الحرة:
2025-07-31@15:24:29 GMT

فورين أفيرز: الشرق الأوسط غارق في المخدرات

تاريخ النشر: 12th, April 2024 GMT

فورين أفيرز: الشرق الأوسط غارق في المخدرات

أصبحت منطقة الشرق الأوسط خلال العقد الماضي، "غارقة في مخدر الكبتاغون" المكون من "الأمفيتامينات والكافيين"، حسب مجلة "فورين أفيرز" الأميركية، التي تحذر من استمرار تنامي تجارة المخدرات في المنطقة بما يخدم الجماعات الإرهابية.

وتقول المجلة في تقرير لها، إن "انتشار الكبتاغون ازداد بشكل كبير، خاصةً في السعودية والإمارات، ليُصبح المخدر المفضل للعمال لدرء الجوع والنوم، نظرا لسعره الرخيص وتوفره بكثرة مقارنة بالمشروبات الكحولية".

وتعد سوريا المصدر الرئيسي لإنتاج "الكبتاغون" في العالم، "حيث يُشكل هذا المخدر مصدرا مهما للدخل بالنسبة لنظام بشار الأسد، إذ يتم تهريبه إلى دول الخليج عن طريق الميليشيات المرتبطة بإيران، والتجار في لبنان وتركيا"، وفق المجلة.

ورقة "الكبتاغون" الخطرة.. ماذا يريد الأسد؟ وكيف يرد الغرب ودول عربية؟ يسعى الرئيس السوري، بشار الأسد، إلى تخفيف العقوبات المفروضة على نظامه على خلفية الحرب الأهلية الدائرة، منذ عام 2011، من أجل التعاون في محاربة تجارة الكبتاغون، "المخدر الذي يصنع في سوريا ويثير قلق العالم العربي"، وفق صحيفة نيويورك تايمز "الكبتاغون" يغذي العنف بالمنطقة

وحسب "فورين أفيرز"، فإن "تجارة الكبتاغون تغذي العنف في الشرق الأوسط، وتعتبر مصدر تمويل لجماعات إرهابية"، مشيرة إلى أن المخدر بدأ في الانتشار في العقد الأول من القرن الحالي من قبل التجار اللبنانيين والأتراك، قبل أن ينتقل الإنتاج إلى سوريا في عام 2014.

و"الكبتاغون" الذي تم تطويره في ستينيات القرن الماضي كدواء لعلاج الاكتئاب والخدار (نوبات النعاس المفاجئة)، قبل أن يحظر بحلول الثمانينيات، بسبب الإدمان والآثار الجانبية الخطيرة، انتعشت صناعته في سوريا بين مجموعة كبيرة من الكيميائيين العاطلين عن العمل، حيث عززت الحرب الأهلية من الفوضى، وفق "فورين أفيرز".

وحسب المجلة، فإنه في أعقاب سيطرة جماعات إرهابية على مساحات من سوريا، من بينها تنظيم "داعش" وجبهة النصرة، فقد عززت من إنتاج وبيع "الكبتاغون" لجمع الأموال، كما تناوله مقاتلو تلك الجماعات الإرهابية للبقاء مستيقظين واكتساب شعور الشجاعة، حيث يتم وصف المخدر بـ"كابتن الشجاعة".

لكن في نهاية المطاف، "تمكن نظام بشار الأسد من التغلب على الجماعات المتشددة، وبدلا من القضاء على إنتاج المخدرات، تولت الحكومة المسؤولية، خصوصا بعد عزل النظام بسبب العقوبات الدولية"، وفق "فورين أفيرز".

"كوكايين الفقراء" في الشرق الأوسط يثير مخاوف أوروبا يتخوف القادة الأوروبيون من أن تتسبب حملات ملاحقة مروجي أقراص الكبتاغون عبر الحدود في الشرق الأوسط، إلى انتقال بضاعتهم إلى أوروباز

وأصبح "الكبتاغون" مصدرا رئيسيا لدخل نظام الأسد من العملات الأجنبية، إذ يقدر معهد "نيو لاينز" في واشنطن، أن "ما يصل إلى 5.7 مليار دولار حصل عليها نظام الأسد من بيع الكبتاغون في عام 2021، وهو مصدر دخل كبير لبلد يبلغ إجمالي الناتج المحلي الإجمالي فيه حوالي 20 مليار دولار".

ووفق المجلة، فقد سعت أيضا الميليشيات الموالية لإيران في لبنان والعراق إلى تجارة "الكبتاغون" لجني الأموال، إذ يقوم حزب الله في لبنان، وكتائب حزب الله، وعصائب أهل الحق في العراق، والتي تصنفها الولايات المتحدة كمجموعات إرهابية، "بتهريب المخدر دون أي معوقات تقريبا، نظرا لنفوذهم على الحكومات في بيروت وبغداد".

وحاول الأردن إلى جانب السعودية والإمارات، قمع تجارة "الكبتاغون" خلال السنوات الماضية، حسب المجلة، حيث قتل الأردن العشرات من التجار وشنّ غارات جوية داخل سوريا لاستهداف تجار المخدرات ومستودعاتهم.

فيما منعت السعودية والإمارات ملايين الحبوب سنويا من دخول البلاد.

وفي سبتمبر الماضي، قالت الإمارات إنها صادرت ما قيمته أكثر من مليار دولار من الكبتاغون في عملية ضبط واحدة. كما هددت السعودية بتقليص التجارة مع الأردن إذا لم يتمكن الأردن من الحد من تدفق المخدرات من سوريا.

لكن وفق المجلة الأميركية، لم تكن تلك الخطوات كفيلة بإبطاء التجارة، وحاولت الدول العربية التفاوض مع نظام الأسد لوقف انتشار "الكبتاغون".

إلا أن المجلة تقول إنه "لا يوجد دليل على أن سوريا خفضت إنتاجها"، مشيرة إلى أن صانعي المخدرات والمهربين الذين لهم علاقة بالحكومة "يواصلون العمل دون عقوبات".

استراتيجيات جديدة

واعتبرت المجلة أن الدول العربية "تحتاج إلى استراتيجيات جديدة" لمكافحة مخدر "الكبتاغون"، إذ بوسعهم "التخلي عن سياساتهم العقابية غير الفعّالة في التعامل مع متعاطي المخدرات، وتوجيه المستخدمين نحو العلاج".

إلى جانب ذلك، ستحتاج الدول العربية أيضا إلى اعتماد "أساليب أفضل في مجال إنفاذ القانون، إذ تحتاج الشرطة إلى معلومات استخباراتية شاملة للقبض على كبار اللاعبين في شبكات تهريب المخدرات"، وفق "فورين أفيرز"، مما تشير إلى أن وكالات إنفاذ القانون في الشرق الأوسط "تواجه صعوبة في التواصل مع بعضها البعض بسبب انعدام الثقة".

وأضافت: "من الصعب، تبادل المعلومات مع السلطات في سوريا لأن تجار المخدرات في البلاد لديهم علاقات قوية مع الحكومة السورية. كما تسيطر الجماعات الموالية لإيران على أجزاء من أجهزة المخابرات وإنفاذ القانون العراقية واللبنانية".

قيود أميركية جديدة على التأشيرات لمسؤولين سوريين أعلنت وزارة الخارجية الأميركية الجمعة فرض قيود جديدة على تأشيرات الدخول لمسؤولين حكوميين سوريين حاليين وسابقين وأفراد آخرين.

وأكدت المجلة أن الولايات المتحدة "يمكنها أن تساعد وكالات إنفاذ القانون في الشرق الأوسط على أن تصبح أكثر فعالية، خصوصا أنها مهتمة بوقف انتشار المخدر".

وفي عام 2023، فرضت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات على اثنين من أبناء عمومة الأسد، سامر كمال الأسد ووسيم بادي الأسد، بسبب الاتجار بـ"الكبتاغون".

وفي ديسمبر 2022، وقّع الرئيس الأميركي، جو بايدن، قانون مكافحة تهريب المخدرات "كابتاغون" التابع للأسد، والذي يتطلب من الولايات المتحدة تطوير استراتيجية لتعطيل شبكات تهريب المخدر، وبناء شراكات لإنفاذ القانون في الشرق الأوسط.

كما قامت واشنطن بتدريب السلطات اللبنانية والأردنية على منع التهريب، وتحليل المخدرات جنائياً، والتحقيق في الجرائم عبر الحدود، وفق المجلة التي تقول إنه "يجب على الولايات المتحدة البناء على هذه الجهود من خلال تبادل المزيد من المعلومات الاستخبارية مع الدول العربية، ومساعدة سلطاتها على العمل معا".

مخدر جديد أكثر تدميرا

وتشير "فورين أفيرز" إلى "ضرورة توحيد حكومات المنطقة لجهودها بسرعة"، محذرة من خطر يتمثل في استبدال "الكبتاغون" بمخدرات أكثر تدميرا، هو "الميثامفيتامين"، الذي يسهل تهريبه ويدر أرباح أكثر.

وتضيف أنه "لن يكون من الصعب على الشرق الأوسط أن يصبح مرتعا للميثامفيتامين، ومن الممكن أن تصبح سوريا منتجا رئيسيا لهذا المخدر، حيث تمتلك البلاد بالفعل كيميائيين وشبكات تهريب راسخة".

وتحذر المجلة من خطر العصابات المكسيكية التي تتخذ من الخليج مركزا لتهريب "الميثامفيتامين" من أوروبا إلى أستراليا ونيوزيلندا، مما يؤدي إلى منفذ آخر جاهز لإغراق المنطقة بالمخدرات.

اجتماع عمّان عن "آفة المخدرات".. قضية أكبر من "عملية تنسيق" لم يمض يومٌ كامل على إعلان الأردن ولبنان والعراق وسوريا تشكيل "خلية اتصال" لمواجهة "آفة المخدرات" حتى أعلن الأدرن مقتل 5 مهربين وضبط كميات كبيرة من حبوب "الكبتاغون"، أثناء محاولة تمريرها عبر الحدود

وتقول: "في أسوأ السيناريوهات، قد تتعاون العصابات المكسيكية، التي لها علاقات مع الجماعات الإجرامية التركية، مع نظام الأسد، مما قد يوفر لها ملاذا آمنا بعيدا عن سلطات إنفاذ القانون الأميركية".

وتزايدت مضبوطات "الميثامفيتامين" بالفعل في منطقة الشرق الأوسط والبلدان المحيطة بها، وفق "فورين أفيرز"، حيث ضبطت تركيا 78 طنا من في عام 2022، بزيادة مضاعفة عن الكمية المضبوطة قبل عام. فيما ضبط الأردن 45 طنا في الأشهر التسعة الأولى من عام 2022، وهي أكثر 20 مرة مما تم ضبطه خلال الفترة نفسها من 2021.

وتضيف المجلة: "يجب التركيز على إغلاق مختبرات الميثامفيتامين في المنطقة أينما وجدوها وتنظيف موانئ الدخول".

وحسب "فورين أفيرز"، ينبغي أيضا إغلاق المواقع الإلكترونية التي تروج للمخدرات الاصطناعية، مشيرة إلى أن دون ذلك "فمشاكل المخدرات في الشرق الأوسط ستتفاقم، مع انجذاب المتعاطين نحو مادة أكثر فتكا وأكثر إدماناً من الكبتاغون".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی الشرق الأوسط الدول العربیة إنفاذ القانون تهریب المخدر فورین أفیرز نظام الأسد إلى أن فی عام

إقرأ أيضاً:

أول سيارة طائرة هجينة تنطلق من الإمارات

تواصل شركة Pal-V الهولندية صناعة التاريخ، بعدما أصبحت سيارتها الطائرة Liberty أول حل تنقل، يجمع بين القيادة البرية والطيران (FlyDrive) يدخل رسميًا المرحلة النهائية من الاعتماد الأوروبي، مما يمهد الطريق لاعتمادها رسميًا كوسيلة نقل مرخصة للاستخدام التجاري.

وفي الوقت الذي تجري فيه الشركة اللمسات الأخيرة للحصول على الشهادة الأوروبية، تعمل أيضًا على تعزيز انتشارها العالمي، عبر إنشاء مركز مستقبلي متكامل في الشرق الأوسط، يعكس رؤيتها الجريئة لمستقبل التنقل.

عرض مبهر للسيارة الطائرة في معارض أوروبا

شهدت السيارة الطائرة من Pal-V إقبالًا جماهيريًا واسعًا خلال عروضها الأخيرة في ألمانيا، حيث لا تزال معروضة في معرض موتورورلد ميونخ، وهو أحد أبرز معارض السيارات في أوروبا.

كما حظي عشاق السيارات الطائرة بفرصة مشاهدة Liberty عن قرب خلال مشاركتها الفاخرة في معرض الأناقة بألمانيا يومي 25 و26 يوليو. 

يعكس هذا الاهتمام الكبير تصاعد الحماس العالمي تجاه هذه التقنية الثورية.

توسع استراتيجي في الشرق الأوسط وأفريقيا

ضمن خططها التوسعية، أعلنت Pal-V عن نيتها إنشاء مركز إقليمي لتجربة FlyDrive في الشرق الأوسط، في خطوة تؤكد التزامها باختراق أسواق جديدة شديدة الديناميكية، انطلاقًا من الإمارات العربية المتحدة التي استضافت بالفعل جولات ترويجية ناجحة للشركة.

وفي عام 2024، وقعت Pal-V واحدة من أكبر صفقات السيارات الطائرة على مستوى العالم، بعد أن وافقت شركة "أفيتيرا" الإماراتية – التابعة لشركة "جيتكس" – على شراء أكثر من 100 سيارة Liberty.

وستشغل هذه السيارات المتقدمة ليس فقط في دبي، بل في عدة مدن أخرى عبر الشرق الأوسط وأفريقيا، مع منح العملاء خيار القيادة الذاتية أو الاستمتاع بالرحلات كمرافقين.

لا تتوقف طموحات Pal-V عند حدود الاعتماد الرسمي، بل تشمل أيضًا تدريب الطيارين وتطوير مرافق الإنتاج، بهدف بناء منظومة متكاملة لـ FlyDrive تجمع بين الابتكار والسلامة وسهولة الاستخدام.

ومع اقتراب اكتمال مراحل الترخيص، تثبت Pal-V أنها في طليعة السباق العالمي لتقديم حل تنقل واقعي وآمن وقابل للتطبيق التجاري، يغير جذريًا الطريقة التي نتنقل بها في المستقبل.

طباعة شارك سيارة طائرة سيارة طائرة الإمارات سيارة هجينة Pal V Liberty سيارة Liberty الطائرة الإمارات سيارة طائرة دبي السيارات الطائرة

مقالات مشابهة

  • الأفواج الأمنية بعسير تقبض على شخص لترويجه 12 كيلوجرامًا من القات المخدر
  • حرس الحدود بعسير يقبض على 18 مخالفًا لتهريبهم 270 كيلوجرامًا من القات
  • فورين أفيرز: كيف يفسد نتنياهو فرصة ترامب للسلام؟
  • الشرق الأوسط فوق رقعة النار.. هل تقترب الحرب الكبرى؟
  • الأقليات في الشرق الأوسط بين الاعتراف والإنكار
  • ضبط 12 مروجاً ومهرباً و380 كجم من المخدرات
  • أول سيارة طائرة هجينة تنطلق من الإمارات
  • بديل أمريكا عن مؤتمر نيويورك ... لا شيء
  • شبكات الكبتاغون تنتقل من سوريا إلى السودان.. مصنع ضخم داخل حقل ألغام للدعم السريع
  • بوتين يؤكد لـ«نتنياهو» دعم وحدة سوريا ويدعو لتسوية سلمية في الشرق الأوسط