مرور عام على اندلاعها.. حمدوك: استمرار الحرب يفتح الباب لمزيد من الجرائم والانتهاكات
تاريخ النشر: 14th, April 2024 GMT
أكد أن مجهودات القوى المدنية لوقف الحرب، لم تتوقف، إذ استمرت الاتصالات مع طرفي الحرب، كما تتابعت مع القوى والمنظمات الإقليمية والدولية
التغيير: كمبالا
قال الدكتور عبد الله حمدوك رئيس الهيئة القيادية لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم”، إن الحرب التي تمزق السودان لم تندلع فجأة بل كانت أسباب تفجرها تتراكم يوما بعد يوم.
وقال حمدوك – في كلمة وجهها للشعب السوداني، بمناسبة مرور عام على حرب 15 أبريل – إن على القيادات السياسية المدنية والعسكرية والمجتمعية أن تدرك أن استمرار الحرب لن يعيد الحقوق أو يوقف الجرائم أو يحقق العدل والقصاص، بل أنه يفتح الباب لمزيد من الجرائم والانتهاكات، ويدمر ما تبقى من مصادر وثروات البلاد، ويهدد حياة ملايين آخرين.
وأضاف د. حمدوك: “فقد عشرات الآلاف من المدنيين والعسكريين من أبناء الشعب السوداني حياتهم، وتشرد الملايين بين مدن النزوح وأقطار اللجوء، ويفتك الجوع والمرض والفقر بالملايين، وتتقطع أوصال الدولة وتنقطع خطوط التواصل بينها، تنهار بنياتها الأساسية التي تم تأسيسها بجهد ومال الشعب، ويفقد الناس ممتلكاتهم وأموالهم التي تم نهبها وسلبها، وتواجه بلادنا خطر الانقسامات على أسس عرقية وإثنية مما يهدد بالانهيار الكامل”.
وقال الدكتور عبدالله حمدوك: لقد ظللنا نحذر من لحظة اقتراب الحرب، ونتحدث عن ما ستجلبه على بلادنا من كوارث ومصائب، وندعو للتمسك بالحوار والوسائل السلمية، مستلهمين هذه الروح من ثورتنا العظيمة التي تمسكت بسلميتها رغم كل ما واجهها من عنف وعنت وتآمر، ورغم ما قدمته من أرتال الشهداء السلميين، سلاحهم الوحيد هو الهتاف.
التآمر على الثورة
وأكد رئيس تنسيقية “تقدم” أن التآمر عل الثورة بدأ منذ يومها الأول، بالإعلان عن الالتزام بأهدافها، ثم التخلي عنها ومحاولة وأدها، مثلما حدث في مذبحة فض الاعتصام. ثم التوقيع على المواثيق والاتفاقات ونقضها، والعمل مع أعداء الثورة، وتم تتويج ذلك بالانقلاب الذي وقع في 25 أكتوبر 2021، وأعلن نهاية عملية الانتقال الديمقراطي والانقلاب على الثورة وأهدافها. إلا أن المقاومة البطولية لشباب الثورة، التي لم تتوقف يوما، أرغمت الإنقلابيين على التراجع ومحاولة البحث عن مخرج، لكن وكما حدث أكثر من مرة، سدوا كل منافذ الضوء التي قدمها لهم الشعب بتضحيات وفداء عظيم، وقادوا بلادنا إلى هذه المحرقة.
ونوه حمدوك إلى أن القوى المدنية، ظلت على تنوعها واختلاف برامجها، هي الحريصة على استعادة مسار الانتقال الديمقراطي، مشيرا إلى الأخطاء التي ارتكبت خاصة فيما يتعلق بوحدة قوى الثورة التي كانت يجب أن تكون فوق كل اعتبار، لأنها هي الضمان الوحيد للحفاظ على الثورة، وأهدافها.
وبين إن القوى المدنية من أحزاب ومجتمع مدني وقوى مهنية ولجان مقاومة، انشغلت بالخلافات الصغيرة، وفتحت ثغرات في جدار الثورة نفذ من خلالها أعداء الثورة وأعداء بلادنا.
وقف الحرب
وأكد أن مجهودات القوى المدنية لوقف الحرب، لم تتوقف منذ اندلاعها، إذ استمرت الاتصالات مع طرفي الحرب، كما تتابعت الاتصالات مع القوى والمنظمات الإقليمية والدولية.
وقال حمدوك: “تابعنا محاولات توحيد كل القوى الرافضة للحرب في جبهة موحدة، بلا استثناء، وكان شعارنا ودافعنا هو أن تتوقف معاناة شعبنا، وأن نبذل كل جهد ونقدم كل ثمن ممكن لذلك”، مشيرا إلى أن “الأمر استغرق وقتا، حتى استطعنا قطع خطوة مهمة في المشوار بالاجتماع الموسع الذي تم في أكتوبر 2023 في أديس أبابا ونتج عنه تكوين تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم””.
وأوضح أن العمل تواصل بعد ذلك، “وقدمنا الدعوات للقوى السياسية وقوى الكفاح المسلح والقوى المدنية والمهنية ولجان المقاومة للانضمام لهذه الجهود، والمساهمة في بناء الجبهة. وقد وجدنا استجابة طيبة، ومددنا أيدينا لمن لا يريدون الانضمام للجبهة، لكنهم يعملون على وقف الحرب، لتنسيق الجهود بأي صيغة يقبلونها”.
وأبان أن الاتصالات استمرت مع طرفي الحرب، كما تتابعت الاتصالات مع القوى والمنظمات الإقليمية والدولية، وتتابعت في نفس الوقت في محاولات توحيد كل القوى الرافضة للحرب في جبهة موحدة، بلا استثناء.
وأكد رئيس تنسيقية “تقدم” أن كل الاتصالات واللقاءات، وما سيجري منها مستقبلا، “كانت وستظل عيونا مفتوحة على حياة وسلام وأمن الملايين من أبناء وبنات وطننا، ونحن نفعل هذا دون أن نكون منحازين لأي طرف في الحرب، لكننا في نفس الوقت لسنا محايدين أو وسطاء.
البرنامج الوطني
وقال رئيس تقدم: “نحن منحازون لأسر الشهداء من العسكريين والمدنيين، ومن كل الأطراف، ومنحازون لمن سلبت أموالهم وممتلكاتهم وتعرضوا لجرائم وانتهاكات خطيرة، منحازون للملايين الذين تم تشريدهم من مناطقهم فاتجهوا لمواقع النزوح واللجوء، منحازون للجوعى والفقراء الذين يعرضهم استمرار هذه الحرب للموت أمام أنظار العالم، منحازون للبرنامج الوطني الديمقراطي من أجل وطن يسع الجميع ومن أجل المواطنة بلا تمييز”.
وجدد رئيس “تقدم” التأكيد على موقف التنسيقية الداعي لوقف الحرب ومعالجة الأوضاع الإنسانية ووقف استهداف المدنيين، واستعادة مسار التحول الديمقراطي، وفتح حوار موسع يؤدي لتشكيل هياكل الانتفال، وهي مواقف تصب في مصلحة الوطن والمواطن، مؤكدا أن ذلك لن يتحقق إلا بالعودة لمنبر التفاوض واتخاذ الحل السلمي التفاوضي طريقا لإنهاء الحرب ومعالجة آثارها.
وختم حمدوك كلمته بالقول: “إننا نفعل ذلك التزاما بحق الوطن علينا، لم نناقش توزيع أدوار أو مناصب، ولن نفعل، فنحن نعلم أنه عندما يحين الوقت لهذا، فإن هناك الآلاف من أبناء الوطن المؤهلين لتحمل المسؤولية والنهوض بأعباء إعادة بناء ما خربته الحرب، وسيجدوننا عونا لهم من حيث نقف”.
الوسومالجيش السوداني الدعم السريع تنسيقية تقدم حمدوك عام على حرب السودان
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الجيش السوداني الدعم السريع تنسيقية تقدم حمدوك عام على حرب السودان
إقرأ أيضاً:
أمريكا وإسرائيل لا تريدان وقف الحرب.. وإذن؟
هناك بديهيات وحقائق يتجاهلها الكثيرون ظرفيا ومؤقتا لأسباب عديدة، ثم تعود الأحداث لتؤكدها، ومنها الموقف الأمريكي الحقيقي من العدوان على غزة.
في تعقيبه على رد حركة حماس على مقترح وقف إطلاق النار، قال المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف إن رد الحركة الفلسطينية "غير مقبول على الإطلاق، ولن يؤدي إلا إلى إعادتنا للوراء"، مشيرا إلى أن "على حماس قبول اقتراح الإطار الذي طرحناه كأساس لمحادثات التقارب"، ومؤكدا على أن هذه هي الطريقة الوحيدة (!) لإبرام اتفاق لوقف إطلاق نار لمدة 60 يوما.
يعني تصريح بيتكوف ضمن ما يعنيه أن الإدارة الأمريكية معنية بشكل أساسي بإطلاق سراح أسرى الاحتلال، وأنها لا ولن تقدم أي التزام بالتوصل لوقف دائم لإطلاق النار، وأن الرد "الإسرائيلي" تحول تلقائيا لمقترح تقدمه لحركة حماس لقبوله كما هو وليس حتى كمنطلق للتفاوض، ما يعني في نهاية المطاف موقفا أمريكيا متماهيا مع الموقف "الإسرائيلي".
هذا التماهي في الموقف أكدته المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية تامي بروس حين أكدت على أن موقف الرئيس دونالد ترامب ووزير خارجيته ماركو روبيو هو رفض استمرار حماس في الوجود، وأن استمرار الأزمة "يعود لرفض حماس نزع سلاحها".
لا يريد نتنياهو وقف الحرب، لأن الأهداف الأساسية منها القضاء التام على المقاومة وتهجير السكان وإعادة احتلال القطاع، ووقفها لن يحقق ما سبق وإنما سيفتح الباب على التقييم والحساب والتفاعلات الداخلية. ما يريده هو الحصول على الأسرى لتخفيف الضغط الداخلي عليه، ثم العودة لنفس الدائرة من الضغط العسكري والقتل والحصار والتجويع والتهجير للحصول على اتفاق لاحق يحصل فيه على ما تبقى من الأسرى، دون التزام بوقف الحرب ولا حتى إدخال المساعدات
الحديث عن نزع سلاح حماس كشرط لإنهاء الأزمة ليس فقط شرطا "إسرائيليا" تعجيزيا، ولكنه كذلك غير موجود في المقترح الحالي المعروض على حماس، ما يعني أنها حتى لو وافقت على المقترح الحالي فلن ينهي ذلك الحرب، وهو ما تؤكده بنود المقترح التي تمنح "إسرائيل" فرصة العودة للحرب بأي ذريعة بعد أسبوع واحد فقط؛ هو المدة التي يفترض أن تستلم خلالها أسراها.
هذا التخوف من عودة الحرب بعد الاتفاق ليس هواجس مبالغا بها لدى الفلسطينيين، بل هو حقيقة قائمة تعضدها السابقة في اتفاق وقف إطلاق النار الذي لم تلتزم فيه دولة الاحتلال بالبروتوكول الإنساني وإدخال المساعدات، ورفضت العودة للتفاوض واستأنفت العدوان، كما تؤكده التصريحات المباشرة لنتنياهو وأركان حكومته بأنه "سنواصل الحرب حتى بعد الاتفاق".
في الخلاصة، لا يريد نتنياهو وقف الحرب، لأن الأهداف الأساسية منها القضاء التام على المقاومة وتهجير السكان وإعادة احتلال القطاع، ووقفها لن يحقق ما سبق وإنما سيفتح الباب على التقييم والحساب والتفاعلات الداخلية. ما يريده هو الحصول على الأسرى لتخفيف الضغط الداخلي عليه، ثم العودة لنفس الدائرة من الضغط العسكري والقتل والحصار والتجويع والتهجير للحصول على اتفاق لاحق يحصل فيه على ما تبقى من الأسرى، دون التزام بوقف الحرب ولا حتى إدخال المساعدات، التي تحولت في المقترح الأخير من حق إنساني وبند في الاتفاق السابق إلى مادة تفاوضية وأداة ابتزاز بيد نتنياهو.
وبغض النظر عما إذا كان الخلاف بين ترامب ونتنياهو مصطنعا كمناورة تكتيكية كما يرى البعض، أو كان في الهوامش والشكل وليس الجوهر والمضمون كما نعتقد، فإن الحقيقة الماثلة اليوم تقول إن نتنياهو لا يريد وقف الحرب، وأن ترامب لا يضغط عليه بشكل حقيقي وكافٍ لوقفها. فكيف تقف الحرب إذن؟
نعود مرة أخرى للعوامل التي من شأنها دفع الاحتلال لوقف العدوان، والتي لم تتغير بالمناسبة منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023:
- العامل الميداني، بانكسار الاحتلال أو تكبده خسائر لا يستطيع احتمالها، وهو أمر غير قائم لا سيما بعد تغير عقيدته الأمنية بعد عملية طوفان الأقصى.
- العامل "الإسرائيلي" الداخلي، وقد أثبت محدوديته مرارا.
- العامل الأمريكي، الذي أثبتنا أن خلافاته مع نتنياهو وحكومته تتركز على الشكل والهوامش، مثل العامل "الإنساني" ودخول المساعدات واستلام الأسرى، وليس وقف الحرب.
- عوامل خارجية قد تساهم في تغيير الموقف الأمريكي، مثل الحرب الروسية- الأوكرانية، أو توسع المواجهة الإقليمية مجددا لتشمل إيران و/أو حزب الله، وكلاهما احتمال ضئيل وفق المعطيات الحالية، رغم تصعيد أوكرانيا الأخير.
- العالم العربي والإسلامي بشقّيه الرسمي (هو الأكثر تأثيرا) والشعبي، وملخصه أن يشعر الاحتلال أن استمرار عدوانه سيكون له ثمن مباشر أو غير مباشر عليه.
وإذا ما نظرنا في العوامل السابقة، يبقى العامل شبه الوحيد القابل للتعديل والقادر على إحداث فارق وفق المعطيات الحالية هو الأخير المرتبط بالعالم العربي والإسلامي، والذي أظهر مستويات متقدمة ومعيبة من العجز والفشل، وكأنه قد تقبل ضمنا استمرار العدوان الوحشي.
لم يعد معقولا ولا مقبولا ولا مفهوما أن تستمر حرب الإبادة لأكثر من 600 يوم، وأن يصر قادة الاحتلال على استمرار الحرب حتى نهاية الشوط، بينما نرى العالم العربي والإسلامي الرسمي في حالة شلل كامل تصل لدرجة العجز عن زيارة رام الله (على هامشيتها وبعدها عن صلب الحرب) بسبب رفض الاحتلال، ونرى الشارع العربي والإسلامي قد اعتاد المشهد وتراجعت حتى وتيرة مظاهراته، وهي الحد الأدنى لإثبات الشعور بأهل غزة.
ما يمكن أن يدفع الاحتلال لإعادة النظر في حرب الإبادة هو شعوره بأنه يدفع أو يمكن أن يدفع ثمن هذا العدوان، هو أو شركاؤه. وإذا ما كانت الأنظمة الحاكمة والحكومات ما زالت بعيدة جدا عن مجرد التلويح بذلك، من خلال استمرار العلاقات التجارية والتعاون الأمني والمناورات العسكرية والجسور البرية والبحرية، فإن الشعوب والنخب ينبغي ألا تصمت وألا تعدم الوسائل
إن ما يمكن أن يدفع الاحتلال لإعادة النظر في حرب الإبادة هو شعوره بأنه يدفع أو يمكن أن يدفع ثمن هذا العدوان، هو أو شركاؤه. وإذا ما كانت الأنظمة الحاكمة والحكومات ما زالت بعيدة جدا عن مجرد التلويح بذلك، من خلال استمرار العلاقات التجارية والتعاون الأمني والمناورات العسكرية والجسور البرية والبحرية، فإن الشعوب والنخب ينبغي ألا تصمت وألا تعدم الوسائل.
أولى المسؤوليات وأكثرها إلحاحاَ وجدوى هو تحرك الضفة الغربية المحتلة، التي لن يكون حراكها مجرد دعم وإسناد لغزة وإنما حماية لها وهي تواجه الحصار والقتل والاستيطان ومشاريع التهجير و"الترانسفير". ورغم الكثير من التطورات المعروفة بخصوص الأوضاع في الضفة، إلا أن هذا الصمت وكأن شيئا لا يحدث أو كأن القضية الفلسطينية برمتها ليست في مهب الريح؛ لم يعد مفهوما ولا مقبولا.
والأمر نفسه ينطبق على فلسطينيي الأراضي المحتلة عام 1948، والذين يمكن لحراك بسيط منهم أن يغير الكثير من المعادلات كما حصل خلال معركة سيف القدس في 2021. هذا طرح لا يتجاهل الأوضاع الصعبة التي يواجهها الفلسطينيون هناك عبر القوانين والممارسات الأمنية، بل على العكس هو مدفوع جزئيا بهما من حيث أنهما يكشفان المصير الذين ينتظر هذا الطيف من الشعب الفلسطيني في حال أنجز الاحتلال ما يريد في غزة.
لاحقا، ثمة ما تستطيعه الشعوب العربية وخصوصا في كل من الأردن ومصر، وهما دولتان تولي لهما "إسرائيل" ومن خلفها الولايات المتحدة أهمية كبيرة، وتقلقان من أي حراك فيهما، وعلى ذلك شواهد كثيرة، خصوصا وأن معبر رفح كان على الدوام عنوان الحصار وبوابة الفرج لأهل غزة، ويمكن أن يعود كذلك.
على مستويات أكثر تخصصا، تقع على النخب العربية والإسلامية مسؤوليات حقيقية وتاريخية في الظرف الاستثنائي الحالي، ولم يعد مقبولا الاكتفاء بالمتابعة والدعاء أو الجهد المالي والإغاثي البسيط، على أهميته. إن تحريك الوعي والجهد ورفع الفاعلية لهي من أولى مسؤوليات النخب، بعيدا عن الكلام التقليدي الدبلوماسي والفعل المجامل هنا وهناك. يمكن للنخب وفي مقدمتها العلماء والأكاديميون والإعلاميون، بل يجب عليهم، تبني خطاب مسؤول والتزام فعل مؤثر يساهمان في زيادة الضغوط على مختلف الأطراف لتحمل مسؤولياتها.
ما دون ذلك، وتحت كل بند منه العديد من الأدوات والوسائل التفصيلية متى وجدت الإرادة، سيبقى الشارع العربي والإسلامي في حالة من الترقب والعجز في انتظار معجزة لن تأتي دون إرادة وسعي.
ولعل أول ما ينبغي فعله هو الفهم الدقيق لطبيعة المعركة الحالية التي تجاوزت منذ زمن طويل حدود غزة جغرافيا وديمغرافيا، رغم الخطاب الرسمي الملتزم بهذا الخط ورغم أن أهل غزة هم حتى اللحظة للأسف ضحاياها المباشرون، بما هي حرب مفصلية سترسم وجه المنطقة ودولها وشعوبها لعقود قادمة، حيث لا يخفي الاحتلال وداعموه خططهم بـ"إعادة رسم خرائط الشرق الأوسط"، وقد بدأوا بذلك فعلا في فلسطين ولبنان وسوريا ويحضّرون للباقين.
x.com/saidelhaj