أبو حمزة: مستمرون في وحدة الساحات والمساس بالقدس والأقصى سيشعل المنطقة
تاريخ النشر: 5th, April 2024 GMT
الجديد برس:
أكد الناطق باسم “سرايا القدس”، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أبو حمزة، أن القدس “وحدت الساحات هذا العام”، محذراً من أن “المساس بالقدس وبالمسجد الأقصى سيشعل المنطقة”.
وقال أبو حمزة في كلمة متلفزة له بمناسبة يوم القدس العالمي، إن ما يجري في الميدان، يؤكد أن فصائل المقاومة تواصل خوض معركة “طوفان الأقصى” بكل عزم على المستوى العسكري والأمني والشعبي.
وأشار إلى أن “ما يجري في قطاع غزة يستوجب منا الوقوف عند مسؤولياتنا لتقديم الدماء في مواجهة الترسانة الصهيوأمريكية”، مشدداً على أن “المقاومة تواصل صد العدوان في قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان، وحضورها الميداني يعني أنها ترفض الاحتلال وستستمر في المعركة على قاعدة وحدة الساحات”.
كما تابع أنه “بمؤازرة جبهات الإسناد نواصل التصدي في كل محاور القتال للاحتلال الإسرائيلي، رداً على التغول الإسرائيلي بحق المدنيين”.
كذلك، وجه أبو حمزة التحية من قلب المعركة إلى حزب الله في لبنان، وحزب الله في العراق واليمن الأبي وسوريا العروبة والجمهورية الإسلامية في إيران، وكذلك حيا الجماهير التي خرجت في الأردن نصرةً لقطاع غزة، مؤكداً أن صدى أصواتها تُسمع في غزة.
ولفت إلى أن “الدماء الزكية في فلسطين بدأت تزهر من الأردن إلى تونس والبحرين وغيرها”، مردفاً: “نعدكم بالنصر وبأن صمود الشعب الفلسطيني سيكون نموذجاً لكل شعوب العالم”.
الملثم ابوحمزة وكلام الحق والانصاف
وهل يتوقع من المجاهدين العظماء الذي يدافعون عن شرف الامة الا الانصاف والتقدير لرجال وابطال هذه الامة
pic.twitter.com/Ml4uivion0
— نصر الدين عامر (@Nasr_Amer1) April 4, 2024
"نوجه التحية من قلب المعركة إلى #حزب_الله في #لبنان وحزب الله في #العراق و #اليمن الأبي و #سوريا العروبة جزاكم الله خيراً"
الناطق العسكري لسرايا القدس أبو حمزة بمناسبة يوم القدس العالمي#فلسطين_المحتلة #غزة#طوفان_الأحرار #طوفان_الأقصى #الميادين pic.twitter.com/BtRYcMIjr3
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) April 4, 2024
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: أبو حمزة الله فی
إقرأ أيضاً:
عصر الحروب الأبدية.. نهاية الانتصار العسكري!
لطالما افترضت الإستراتيجيات العسكرية أن النصر مسألة وقت وتفوق تقني وصدمة أولى مدروسة. لكنّ القرن الحادي والعشرين جاء ليقلب هذه المعادلة رأسا على عقب. فبدلا من حروب تُحسم في أيام، نعيش في زمن الصراعات الممتدة التي لا تنتهي إلا لتبدأ من جديد، أو لا تنتهي أصلا. إنها حقبة «الحروب الأبدية» التي تكشف فشل النماذج التقليدية في تحقيق انتصارات حاسمة.
حين أسقطت الولايات المتحدة نظام طالبان في غضون أسابيع عام 2001، بدا وكأن نموذج الحرب الخاطفة قد عاد إلى الواجهة. لكن الحرب ذاتها امتدت لعقدين، لتنتهي بعودة طالبان نفسها. وبعدها، جاءت حرب روسيا في أوكرانيا، وغزو إسرائيل لغزة، وصراعات أخرى في السودان والساحل الإفريقي، لتبرهن أن الحروب المعاصرة نادرا ما تلتزم بجدول زمني أو تحقق أهدافها الأصلية.
لا يعود السبب إلى ضعف في الجيوش أو إلى عجز تكنولوجي، بل إلى خلل جوهري في التصور السياسي والعسكري للنصر. لا يكفي أن تمتلك، اليوم، ترسانة متطورة أو قوة نارية فائقة، فما لم يكن لديك رؤية سياسية واقعية، وهدف قابل للتحقيق، واستعداد لمعالجة آثار ما بعد الحرب، فإن الانتصار العسكري يظل وهما باهظ الثمن.
تُظهر التجارب الحديثة أن البدايات المباغتة للحروب قد تبدو واعدة، لكنها نادرا ما تفضي إلى نصر حاسم؛ فالمناورة الأولى تخلق زخما، لكن سرعة التورط في حروب مدن وشوارع أو حروب استنزاف تُنهك حتى أقوى الجيوش المستعدة لحروب طويلة. ولأن معظم الحروب الحديثة تُخاض بين طرف نظامي وآخر غير متماثل فإن التفوق العسكري لا يُترجم بالضرورة إلى حسم سياسي،
بل إن هذا النوع من الحروب تتحول إلى مساحات مفتوحة لصراعات بالوكالة تدخل فيها قوى دولية وإقليمية بدوافع متشابكة: الجغرافيا، والموارد، والأمن، والمكانة. ومن هنا، يصبح وقف إطلاق النار أكثر تعقيدا من إطلاق الرصاص. في السودان مثلا، يُبقي عدم قدرة طرف من الأطراف على حسم المعركة السودانَ رهينة مصالح متضاربة لا تنتمي بالكامل إلى الداخل السوداني وإنما إلى أطماع وأحقاد خارجية. وفي أوكرانيا، صار تحقيق مكاسب رمزية أغلى ثمنا من الاحتفاظ بالأراضي.
المعضلة الأكبر أن معظم الإستراتيجيات العسكرية ما زالت مأسورة بفكرة الحرب القصيرة. ورغم أن التاريخ ـ من الخنادق في الحرب العالمية الأولى إلى أفغانستان ـ ينطق بعكس ذلك، فإن المخططين ما زالوا يستثمرون في أدوات الخطف الخاطف لا النفس الطويل. لكن الحروب الطويلة تتطلب بنى اقتصادية مرنة، ومجتمعا قادرا على التحمل، وتحالفات لا تهتز مع أول انتكاسة.
اليوم، لم يعد النصر في الحرب يُقاس بمدى السيطرة على العاصمة أو على مبنى الإذاعة والتلفزيون أو إسقاط نظام، بل يُقاس بقدرة المنتصر على إدارة ما بعد النصر، وهو الجزء الأصعب. النصر الذي لا يخلق شرعية، ولا يبني مؤسسات، ولا يستوعب التنوع الاجتماعي والسياسي، يتحول إلى عبء دائم. كما أن مجرد تجنب الهزيمة لا يُعادل نصرا.
ويبدو المشهد في عالم اليوم بحاجة ماسة إلى نوع جديد من الردع، ليس فقط ما يمنع الحرب، بل ما يمنع خوضها بوهم الحسم السريع. الاستعداد لحرب طويلة قد يكون أفضل وسيلة لتفاديها. وإذا فُرضت الحرب، فيجب أن تكون أهدافها محدودة، ووسائلها عقلانية، وتصورات ما بعدها جزءا من خطة الانخراط لا ملحقا مؤجلا لا يتحدث عنه أحد أبدا إلا بعد نهاية المعركة أو التورط فيها.
لقد آن الأوان لنفهم أن الحروب الأبدية لا تنتهي بالأسلحة وحدها، بل بالسياسة، والشرعية، والصبر الاستراتيجي. وهذا ما نفتقده اليوم، في زمن يُطلق فيه الرصاص أسرع مما تُرسم فيه خريطة للسلام.