أكد الكاتب والروائي الكبير يوسف القعيد، أنه يعتز كثيرا بآيات القرآن الكريم، وله الكثير من المواقف مع كتاب الله منذ الصغر، حيث حصل على جائزة قيّمة في أوائل خمسينيات القرن الماضي، بعد ما أتم حفظ «جزء عمّ» كاملا، مشيرا إلى أنه كان يذهب إلى الكنيسة في قريته، لمعرفة الاختلاف بين الأديان.

وقال القعيد في تصريحات لـ«الوطن»، إن يوم حصوله على الجائزة بعد حفظ جزء من القرآن الكريم، كان بمثابة حدث كبير في مسيرة حياته، مشيرا إلى أن الجائزة كانت حاسمة في توجهه إلى فكرة التعليم، وأنه استثمار مهم، أهم من أى شيء آخر، وهذا ما اقتنع به والده في ذلك الوقت.

وتابع: «وقتها حفظت جزء عمّ في كُتاب قرية «الضاهرية»، التابعة لمركز إيتاى البارود بمحافظة البحيرة، وكان الشيخ رجلا كفيفا، ويعاملنا كأننا أبناؤه، ويتقاضى أجره من المحاصيل الزراعية التي يزرعها الفلاحون».

ولفت إلى أنه ما زال يتذكر اسم الشيخ الذي حفظ على يديه «جزء عم»، ويُدعى «بخاطره»، وأضاف: «أحتفظ في بيتي بطبعات مختلفة من المصحف الكريم، مطبوعة داخل مصر، وأخرى مطبوعة خارجها»، لافتا إلى أن اسم القرية يُنسب إلى «الظاهر بيبرس»، الذي وضع حجر أساسها بإحدى جولاته في بر مصر.

يوسف القعيد: «نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ» أقف أمامها مبهورا كفنان وروائي

من بين آيات القرآن، يتوقف «القعيد» أمام سورة «يوسف»، قائلاً: إن آية «نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ»، أتوقف طويلاً أمامها، قبل الدخول إلى تفاصيل القصص في السورة، موضحا: «هذه الآية تعتبر آية في قلبي، أتوقف أمامها مبهوراً كفنان وروائى وقصاص، لأن فيها إعجازات فنية غير موجودة فى سور القصص الأخرى فى القرآن الكريم، التى تتضمن أحسن القصص»، ووصفها بأنها «إعجاز فنى سبق حتى تجديد الرواية والقصة فى القرن العشرين فى أوروبا».

واستطرد الروائي الكبير بقوله: «من مظاهر الإعجاز القصصى فى السورة، استخدام ضمير المتكلم وضمير الغائب، والتنقل من الماضي إلى الحاضر إلى المستقبل، وتعدد الأزمنة، وتعدد الأمكنة، والاقتراب من الممنوع في (هيت لك)، وأن يصف الكتاب المقدس للمسلمين حال امرأة ترغب فى رجل».

وأضاف أن «السورة قمة الإعجاز الفني من حيث القصص، وهناك العديد من الكتب التى صدرت عن القصص في القرآن الكريم، تتوقف طويلاً أمام هذه السورة».

يعود «القعيد» بذاكرته إلى مراحل التكوين الأولى في قريته، قائلاً: «فى طفولتى المبكرة حفظت القرآن، وفى صباى كنت أذهب إلى الكنيسة، فى البداية مفتونا بأشجار (دقن الباشا) المزروع حول الكنيسة من كل ناحية، الذي كان يشيع في الجو رائحة جميلة، وكنت أسمع الصلوات».

وأضاف: «كان في قريتنا كنيسة، وهو شيء نادر في الريف المصري، أن تكون في القرية مساجد وأيضا كنائس، رغم أن عدد المسيحيين فى قريتنا لم يكن كبيرا، وكنت أحب الذهاب لأعرف الاختلاف بين الأديان، ومن يقرأ رواياتي يكتشف أن القرآن الكريم وكذلك الإنجيل، لهما حضور واضح، ويوجد أبطال مسيحيون في الكثير من رواياتي».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: يوسف القعيد القرآن الكريم سورة يوسف قصص القرآن القرآن الکریم إلى أن

إقرأ أيضاً:

سلطة إقليم البترا تحتفي بعيد الاستقلال التاسع والسبعين باحتفالية وطنية مميزة في القرية الثقافية النبطية

صراحة نيوز ـ احتفلت سلطة إقليم البترا التنموي السياحي، اليوم الجمعة بعيد الاستقلال التاسع والسبعين للمملكة الأردنية الهاشمية في فعالية وطنية كبرى أقيمت تحت رعاية رئيس مجلس النواب أحمد الصفدي، وبحضور رئيس مجلس مفوضي سلطة إقليم البترا الدكتور فارس البريزات، وعدد من أصحاب السعادة النواب والمسؤولين الرسميين، وعدد من أبناء المجتمع المحلي والزوار.

واستُهلت الفعالية بعرض جوي مهيب قدمته “صقور الأردن الملكية”، أذهل الحضور بعروضه في سماء البترا، حاملاً رسائل الفخر والاعتزاز بالوطن وقائده جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، وتجسيداً لقوة وعزيمة أبناء القوات المسلحة الأردنية.

وعبّر راعي الحفل رئيس مجلس النواب أحمد الصفدي، عن فخره واعتزازه بمشاركة أبناء البترا في هذه المناسبة الوطنية الغالية، مشيداً بالدور المحوري للمنطقة وأبنائها في دعم مسيرة التنمية والسياحة الوطنية، ومؤكداً أهمية استمرار العمل المشترك لتعزيز مكانة الأردن على كافة الصعد.

وفي كلمته خلال الحفل أكد الدكتور فارس البريزات أن احتفال البترا بعيد الاستقلال هو تعبير صادق عن الولاء والانتماء للوطن وقيادته، مشيراً إلى أن هذه المناسبة العزيزة تجسد وحدة الأردنيين والتفافهم حول الراية الهاشمية، وتعكس استمرار مسيرة البناء والتنمية التي أرساها الهاشميون منذ فجر الاستقلال.

وأعرب النائب يوسف الرواضية عن فخره واعتزازه بهذه المناسبة الوطنية الغالية التي تُجسد معاني العزة والسيادة والكرامة، وتعكس المسيرة المباركة التي قادها الهاشميون في بناء الدولة الأردنية الحديثة، مُشيداً بالدور الذي تقوم به سلطة إقليم البترا في تنظيم هذا الحدث الوطني الكبير مثمناً جهود رئيس مجلس المفوضين الدكتور فارس البريزات وكوادر السلطة في تعزيز روح الانتماء والولاء، وإبراز المكانة التاريخية والثقافية للبترا كرمز من رموز الهوية الأردنية.

وتخللت الاحتفالية فقرات شعرية وطنية متميزة، قدمها كوكبة من الشعراء الأردنيين، حيث أبدع الشاعر عبدالله السعيدات بقصائده التي تغنت بحب الوطن وقيادته، كما شاركت الشاعرة مرام البدول والشاعر عبدالله العمارين بقصائد مؤثرة لامست وجدان الحضور، وعبّرت عن الاعتزاز بالاستقلال والوطن والعائلة الهاشمية.

كما قدمت موسيقات الأمن العام معزوفات وطنية أطربت الحضور وأضفت أجواءً من الفرح والبهجة، تبعها عروض فنية فلكلورية قدمتها فرقة الراجف وفرقة وادي موسى، والتي عكست التنوع الثقافي والثراء الفني الذي تزخر به منطقة البترا.

وفي لفتة وفاء وتقدير قامت السلطة بتكريم عدد من أبناء المنطقة تحت عنوان “فخر البترا”، والذين كان لهم بصمات متميزة في مجالات متعددة أسهمت في خدمة المجتمع المحلي وتعزيز صورة البترا على المستويين الوطني والدولي، وتطوير العملية السياحية وتنظيم الموقع الأثري في البترا.

ونظّمت سلطة إقليم البترا زيارة للوفد النيابي إلى قرية “إلجي” ومركز شقيلة، بهدف الاطلاع على الجهود المبذولة في تطوير الصناعات الحرفية والمشغولات اليدوية المحلية، وتعزيز حضور علامة “صنع في البترا” كبديل للمنتجات المستوردة، بما يسهم في دعم المجتمعات المحلية وتحفيز الاقتصاد في المنطقة.

كما اطّلع الوفد خلال الزيارة على النسخة المطوّرة من برنامج “البترا في الليل”، الذي شهد إدخال تقنيات حديثة أسهمت في تعزيز تجربة الزوار وإثراء المضمون الثقافي والسياحي للفعالية.

وأعرب أعضاء الوفد عن إعجابهم بالتطورات اللافتة التي شهدها برنامج “البترا في الليل”، مشيدين بجهود سلطة إقليم البترا في دعم الحرف المحلية والترويج لها كمنتج وطني يعكس هوية المنطقة الثقافية، ويسهم في الحد من الاعتماد على المشغولات المستوردة.

مقالات مشابهة

  • ساكو: عودة المهجّرين إلى العراق ولبنان تبدأ بتوحيد الصفوف وتعزيز دور الكنيسة
  • البشير والنذير في القرآن الكريم
  • لودفيغ تيك والموروث الشعبي.. من الحكايات إلى الأدب
  • إنشا “متحف القراء” بإذاعة القرآن الكريم ليضم مقتنيات وتسجيلات ووثائق
  • القرآن الكريم والحديث.. انطلاق امتحانات الثانوية الأزهرية 2025 للشعبة الأدبية
  • المفتي: التمسك بأحكام وحدود القرآن الكريم سبيلنا للحفاظ على الأمن الروحي والاجتماعي
  • سلطة إقليم البترا تحتفي بعيد الاستقلال التاسع والسبعين باحتفالية وطنية مميزة في القرية الثقافية النبطية
  • بكري: مصر تحترم الأديان.. وإغلاق دير سانت كاترين شائعة
  • مفتي الجمهورية يكرم حفظة القرآن الكريم بمحافظة الشرقية.. صور
  • مفتى الجمهورية يشهد حفل تكريم حفظة القرآن الكريم بقرية أم الزين بالشرقية