وقعت قوة مشتركة من الجيش السوداني وحلفائه من الحركات الدارفورية المسلحة، الأحد، في كمين محكم نصبته «قوات الدعم السريع» في منطقة بالقرب من بلدة الفاو، على تخوم ولاية الجزيرة، وأدى إلى مقتل وإصابة عشرات منهم، بينما أسفرت الاشتباكات بين الطرفين عن نزوح مئات الأسر من القرى والفرقان إلى منطقة القضارف.

وقالت مصادر ميدانية إن الجيش والقوات الموالية له بدأ تحركاً فجر الأحد، في توقيت متزامن مع الهجوم على ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة من 3 محاور، لتطويق «قوات الدعم السريع» والقضاء عليها.

ويعد محور الفاو – ود مدني المحور الرئيسي لتحرك القوات الكبيرة في شرق البلاد؛ لكن «قوات الدعم السريع» نفذت التفافاً وضربت مقدمة القوات المهاجمة، مستفيدة من عنصر المفاجأة الذي أربك مخططات الجيش، ودفعه للانسحاب والتراجع من مواقعه في الدفاعات المتقدمة التي انطلق منها.

وأعلن المتحدث الرسمي باسم «قوات الدعم السريع»، الفتاح قرشي، ليل الأحد– الاثنين: «القضاء على تحرك لميليشيا البرهان وعناصر النظام البائد الإرهابية وأتباعهم من المرتزقة، على تخوم منطقة الفاو بولاية القضارف، وتكبيد العدو خسائر فادحة في الأرواح بالمئات، ومثلهم من الأسرى والجرحى».

وذكر: «إن (قوات الدعم) استولت على أعداد كبيرة من العتاد الحربي، منه 67 عربة قتالية بكامل عتادها العسكري. وحرق 20 عربة قتالية أخرى، وتدمير واستسلام 3 دبابات».

وأشار إلى أن «قوات الدعم السريع» سبق أن حذرت الحركات الدارفورية المسلحة من الدخول في الحرب إلى جانب الجيش.

وأحبط الكمين هجوماً واسعاً خطط له الجيش السوداني لاختراق المنطقة والوصول إلى جسر حنتوب على الضفة الشرقية لنهر النيل الأزرق، بما يسهل له محاصرة العاصمة ود مدني من الجهة الشرقية، بينما تتحرك قواته الأخرى للهجوم على المدينة من الجهتين الغربية والجنوبية.

ولم يصدر الجيش أي تعليق رسمي بشأن الأخبار التي أطلقتها «قوات الدعم السريع»؛ لكن نشطاء مقربين منه علَّقوا في منصات التواصل الاجتماعي بأن القوات التي تعرضت للكمين «صغيرة، ومكونة من الجيش والحركات المسلحة، وكانت في مهمة استطلاعية في أرض المعركة».

ويحمِّل هؤلاء النشطاء القوات التابعة للحركات المسلحة والتي تشارك للمرة الأولى في الحرب إلى جانب الجيش، مسؤولية الكمين، والخسائر في الأرواح والعتاد.

ومن جهة أخرى، نفت مصادر محلية الأنباء المتداولة بكثافة عن دخول قوات الجيش وسيطرتها على بلدة الشبارقة التي تبعد عشرات الكيلومترات عن ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة. وأفادت تلك المصادر «الشرق الأوسط» بأن الطرفين: الجيش و«قوات الدعم السريع» في مواقع ارتكازاتهما في المناطق المحيطة بالمدينة؛ لكن يجري تبادل لإطلاق النار، كما يشن الجيش غارات جوية محدودة تستهدف تحركات «قوات الدعم السريع».

وقالت المصادر إن عشرات العائلات في تلك البلدات التي تشهد مواجهات واستعدادات لمعارك مرتقبة، بدأت في النزوح والتوغل نحو المناطق الآمنة في ولاية القضارف الشرقية، متوقعة استمرار موجات النزوح خلال الأيام المقبلة.

عربة عسكرية تقل جنوداً من القوات المسلحة السودانية في أم درمان (أ.ف.ب- أرشيفية)
وكانت قوات الجيش قد توغلت وانتشرت في منطقة المدينة عرب، في محلية جنوب الجزيرة، على بعد نحو 20 كيلومتراً من ود مدني، بعد أن انسحب منها مسلحو «قوات الدعم السريع» في الأيام الماضية، ضمن خطة انتشار لتأمين الولاية.

وتتمركز «قوات الدعم السريع» في الحدود بين ولايتي سنار والجزيرة، وهي من المحاور التي حددها الجيش في وقت سابق للانطلاق منها «لتحرير ولاية الجزيرة»، بينما تغصّ سنار بأعداد كبيرة من قوات الجيش والحركات المسلحة التي من المقرر أن تشارك في المعارك المقبلة، حسبما صرَّح بذلك كبار قادة وضباط الجيش.

الشرق الأوسط  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع ولایة الجزیرة ود مدنی

إقرأ أيضاً:

الجيش يحبط هجوما على بابنوسة واتهامات جديدة للدعم السريع بجرائم حرب

قال الجيش السوداني إن قواته أحبطت هجوم ما سماها "مليشيا الدعم السريع" على مدينة بابنوسة، في ولاية غرب كردفان، في الأثناء اتهمت منظمة العفو الدولية قوات الدعم السريع بارتكاب جرائم حرب خلال هجومها على مخيم زمزم للنازحين في الفاشر بولاية شمال دارفور.

وأكد الجيش السوداني أنه لن يسمح باستغلال الوضع الإنساني غطاء لتحركات عسكرية تفاقم الأزمة، وأوضح أن إعلان الهدنة من قِبَل ما سماه "التمرد" هو مناورة سياسية للتغطية على تحركاتها الميدانية وتدفق الدعم الخارجي.

وذكر أن الدعم السريع ظل يستهدف بابنوسة بالمسيّرات، رغم هدنته التي ضلل بها الرأي العام الإقليمي والعالمي.

وفي الإطار ذاته أدان والي ولاية غرب كردفان محمد آدم محمد جايد ما وصفها بـ"الانتهاكات العرقية والجسدية" التي تعرّض لها مواطنو بابنوسة على يد قوات الدعم السريع.

ودعا جايد منظمات حقوق الإنسان الوطنية والدولية إلى فتح تحقيق عاجل في "الجرائم المرتكبة من قبل المليشيا بحق مواطني الولاية، بما في ذلك التجنيد القسري للأطفال القُصّر"، كما دعا إلى التحقيق "في جرائم القتل والنهب واغتصاب النساء والأطفال التي لا تزال ترتكب داخل مدن وقرى الولاية"، على حد قوله.

جرائم حرب

على الصعيد الإنساني، اتهمت منظمة العفو الدولية اليوم الأربعاء قوات الدعم السريع بارتكاب جرائم حرب خلال هجومها في وقت سابق من هذا العام على مخيم للنازحين في الفاشر بولاية شمال دارفور.

وذكر التقرير أن قوات الدعم السريع نفذت عمليات قتل مُتعمَّد للمدنيين واحتجازٍ للرهائن، ونهب وتدمير مساجد ومدارس وعيادات طبية، خلال هجوم واسع النطاق، شنه في أبريل/نيسان على مخيم زمزم.

ودعت المنظمة إلى التحقيق في "الهجوم الوحشي" لقوات الدعم السريع على مخيم زمزم، باعتباره من جرائم الحرب المشمولة بالقانون الدولي، وقالت إن "الهجوم الوحشي تسبب في فرار نحو نصف مليون شخص من المخيم يومي 13و14 أبريل/نيسان فقط".

وأضاف التقرير أن هذا الهجوم جاء في سياق الحملة العسكرية التي بدأتها قوات الدعم السريع قبل أكثر من عام من أجل الاستيلاء على مدينة الفاشر، مشيرا إلى أنه وبعد السيطرة عليها أعدم الدعم السريع عشرات الرجال العُزّل، واغتصبت قواته عشرات من النساء والفتيات.

إعلان

يذكر أنه في 13 أبريل/نيسان الماضي، قالت قوات الدعم السريع، إنها سيطرت على مخيم زمزم للنازحين الواقع على بُعد 12 كيلومترا من مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور بعد 3 أيام من هجمات متواصلة أسفرت عن سقوط مئات الجرحى والقتلى، وسط موجة نزوح كبيرة من المخيم، ما أثار إدانات إقليمية ودولية.

فجوة غذائية

وفي التطورات الإنسانية أيضا، أعلنت "مفوضية العون الإنساني" بولاية شمال كردفان جنوبي السودان أن الدعم الدولي للنازحين تراجع بنسبة تصل إلى 70%؛ وأشارت إلى أن هذا التراجع أحدثَ فجوة غذائية واسعة بالنسبة للنازحين. وتحاول المجتمعات المحلية سد الاحتياجات الغذائية للنازحين، وإنْ بجهودٍ محدودة.

وكانت المعارك اشتدت، أمس الثلاثاء، في منطقة شمال كردفان حيث أفاد سكان في العاصمة الأُبيّض بأن مسيّرة تابعة لقوات الدعم السريع انفجرت قرب مقر قيادة فرقة عسكرية.

وتبعد الأبيّض، التي تضم مطارا، نحو 400 كيلومتر عن الخرطوم (جنوب غرب)، عند تقاطع إستراتيجي يربط الخرطوم بإقليم دارفور في غرب البلاد.

كما تجدّدت المعارك في بابنوسة الواقعة جنوب غرب الأبيّض وتبعد عنها نحو 400 كيلومتر. وبابنوسة هي آخر معقل للجيش في غرب كردفان.

ويشهد السودان منذ أبريل/نيسان 2023 نزاعا داميا بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، وفي أواخر أكتوبر/تشرين الأول سيطرت قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، آخر معقل للجيش في إقليم دارفور.

مقالات مشابهة

  • «الدعم السريع» تتهم الجيش بخرق الهدنة المعلنة 8 مرات
  • الجيش يحبط هجوما على بابنوسة واتهامات جديدة للدعم السريع بجرائم حرب
  • الجيش السوداني ينفي سيطرة الدعم السريع على مدينة بابنوسة
  • لأول مرة .. إدانة طفل في السودان حمل السلاح وتعاون مع الدعم السريع في الحرب
  • الجيش السوداني يصدر بيانا عن “بابنوسة” ويكشف عن إحباط هجوم لقوات الدعم السريع
  • الجيش السوداني: أحبطنا هجوما لـالدعم السريع على بابنوسة غرب كردفان‏
  • تضارب المعلومات حول السيطرة على بابنوسة بين الجيش السوداني والدعم السريع.. كمين وهجوم بمسيرات استراتيجية
  • السودان: «الدعم السريع» تتهم الجيش بالهجوم على مواقعها في بابنوسة
  • السودان.. الدعم السريع يدخل آخر معاقل الجيش في بابنوسة
  • «عقار» يجدد دعوة الاستنفار ويؤكد عدم رغبة الجيش في السلطة