لجريدة عمان:
2025-12-13@17:14:38 GMT

الوعي وقت الأزمات

تاريخ النشر: 15th, April 2024 GMT

ما تمر به سلطنة عُمان من تقلبات في الأنواء المناخية بين فترة وأخرى ممثلة في هطول الأمطار ليس استثناءً، بل إنه يمثل تغيُّرا في تركيبة المناخ التي تمر بها دول الشرق الأوسط ودول الخليج منذ قرابة 6 سنوات، حيث تلاحقت الأعاصير على سلطنة عُمان من جهتي بحر العرب جنوبا وشرقا وهي المنطقة المفتوحة على المحيط الهندي، بدءا من جونو وفيت ومكونو وشاهين وغيرها.

وكان المفهوم السائد لدينا «أن المطر حالة استثنائية» نظرا لموقع هذا الإقليم في المنطقة الحارة والجافة وقليلة الأمطار، لكن هذا المفهوم بدأ يتغيّر لدى الكثير من العلماء والمهتمين بأحوال الطقس وأصبحت الأعاصير والأمطار نتيجة التقلبات المناخية أمرا أقرب منه للواقع.

ذلك يعني أن التعامل مع الحالات المناخية يترتب عليه وعي أكبر من السابق ولم تعد الحالة استثنائية بل جزء من المعايشة اليومية، خاصة أن تقدم العلم يعطي فرصة أكبر لمعرفة أضرار تلك الأحوال على كامل مساحة سلطنة عمان، لكن تلك التوقعات الاستباقية في بعض الأحيان يشوبها عدم الدقة على ضوء المعطيات الحسابية ومعرفة الواقع، وهذا أيضا استثناء لا يعني أنها تنطبق على كل الحالات.

اليومان الماضيان تعرضنا فيهما لحالة ماطرة في شمال البلاد وزهقت نتيجة عدم التقديرات الدقيقة أرواح عدد من طلبة المدارس الأبرياء. وهذا لا يعود لسبب مباشر بل لأسباب شاركت فيها أطراف عدة لعل أبرزها وعي هذه الأطراف بخطورة الحالة، التي ما زالت لدى البعض لا تعدو كونها حالة ماطرة عادية وتمر بينما هي مخالفة لذلك المفهوم.

الوعي الذي نحتاج له -بما أننا نتعرّض لمثل هذه الحالات باستمرار- هو مبدأ السلامة كسلوك وممارسة، ليس على الطلبة فقط بل ولمستخدمي الطرق والموظفين في جميع المؤسسات، وعبور مجاري الأودية؛ فـ«العنتريات» لا تُجدي مع قوة التيارات المائية المندفعة، والحرص على عدم خروج الأطفال والنساء خارج المنازل والبقاء في الأماكن الآمنة حتى عبور الحالة، واختيار أماكن السكنى بعيدا عن مسارات الأودية وكذا إقامة منشآت المؤسسات التعليمية والخدمية، والحرص على الابتعاد عن الأماكن التي قد تسبب كارثة إنسانية وذلك من خلال شروط رفع مستوى المباني.

من المهم إعادة صياغة مفهوم الوعي لدى الفرد والمؤسسة خلال المرحلة المقبلة، وغرس ذلك كمبدأ في الناشئة ومقدمي الخدمات للجمهور والتركيز على أن السلامة لا للمساومة فيها ولا تساوي شيئا أمام احتياجات الإنسان الآنية، ولا يمكن مفاضلتها بين المصالح لأنها أساس بقاء الإنسان على قيد الحياة، يعمّر في هذا الوطن ويشارك في الحضارة الإنسانية.

سالم الجهوري كاتب صحفي عماني

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

الصندوق العربي للمعونة الفنية يختتم دورته حول التفاوض وإدارة الأزمات

اختُتمت اليوم بالقاهرة أعمال الدورة التدريبية المتقدمة، التي نفذها الصندوق العربي للمعونة الفنية للدول الإفريقية لصالح عدد من الكوادر السودانية، وذلك برعاية كريمة من أحمد أبو الغيط، أمين عام جامعة الدول العربية.

وشهدت الجلسة الختامية للدورة التي استضافتها أعمالها الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة، حضور السفير كمال بشير نائب بعثة جمهورية السودان لدى جمهورية مصر العربية وجامعة الدول العربية، وخبراء البرنامج.

وخلال كلمته، جدّد السفير محند صالح لعجوزي، الأمين العام المساعد مدير عام الصندوق العربي للمعونة الفنية للدول الأفريقية، شكره العميق لأحمد أبو الغيط أمين عام جامعة الدول العربية على رعايته الكريمة لعقد هذه الدورة، وعلى إشرافه الشخصي على حفل الافتتاح، مؤكّدًا أن هذا الدعم يجسّد التزام الجامعة العربية بدعم السودان واستقرار مؤسساته خلال مرحلته الدقيقة.

وعبّر السفير لعجوزي عن تقديره البالغ للسفير عماد الدين عدوي، والسفيرة نرمين الظواهري مساعد وزير الخارجية أمين عام الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية.

وقد شارك في تقديم محاضرات الدورة نخبة من القامات الدبلوماسية المصرية الرفيعة، وهم:

السفير محمد بدر الدين زايد، مساعد وزير الخارجية الأسبق.السفير صلاح حليمة، مساعد وزير الخارجية الأسبق.الوزير مفوض تامر عزام، بوزارة الخارجية المصرية.

وقدم هؤلاء الخبراء برنامجًا تدريبيًا متخصصًا ومتقدمًا في مجالات التفاوض وإدارة الأزمات، إدارة الشائعات، توثيق الانتهاكات، والدور الدبلوماسي في دعم جهود إعادة الإعمار والبناء، بمزيج من الخبرات الميدانية والأطر المهنية الحديثة.

وأشاد السفير كمال بشير - خلال كلمته بالدور الكبير الذي قام به مدير عام الصندوق في الإعداد والتحضير والتنفيذ، مثمّنًا الجهد، الذي بُذل لضمان تقديم برنامج تدريبي فعّال ومتكامل يلبي الاحتياجات الفعلية للكوادر السودانية.

أوضح السفير لعجوزي، أن المشاركين تلقّوا خلال الأيام الخمسة الماضية تدريبًا مكثفًا على الأدوات العملية والمهارية التي من شأنها دعم جهود السودان في استعادة عافيته، ووحدة مؤسساته، وتعزيز قدرته على مواجهة التحديات الراهنة.

أكد التزام الصندوق العربي للمعونة الفنية للدول الأفريقية — وبالشراكة مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية — باستمرار تنفيذ برامج تدريبية أكثر تخصصًا وعمقًا خلال المرحلة المقبلة، إيمانًا بأهمية تنمية الموارد البشرية في مسارات الإصلاح والتنمية وإعادة الإعمار في السودان.

واختُتمت أعمال الدورة بتوزيع الشهادات على المشاركين الذين عبّروا عن تقديرهم الكبير لهذه المبادرة، مؤكدين أن محتوى الدورة شكّل إضافة نوعية لخبراتهم المهنية وأنهم يثمّنون عاليًا الجهود المبذولة لدعم الكوادر السودانية.

طباعة شارك جامعة الدول العربية الصندوق العربي للمعونة الفنية للدول الإفريقية أمين عام جامعة الدول العربية جمهورية السودان السودان أحمد أبو الغيط إعادة الإعمار الخارجية المصرية الدبلوماسية المصرية

مقالات مشابهة

  • دونجا ظهاجما إدارات الإسماعيلي: سبب الأزمات ولا يملكون حتى حق العودة لمنازلهم
  • انفراجة.. أحمد حسن يبشر جمهور الزمالك بحل الأزمات المالية
  • محلل اقتصادي: هدر الإيرادات النفطية يفاقم الأزمات الخدمية
  • المرور يكشف الحالات التي تتطلب تخفيف السرعة أو إيقاف المركبة 
  • الصندوق العربي للمعونة الفنية يختتم دورته حول التفاوض وإدارة الأزمات
  • الرئيس العراقي السابق يتولى منصب المفوض السامي لشئون اللاجئين
  • سلام: القطاع الصحي في لبنان صمد أمام الأزمات
  • فقد الوعي تماما | تطور صادم في حالة طارق الأمير الصحية بالعناية المركزة
  • حملة مخاطر الأنواء المناخية وأمواج تسونامي تؤكد رفع الجاهزية للحالات الطارئة
  • تواصل فعاليات الحملة الوطنية للتوعية من مخاطر الأنواء المناخية وأمواج تسونامي