نبهت منظمة الصحة العالمية إلى أن الأزمة في السودان أصبحت من أشد الأزمات وأكبرها في العالم وخلفت تكلفة بشرية هائلة بعد عام من الصراع العنيف. وأفادت المنظمة بوفاة أكثر من 15 ألف شخص منذ بدء النزاع المسلح في السودان قبل عام، وفقا لإحصائيات وزارة الصحة السودانية و"مشروع بيانات ومواقع أحداث الصراعات المسلحة".



وكانت معظم الوفيات بين المدنيين نتيجة لاستخدام الأسلحة الثقيلة في المناطق المكتظة بالسكان، وتشكل النساء والأطفال نسبة كبيرة من الضحايا المبلغ عنهم، وفقا لمنظمة الصحة العالمية والتي رجحت أن يكون عدد الضحايا المبلغ عنه أقل من الواقع.

كما توقعت المنظمة حدوث المزيد من الوفيات بسبب النزوح وتفشي الأمراض وعدم القدرة على الوصول إلى الرعاية بالنسبة للحالات الصحية الأخرى، والاحتياجات الصحية للأمهات والأطفال حديثي الولادة، وعدم إمكانية الوصول إلى الغذاء والماء.

متحدثا إلى الصحفيين في جنيف، قال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية، كريستيان ليندماير إن 15 مليون شخص بحاجة إلى مساعدة صحية عاجلة.

غالبية المرافق الصحية لا تعمل
وقال كريستيان ليندماير إن غالبية المرافق الصحية لا تعمل، حيث تسببت الهجمات عليها في توقف أكثر من 25% من جميع المستشفيات عن العمل. وقد تحققت منظمة الصحة العالمية من 62 هجوما خلال العام الماضي، مما أدى إلى مقتل 38 شخصا وإصابة 45 آخرين.

ونبه ليندماير إلى أن النظام الصحي ينهار، لا سيما في المناطق التي يصعب الوصول إليها، حيث أصاب الدمار المرافق الصحية أو تم نهبها أو أنها تعاني من نقص حاد في الموظفين والأدوية واللقاحات والمعدات والإمدادات.

أسوأ أزمة جوع في العالم؟
يمثل السودان حاليا أكبر أزمة نزوح في العالم، ويمكن أن يصبح قريبا واحدا من أسوأ أزمات الجوع في العالم، حيث يواجه أكثر من ثلث السكان، أي 18 مليون شخص، انعدام الأمن الغذائي الحاد. كما يشارف 5 ملايين شخص على حافة المجاعة في المناطق المتضررة من النزاع.

ويعاني 3.5 مليون طفل من سوء التغذية الحاد. وحذرت منظمة الصحة العالمية من إمكانية أن يموت 230 ألف طفل وامرأة حامل وأم جديدة في الأشهر المقبلة بسبب الجوع ما لم يتم الحصول على التمويل والمساعدات العاجلة المنقذة للحياة، وفقا لمنظمة إنقاذ الطفولة.

مؤتمر باريس حول السودان
بينما يتعامل العالم مع أزمات كارثية متعددة، يعاني السودان من نقص التمويل، حيث لم تتلق خطة الاستجابة الإنسانية المخصصة للصحة سوى 17% من التمويل المطلوب، حتى الآن.

وبمناسبة المؤتمر الإنساني الدولي بشأن السودان الذي تنظمه وزارة الخارجية الفرنسية في باريس، بدعم من الاتحاد الأوروبي وألمانيا، يوم الاثنين الموافق 15 نيسان/أبريل، دعت منظمة الصحة العالمية، إلى جانب وكالات الأمم المتحدة الأخرى، المجتمع الدولي إلى تقديم التزامات ملموسة وزيادة مساهماته لدعم عملية المساعدات وإنهاء معاناة شعب السودان.

وقف إطلاق النار ضروري لمنع مجاعة وشيكة
وعلى صعيد ذي صلة، أكد تقرير دولي جديد صدر اليوم الجمعة أن انعدام الأمن الغذائي الحاد المتفشي في السودان يستوجب تدخلات عاجلة وواسعة النطاق لتعزيز المساعدات الغذائية، وتنشيط النظم الزراعية، واستعادة سلاسل التوريد، للتخفيف من الأزمة الغذائية والحيلولة دون تفاقمها.

وشدد التقرير على أن منع المجاعة الوشيكة يتطلب وقفا فوريا لإطلاق النار، ووصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، وزيادة الدعم للتدخلات في مجالات الغذاء والتغذية والصحة والمياه والصرف الصحي.

التقرير حمل عنوان: "سبل العيش في السودان في خضم النزاع المسلح" وصدر بصورة مشتركة عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والمعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية. يقيم التقرير الآثار الاجتماعية والاقتصادية للنزاع المسلح المستمر على المناطق الريفية في السودان.

ويستند التقرير إلى تحليلات المسح الشامل للأسر الريفية الذي أجرته المنظمتان في الفترة من تشرين الثاني/نوفمبر 2023 إلى كانون الثاني/يناير 2024، وشمل 4504 أسرة في جميع أنحاء البلاد.

وتشير الدراسة إلى أن الصراع قد عطـّل دخل الأسر الريفية بشدة وفاقم نقاط الضعف الحالية المتعلقة بمساكنها وإمكانية وصولها إلى البنية التحتية والخدمات. وتعيش معظم الأسر في ظروف سكنية غير ملائمة، ويشكل التفاوت في الوصول إلى خدمات المياه والكهرباء والصرف الصحي تحديات إضافية. وتواجه الأسر الريفية صعوبة في الوصول إلى الأصول، بما فيها الأراضي الزراعية، مما يزيد من تعقيد سبل عيشها.

وقال ثائر الشريدة، الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالنيابة في السودان إن فهم الكيفية التي أثر بها الصراع المسلح في السودان على حياة الناس وسبل عيشهم يوفر أساسا مهما للتدخلات المستهدفة وإصلاحات السياسات للتخفيف من الآثار السلبية للصراع وتعزيز القدرة على الصمود والاستقرار الاقتصادي على المدى الطويل.  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: منظمة الصحة العالمیة فی السودان الوصول إلى فی العالم

إقرأ أيضاً:

«الصحة» تنظم ورشة عمل لتعزيز قدرات الاتصال المعنية باللوائح الصحية الدولية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

نظمت وزارة الصحة والسكان، ورشة عمل لتعزيز قدرات الإتصال المعنية باللوائح الصحية الدولية "IHR"، والتي تستمر على مدار يومين، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، وبمشاركة عدد من ممثلي الوزارات والجهات المعنية.

وأوضح الدكتور حسام عبد الغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أن الورشة تهدف إلى تعزيز قدرات الاتصال المعنية باللوائح الصحية (IHR) فى الجهات المختلفة، وترسيخ مفاهيم اللوائح الصحية الدولية بين الجهات الوطنية المعنية من خلال تطبيق اللوائح الصحية، مشيراً إلى أنه يتم التدريب واستعراض التقييم الذاتي للقدرات الوطنية فى مجال اللوائح الصحية الدولية، موضحاً أن اللوائح الصحية الدولية (2005) هي اتفاقاً قانونياً دولياً ملزماً يضم 196 بلداً (الدول الأعضاء بمنظمة الصحة العالمية)؛ بهدف الوقاية والتصدي لمخاطر الصحة العامة، ومنع انتشار الأمراض التي تهدد الصحة العامة والتي يمكن أن تعبر الحدود حول العالم.

من جانبه قال الدكتور عمرو قنديل  مساعد وزير الصحة لشؤون الطب الوقائي، إنه تم استعراض بنود التقييم الذاتي للدول الأعضاء باللوائح الصحية الدولية، وأحدث نسخة وطنية من التقييم والمستوى التنفيذي التي وصلت إليه، حيث يتم نشر نتيجة التقييم للدول الأعضاء بمنظمة الصحة العالمية سنوياً على موقع منظمة الصحة العالمية طبقاً للتقييم الذاتي، فضلاً عن الخطوات الواجب اتخاذها  من جانب كافة الجهات والوزارات المعنية للوصول للمستوى الأعلى في تطبيق معايير اللوائح الصحية.

ومن جانبها أشارت الدكتورة شيرين الغزالي، عضو اللجنة الوطنية للوائح الصحية الدولية، أنه تم تدريب مسؤولي الإتصال بمختلف الجهات المشاركة على كيفية تقييم القدرات الأساسية، والمؤشرات التي تم تطبيقها، بالإضافة إلى تحديد الموقف التنفيذي لكل جهة، والتعرف على معايير تقييم إذا كانت المخاطر والطوارئ الصحية ذات اهتمام دولي، منوهة أن التدريب يسعى إلى رفع كفاءة مسؤولي الإتصال للوصول إلى المستوى الدولي والإقليمي في تطبيق اللوائح الصحية، والخروج بعدد من التوصيات لتنفيذها .

ومن جانبه أكد الدكتور نعمة عبد ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر، أهمية مشاركة مصر والدول الأعضاء في الجلسة الخاصة بتطوير اللوائح الصحية الدولية بالجمعية العامة للصحة العالمية 77 المنعقدة ىبجينيف، حيث تمت موافقة الدول الأعضاء بالمنظمة على النسخة المعدلة من اللوائح الصحية المقترحة، لافتاً إلى أنه من المهم لكل دولة تطوير القدرات الذاتية في مجال الترصد للجوائح والأوبئة، وإنتاج اللقاحات، ونظام الإنذار المبكر، وصناعة المستلزمات التشخيصية والأدوية، وتكنولوجيا المعلومات.

IMG-20240612-WA0005 IMG-20240612-WA0006 IMG-20240612-WA0004 IMG-20240612-WA0002 IMG-20240612-WA0000 IMG-20240612-WA0001

مقالات مشابهة

  • تعزيز قدرات الإتصال المعنية باللوائح الصحية الدولية
  • «الصحة» تنظم ورشة عمل لتعزيز قدرات الاتصال المعنية باللوائح الصحية الدولية
  • « منظمة أممية»:مقتل ستة أطفال في الفاشر، والآلاف محاصرون وسط القتال المتزايد
  • خطر جديد يهدد العالم.. 4 نصائح للتعامل مع وباء «x» بعد تحذيرات «الصحة العالمية» منه
  • ذكرى إعلان الصحة العالمية وباء إنفلونزا الخنازير.. إحصائيات وأرقام
  • وزير الصحة: اقليم كوردستان يندرج ضمن قائمة المراكز الصحية العالمية
  • السودان..”تقارير مروّعة” على طاولة منظمة اليونيسف
  • برنامج تدريبي للإعلاميين حول تغطية الشؤون الصحية والعلمية
  • أطباء بلا حدود: القتال في السودان يغلق آخر مستشفى في مدينة دارفور
  • أخطر من كورونا.. منظمة الصحة العالمية تدعو للاستعداد لتفشي وباء جديد يسببه مرض X