة الداعية لحماية الإغاثة بقوات دولية وفشلت بفيتو روسي..
تغيرت الإدارة الأمريكية التي قامت بتلك المجهودات، بهدف أن تحدث تغييرا في قيادة الدولة للقوى التي تعتقد أنها سوف تنفذ لها مصالحها، سياسيا و شعبيا، و حتى جدة نفسها أصبحت من مخلفات الفشل، إدارة ترامب لم تأتي بمبعوث أمريكي يدير معركتها في السودان، أنما طلبت حضور وزراء خارجية بعض الدول التي تعتقد لهم تأثيرا في مجريات الحرب، للتشاور حول تحقيق السلام في السودان، و لكي يكون داعما للرئيس ترامب أن ينال جائزة نوبل للسلام.. و أيضا أن يجدوا مخارجا لدولة الأمارات الداعم الأساس للميليشيا من الحملة الشعبية السودانية ضدها.. و أمريكا ليست بعيدة من حرب السودان مادام هي تشكل حماية للأمارات، و تمدها بالسلاح الأمريكي الذي وجد في مخازن الميليشيا.. أمريكا لن تتدخل بصورة مباشرة في الحرب، و لكنها تبحث عن سبل مرضية على أن تصبح البلاد دون ميليشيا.. لا توجد مصالح لأمريكا مباشرة في السودان، و لكنها وسيط لإرضاء الأمارات..
أن التيارات السودانية منقسمة إلي ثلاثة أقسام… الأولى تؤيد الجيش و تصر على استمرار الحرب حتى الانتصار على الميليشيا ثم بعد ذلك يبدأ الحوار السياسي السوداني بين القوى السياسي دون أية شروط مسبقة.. الثانية يريدون تدخلا أجنبيا لأنهم يعتقدوا أن الخارج سوف يشكل لهم رافعة للسلطة، و من ثم حمايتهم داخل السودان.. الثالثة هي أقرب للمجموعة الثانية و لكنها تحاول أن تتجمل ببعض الشعارات، و هي أقرب للإنتهازية من المواقف المبدئية.. أن اجتماع واشنطن لن يفرض شيئا على الشعب و لن يمارس عليه ضغطا.. هي فقط تغيير موقع جغرافي لما حدث في جدة، و إرضاء أمريكا لبعض حلفائها..
زين العابدين صالح عبد الرحمن
إنضم لقناة النيلين على واتساب