ناسا تطارد كسوف الشمس بطائرات نفاثة لدراسة هالة الشمس
تاريخ النشر: 8th, April 2024 GMT
أعدت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا طائرات نفاثة لمطاردة الكسوف الكلي للشمس، الذي شهدته مساحة شاسعة من أمريكا الشمالية اليوم عندما مر ظل القمر فوق هذه المساحة في 8 أبريل.
وخصصت ناسا طائرتان من طراز WB-57 لتتبع الكسوف أثناء مروره عبر مساره في الولايات المتحدة، موجهةً أدوات خاصة نحو الغلاف الجوي الخارجي للشمس المغطى، أو ما يُعرف بالهالة.
وتأمل ثلاثة فرق من علماء ناسا، من خلال دراسة الغلاف الجوي الخارجي للشمس والغلاف الأيوني المشحون كهربائيًا، في فهم بنية ودرجة حرارة الهالة بشكل أفضل؛ وكيف تؤثر الشمس على الغلاف الأيوني لكوكبنا؛ واكتشاف أي كويكبات طائشة مخفية عادةً في وهج الشمس.
"يعتبر الكسوف بمثابة تجربة مُحكمة"، هذا ما قاله بهارات كوندوري، الباحث الرئيسي في قياس الغلاف الأيوني وأستاذ مساعد في الأبحاث بجامعة فيرجينيا للتكنولوجيا في بلاكسبرج بولاية فرجينيا، في بيان.
بإمكان طائرات WB-57، التي ترتفع حتى 50000 قدم (15000 متر) فوق سطح الأرض، التحليق فوق الغطاء السحابي والجسيمات الجوية لالتقاط صور حادة للضوء المرئي والأشعة تحت الحمراء.
وستقوم الطائرات بتوقيت إقلاعها ورحلاتها بدقة مع مرور الكسوف؛ حيث ستصل سرعتها إلى 460 ميلًا في الساعة (740 كم / ساعة) لتمديد وقت الكلية المرصود بنسبة 25٪ إضافية - مما يجعلها حوالي 6 دقائق و 22 ثانية. (للمقارنة، فإن أطول مدة كلية مرئية على الأرض ستكون 4 دقائق و 27 ثانية في توريون بالمكسيك).
أثناء سباقها جنبًا إلى جنب مع المسار الشرقي للكسوف، ستقيس أجهزة قياس الطيف المثبتة على الطائرات درجة الحرارة والعناصر الموجودة داخل الهالة وانبعاثاتها، والتي تسمى الانبعاثات الكتلية الإكليلية.
في غضون ذلك، ستقيس الكاميرات ضوء الهالة الوسطى والسفلية إلى أطوال موجية متوسطة الأشعة تحت الحمراء، وتلتقط صورًا بدقة عالية بحيث يمكنها الكشف عن حلقة غبار قريبة من الشمس يُعتقد أنها موطن للكويكبات.
"من خلال تمديد مدة الكلية، فإننا نزيد من مدة كمية البيانات التي يمكننا الحصول عليها"، قالت شادية حبال، باحثة في معهد جامعة هاواي لعلم الفلك والباحثة الرئيسية في إحدى التجارب، في البيان. "هذا الضوء هو أفضل مسبار لدينا بخلاف وضع مقياس حرارة في الهالة."
أخيرًا، ستدرس تجربة ثالثة تأثير ظل القمر على الغلاف الأيوني للأرض، مما سيمكن العلماء من العودة بقياس دقيق لمدى شحنه.
"يمنحنا ذلك فرصة لفهم كيف يمكن أن تؤثر التغيرات في الإشعاع الشمسي على الغلاف الأيوني، والذي يمكن أن يؤثر بدوره على بعض هذه التقنيات مثل الرادار ونظام تحديد المواقع العالمي (GPS) التي نعتمد عليها في حياتنا اليومية"، قال كوندوري.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الغلاف الأیونی
إقرأ أيضاً:
أزمة الثقة تطارد صناديق الاقتراع: المشاركة الشعبية مفتاح شرعية
28 مايو، 2025
بغداد/المسلة: تتصاعد التوترات السياسية في العراق مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية المقررة في 11 نوفمبر 2025، وسط مخاوف من تراجع المشاركة الشعبية التي تُعدّ مقياساً لشرعية العملية الانتخابية
و أكد رئيس المحكمة الاتحادية العليا، جاسم محمد عبود، أن نجاح الانتخابات يتوقف على نسبة المشاركة الحقيقية، مشدداً على أن الدستور يكفل حقوق التصويت والترشيح كحريات أساسية لا يجوز المساس بها. وأشار إلى أن أي تأثير خارجي على هذه الحقوق يقوّض الديمقراطية.
ويبرز عزوف شعبي ملحوظ يهدد شرعية النظام السياسي، إذ أفادت تقارير بأن أكثر من ثمانية ملايين ناخب لم يحدّثوا بطاقاتهم البايومترية حتى مايو 2025، من إجمالي 29 مليوناً مؤهلين للتصويت.
وأعلنت مفوضية الانتخابات تمديد فترة تحديث السجلات لمواجهة هذا التحدي. ويعزى هذا العزوف إلى فقدان الثقة بالنظام السياسي، الذي يعاني من أزمة شرعية تفاقمت بعد احتجاجات تشرين 2019، حيث قاطعت قوى مدنية وتيار الصدر الانتخابات احتجاجاً على غياب الأمن الانتخابي وتدخلات خارجية.
ويشير التاريخ القريب إلى ظاهرة مماثلة، ففي انتخابات 2018، بلغت نسبة المشاركة 44.52% فقط، وهي الأدنى منذ 2003، بسبب مقاطعة قوى سنية ومدنية احتجاجاً على التزوير المزعوم والنفوذ الإيراني.
وتُعد نسبة المشاركة في الانتخابات مؤشراً مهماً على شرعية العملية الديمقراطية، لكنها ليست العامل الوحيد. فالمشاركة المنخفضة قد تثير تساؤلات حول مدى تمثيل النتائج لإرادة الشعب، خاصة إذا ترافق ذلك مع مقاطعة جماعية أو فقدان الثقة العامة في النظام السياسي. ومع ذلك، لا تؤدي بالضرورة إلى فقدان “الشرعية القانونية” للانتخابات، طالما أُجريت وفق الأطر الدستورية والقانونية المعتمدة.
وقد شهدت دول عديدة تجارب مشابهة. ففي الجزائر (2019)، لم تتجاوز نسبة التصويت في الانتخابات الرئاسية 40%، ومع ذلك تم إعلان عبد المجيد تبون رئيساً. وفي العراق (2021)، لم تتعدَّ نسبة المشاركة 41%، ما دفع أطرافاً سياسية للتشكيك في شرعية النتائج، لكن المحكمة الاتحادية صادقت عليها.
وتؤكد هذه التجارب أن انخفاض المشاركة يضعف الشرعية السياسية والشعبية، لكنه لا يُسقط الشرعية الدستورية، إلا إذا ترافق مع انهيار الثقة بمؤسسات الدولة أو رفض شعبي واسع.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts