عربي21:
2025-06-03@18:11:35 GMT

أوروبا ليست جادة في وقف الإبادة الجماعية بحق غزة

تاريخ النشر: 4th, April 2024 GMT

هل كفّت أوروبا حقّاً عن دعم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي وحرب التجويع الجارية في غزة؟ من الواضح أنّ تغييرات طرأت على المواقف الأوروبية في الآونة الأخيرة، قياساً بما كان عليه الأمر في الشهور السابقة.

صار المسؤولون الأوروبيون يعبِّرون عن "قلق" متزايد إزاء الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، ويذكرون لفظة "القانون الدولي" أخيراً في تصريحاتهم المتعلقة بالحرب الإسرائيلية الضارية، بعد أن تجاهلوه بوضوح من قبل.

ثمّ إنّ الاتحاد الأوروبي دعا للمرة الأولى إلى وقف إطلاق النار، في قمة المجلس الأوروبي يوم 21 مارس/ آذار، أخيراً بعد أن قتل الجيش الإسرائيلي 32 ألفاً من المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة.

تزحزحت المواقف الأوروبية، لكن ببُطء شديد وحذر بالغ، والنتيجة أنها لم تفارق بعد خندق دعم الإبادة الجماعية الجارية، مع استثناءات متفرقة صدرت من بلجيكا وإيرلندا وإسبانيا ومالطا والنرويج.

يبدو واضحاً أنّ النقد الموجّه إلى الجانب الإسرائيلي من معظم المنصّات الأوروبية ما زال خجولاً، مع حرص بالغ على انتقاء التعبيرات بعناية. والأهمّ أنّ أوروبا تتجاهل حقيقة أنّ نفوذها يمنحها القدرة على وقف الحرب والإبادة الجماعية فوراً، إن توفّرت لديها الإرادة السياسية، عبر حزمة عقوبات مثلاً، لكنها لا تريد ببساطة.

لأنّ اجتياح رفح سيعيد أكثر مشاهد الحرب العالمية الثانية رعباً إلى عالم الألوان، فإنّ أوروبا تُعارض بشكل واضح اجتياح هذه المنطقة الضيقة المكتظة بالنازحين كما يفعل الحلفاء في واشنطن أيضاً، لكنّ معظم المنصّات الأوروبية لا تُصرِّح بمعارضة الحرب الجارية حتى الآن رغم كلّ الفظائع التي تتخلّلها.بدلاً من ذلك تُحاول أوروبا السياسية حالياً منح الانطباع بأنها لا تُوافق على الأهوال التي تقترفها حكومة الحرب الإسرائيلية وقواتها بحقّ 2.3 مليون إنسان في قطاع غزة، لكن دون أن تفعل شيئاً لردعها. ولأنّ اجتياح رفح سيعيد أكثر مشاهد الحرب العالمية الثانية رعباً إلى عالم الألوان، فإنّ أوروبا تُعارض بشكل واضح اجتياح هذه المنطقة الضيقة المكتظة بالنازحين كما يفعل الحلفاء في واشنطن أيضاً، لكنّ معظم المنصّات الأوروبية لا تُصرِّح بمعارضة الحرب الجارية حتى الآن رغم كلّ الفظائع التي تتخلّلها. بل إنّ قيادة الحرب الإسرائيلية ما زالت تحظى بالإمداد العسكري السخيّ من دول أوروبية، علاوة على استمرار اتفاقات الشراكة والتعاون المتبادلة دون مساس، ولا إشارة إلى مجرّد التلويح بتعليقها.

بدلاً من الإقدام الجادّ على كبح المذبحة المروِّعة تُوْهم أوروبا شعوبها والعالم بأنها تتصرّف حقاً بإكثار الحديث عن تقديم مساعدات إنسانية وإظهار انشغالها بتفاقم المجاعة في قطاع غزة، دون أن يغيِّر هذا شيئاً في الواقع الذي يزداد تفاقماً. كما يتجدد التصريح بدعم أفق سياسي عبر "حلّ الدولتين"، والاستعداد لبحث الاعتراف بالدولة الفلسطينية، واستنكار اعتداءات المستوطنين المتطرفين في الضفة الغربية وربما فرض عقوبات عليهم. لكنّ هذه جميعاً لا تتعلّق بجوهر الموقف من الحرب الجارية على غزة، التي تشتمل على إبادة جماعية وإن تحاشى الاتحاد الأوروبي ومعظم العواصم الأوروبية التصريح بهذه اللفظة المحرّمة إن تعلّقت بالسلوك الإسرائيلي.

حتى إن فرضت أوروبا عقوبات على قلّة من المستوطنين الذين يعتدون على المواطنين الفلسطينيين، فإنّها تتجاهل ما يقترفه الجيش الإسرائيلي وجنوده الذين لا يكفّون عن قتل الفلسطينيين وترويعهم والتنكيل بهم في الضفة الغربية ذاتها علاوة على فظائعهم في غزة. تمنح أوروبا حصانة للجيش الإسرائيلي وضبّاطه وجنوده من أيّ عقوبات أو حتى من أي نقد واضح. يترافق تركيز النقد على سلوك المستوطنين مع الإصرار الواضح على إعفاء جيش جرائم الحرب، الذي هو القوّة الضاربة الكبرى على الأرض، من اللوْم والمحاسبة.

سيذكر التاريخ أنّ أوروبا السياسية دعمت منذ اليوم الأول الإبادة الجماعية بحقّ الشعب الفلسطيني في قطاع غزة بأشكال متعددة؛ من خلال الإسناد العسكري والتشجيع السياسي والترويج الدعائي والمساعدات المالية، ولم تكترث تقريباً بالاعتراضات الجماهيرية المتواصلة ضد هذا الضلوع المخزي. وما كان بالوسع أن تتمكّن قيادة الحرب ذات التوجّهات الفاشية الواضحة من خوض هذه المذبحة الفظيعة بدون هذا الغطاء الأوروبي الواضح علاوة على الدعم الأمريكي والغربي عموماً.

دعمت أوروبا السياسية الفظائع عبر حبكة خطابية اشتملت على تبرير مسبق كلّ ما يمكن لأي جيش أن يقترفه بحقّ المدنيين، وهي تدرك جيداً أنّ الأمر يتعلّق بجيش احتلال، وأنّ سجلّه حافل باقتراف جرائم الحرب في قطاع غزة وخارجه، وأنّ لحكومة نتنياهو، التي هي أكثر الحكومات الإسرائيلية تطرّفاً وعنصرية، نوايا مُعلَنة منذ الأيام الأولى باتجاه الإبادة الجماعية والتطهير العرقي وحرب التجويع والتدمير الشامل، ويمكن مراجعة الإثباتات الموثّقة بهذا الشأن في ملف الدعوى الذي تقدّمت بها جنوب أفريقيا لمحكمة العدل الدولية. لكنّ الاتحاد الأوروبي ومعظم العواصم الأوروبية تمسّكت برواية موحّدة مثل المحفوظات المدرسية، وفّرت الذرائع المسبقة لكل ما يمكن لهذا الجيش أن يقترفه من أعمال وحشية في قطاع غزة الذي يشكِّل الأطفال والنساء اللاجئون معظم قاطنيه.

لم تتزحزح المواقف الأوروبية جزئياً إلاّ بعد انقضاء شهور من المذابح الرهيبة التي بلغت منسوباً قياسياً في إيقاع الضحايا المدنيين الفلسطينيين، وبعد أن دمّر القصف الإسرائيلي الوحشي معظم المنازل والمستشفيات والمرافق المدنية بذخائر بعضها من الصناعات الأمريكية والأوروبية، وبعد أن وصل التجويع في غزّة إلى ذروة مرعبة مرئية للعالم كلّه.

تتصرّف أوروبا السياسية حالياً كما لو أنها عاجزة عن التصرّف. هي تُطلق تصريحات متراخية ومناشدات دبلوماسية نحو الجانب الإسرائيلي، دون أن تصارح شعوبها والعالم بأنّ بمقدورها أن تقوم بخطوات فورية رادعة وفعّالة لوقف الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والتجويع الوحشي، لكنها لا ترغب بذلك ببساطة.

إنّ أيسر اختبار لمدى جدية المواقف الأوروبية هو مقارنتها مع الخطوات العقابية بعد الغزو الروسي لأوكرانيا. فرض الاتحاد الأوروبي ودول أوروبية أخرى عقوبات صارمة ومكثفة وغير مسبوقة على روسيا منذ 24 فبراير/ شباط 2022، بالإضافة إلى العقوبات التي سبق فرضها بعد ضمّ القرم في سنة 2014. كما فرض الاتحاد عقوبات على بيلاروسيا وإيران على خلفية أدوار داعمة للجانب الروسي في هذه الحرب. وتوالت حزم العقوبات بلا هوادة، وفي 24 فبراير/ شباط 2024 فرض الاتحاد الأوروبي الحزمة الثالثة عشرة من العقوبات على روسيا.

تتصرّف أوروبا السياسية حالياً كما لو أنها عاجزة عن التصرّف. هي تُطلق تصريحات متراخية ومناشدات دبلوماسية نحو الجانب الإسرائيلي، دون أن تصارح شعوبها والعالم بأنّ بمقدورها أن تقوم بخطوات فورية رادعة وفعّالة لوقف الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والتجويع الوحشي، لكنها لا ترغب بذلك ببساطة.في المقابل فإنّ الاتحاد الأوروبي وعموم الدول الأوروبية لم تَقُم بأي خطوة واضحة نحو الجانب الإسرائيلي ذات منحى عقابي، باستثناء بدء فرض عقوبات على مستوطنين. والأغرب أنّ أوروبا اندفعت بشكل خاطف إلى معاقبة "الأونروا" والمواطنين الفلسطينيين الذين تخدمهم الوكالة التابعة للأمم المتحدة عبر خطوات متسرِّعة قطعت عنها التمويل؛ بمجرّد ورود مزاعم إسرائيلية غير موثّقة بشأن بعض موظفيها.

على النقيض من ذلك، ما زالت أوروبا السياسية تُعفي جيش الاحتلال الإسرائيلي حتى من اللوْم اللفظي وتنتقي العبارات بعناية فائقة عند التعليق على فظائع رهيبة يراها العالم، مثل القتل الجماعي عند نقاط توزيع المساعدات، فلا تُربَط هذه الفظائع بالجيش الإسرائيلي صراحة.

وحتى مع إظهار الانشغال المتزايد بالأوضاع الإنسانية المأساوية في قطاع غزة، فإنّ اللغة السياسية الأوروبية تأتي في هيئة مناشدات مُتراخية للغاية دون تحميل مسؤوليات واضحة لقيادة الحرب الإسرائيلية عن سياساتها، مع تحاشي التلويح بأيّ تحذيرات أو عواقب ردّاً على حرب التجويع الوحشية التي تقترفها.

ومن مُحرّمات الخطاب السياسي في الاتحاد الأوروبي وعواصم القارّة استخدام مُفردات معيّنة في وصف ما يجري، فلم تأتِ في التعليقات الرسمية الأوروبية خلال نصف سنة من الأهوال تعبيرات مثل إبادة جماعية، تطهير عرقي، فظائع، جرائم حرب، إلاّ في استثناءات نادرة من سياسيين متمرِّدين على مدوّنات الخطاب المعتمدة، رغم أنّ العالم كلّه يرى ويسمع ويُتابع. والسؤال المنطقي الذي يتردّد منذ شهور في كلمات المتظاهرين في ميادين أوروبا هو: ما عدد الضحايا الإضافيين الذي يجعلكم تعتبرون ما يجري إبادة جماعية؟

تحاول أوروبا السياسية الآن التنصّل من صورة الطرف الداعم لهذه الحرب على الشعب الفلسطيني بكل ما فيها من فظائع، وتقوم بالتغطية على ضلوعها في تبرير هذه الحرب وتشجيع حملة الإبادة الجماعية الجارية على مدار شهور، بما في ذلك توفير وجوه متعدِّدة من الدعم العسكري والسياسي والمالي والدعائي من بلدان أوروبية عدّة. إنّ الكفّ عن سياسة دعم الإبادة الجماعية وحرب التجويع وجرائم الحرب الوحشية له عنوان واضح: إنهاء اتفاقيات الشراكة والتعاون، فرض عقوبات صارمة، حظر توريد الأسلحة والذخائر، وإطلاق عملية إنسانية جادّة لإنهاء سياسة التجويع المبرمجة. ويبقى السؤال: ما عدد الضحايا اللازم من أجل الإقدام على شيء من ذلك؟

(*) ترجمة خاصة إلى العربية عن "ميدل إيست مونيتور"

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه أوروبا غزة المواقف الفلسطينيين الحرب احتلال احتلال فلسطين غزة أوروبا مواقف مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات صحافة سياسة مقالات سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الإبادة الجماعیة والتطهیر العرقی الحرب الإسرائیلیة الجانب الإسرائیلی المواقف الأوروبیة الاتحاد الأوروبی أوروبا السیاسیة فی قطاع غزة عقوبات على ت أوروبا دون أن بعد أن

إقرأ أيضاً:

ما هي المصلحة الأوروبية من فرض عقوبات على إسرائيل؟

ذكر مقال نشرته صحيفة "فايننشال تايمز" أنه لربما يكون صبر أوروبا على حرب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضد قطاع غزة، وعلى اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية المحتلة، على وشك النفاد.

وأضاف المقال الذي كتبه مارتن ساندبو، أنه خلال الأسابيع القليلة الماضية، بدأ وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي مراجعة في اتفاقية ارتباط "إسرائيل" بالكتلة، بينما أوقفت بريطانيا المحادثات التجارية، وقام صندوق الثروة السيادي في النرويج بوضع شركة إسرائيلية على القائمة السوداء بسبب تسهيلها إيصال الطاقة إلى مستوطنات الضفة الغربية، وهدد زعماء كل من فرنسا وبريطانيا وكندا بفرض العقوبات.

وأوضح أنه "حتى ألمانيا، أكثر البلدان الأوروبية دعما لإسرائيل، راحت تنتقد سلوك البلد، قد يقول البعض إن هذا قليل جداً ومتأخر جداً. وسوف يشيرون إلى السرعة التي بادر بها الغرب إلى فرض عقوبات على روسيا، بأساليب ذات معنى وطرق غير مسبوقة، وذلك بعد أن قام بوتن بغزو أوكرانيا على نطاق واسع، ويخلصون إلى أن النفاق هو السبب من وراء الاختلاف بين التصرفين.


وذكر أنه "لا ريب في أن الغرب عامل روسيا وإسرائيل بشكل مختلف، ولا شك أن النفاق جزء من ذلك. ولكن القياس على الحرب في أوكرانيا مضلل أيضاً. فروسيا لم تواجه حملة ضد وجودها، ولم تتعرض لهجوم شنيع كذلك الذي تعرضت له إسرائيل على أيدي حماس".

وأشار إلى أن "المقارنة البسيطة لا تدرك ما هو مهم. من الممكن – بل من المعقول – رؤية أن من حق إسرائيل شن حرب ضد حماس في غزة مع الإصرار على أن يكون ذلك عبر طرق مشروعة، واستنتاج أن هذه الحدود المشروعة قد تم تجاوزها منذ وقت طويل. بالفعل، اجتمعت لدى الأمم المتحدة أدلة دامغة على ارتكاب إسرائيل لجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة وفيما يتعلق بالاحتلال الذي يزداد توحشاً في الضفة الغربية".

وأضاف "بمعنى آخر، لا توجد حاجة لاعتبار الحربين متكافئتين بأي شكل من الأشكال من أجل الحكم بأن العقوبات مبررة في الحالتين. ولهذا فقد آن لأوروبا أن توضح تحديداً كيف ستفرض عقوبات على إسرائيل، ثم تطور قراراتها بفرض العقوبات لتتحول إلى إطار سياسة منتظمة حول كيفية استخدام هذه الأداة الجيوإقتصادية بشكل عام".

وأوضح أنه فيما يتعلق بالتفاصيل، لقد "غدا واضحاً أنه فيما لو اختارت البلدان الأوروبية فرض عقوبات، فلا مفر من أن تفعل ذلك بدون الولايات المتحدة. ولذا فقد حان الوقت لرسم خارطة للميادين التي سيكون فيها للعقوبات التي تفرضها أوروبا منفردة (أو بالاشتراك مع أي حليف راغب في ذلك) الأثر الأكبر. يغلب على الظن أن العقوبات المصرفية والمالية لن تكون فعالة، وذلك لأن الولايات المتحدة بإمكانها أن تضاعف أي دفعات وتزيد من قنوات التمويل".


وأكد أن "هناك استثناء واحد، يتمثل في تجميد احتياطيات العملات الأجنبية، كما فعل الغرب مع روسيا، لأن من شأن ذلك أن يفرض تكلفة اقتصادية. يستثمر بنك إسرائيل ما يقرب من ربع احتياطياته الضخمة نسبياً في أوروبا. فيما لو صدر الأمر بالتجميد فإن هذه الاحتياطيات لن تكون متوفرة وسوف يتعذر استخدامها من أجل تحقيق الاستقرار المالي، ويمكن مع مرور الزمن تكريس هذه الأموال لدفع أي تعويضات تستحق للفلسطينيين. أما أقسي العقوبات فلربما تكون في ميداني التجارة والسفر".

وتجلب "إسرائيل" ما يقرب من نصف بضائعها المستوردة من أوروبا، وتبعث بما يزيد عن ثلث صادراتها إلى القارة، وذلك طبقاً لما يقوله مكتب الإحصائيات التابع لها. يشكل الوقود نصيباً كبيراً من المستوردات، وهي تجارة تتمتع أوروبا بنفوذ فائق فيها نظراً لما لديها من هيمنة في مجال خدمات الشحن البحري.

وما لا يقل عن ربع تجارة الخدمات الإسرائيلية الضخمة تتم أيضاً مع الأسواق الأوروبية. وأي قيود تفرض على الخدمات التجارية وعلى السياحة يمكن أن تسبب كثيراً من الإعاقة، ولذلك فإن التحضير للعقوبات أمر مهم ويتجاوز الواجب الأخلاقي والسياسي في الرد على ما يتم ارتكابه من انتهاكات للقانون الدولي.

وذكر المقال أن الاتحاد الأوروبي يحتاج بشكل خاص إلى تطوير آلية اتخاذ القرارات بشأن فرض العقوبات، موضحا أن "إجراءاته القوية تحققت ضد روسيا على الرغم من الشجارات السياسية والمزاعم بعدم الوضوح من الناحية القانونية. لا مفر من أن تستمر هذه المثالب، رغم أنه أمكن التغلب عليها مراراً في حالة العقوبات المفروضة على موسكو، في إعاقة قدرة الاتحاد على استخدام نفوذه الدبلوماسي".

وبين أن الاتحاد الأوروبي يحتاج أيضا إلى توضيح وتكريس ما هي المسالك تفضي إلى ردود أفعال معينة، ويحسن به تخليص القرارات الخاصة بالعقوبات من متطلب الإجماع المعمول به حالياً، والذي يقوض قدرة سياستها الخارجية على ممارسة النفوذ.


وقال إن "ثمة حاجة إلى إعداد العدة لمواجهة أي محاولة أمريكية للتخريب، علماً بأن التخريب جار حالياً من خلال تحركات واشنطن التي تهدف إلى إضعاف المحكمة الجنائية الدولية.

وأوضح أنه "بإظهار أنه مستعد لاتخاذ إجراء ضد إسرائيل فيما لو اختار ذلك، يثبت الاتحاد الأوروبي أنه على استعداد للتصرف ضد كل من يرتكب انتهاكات جسيمة بحق القانون الدولي".

وختم بان "الالتزام الثابت بالقانون من شأنه أن يجعل التهديدات بفرض العقوبات تبدو أكثر صدقية.
كما أن المحفزات على احترام الخطوط الحمر الأوروبية سوف تعزز من احترامها وفي نفس الوقت تعطي مؤشراً على وجود تبعات يتحملها من يتجاوزها. كان أحد الرؤساء الأمريكيين هو من نصح بالحديث بنعومة وحمل عصا غليظة. والاتحاد الأوروبي اليوم هو أحق الناس بالأخذ بهذه النصيحة".

مقالات مشابهة

  • «حشد»: جرائم إسرائيل تجاوزت حدود الإبادة الجماعية وتهدف لهلاك سكان غزة والتدمير الشامل
  • كوربين يطالب بتحقيق مستقل في دور بريطانيا بحرب الإبادة الجماعية على غزة (شاهد)
  • طالبة فلسطينية تُشعل حفل تخرج بأمريكا: لن نسامح أبدا في الإبادة الجماعية بغزة
  • مساعد وزير الخارجية للشئون الأوروبية يترأس جلسة المشاورات السياسية بين مصر وبلجيكا
  • ليست حماس فقط.. إسرائيل تستهدف الجميع
  • ما هي المصلحة الأوروبية من فرض عقوبات على إسرائيل؟
  • كفى نفاقا.. أنه وقت العمل لوقف الإبادة الجماعية
  • لوتان: يجب التعرف على جريمة الإبادة الجماعية لمنح ما يحدث بغزة اسما مناسبا
  • من قلب النهائي الأوروبي.. رسالة مثيرة من جماهير سان جيرمان لغزة (شاهد)
  • «أوقفوا الإبادة».. جماهير سان جيرمان تطالب بوقف الحرب في غزة بنهائي دوري أبطال أوروبا