عوامل ترجح عدم رد إسرائيل على إيران والأزمة تشغل العالم الغاضب عن غزة
تاريخ النشر: 14th, April 2024 GMT
قال مراسل الجزيرة في القدس، إلياس كرام، إن هناك عوامل ترجح عدم رد إسرائيل على الهجوم الإيراني، فيما لفت مراسل الجزيرة في واشنطن ناصر الحسيني، إلى أن جهد أميركا الدبلوماسي ضد طهران من شأنه أن يشغل العالم الغاضب عن سلوك الاحتلال في قطاع غزة.
وشنت إيران هجوما على إسرائيل، ردا على قصف قنصليتها بالعاصمة السورية دمشق قبل حوالي أسبوعين، بإطلاق عشرات المسيَّرات والصواريخ باتجاه الداخل الإسرائيلي.
وقال القائد العام للحرس الثوري الإيراني حسين سلامي إن إيران قامت بعملية محدودة ناجحة وضربت المواقع التي كانت منطلقا لاستهداف قنصليتها في سوريا، فيما قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هغاري إن الدفاعات الجوية الإسرائيلية نجحت بالتصدي لـ99 % من 300 صاروخ ومسيرة أطلقتها إيران على إسرائيل.
وعدد إلياس كرام في مداخلة له عبر شاشة الجزيرة، عددا من العوامل التي يرى أنها ترجح عدم إقدام إسرائيل على الرد العسكري على هجوم طهران الذي نفذته الليلة الماضية ضد إسرائيل بصواريخ ومسيرات، ومن ذلك عدم خروج أي من المسؤولين الإسرائيليين منذ بدء الهجوم وحتى الآن بإعلان نية الرد.
كما لفت إلى أن المسؤولين العسكريين والأمنيين السابقين إضافة إلى المحللين السياسيين، قدموا نصائحهم لإدارة بنيامين نتنياهو بالاكتفاء بما انتهى إليه الأمر وعدم الرد عسكريا على إيران، وأن ذلك يأتي في إطار ما حققته إسرائيل من إنجازات في هذه المواجهة.
نجاح إستراتيجيوأوضح كرام أن إسرائيل ترى أنها نجحت في درء الهجوم الإيراني في أن يوقع ضحايا في الأرواح أو خسائر مادية فادحة، كما أنها حققت في هذه المواجهة نجاحا إستراتيجيا منقطع النظير حين ظهر للعالم تداعي الحلفاء لدعمها عند تعرضها للهجوم الإيراني.
كما ترى إسرائيل في هذه المرحلة فرصة سانحة -حسب كرام- لتشكيل تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة ضد إيران ومشروعها النووي، بعد فشلها خلال السنوات الماضية في إقناع واشنطن بتكوين هذا التحالف.
وأشار في هذا السياق إلى أنه من الممكن أن تعتبر إسرائيل إقامة هذا التحالف أكثر جدوى من الرد العسكري، وهو ما يعني أنها قد تقبل بطلب أميركا عدم الرد في حال وعدتها الإدارة الأميركية بإنشاء هذا التحالف.
كذلك، فإن أصواتا في الداخل ترى ضرورة إعطاء أولوية لاستعادة الأسرى في قطاع غزة، حيث لم تحسم المعركة بعد، كما لم تحسم المواجهة في الجبهة الشمالية مع حزب الله اللبناني.
ارتياح أميركي
بدروه، يرى مراسل الجزيرة في واشنطن، ناصر الحسيني، أن هناك ارتياحا واسع النطاق في الولايات المتحدة من أن عملية الدعم العسكري السريع لإسرائيل تمت بنجاح، حيث يقول الأميركيون إنهم تمكنوا وحدهم من إسقاط 70 من مسيرات إيران.
لكنه لفت كذلك إلى أن الإدارة الأميركية تعمل على منع المنطقة من الانجرار إلى صراع أعمق وأوسع خارج نطاق غزة، وهو ما ظهر في مكالمة الرئيس الأميركي جو بايدن مع نتنياهو، والتي أعلن فيها الدعم الكامل لإسرائيل لكنه أكد عدم المشاركة في رد عسكري ضد إيران.
ولفت إلى أن أميركا تقدم في هذه المرحلة جهدا دبلوماسيا ضد إيران، حيث تقود حراكا مع دول أوروبا على مستوى مجموعة جي 7، مشيرا إلى تقديم بايدن وعدا لإسرائيل ببذل جهد لتحقيق نوع من التحالف الجديد ضد إيران.
وأضاف بأن هناك عامل نجاح آخر يراه الأميركيون، وهو تحويل النظر تجاه هذا الجهد الدبلوماسي بشكل ينسي العالم الغاضب ما تقوم به إسرائيل في قطاع غزة، وهو ما يمثل نوعا من المتنفس تقدمه الولايات المتحدة لإسرائيل.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات ضد إیران إلى أن فی هذه
إقرأ أيضاً:
كيف يعزّز فشل إسرائيل العسكري في غزة من مكاسب حماس الاستراتيجية والدولية؟
قال المحامي والضابط في جيش الاحتلال الإسرائيلي، موريس هيرش، إنّ: "الاحتلال لا يُخفي وأوساطه الأمنية والعسكرية أن استمرار الحرب على غزة طيلة هذه المدة دون القضاء على حماس، يشكّل خيبة أمل كبيرة، رغم ما يتم تكراره من مزاعم دعائية فارغة".
وعبر مقال، نشره معهد القدس للشؤون الأمنية والخارجية، أوضح هيرش، أنّ: "الحركة تمتلك لاستراتيجية متعددة الطبقات، وصلت أخيرا إلى تشويه سمعة جيش الاحتلال الإسرائيلي على الساحة الدولية، وفي الوقت ذاته الحفاظ على سلطتها في غزة، مع تأمين موارد إعادة الإعمار الدولية".
وتابع المقال الذي ترجمته "عربي21" بالقول: "رغم أهداف الاحتلال المُتمثّلة بتفكيك القدرات العسكرية والحكومية لحماس، فإن الضغوط الدولية أجبرته على السماح لها بمواصلة وظائفها الحكومية، لتوزيع المساعدات الإنسانية، وإبقاء الأسرى في غزة تأمين وجودي لها".
وأبرز: "لن يتم إطلاق سراحهم بالكامل إلا من خلال المفاوضات وحدها، التي أسفرت حتى الآن عن إطلاق سراح أسراها الكبار، وعددهم 2144 مقابل إطلاق سراح بعض الأسرى".
"عندما نفذت حماس هجوم الطوفان كان لها عدة أهداف، تحققت كلها تقريباً، أهمها قتل أكبر عدد من الجنود والمستوطنين، وأسرهم، واستخدامهم أوراق مساومة لضمان إطلاق سراح أسرى فلسطينيين، ومثّل قتل عشرات آلاف الفلسطينيين في غزة، مناسبة لتشويه سمعة الاحتلال، وإدانته في الساحة الدولية، وإعادة إشعال النقاش العالمي حول الدولة الفلسطينية، واعتراف العالم بها" استرسل المقال ذاته.
وتابع: "في نهاية المطاف، سعت الحركة للبقاء على قيد الحياة بعد الحرب، والحفاظ على مكانتها الحاكمة في المجتمع الفلسطيني، والتمتع بثمار الجهود الدولية الحتمية لإعادة بناء غزة".
وأشار إلى أنه: "منذ البداية، أدركت حماس أنها لا تستطيع مجاراة القوة العسكرية للاحتلال، وأدركت جيداً أن ردّه سيكون ساحقاً، لكنها عملت على تحويل هذا الردّ العنيف إلى أصل استراتيجي يمكن استخدامه ضده، عبر الاستعانة بحلفائها وأصدقائها حول العالم، أولهم الأمم المتحدة ومؤسساتها في غزة، وبدأت بإصدار قرار تلو الآخر لإدانة الاحتلال..".
وأوضح أنّ: "الحليف الثاني للحركة هو المحور الإيراني لمساعدتها في التصدّي للعدوان الاسرائيلي، حيث انضم حزب الله والحوثيون بسرعة لمهاجمة الاحتلال، وأطلق الحزب أكثر من عشرة آلاف صاروخ وقذيفة وطائرة بدون طيار، ما تسبّب بأضرار واسعة النطاق، وإجلاء أكثر من 140 ألف مستوطن، وجمع الحوثيون بين الهجمات المباشرة على الاحتلال، وتعطيل حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر، فيما هاجمت إيران، دولة الاحتلال بمئات الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار".
وأضاف: "الحليف الثالث لحماس هي مجموعات إسلامية، منتشرة في مختلف أنحاء العالم، حيث نجحت الحركة بحشد الدعم الشعبي، وملايين المتظاهرين ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي، ومهاجمته، والضغط على حكوماتهم لفرض عقوبات عليه".
وأكد أنّ: "الحركة شوّهت سمعة الاحتلال، وانضمت إليها هيئات الأمم المتحدة، بما فيها الجمعية العامة ومجلس حقوق الإنسان وسلسلة من: المقررين الخاصين، ومحكمة العدل الدولية، وصولا لإصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ووزير الحرب آنذاك، يوآف غالانت، بوصفهم مجرمي حرب".
وأردف: "فرضت العديد من حكومات العالم، بما فيها إدارة الرئيس السابق جو بايدن، وبريطانيا، وكندا، وهولندا، وأستراليا، ودول أخرى، حظراً كاملاً أو جزئياً على تصدير الأسلحة أو المكونات للاستخدام العسكري للاحتلال".
ولفت أنّ: "هدفا آخر من أهداف حماس في طريقه للتحقق من خلال تزايد عدد الدول المعترفة بفلسطين، بلغ عددها تسعة، وهي: أرمينيا، سلوفينيا، أيرلندا، النرويج، إسبانيا، جزر البهاما، ترينيداد، وتوباغو، جامايكا وبربادوس، مع احتمال انضمام فرنسا وبريطانيا لها".
وختم بالقول إنّه: "إذا استمرت الأحداث في مسارها الحالي، فلا شك أن حماس ستنتصر في الحرب، وتحقّق كل أهدافها من الهجوم، وسيكون هذا بمثابة كارثة بالنسبة للاحتلال".