تكاليف «ليلة الدخلة » ديون لا تنتهى
تاريخ النشر: 11th, April 2024 GMT
عادات الزواج فى مصر ليست مقصورة على العادات المصرية الخالصة مثل تجهيزات منزل الزوجية المبالغ فيها، ولا الهدايا الباهظة لوالدة الزوج وأسرته فقط، إنما هناك عادات سيئة أخرى تم استيرادها من الخارج مرتبطة بالفرح ومستلزماته من فستان غالٍ وميكب ارتيست بدلاً من الكوافير المعتاد وفوتو سيشن يتم تصويره فى مكان خارجى بدلاً من استديو التصوير المعتاد أيضاً، هذا بخلاف ليلة الحنة التى تحول لعرض فنى كبير تتم إقامته قبل الزواج بعدة أيام، لتتحول أفراحنا إلى مزيج صاخب من التكاليف الباهظة، وكلها مظاهر يمكن الاستغناء عنها
فقبل الزواج بعدة أشهر يبدأ العروسان فى التجهيز لليلة العمر، وذلك بحجز قاعة الفرح وما تتطلبه من حجز الميكب آرتيست، والفوتو سيشن أو موقع التصوير الذى سيلتقط فيه العروسان صور زفافهما، وقبل الفرح بيومين أو أكثر يتم تحديد موعد ليلة الحنة التى تحولت إلى فرح مصغر، وعرض فنى كبير، وأصبحت تكاليفها باهظة جداً، حيث يتم تأجير فرقة للحنة وإعداد العديد من الأطقم التى ترتديها العروس لتقدم عرض أمام أقاربها وأصدقائها وأهل زوجها من الفتيات، وهناك عرائس يقمن بتأجير قاعة بآلاف الجنيهات لإحياء هذه الليلة.
وفى القرى اعتاد الأهالى على إحياء ليلة الحنة بالذبائح وتجهيز الطعام والفراشة فى الشارع والسهر حتى الصباح، وهو أمر يتكلف فى بعض الأحيان مئات الألوف، حيث تتم دعوة كل أهالى القرية لتناول الطعام، وفى بعض القرى لا يقتصر الأمر على الذبائح والطعام المبالغ فيه فقط بل يحضرون «مادة الحشيش المخدرة» لتوزيعها على الحاضرين، وغالباً ما تنتهى هذه الليلة بمشاجرة بسبب «المساطيل».
ورغم التكاليف الباهظة إلا أن هناك عدداً كبيراً من سكان الريف يصرون على إحياء هذه الليلة بهذا الشكل للتباهى أمام جيرانهم وأقاربهم، بالإضافة إلى «لم النقطة» أسوة بما شاهدناه فى فيلم «الفرح».
فستان الزفاف ومستلزماته
تحلم كل فتاة منذ نعومة أظافرها بفستان الزفاف ويكبر حلمها مع مرور الأيام، ولكن تحول هذا الحلم المشروع لكابوس لكثير من الشباب بعد إصرار أغلب العرائس على شراء أو تفصيل فساتين مبالغ فى أسعارها، حيث يتراوح سعر الفستان بين 10 و20 ألف جنيه فى المتوسط، وتأجيره لا يقل عن 5 آلاف جنيه، وهو ما يزيد الضغط على العريس، فضلاً عن المكيب أرتيست الذى يحصل أو تحصل على ما يتراوح بين 5 و10 آلاف جنيه، من أجل فرح لا يستمر سوى ساعات قليلة، الغريب أن الميكب آرتيست يقتصر دورها أو دوره على تجميل العروس فقط، بينما يقوم الكوافير بعمل الشعر، وإذا كانت العروس محجبة تقوم ثالثة متخصصة بلف الطرحة مقابل مبلغ مالى آخر، وكل هذه الأمور من تكاليف الزواج بشكل مبالغ فيه.
«السيشن» وقاعة الزفاف
وبعد ان كان التصوير يتم فى استوديوهات التصوير العادية والمنتشرة فى كل أحياء مصر، تغير الأمر الآن وأصبحت هناك اماكن للتصوير تعرف بالفوتو سيشن، حيث يتم اصطحاب مصور متخصص فى عمل الفوتو سيشن مقابل مبلغ مالى يتراوح بين ألف إلى ثلاثة آلاف جنيه، وقد يكون هذا السيشن فى أحد القصور التاريخية أو الأثرية، أو يكون فى مكان مخصص لهذا الغرض تم إنشاؤه على النيل أو فى أحد الأماكن الأخرى المعروفة للمصورين والمقبلين على الزواج أيضاً.
أما القاعات التى يتم الاحتفال بالزفاف أو الخطوبة بها، فقد ارتفعت تكاليف حجزها أيضاً خاصة مع دخول موسم العيد ومع ارتفاع الأسعار، ورغم ذلك يتمسك العديد من العرسان والأسر بالاحتفال فى هذه القاعات، ومنهم من يحرص على إعداد كميات كبيرة من الطعام للتباهى أمام الناس، رغم علم الجميع أن هذه كلها مجرد بدع لا أهمية لها سوى التباهى وتقليد الأخرى، والغريب فى الأمر أن البعض يلجأ للاستدانة لتوفير هذه التكاليف حتى لا يكون أقل من نظرائه، وقد تكون النتيجة عجزه عن السداد وبالتالى السجن.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حنة ميكب أرتيست ليلة الدخلة
إقرأ أيضاً:
"لافتة من المدرجات هزّت العالم".. غزة تحضر في ليلة التتويج الأوروبي
شهد نهائي دوري أبطال أوروبا حضوراً لافتاً لغزة، حيث رفعت جماهير باريس سان جيرمان لافتة ضخمة تطالب بوقف "الإبادة الجماعية" في القطاع، في مشهد أثار تفاعلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي. اعلان
حضرت غزة بقوّة في المشهد الختامي لدوري أبطال أوروبا، إذ تصدّرت صور ومقاطع فيديو لجماهير نادي باريس سان جيرمان الفرنسي منصات التواصل الاجتماعي، إثر رفعهم لافتة ضخمة كُتب عليها "أوقفوا الإبادة الجماعية في غزة"، خلال المباراة النهائية ضد إنتر ميلان الإيطالي، التي استضافها ملعب أليانز أرينا في ألمانيا.
اللافتة، التي رفعتها الجماهير الباريسية في حدث رياضي يحظى بمتابعة عالمية واسعة، أثارت تفاعلاً كبيراً على الإنترنت، واعتبرها ناشطون تعبيراً مؤثراً عن التضامن مع الفلسطينيين في قطاع غزة، تزامناً مع تتويج باريس سان جيرمان بلقبه الأوروبي الأول بعد فوز ساحق بنتيجة خمسة أهداف دون مقابل.
ورأى عدد من المعلقين أن المشهد حمل دلالة رمزية لافتة، إذ اقترن الإنجاز الكروي برسالة إنسانية قوية. واعتبر مغردون أن "صوت غزة بلغت أصداؤه أهم مباراة على وجه الأرض"، مؤكدين أن التعبير عن القضايا العادلة لم يعد حكراً على المنابر السياسية، بل باتت المدرجات الرياضية ساحة لرفع الوعي والمناصرة.
Related"ممارسات غير إنسانية".. الأصوات المعارضة للحرب على غزة تعلو في صفوف الجيش الإسرائيليفي مهمة لـ "كسر الحصار".. الناشطة البيئية غريتا تونبرغ تبحر نحو غزةفي قلب لشبونة... ألعاب وملابس أطفال تجسّد مأساة أطفال غزةفي المقابل، حذّر آخرون من الاكتفاء بالرمزية، مشددين على أن التضامن الحقيقي يجب أن يُترجم إلى مواقف ضاغطة تنهي الحرب المستمرة في القطاع منذ أكثر من ستمئة يوم. وأشاروا إلى ما وصفوه بـ"الصمت العربي المطبق"، في مقابل ما اعتبروه مواقف أكثر جرأة في بعض المدرجات الغربية.
منصات إعلامية وحقوقية عدّة أشادت بما وصفته بـ"الموقف الجماهيري الشجاع في وجه الوحشية"، معتبرة أن هذه المبادرات تحمل بعداً أخلاقياً يعكس انحيازاً لقيم العدالة والإنسانية.
يأتي هذا في وقت تستمر فيه التحذيرات الدولية من تفاقم الكارثة الإنسانية في غزة، وسط حصار خانق ونقص حاد في الغذاء والماء والدواء، في ظل العمليات العسكرية التي أعقبت هجوم حركة حماس على جنوب إسرائيلفي السابع من أكتوبر 2023، والذي أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واختطاف 251 آخرين، لا يزال 58 منهم محتجزين، وفق التقديرات الإسرائيلية.
وتُبرّر الحكومة الإسرائيلية استمرار الحصار بأنه وسيلة للضغط على حركة حماس من أجل إطلاق سراح الرهائن، بينما تتواصل الحملة العسكرية التي خلّفت، وفق بيانات وزارة الصحة في غزة، أكثر من 52 ألف قتيل، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى دمار واسع ونزوح الغالبية العظمى من سكان القطاع.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة