"مترونوم”.. حين يُعيد الزمن عزف الحلم المؤجل
تاريخ النشر: 15th, October 2025 GMT
عن حلم رقم 25 من المجموعة القصصية أحلام فترة النقاهة للأديب نجيب محفوظ ، مشروع تخرج مدرسة الجيزويت الثقافية – مشروع تخرج 2024 / 2025 ، قدّم المخرج الشاب أحمد عبد الكريم في فيلمه القصير “مترونوم” معالجة سينمائية حسّاسة لحلم من أحلام الأديب العالمي نجيب محفوظ، حيث ينطلق من الحلم الخامس والعشرين في مجموعة أحلام فترة النقاهة، ليصنع منه عالمًا بصريًا شاعريًا يعبّر عن الزمن، والاختيار، والندم، والذاكرة.
تبدأ أحداث الفيلم بلقطة هادئة على شاطئ بحر الإسكندرية، حيث تجلس فتاة وشاب في لحظة مواجهة صامتة، تنهيها الفتاة بكلمة واحدة تقول له: “قرّر… أو انصرف” ، تلك الجملة البسيطة تختصر علاقتهما المضطربة، والعجز عن اتخاذ قرار واضح بين البقاء أو الرحيل، الحب أو النهاية.
تمر السنوات، وننتقل إلى معهد الموسيقى بالإسكندرية، حيث يظهر البطل وهو يدخل المكان ليجد الفتاة من جديد، تعزف على البيانو بنضج وهدوء مختلفين عن الماضي. في تلك اللحظة، تمتزج الذاكرة بالخيال، فيتخيل نفسه يعزف معها في تناغم موسيقي يعيد للحظة القديمة حياتها الضائعة.
بعد خروجه من المقابلة، يذهب إلى أحد المقاهي بحثًا عنها. هناك، في صمت طويل ومعلق بينهما، يدخل فجأة ابنتها الصغيرة ثم زوجها الذي لا نراه إلا من انعكاسه في مرآة الكافيه، في لقطة رمزية مؤثرة عن الفقد ومرور الزمن، وعن كيف يمكن للحب القديم أن يبقى مجرد صدى لا يُلمس.
ينتهي الفيلم بلقطة دائرية قوية: البطل يكرر نفس اليوم الذي ابتعدت فيه عنه، وكأن الزمن عاد ليعاقبه على التردد، أو ليُثبت أن بعض القرارات إن لم تُتخذ في وقتها، تُصبح بلا معنى.
يتميز فيلم مترونوم بلغة بصرية دقيقة تعكس وعي المخرج بعناصر التكوين والإيقاع.
تتحرك الكاميرا ببطء وهدوء محسوب، كما لو كانت تسير على نبض “مترونوم” موسيقي يضبط إيقاع الحكاية، ليصبح الإيقاع السمعي والبصري معًا مرآةً لحالة التردد والانتظار التي يعيشها البطل.
اعتمد المخرج على الإضاءة الطبيعية لخلق إحساس بالواقعية في المشاهد الأولى على البحر، بينما استخدم ظلالًا وانعكاسات في مشاهد المقهى لتأكيد فكرة “الانعكاس الزمني” وازدواجية الماضي والحاضر.
اختيار أن يظل وجه الزوج غير ظاهر، والاكتفاء بانعكاسه في المرآة، كان تفصيلاً رمزيًا ذكيًا يُبرز فكرة الغياب والحضور المعكوس في حياة البطل.
أما الموسيقى فكانت جزءًا أساسيًا من بنية الفيلم، ليست خلفية فقط، بل شخصية سردية تعكس المشاعر المتناقضة بين الحنين والفقد، وتعيد الربط بين زمنين يفصل بينهما عمر من الصمت ، بهذا المزج بين الأدب والفلسفة والصورة، استطاع أحمد عبد الكريم أن يقدّم تجربة تخرج ناضجة بصريًا وإنسانيًا، تؤكد وعيه بجوهر الحلم المحفوظي، وقدرته على تحويله إلى لغة سينما حديثة تتحدث بصوت الشباب وتحتفظ بروح الكلاسيكيات.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: نجيب محفوظ الفن
إقرأ أيضاً:
زوال الكرب قريبا.. تفسير رؤيا «النهار مظلم» في المنام لابن سيرين
تثير رؤية النهار وهو مظلم قلق كثير من النائمين، فالنهار بطبيعته رمز للنور واليقظة، عندما يراه صاحب الحلم معتمًا يتولد شعور بالخوف والحيرة، لذا تزداد التساؤلات عن تفسير رؤيا النهار مظلم في المنام.
يعتمد ابن سيرين في تفسيره على ربط الرموز بحالة الرائي وظروفه، ومن تفسيرات ابن سيرين الممكنة لرؤية النهار مظلمًا، التالي:
- قد تدل الرؤية على الهمّ أو الحزن أو وقوع مكروه مؤقت في حياة الرائي، خصوصًا إذا صاحب الحلم شعور بالخوف أو الضياع.
- إذا رآه صاحب حلمٌ يُعني بمركز قيادي أو مكانة اجتماعية، فقد يشير الظلام نهارًا إلى انحراف في الحقّ أو فتنة تنتشر في محيطه أو في أمور تُشغل باله.
- أما إن انقشع الظلام ورجع النور ثم استقر النهار مضيئًا، فذلك تفسيره عادةً بشارة بانفراج الهمّ وزوال الكرب، وبداية مرحلة تحسن واستقرار إن شاء الله.
- ابن سيرين يربط كذلك الشكوى من «ظلمة النهار» أحيانًا بـضعف البصيرة أو الانقياد وراء شهوات ومظاهر تغيب الحقيقة، فيحمل الحلم معنى دعوة للتأمل وتصويب المسار.
تفسير النابلسي- يرى النابلسي أن الظلام في النهار إشارة إلى تغير الأحوال، قد يكون ابتلاءً يقابلُه رِزق أو أصلاح إذا بادر الرائي بالتوبة والعمل الصالح.
تفسير ابن شاهينويفسر ابن شاهين، أن الظلام في النهار يمكن أن يدلّ على خسارةً أو فشلًا مؤقتًا في أمر مادي أو معنوي، لكنه يؤكد أن ظهور النور بعد ذلك يدل على رجوع الحقوق أو تعويضٍ للرائي.
اختلاف الدلالة بحسب تفاصيل الحلمتؤثر أمور بسيطة في تغيير معنى الرؤيا بشكل جذري، من أهمها:
شعور الرائي في الحلم: الخوف والاضطراب يقرّبان معنى الرؤيا إلى الهمّ والبلاء، أما السكينة أو عدم الاكتراث فقد يخففان من شدة التفسير.
هل كان الظلام عاماً أم جزئياً؟ ظلام جزئي «غبار-ضباب» قد يدلّ على عوائق عابرة، أما ظلام تامّ فقد يشير لمحنة أكبر.
نجاة الرائي أو تعرضه للضياع؟ من نجَح في الخروج من الظلام أو وُجد نور فقد تكون إشارة إلى النجاة والفرج.
عمر وجنس الرائي وموقفه الاجتماعي: يختلف التفسير بحسب ظروفه، الشاب، المتزوّج، التاجر، الموظف، لكل منهم سياق يغيّر معنى الرؤيا.
اقرأ أيضاًتفسير رؤيا «الصلاة في المقابر» بالمنام لابن سيرين
تفسير رؤيا «بابا في السماء يخرج منه طيرا» في المنام لابن سيرين
تفسير رؤيا «الطلاق ثم الزواج» لابن سيرين