قال مراسل الجزيرة في القدس، إلياس كرام، إن هناك عوامل ترجح عدم رد إسرائيل على الهجوم الإيراني، فيما لفت مراسل الجزيرة في واشنطن ناصر الحسيني، إلى أن جهد أميركا الدبلوماسي ضد طهران من شأنه أن يشغل العالم الغاضب عن سلوك الاحتلال في قطاع غزة.

وشنت إيران هجوما على إسرائيل، ردا على قصف قنصليتها بالعاصمة السورية دمشق قبل حوالي أسبوعين، بإطلاق عشرات المسيَّرات والصواريخ باتجاه الداخل الإسرائيلي.

وقال القائد العام للحرس الثوري الإيراني حسين سلامي إن إيران قامت بعملية محدودة ناجحة وضربت المواقع التي كانت منطلقا لاستهداف قنصليتها في سوريا، فيما قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هغاري إن الدفاعات الجوية الإسرائيلية نجحت بالتصدي لـ99 % من 300 صاروخ ومسيرة أطلقتها إيران على إسرائيل.

وعدد إلياس كرام في مداخلة له عبر شاشة الجزيرة، عددا من العوامل التي يرى أنها ترجح عدم إقدام إسرائيل على الرد العسكري على هجوم طهران الذي نفذته الليلة الماضية ضد إسرائيل بصواريخ ومسيرات، ومن ذلك عدم خروج أي من المسؤولين الإسرائيليين منذ بدء الهجوم وحتى الآن بإعلان نية الرد.

كما لفت إلى أن المسؤولين العسكريين والأمنيين السابقين إضافة إلى المحللين السياسيين، قدموا نصائحهم لإدارة بنيامين نتنياهو بالاكتفاء بما انتهى إليه الأمر وعدم الرد عسكريا على إيران، وأن ذلك يأتي في إطار ما حققته إسرائيل من إنجازات في هذه المواجهة.

نجاح إستراتيجي

وأوضح كرام أن إسرائيل ترى أنها نجحت في درء الهجوم الإيراني في أن يوقع ضحايا في الأرواح أو خسائر مادية فادحة، كما أنها حققت في هذه المواجهة نجاحا إستراتيجيا منقطع النظير حين ظهر للعالم تداعي الحلفاء لدعمها عند تعرضها للهجوم الإيراني.

كما ترى إسرائيل في هذه المرحلة فرصة سانحة -حسب كرام- لتشكيل تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة ضد إيران ومشروعها النووي، بعد فشلها خلال السنوات الماضية في إقناع واشنطن بتكوين هذا التحالف.

وأشار في هذا السياق إلى أنه من الممكن أن تعتبر إسرائيل إقامة هذا التحالف أكثر جدوى من الرد العسكري، وهو ما يعني أنها قد تقبل بطلب أميركا عدم الرد في حال وعدتها الإدارة الأميركية بإنشاء هذا التحالف.

كذلك، فإن أصواتا في الداخل ترى ضرورة إعطاء أولوية لاستعادة الأسرى في قطاع غزة، حيث لم تحسم المعركة بعد، كما لم تحسم المواجهة في الجبهة الشمالية مع حزب الله اللبناني.

ارتياح أميركي

بدروه، يرى مراسل الجزيرة في واشنطن، ناصر الحسيني، أن هناك ارتياحا واسع النطاق في الولايات المتحدة من أن عملية الدعم العسكري السريع لإسرائيل تمت بنجاح، حيث يقول الأميركيون إنهم تمكنوا وحدهم من إسقاط 70 من مسيرات إيران.

لكنه لفت كذلك إلى أن الإدارة الأميركية تعمل على منع المنطقة من الانجرار إلى صراع أعمق وأوسع خارج نطاق غزة، وهو ما ظهر في مكالمة الرئيس الأميركي جو بايدن مع نتنياهو، والتي أعلن فيها الدعم الكامل لإسرائيل لكنه أكد عدم المشاركة في رد عسكري ضد إيران.

ولفت إلى أن أميركا تقدم في هذه المرحلة جهدا دبلوماسيا ضد إيران، حيث تقود حراكا مع دول أوروبا على مستوى مجموعة جي 7، مشيرا إلى تقديم بايدن وعدا لإسرائيل ببذل جهد لتحقيق نوع من التحالف الجديد ضد إيران.

وأضاف بأن هناك عامل نجاح آخر يراه الأميركيون، وهو تحويل النظر تجاه هذا الجهد الدبلوماسي بشكل ينسي العالم الغاضب ما تقوم به إسرائيل في قطاع غزة، وهو ما يمثل نوعا من المتنفس تقدمه الولايات المتحدة لإسرائيل.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات ضد إیران إلى أن فی هذه

إقرأ أيضاً:

ميدفيديف مخاطبا ترامب: لسنا إسرائيل ولا إيران والإنذارات خطوة نحو حرب بيننا

وجّه الرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيديف انتقادا شديدا للرئيس الأميركي دونالد ترامب، بعدما هدد الأخير بتعجيل الموعد النهائي الذي منحه لروسيا للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع أوكرانيا.

وقال ميدفيديف "كل إنذار نهائي جديد هو تهديد وخطوة نحو الحرب. ليس بين روسيا وأوكرانيا، بل مع بلاده (أميركا)"، وأضاف في منشور على منصة إكس أن "روسيا ليست إسرائيل أو حتى إيران"، في إشارة إلى الحرب القصيرة التي اندلعت بين البلدين الشهر الماضي، التي شنت خلالها الولايات المتحدة ضربات على إيران لدعم إسرائيل.

وميدفيديف، الذي كان رئيسا لروسيا بين عامي 2008 و2012، لا يزال لديه تأثير كبير في موسكو، حيث يشغل منصب نائب رئيس مجلس الأمن القومي.

وجاءت تصريحاته ردا على تصعيد ترامب لهجته ضد روسيا في ظل عدم إحراز تقدم لوقف الحرب في أوكرانيا.

وفي وقت سابق من الشهر الجاري، هدد ترامب بفرض رسوم جمركية قاسية على شركاء روسيا التجاريين إذا لم توافق موسكو على وقف إطلاق النار خلال 50 يوما، وأعطى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مهلة نهائية حتى الثاني من سبتمبر/أيلول المقبل.

ولكن خلال اجتماع مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أمس الاثنين، قال ترامب إنه "سيقلل الـ50 يوما التي حددها إلى عدد أقل من الأيام"، قائلا إن هذا يمكن أن يكون "10 أيام أو 12 يوما".

وأشار الرئيس الأميركي إلى أنه يشعر "بخيبة أمل كبيرة" من بوتين بسبب مواصلة ضرب روسيا أهدافا مدنية في أوكرانيا، ولفت إلى أنه ليس مهتما بالحديث مع بوتين، وأضاف "شعرتُ حقا أن الأمر سينتهي. لكن في كل مرة أظن فيها أنه سينتهي، يقتل مزيدا من الناس.. لم أعد مهتما بالتحدث معه".

مقالات مشابهة

  • “أصغر خصر في العالم” يكلّف أميركية مليون دولار .. تفاصيل
  • ميدفيديف مخاطبا ترامب: لسنا إسرائيل ولا إيران والإنذارات خطوة نحو حرب بيننا
  • مدفيديف يحذر ترامب: روسيا ليست إسرائيل أو إيران والإنذارات خطوة نحو الحرب
  • أحمد موسى: كلمة الرئيس السيسي بشأن غزة كانت مرتجلة ورسالة مباشرة إلى العالم
  • إيران: إحباط مؤامرة كبرى خلال حرب الـ12 يوماً
  • الحكومة الألمانية: مستعدون لزيادة الضغط على إسرائيل بشأن غزة
  • وزير دفاع إسرائيل: نستعد لمفاجأة إيران مرة أخرى في المستقبل
  • سي إن إن:الولايات المتحدة استنفدت نحو ربع مخزونها من صواريخ ثاد خلال حرب إسرائيل مع إيران
  • إسرائيل تقرر تجميد خطة إقامة "مدينة إنسانية" على أنقاض رفح
  • تفاصيل الهجوم على محكمة في إيران.. واتهامات لإسرائيل