نص كلمة الرئيس السيسي في الجلسة العامة للقمة الروسية الأفريقية الثانية
تاريخ النشر: 28th, July 2023 GMT
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم الجمعة، أن القمة الأفريقية الروسية تأتي في ظرف دولي بالغ التعقيد ومناخ عام يتسم بدرجة عالية من الاستقطاب والتغيرات التي باتت تمس القواعد الرئيسية والتي بنى على أساسها النظام الدولي بمفهومه الحديث.
أخبار متعلقة
السيسى ينعى الشيخ سعيد بن زايد ممثل حاكم أبوظبى
عضو بـ«النواب»: قمة «السيسي وبوتين» تعطي دفعة للعلاقات بين مصر وروسيا
عضو بـ«النواب»: مشاركة السيسي بالقمة «الإفريقية الروسية» تعزز التعاون والتبادل التجاري
وقال الرئيس السيسي، في كلمته خلال الجلسة العامة للقمة الثانية للمنتدى الاقتصادي والإنساني الروسي الأفريقي التي تختتم أعمالها اليوم الجمعة بمدينة سان بطرسبرج الروسية: «يُسعدني أن أتواجد اليوم، في الدورة الثانية للقمة الروسية الأفريقية، التي تشرفت إلى جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإطلاق نسختها الأولى بشكل مشترك عام 2019 خلال رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي، حيث صاغ هذا المسار إطارا مؤسسيا مستداما يليق بحجم وعمق الشراكة التاريخية التي تجمع بين الدول الأفريقية وروسيا».
وجاء نص كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي في الجلسة العامة للقمة الروسية الأفريقية الثانية كالتالي:
بسم الله الرحمن الرحيم
فخامة الرئيس «فلاديمير بوتين» رئيس دولة روسيا الاتحادية،
فخامة الرئيس «عثمان غزالي» رئيس اتحاد جزر القمر ورئيس الاتحاد الإفريقي«،
أصحاب الفخامة.. رؤساء دول وحكومات قارتنا الإفريقية،
أود في البداية أن أعرب لفخامة الرئيس «بوتين» عن تقديرنا البالغ، لحفاوة الترحيب وكرم الضيافة، ويُسعدني أن أتواجد اليوم، في الدورة الثانية للقمة الروسية الأفريقية، التي تشرفت إلى جانب الرئيس «بوتين» بإطلاق نُسختها الأولى بشكل مُشترك عام ۲۰۱۹، خلال رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي، حيث صاغ هذا المسار، إطارًا مؤسسياً مُستداماً، يليق بحجم وعُمق الشراكة التاريخية، التي تجمع بين الدول الإفريقية وروسيا.
وتأتي قمتنا اليوم، في ظرف دولي بالغ التعقيد، ومُناخ عام يتسم بدرجة عالية من الاستقطاب، والتغيرات التي باتت تمس القواعد الرئيسية التي بني على أساسها نظامنا الدولي بمفهومه الحديث، وتقف دولنا الإفريقية في خضم ذلك، لتواجه عدداً ضخماً من التحديات، التي لا تؤثر فقط على قدرتها على استكمال مسارها التنموي، وإنما تُهدد مُحددات أمنها، وحقوق الأجيال القادمة، وبحيث باتت شعوبنا تتساءل بشكل مشروع عما لدينا من أدوات وما نقوم به من إجراءات للتصدي لهذه التحديات، وتأمين مستقبل آمن لهم.
السيدات والسادة،
إن مصر كانت دوماً رائدة وسباقة، في انتهاج مسار السلام... سلام الأقوياء القائم على الحق والعدل والتوازن، فكان هو خيارها الاستراتيجي الذي حملت لواء نشر ثقافته، إيماناً منها بقوة المنطق لا منطق القوة، وبأن العالم يتسع للجميع.
واسمحوا لي من هذا المنبر، وبمناسبة قمتنا اليوم، أن أطرح عليكم رؤية مصر بشأن الظرف الدولي الراهن، وكذا أهم المحاور التي نُقدر أهمية التركيز عليها، كأساس لتعميق التعاون القائم تحت مظلة شراكتنا الاستراتيجية؛ أولاً: إن الدول الإفريقية ذات سيادة، وإرادة مستقلة، وفاعلة في مجتمعها الدولي... تنشد السلم والأمن، وتبحث عن التنمية المستدامة، التي تحقق مصالح شعوبها أولاً، ويتعين أن تبقى بمنأى عن مساعي الاستقطاب في الصراعات القائمة.
ثانياً: إن صياغة حلول مستدامة للصراعات القائمة في عالمنا اليوم، يتعين أن تتأسس على أهداف ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة، ومبادئ القانون الدولي بما في ذلك التسوية السلمية للنزاعات، والحفاظ على سيادة الدول ووحدة أراضيها، بجانب ضرورة التعامل مع جذور ومسببات الأزمات، لاسيما تلك المتعلقة بمحددات الأمن القومي للدول، وكذا أهمية الامتناع عن استخدام الأدوات المختلفة، لإذكاء الصراع وتعميق حالة الاستقطاب، ومن بين ذلك توظيف العقوبات الاقتصادية خارج آليات النظام الدولي متعدد الأطراف.
ثالثاً: ضرورة الأخذ في الاعتبار احتياجات الدول النامية وعلى رأسها دول القارة الأفريقية فيما يتعلق بالتداعيات شديدة الوطأة على اقتصاداتها جراء الصراعات والتحديات القائمة، وبالتحديد في محاور الأمن الغذائي، وسلاسل الإمداد وارتفاع أسعار الطاقة، وأؤكد في هذا الشأن أهمية إيجاد حلول عاجلة لتوفير الغذاء والأسمدة بأسعار تساعد أفريقيا على تجاوز هذه الأزمة، مع البحث عن آليات تمويل مبتكرة تدعم النظم الزراعية والغذائية في أفريقيا، وأنني لأتطلع للتوصل لحل توافقي بشأن اتفاقية تصدير الحبوب يأخذ في الاعتبار مطالب كافة الأطراف ومصالحهم ويضع حداً للارتفاع المستمر في أسعار الحبوب.
رابعاً: تحتم التطورات الدولية المتلاحقة وتداعياتها التي باتت تمس كافة أرجاء عالمنا، وجود صوت أفريقي مؤثر وفعال، داخل المحافل الدولية القائمة وبما يعمل على إيصال موقف الدول الإفريقية ويحقق القدر المطلوب من التوازن عند مناقشة القضايا ذات التأثير المباشر على مصالحها، وأنني أعرب هنا، عن تطلع مصر لأن تحظى المطالب الإفريقية في إطار مجموعة العشرين، وكذا مساعي إصلاح المؤسسات التمويلية الدولية، بدعم الشريك والصديق الروسي.
السادة الحضور،
إن الوثائق التي ستصدر عن قمتنا اليوم تثبت وبحق عمق العلاقات الاستراتيجية والروابط المهمة، التي تجمع دولنا الإفريقية بالجانب الروسي، فضلاً عن الآفاق الواسعة، لتعزيز العلاقات القائمة بيننا لاسيما في المجالات محل الاهتمام المشترك وعلى رأسها تعزيز السلم والأمن ومكافحة مهدداته، وكذا تفعيل مسارات التنمية الاقتصادية، بالتركيز على قطاعات البنية التحتية والتصنيع الزراعي والتحول الصناعي، بالاستفادة من التكنولوجيا الروسية، هذا بالإضافة لتعزيز الصلات الثقافية والروابط التاريخية بين شعوبنا.
وأنني أؤكد في هذا الصدد، التزام مصر باستمرار انخراطها بشكل جاد ومخلص في جهود تعميق شراكتنا الاستراتيجية، إيماناً بالفرص ومساحات التعاون الواسعة القائمة في إطارها، وذلك من خلال تسخير الأدوات والإمكانات المصرية، على المستوى الوطني، عبر تفعيل التعاون القائم بين الشركات المصرية ونظيرتها الروسية، في المجالات ذات الاهتمام المشترك، وعلى المُستوى القاري من خلال رئاسة مصر للجنة التوجيهية لرؤساء دول وحكومات وكالة الاتحاد الإفريقي للتنمية «النيباد»، وكذا ريادة ملف إعادة الإعمار والتنمية فيما بعد الصراعات على مستوى الاتحاد الأفريقي، لتدعيم جهود تعزيز السلم والأمن وتحقيق التنمية.
وختامًا، أتقدم بالشكر مرة أخرى لروسيا ولفخامة الرئيس «بوتين» على عقد هذا المحفل، وأعرب عن التطلع لاستمرار التنسيق في إطار الشراكة المحورية القائمة بيننا، متمنيًا للشعب الروسي وكافة الشعوب الإفريقية دوام التقدم والازدهار.
الرئيس عبدالفتاح السيسي القمة الأفريقية الروسية الاتحاد الإفريقي بوتينالمصدر: المصري اليوم
كلمات دلالية: زي النهاردة شكاوى المواطنين الرئيس عبدالفتاح السيسي القمة الأفريقية الروسية الاتحاد الإفريقي بوتين زي النهاردة للقمة الروسیة الأفریقیة
إقرأ أيضاً:
جلالةُ السُّلطان المعظّم وفخامةُ الرئيس اللُّبناني يعقدان جلسة مباحثات رسميّةً
العُمانية: عقد حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظّم /حفظهُ اللهُ ورعاهُ/ وفخامةُ الرئيس العماد جوزاف عون رئيسُ الجمهورية اللُّبنانية جلسة مباحثات رسميّةً مساء اليوم بضيافة قصر العلم العامر.
وفي مستهل الجلسة جدّد جلالةُ السُّلطان المعظّم التّرحيب بفخامةِ الضيف ووفده المرافق، فيما عبّر فخامة الرئيس عن خالص شكره وتقديره لجلالةِ السُّلطان على حُسن الوفادة وكرم الضيافة.
وجرى خلال الجلسة بحثُ الفرص المُتاحة لفتح آفاق جديدة من التّعاون والشّراكة والاستثمار بين البلدين الشّقيقين لا سيما في القطاعات التّجارية والصّناعية والزّراعية والسّياحية، علاوةً على مناقشة المستجدات السياسية الراهنة في المنطقة وسبل دعم مسارات الأمن والاستقرار.
حضر الجلسة من الجانب العُماني، صاحبُ السُّمو السّيد أسعد بن طارق آل سعيد نائبُ رئيس الوزراء لشؤون العلاقات والتّعاون الدّولي والممثّل الخاصّ لجلالةِ السُّلطان، وصاحبُ السُّمو السّيد شهاب بن طارق آل سعيد نائبُ رئيس الوزراء لشؤون الدفاع، وصاحبُ السُّمو السّيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزيرُ الثّقافة والرّياضة والشّباب، ومعالي السّيد خالد بن هلال البوسعيدي وزيرُ ديوان البلاط السُّلطاني، ومعالي الفريق أول سُلطان بن محمد النُّعماني وزيرُ المكتب السُّلطاني، ومعالي السّيد حمود بن فيصل البوسعيدي وزيرُ الدّاخلية، ومعالي السّيد بدر بن حمد البوسعيدي وزيرُ الخارجيّة، ومعالي سُلطان بن سالم الحبسي وزير الماليّة، ومعالي الدّكتور حمد بن سعيد العوفي رئيسُ المكتب الخاصّ، ومعالي الدّكتور محاد بن سعيد باعوين وزير العمل، وسعادة السفير الدكتور أحمد بن محمد السعيدي سفير سلطنة عُمان المعتمد لدى الجمهورية اللبنانية.
فيما حضر من الجانب اللُّبناني معالي السفير يوسف رجي وزير الخارجية والمغتربين، ومعالي اللواء ميشال منسى وزير الدفاع الوطني، ومعالي العميد أحمد الحجار وزير الداخلية، ومعالي نزار هاني وزير الزراعة، ومعالي الدكتور ركان ناصر الدين وزير الصحة العامة، والعميد أندريه رحال المستشار الشخصي لفخامة الرئيس.