مقال للأديبة الجزائرية:-أحلام مستغانمي ..
تاريخ النشر: 12th, April 2024 GMT
بقلم : سمير عبيد
تقول:
وصلتُ إلى بيروت في بداية التسعينات، في توقيت وصول الشاب الجزائري( خالد ) إلى النجوميّة العالميّة.
أُغنية واحدة قذفت به إلى المجد كانت أغنية “دي دي واه” شاغلة الناس ليلاً ونهاراً.
على موسيقاها تُقام الأعراس، وتُقدَّم عروض الأزياء، وعلى إيقاعها ترقص بيروت ليلاً، وتذهب إلى مشاغلها صباحاً.
كنت قادمة لتوِّي من باريس، وفي حوزتي كتاب “الجسد”، أربعمائة صفحة، قضيت أربع سنوات من عمري في كتابته جملة جملة، محاوِلة ما استطعت تضمينه نصف قرن من التاريخ النضالي للجزائر، إنقاذاً لماضينا، ورغبة في تعريف العالم العربي إلى أمجادنا وأوجاعنا.
لكنني ما كنت أُعلن عن هويتي إلاّ ويُجاملني أحدهم قائلاً: “آه.. أنتِ من بلاد الشاب خالد!”،
هذا الرجل الذي يضع قرطاً في أذنه، ويظهر في التلفزيون الفرنسي برفقة كلبه، ولا جواب له عن أي سؤال سوى الضحك الغبيّ؟
أصبح هو رمزا للجزائر
العجيب أن كل من يقابلني ويعرف أنني من بلد الشاب خالد فوراً يصبح السؤال، ما معنى عِبَارة “دي دي واه” ؟ ، وعندما أعترف بعدم فهمي أنا أيضاً معناها، يتحسَّر سائلي على قَدَر الجزائر، التي بسبب الاستعمار، لا تفهم اللغة العربية!
وبعد أن أتعبني الجواب عن “فزّورة” (دي دي واه)، وقضيت زمناً طويلاً أعتذر للأصدقاء والغرباء وسائقي التاكسي، وعامل محطة البنزين المصري، عن جهلي وأُميتي، قررت ألاّ أفصح عن هويتي الجزائرية، كي أرتاح.
الحقيقة أنني لم أحزن أن مطرباً بكلمتين، أو بأغنية من حرفين، حقق مجداً ومكاسب، لا يحققها أي كاتب عربي نذر عمره للكلمات، بقدر ما أحزنني أنني جئت المشرق في الزمن الخطأ.
ففي الخمسينات، كان الجزائري يُنسبُ إلى بلد الأمير عبد القادر، وفي الستينات إلى بلد أحمد بن بلّة وجميلة بو حيرد، وبن باديس،
وفي السبعينات إلى بلد هواري بومدين والمليون شهيد …
واليوم يُنسب العربي إلى مطربيه، إلى الْمُغنِّي الذي يمثله في “ستار أكاديمي”.
وقلت لنفسي مازحة، لو عاودت إسرائيل اليوم اجتياح لبنان أو غزو مصر، لَمَا وجدنا أمامنا من سبيل لتعبئة الشباب واستنفار مشاعرهم الوطنية، سوى بث نداءات ورسائل على الفضائيات الغنائية، أن دافعوا عن وطن هيفاء وهبي وإليسا ونانسي عجرم أو مروى وروبي وأخواتهن …. فلا أرى أسماء غير هذه لشحذ الهمم ولمّ الحشود.
وليس واللّه في الأمر نكتة. فمنذ أربع سنوات خرج الأسير المصري محمود السواركة من المعتقلات الإسرائيلية، التي قضى فيها اثنتين وعشرين سنة، حتى استحق لقب أقدم أسير مصري، ولم يجد الرجل أحداً في انتظاره من “الجماهير” التي ناضل من أجلها، ولا استحق خبر إطلاق سراحه أكثر من مربّع في جريدة، بينما اضطر مسئولو الأمن في مطار القاهرة إلى تهريب نجم “ستار أكاديمي” محمد عطيّة بعد وقوع جرحى جرّاء تَدَافُع مئات الشبّان والشابّات، الذين ظلُّوا يترددون على المطار مع كل موعد لوصول طائرة من بيروت.
في أوطان كانت تُنسب إلى الأبطال، وغَدَت تُنسب إلى الصبيان، قرأنا أنّ محمد خلاوي، الطالب السابق في “ستار أكاديمي”، ظلَّ لأسابيع لا يمشي إلاّ محاطاً بخمسة حراس لا يفارقونه أبداً .. ربما أخذ الولد مأخذ الجد لقب “الزعيم” الذي أطلقه زملاؤه عليه!
ولقد تعرّفت إلى الغالية المناضلة الكبيرة جميلة بوحيرد في رحلة بين الجزائر وفرنسا، وكانت تسافر على الدرجة الاقتصادية، مُحمَّلة بما تحمله أُمٌّ من مؤونة غذائية لابنها الوحيد، وشعرت بالخجل، لأن مثلها لا يسافر على الدرجة الأُولى، بينما يفاخر فرخ وُلد لتوّه على بلاتوهات “ستار أكاديمي”، بأنه لا يتنقّل إلاّ بطائرة حكوميّة خاصة، وُضِعَت تحت تصرّفه، لأنه رفع اسم بلده عالياً!
هنيئا للأمة العربية
هنيئا لأمة رسول الله
إنا لله وإنا إليه راجعون..”.
فهمت الان ياولدي لماذا قلت لاتكبر؟!
فمصرٌ لم تعٌد مصراَ
وتونس لم تعد خضرا
وبغدادٌ هي الأٌخرى
تذوق خيانة العسكر.
وإن تسأل عن الاقصى
فإن جراحهم اقسى
بني صهيون تقتلهم
ومصرٌ تغلق المعبر..
وحتى الشام ياولدي
تموت بحسرةٍ اكبر
هنالك لوترى حلبا
فحق الطفل قد سٌلِبا
وعرِض فتاةُ يٌغتصبا
ونصف الشعب في المهجر.
صغيري انني ارجوك
نعم أرجوك لاتكبر
—- منقول ——- سمير عبيد
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات ستار أکادیمی
إقرأ أيضاً:
أكاديمي سعودي: إسرائيل ترفض السلام وتحتكر النووي بدعم غربي
اعتبر الدكتور خالد الدخيل، أستاذ العلوم السياسية في الجامعات السعودية، أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في المنطقة، بل في العالم، التي ترفض صراحة خيار السلام، ولم تتقدم بمبادرة واحدة منذ تأسيسها عام 1948، رغم رفضها الموثّق لأربع مبادرات سلام عربية صدرت عن قمم رسمية متعاقبة.
وقال الدخيل في سلسلة تدوينات ناقدة عبر حسابه على منصة "إكس"، إن الخطاب الإسرائيلي بشأن "الحرص على السلام" لا يعدو كونه واجهة دعائية، متسائلًا عن سبب تجاهل تل أبيب، ومعها واشنطن والغرب، لمبدأ نزع السلاح النووي الشامل في المنطقة، والإصرار على استثناء إسرائيل من أي التزامات بهذا الشأن.
تذكر دائما أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في المنطقة، بل في العالم، التي ترفض فكرة السلام .. وخيار السلام. على العكس تماما مما تردده قيادات إسرائيل وإعلامها. رفضت أربع مبادرات سلام عربية صادقت عليها أربع قمم عربية. ولم تتقدم إسرائيل منذ إنشائها حتى هذه اللحظة بمبادرة سلام واحدة… — خالد الدخيل (@kdriyadh) June 15, 2025
"إسرائيل أكثر دولة استخدمت الحرب وادّعت السعي للسلام"
وشكّك الدخيل في الدوافع الحقيقية للسياسات الإسرائيلية، قائلًا: "ظلت إسرائيل منذ 1948 تدّعي أنها دولة صغيرة الحجم جغرافيًا وديمغرافيًا، وأنها تميل للسلام... لكن لماذا إذن رفضت أربع مبادرات سلام عربية؟ ولماذا لم تقدم حتى الآن مبادرة واحدة؟"
وأشار إلى أن تل أبيب تعمد إلى استخدام القوة كأداة أساسية للسيطرة الإقليمية، ما يتناقض تمامًا مع مزاعمها المتكررة حول "التوجه السلمي"، مؤكدًا أنها "أكثر دولة في المنطقة استخدمت الحرب كوسيلة للنفوذ والهيمنة".
إسرائيل هي الدولة الوحيدة التي ترفض فكرة وخيار السلام في الشرق الأوسط. منذ تأسيسها سنة ١٩٤٨ لم تتقدم بمبادرة سلام واحدة حتى هذه اللحظة. رفضت جميع مبادرات السلام العربية الأربع منذ مبادرة السلام العربية في قمة الرباط حتى قمة بيروت العربية عام ٢٠٠٢ وما تلا ذلك. بعبارة أخرى، إسرائيل… — خالد الدخيل (@kdriyadh) June 15, 2025
إسرائيل ترفض السلام لأنها ترفض فلسطين
وحول أسباب الرفض الإسرائيلي المتكرر لأي خيار سلمي حقيقي، قال الدكتور الدخيل إن إسرائيل ترفض حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم من الأساس، وترى أن "وقت الإفصاح عن مفهومها للسلام لم يحن بعد"، معتبرًا أن هذا يعني عمليًا "أن طموحاتها التوسعية لم تكتمل بعد".
وأضاف: "إسرائيل لا ترفض فقط المبادرات العربية، بل ترفض تقديم مبادرة تمثل موقفها بوضوح، لأنها تدرك أن الكشف عن هذا المفهوم سيفضح طبيعتها كدولة احتلال ورفض".
عن السلاح النووي.. لماذا يُسمح لإسرائيل فقط؟
وفي تغريدة لافتة، تساءل الدخيل عن ازدواجية المعايير الغربية في ملف التسلح النووي، قائلًا: "الولايات المتحدة والغرب لا يقبلون سلاحًا نوويًا في المنطقة إلا لدى إسرائيل؟ وبكل صفاقة يجاهرون بذلك."
وانتقد بشدة المنطق الغربي الذي يربط الأمن بالاحتكار النووي الإسرائيلي، داعيًا إلى إقامة منطقة خالية من السلاح النووي في الشرق الأوسط بلا استثناء لأي دولة.
لماذا ترفض إسرائيل خيار السلام في المنطقة؟ لأنها أولا ترفض حق الفلسطينيين في دولة لهم في فلسطين. ثانيا ترفض خيار السلام المطروح عربيا ودوليا لأنها لا تريد الإفصاح عن مفهومها للسلام. ترى أن وقت الإفصاح عن هذا الخيار والمفهوم للسلام في المنطقة لم يحن بعد!! لماذا لم يحن؟ لأن طموحات… — خالد الدخيل (@kdriyadh) June 15, 2025
الضعف العربي سبب العدوانية الإسرائيلية
واعتبر الدكتور الدخيل أن السياسة الخارجية العدوانية لإسرائيل تجد أساسها في الضعف البنيوي السياسي والعسكري لدى الدول العربية، مشيرًا إلى أن هذا الضعف دفع العرب إلى الركون لموازين القوى المفروضة، دون أي محاولة جادة لتغيير قواعد اللعبة.
كما انتقد استمرار الدعم الغربي "اللامحدود" لإسرائيل، سياسيًا وعسكريًا، دون أي التزامات بالمحاسبة أو التوازن في السياسات، مؤكدًا أن ذلك الدعم هو الركيزة الأساسية التي تمنح تل أبيب القدرة على تجاوز القانون الدولي دون تكلفة.
دعوة لمواجهة منطق الاحتلال بالقوة والمنطق معًا
واختتم الدخيل تحليلاته بالتأكيد على أن الاستمرار في تكرار مقولات السلام دون مساءلة الطرف الذي يرفضه، يعيد إنتاج الفشل، داعيًا الدول العربية إلى موقف سياسي موحد يربط بين السلام الحقيقي وحقوق الشعوب، وبين نزع السلاح والعدالة، لا الاحتلال والتفوق المفروض.