عربي21:
2025-06-11@05:53:28 GMT

التيه الإسرائيلي في غزة

تاريخ النشر: 9th, April 2024 GMT

بدأ الجيش الإسرائيلي حربه على غزة في اليوم التالي لعملية «طوفان الأقصى»، أي في الثامن من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، لكن هذه الحرب تتدحرج سريعاً ويبدو أنها تتطور لتتحول إلى مستنقع قد يغرق فيه الاحتلال لعدة سنوات مقبلة، خاصة أن الإسرائيليين ليس لديهم سيناريو لليوم التالي، ولا يبدو أن لديهم القدرة على فرض مشروع معين على الشعب الفلسطيني.



جريدة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية نشرت تقريراً مفاجئاً قبل أيام يتحدث عن تقديرات مرعبة مفادها، أن الحرب الحالية في قطاع غزة قد تستمر حتى العام 2027، أي أنها قد تظل لثلاث سنوات مقبلة، وهذه ليست تقديرات الصحيفة، وإنما هي تقديرات تنقلها عن دوائر صنع القرار في تل أبيب ويجري تداولها داخل المستوى السياسي والعسكري في دولة الاحتلال.

لا يبدو أن إسرائيل قادرة على تحقيق أية نتائج، ولا يبدو أن لديها مشروعا واضح المعالم لمرحلة ما بعد حُكم حركة حماس في القطاع، ولذلك ذهبت إلى استخدام سياسة «الأرض المحروقة» تقول الصحيفة العبرية إن الجيش الإسرائيلي قدّر سابقاً أن تفكيك حركة حماس سيستغرق عدة أشهر، وأعد الجمهور الإسرائيلي لعام 2024 كعام القتال، لكن ما تبين لاحقاً وبعد شهور من الحرب المستمرة على القطاع هو أن تقديرات الجيش لم تكن صحيحة، وأن الحرب ستستمر لمدة أطول، لكن الصحيفة تشير إلى أن «المرحلة الثالثة من القتال ستكون أقل شدة وستتضمن تسريح ألوية الاحتياط». 
وتابعت الجريدة الإسرائيلية: «في الجيش يقدرون أن الهزيمة الكاملة لحماس ستستغرق ما لا يقل عن 3 إلى 4 سنوات أخرى، وهو ما سيسمح نظريا للمستوى السياسي بمواصلة إعلان حالة الحرب حتى عام 2027». هذه التقديرات ليس لها سوى معنى واحد وهو أن هذه الحرب فشلت فشلاً ذريعاً، وتتحول تدريجياً الى إعادة احتلال شاملة ومباشرة للقطاع، كما أن هذه التقديرات تحيلنا مجدداً إلى أهداف هذه الحرب، التي أعلنها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في أيامها الأولى عندما حدد ثلاثة أهداف، وهي القضاء على حماس، واستعادة الأسرى الإسرائيليين، وتحقيق الأمن لإسرائيل. وواقع الحال أن إسرائيل بعد ستة شهور من هذه الحرب لم تحقق أياً من أهدافها، ولذلك تنتقل إلى الحديث عن «حرب طويلة»، وهذا نوع آخر من الحروب، أي أنها حرب استنزاف وليست حرباً خاطفة. 

ومع ذلك كله فالسؤال المهم لا يتعلق بالمدة التي ستستغرقها هذه الحرب، وإنما الأهم هو نتائجها، حيث إنه لا يبدو أن إسرائيل قادرة على تحقيق أية نتائج، كما لا يبدو أن لدى إسرائيل مشروعا واضح المعالم لمرحلة ما بعد حُكم حركة حماس في القطاع، ولذلك ذهبت إلى استخدام سياسة «الأرض المحروقة» وقامت بتدمير كل البنى التحتية والمنشآت العامة في غزة، وأحكمت الحصار على المدنيين بما في ذلك منع دخول المعونات الإنسانية وشاحنات الإغاثة، وتتجه أخيراً إلى تنفيذ احتلال مباشر طويل الأمد للقطاع، على أمل إنهاء حركة حماس وتدمير قدراتها العسكرية والقضاء على ترسانتها الصاروخية التي أصبحت تصل إلى تل أبيب والقدس.

وفي السياق ذاته نشرت مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية مقالاً للكاتبة أنشال فورا خلصت فيه إلى أن «استراتيجية نتنياهو غير مجدية لأن الحرب بعد مرور ستة أشهر فشلت في تحقيق أي من الأهداف، فلا هي دمرت حركة حماس، ولا أعادت أياً من الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة». 

ما يحدث في قطاع غزة هو أن إسرائيل تقوم بعملية تدمير عمياء وشاملة تطال المنشآت والمؤسسات كافة، وكل البنى التحتية، لكن الواضح أنها عملية ثأرية فقط، إذ لا يوجد لدى الإسرائيليين أجوبة على كثير من الأسئلة، بما فيها سؤال من سيحكم غزة لاحقاً؟ وإلى متى سيستمر الاحتلال المباشر؟ وهل يُمكن أن تتم إعادة المستوطنات؟ وماذا عن التهجير والتركيبة السكانية المقبلة؟ وليس معروفاً أيضاً إن كانت إسرائيل ستقبل بتسليم قطاع غزة إلى السلطة الفلسطينية في رام الله، ذلك أن تل أبيب كانت حريصة طوال السنوات الماضية على إبقاء الانقسام الداخلي وصيانته، على اعتبار أنه أحد عوامل الضعف الفلسطيني، حتى إن كان ثمة تفاهمات مع السلطة في رام الله.

والخلاصة هو أن إسرائيل تائهة اليوم في غزة، وليس لديها أي مشروع سوى الانتقام والثأر والتخريب والتدمير وقتل المدنيين الأبرياء من النساء والأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة، وتستخدم في سبيل الانتقام وحرب الإبادة الحد الأعلى من القوة، وهذا يعني أن لا أحد يعلم ما هي ملامح اليوم التالي لهذه الحرب ولا متى ستنتهي، بل ربما تستمر ما دام نتنياهو في السلطة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الإسرائيلي غزة الفلسطيني الأرض المحروقة إسرائيل فلسطين غزة الأرض المحروقة مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أن إسرائیل لا یبدو أن هذه الحرب حرکة حماس قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

صحف عالمية: جوع غزة يرافق أعنف الهجمات ومجندات إسرائيل لن تحل أزمة الجيش

تناولت صحف ومواقع عالمية تطورات الحرب الإسرائيلية على غزة، مركزة على تصاعد الأزمة الإنسانية في القطاع في ظل الجوع المتفاقم، توازيا مع غارات جوية عنيفة، إضافة إلى جدل داخلي متصاعد داخل إسرائيل عن أداء الجيش، ومستقبل الحرب، وقضايا سياسية متداخلة أبرزها أزمة التجنيد واستغلالها في حسابات الحكومة الائتلافية.

ففي تقرير لصحيفة الإندبندنت البريطانية، أُشير إلى أن موجة الجوع التي تضرب قطاع غزة تسير جنبا إلى جنب مع واحدة من أعنف الهجمات العسكرية التي شنتها إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، إذ نفذت أكثر من 1500 غارة منذ انهيار الهدنة الأخيرة، في تصعيد يفاقم معاناة السكان.

ووفق الصحيفة، فإن الحوادث الدامية التي وقعت على أطراف مراكز توزيع المساعدات، تكشف إلى أي مدى بلغ التدهور الإنساني في القطاع، وسط عجز شبه تام عن ضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها، في ظل الفوضى وغياب الأمن، ومخاطر القصف المستمر.

من جهتها، سلطت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية الضوء على محاولة الجيش الإسرائيلي سد النقص في القوى البشرية بتوسيع دور النساء في المهمات القتالية، وسط امتناع شريحة واسعة من الشبان المتدينين عن أداء الخدمة العسكرية الإلزامية.

إعلان

واعتبرت الصحيفة، أن قرار رفع نسبة النساء في الوحدات المقاتلة قد يساهم في تقليل الضغط على الجيش في المدى القريب، لكنه لا يُعالج جذور أزمة التجنيد، خاصة في ظل استمرار الحرب وتآكل الحوافز للالتحاق بالخدمة، ما يجعل الخطوة أشبه بحل مؤقت في أزمة مركبة.

جدوى استمرار الحرب

أما صحيفة هآرتس الإسرائيلية، فقد نشرت مقالا تحليليا تساءل عن جدوى استمرار الحرب، مشيرة إلى مقتل ما لا يقل عن 20 جنديا إسرائيليا منذ خرق وقف إطلاق النار، وهو رقم يقارب عدد الرهائن الذين كان يمكن إنقاذ حياتهم لو انتقلت إسرائيل إلى المرحلة الثانية من الاتفاق.

وحث المقال الإسرائيليين على التفكير في الغاية من إدامة هذه الحرب، لا سيما أن من يُفترض إنقاذهم من قبضة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) يفقدون حياتهم توازيا مع الجنود القتلى، في ظل سياسة ترى الصحيفة أنها محكومة باعتبارات سياسية أكثر من كونها تستند إلى حسابات إستراتيجية واضحة.

وفي السياق الداخلي الإسرائيلي، ذكرت تايمز أوف إسرائيل، أن حكومة بنيامين نتنياهو تخوض "معركة قضائية جديدة" لإقالة المستشارة القانونية للحكومة، رغم إدراكها أن هذه المساعي ستفشل على الأرجح، وفق ما ورد في تقرير الصحيفة.

وبحسب الصحيفة، فإن الهدف الحقيقي من هذه الخطوة هو تحويل أنظار الجمهور عن أزمة تجنيد الحريديم، التي تهدد تماسك الائتلاف الحاكم، في وقت يحظى فيه مطلب إدماج الحريديم في الجيش بدعم شعبي متزايد بفعل استمرار الحرب التي يعتبرها كثيرون عبئا لا يجوز الاستثناء منها.

من جانبها، أشارت صحيفة لوموند الفرنسية إلى أن الرئيس إيمانويل ماكرون ألمح إلى إمكانية اتخاذ خطوة قريبة نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية، لكنها لاحظت أن الموقف الفرنسي بات أكثر التباسا مع اقتراب مؤتمر نيويورك، الذي كان يفترض أن يمثل منعطفا دبلوماسيا في هذا الاتجاه.

إعلان

وربطت الصحيفة بين ما اعتبرته تراجعا فرنسيا جزئيا تحت ضغط إسرائيلي، وزيارة وفد رسمي فرنسي لإسرائيل أخيرا، أوكلت إليه مهمة تحسين العلاقات مع حكومة بنيامين نتنياهو، في مؤشر يعكس توازنات حذرة تتبناها باريس في ظل التحولات الإقليمية المتسارعة.

مقالات مشابهة

  • الجيش الإسرائيلي يدعو إلى إخلاء عدة أحياء في شمال غزة
  • “حماس”: العدو الإسرائيلي حول مراكز المساعدات لمصائد موت ممنهجة
  • لماذا لا تستطيع إسرائيل أن تنتصر في غزة؟
  • صحف عالمية: جوع غزة يرافق أعنف الهجمات ومجندات إسرائيل لن تحل أزمة الجيش
  • الجيش الإسرائيلي يعلن العثور على جثة قيادي حماس محمد السنوار
  • عاجل. الجيش الإسرائيلي يعلن العثور على جثة قائد حماس في غزة محمد السنوار
  • الجيش الإسرائيلي يعلن موعد انتهاء عملية “عربات جدعون” في غزة
  • الجيش الإسرائيلي يكشف موعد انتهاء عملية "عربات جدعون" بغزة
  • الجيش الإسرائيلي يقول إنه استهدف أحد عناصر حماس جنوبي سوريا
  • إسحق بريك: حماس هزمت الجيش الإسرائيلي الذي يقدم نفسه على أنه الأقوى