يشكل “التعليم عن بعد” محركا رئيسيا لتحقيق الاستدامة في العملية التعليمية، والاستمرارية في تطبيق الخطط الدراسية في مدارس الدولة كافة، في مواجهة أية تداعيات طارئة تتطلب التحول لهذا النهج التعليمي المبتكر.

 

وجاء الإعلان أمس عن اعتماد نظام التعليم عن بعد في جميع المدارس لمدة يومين نظرا للأحوال الجوية الحالية التي تشهدها الدولة، وما واكبه من مرونة كبيرة في المدارس بالتحول بشكل فوري إلى هذا النهج التعليمي، ليجسد نجاح الدولة وريادتها في ترسيخ بنية تحتية متكاملة للتعلم الذكي بما يضمن تحقيق الاستمرارية والكفاءة في العملية التعليمية تحت أية ظروف.

 

التعلم الذكي

ونجحت دولة الإمارات في امتلاك منظومة متطورة للتعلم الذكي انبثق عنها نظام التعليم عن بعد، كثمرة للرؤية الاستشرافية لقيادة الدولة؛ إذ بادرت في العام 2012، بإطلاق “مبادرة محمد بن راشد للتعلم الذكي” لخلق بيئة تعليمية جديدة في المدارس، والتي تضمنت 4 مسارات اختص الأول منها بتغيير البيئة الصفية، وتطبيق مفهوم الصفوف الذكية واستخدام برمجيات تشاركية ذكية، فيما ركز المسار الثاني على تطوير بنية تحتية إلكترونية متقدمة في جميع المدارس، والثالث على تطوير مجموعة من المناهج التعليمية المساندة للمنهاج الأصلي، فيما اعتنى المسار الرابع للمبادرة بتوفير خدمات متعددة لأولياء الأمور لمتابعة تحصيل أبنائهم إلكترونيا والاطلاع على مشاريعهم التعليمية وإبداء الملاحظات والاقتراحات وتبادل المعلومات مع المدرسين ومع إدارات المدارس حول التطور التعليمي لأبنائهم بما يسهم في تعزيز دور البيت في التحصيل العلمي وتفهم أولياء الأمور لطبيعة التطورات التعليمية الجديدة في البيئة المدرسية.

 

مبادرات

ونتيجة لهذه الجهود، تمكنت دولة الإمارات من ترسيخ واحدة من منظومات التعلم الذكي الأكثر تطورا وتقدما في المنطقة، وأثمر ذلك نجاحها في تطبيق نهج مميز للتعليم عن بعد خلال فترة جائحة كورونا حظي بتقدير عالمي كبير.

كما حرصت الدولة، لضمان أمان وموثوقية هذا النهج، على إطلاق مبادرة “أقدر للمدارس الآمنة رقمياً” لإرساء بنية أمنية ذكية لدى المدارس، لتصبح دولة الإمارات أول دولة في العالم تطبق مفهوم المدرسة الآمنة رقمياً على جميع مدارسها الحكومية والخاصة وذلك وفق معايير الاتحاد الأوروبي للإنترنت الآمن.

 

برامج عالمية

وتجاوز تأثير المبادرات التعليمية الذكية التي أطلقتها دولة الإمارات الحدود المحلية وأمتد إلى العالم أجمع.

ومن أبرز هذه المبادرات “مبادرة المدرسة الرقمية” أحد مشاريع مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، وأول مدرسة رقمية عربية متكاملة ومُعتمَدة، توفر التعليم عن بُعد بطريقة ذكية ومرنة للطلاب من شتى الخلفيات الاجتماعية والاقتصادية والمستويات التعليمية، ومن أي بلد في العالم؛ إذ تقدم هذه المدرسة منهاجاً تعليمياً عصرياً، يستند إلى أحدث تقنيات الابتكار والذكاء الاصطناعي، بما يعزز من قدرات الطلاب على التعلّم الذاتي واكتساب المعارف والمهارات في مختلف المجالات.

 

تقدير دولي

وأوصت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونيسكو”، بمنصة “مدرسة”، كمصدر موثوق للمحتوى التعليمي النوعي باللغة العربية، الذي يغطي مختلف المواد الدراسية، بما يواكب المناهج العربية والعالمية، ويلبي متطلبات منظومات التعلم عن بعد.

وأشارت “اليونيسكو” إلى أن هذه المنصة تتمتع بقاعدة مستخدمين قوية، تعزز تأثيرها وأثرها، وتساعد المدارس والمعلمين على تيسير تعلّم التلاميذ باللغة العربية عن بعد، في مختلف الظروف، ومن أي مكان، واعتبرتها من المنصات ذات المحتوى المتميز والموثوق به، إلى جانب منصات وتطبيقات أخرى مفتوحة للتعلم عن بعد في المنطقة العربية.

وتؤمن دولة الإمارات أن التعليم واستمرارية التعلم هو الضمانة لاستمرارية التنمية والتقدم في الأوطان، وقد نجحت اليوم وبفضل استثمارها في التعليم الذكي على مدار أكثر من عشر سنوات، في توفير عملية تعليمية منهجية تسير بسلاسة ولا تعرقلها أية تحديات.وام


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

“خارج الصندوق”.. مسرحية تفاعلية تشجع على التعليم المهني .. فيديو وصور

صراحة نيوز – محمود المجالي
شهد مسرح الحسن الثقافي يوم الاثنين الإثنين عرضاً مميزاً لمسرحية “خارج الصندوق”، التي نظمتها فرقة مسرح المركز الوطني للثقافة والفنون بالتعاون مع مديرية ثقافة الكرك ومراكز التدريب المهني، وذلك ضمن برنامج يهدف إلى تشجيع الشباب على الانخراط في المسار التعليمي المهني.

المسرحية التي ألفتها ريتا عكروش وأخرجتها صبا عبيدات، قدمها نخبة من الفنانين وهم: مهند النوافلة، غاندي صابر، دليا المومني، صبا عبيدات، موسى البعول، وريما الشيخ، بأسلوب درامي تفاعلي دمج بين الفن والرسالة المجتمعية.

ناقشت المسرحية عدة قضايا اجتماعية تمحورت حول الصراع بين رغبات الأبناء في اختيار مساراتهم المهنية ورفض الأهل التقاليد الراسخة التي تفضل المسار الأكاديمي. وتدور أحداثها في بلدة “ينبوع”، حيث يظهر صندوق غامض في منتصف البلدة، مثيراً جدلاً واسعاً بين السكان، لا سيما بين الآباء وأبنائهم.

أبرزت المسرحية قصص “سناء” ابنة المهندس مراد، التي أحبت مهنة الخياطة رغم رغبة والدها في أن تدرس الحقوق، و”أديب” الذي فضل النجارة على دراسة الهندسة، ليتبين في نهاية الأحداث أن الصندوق الغامض من صنع أديب نفسه، في رسالة رمزية إلى أن الإبداع ينبع من الشغف والاختيار الحر.

ما يميز العمل هو الطابع التفاعلي، حيث شارك الجمهور بالرد على الأسئلة والنقاشات خلال العرض، لإقناع الآباء بترك المجال لأبنائهم لمتابعة ما يحبونه، في خطوة تهدف إلى نشر ثقافة احترام التوجه المهني كمسار أساسي لا يقل أهمية عن المسار الأكاديمي.

ويأتي هذا العرض ضمن سلسلة من الأنشطة ضمن برنامج BITC الذي نُفذ في مدارس وزارة التربية والتعليم خلال عام 2023، ويستمر في الترويج لأهمية التعليم المهني في بناء مستقبل مستدام وواعد للشباب.

"خارج الصندوق".. مسرحية تفاعلية تشجع على التعليم المهني pic.twitter.com/p6DmgiVHyz

— صراحة نيوز (@Saraha_News) July 29, 2025

 

مقالات مشابهة

  • الإمارات تدين هجوماً استهدف مركبات في ولاية “بلاتو” بنيجيريا
  • الإمارات تواصل الإنزال الجوي للمساعدات، وتُدخل 58 شاحنة لدعم غزة ضمن عملية “الفارس الشهم 3”
  • عبد الرحمن الصادق المهدي يوجه نصيحة لـ “بن زائد”
  • الإمارات تدين الهجوم الذي استهدف مركبات في ولاية “بلاتو” بنيجيريا
  • “خارج الصندوق”.. مسرحية تفاعلية تشجع على التعليم المهني .. فيديو وصور
  • “البيئة” تُطلق خدمتَي ترخيص التربية الريفية للدواجن والماشية لدعم صغار المربين وتعزيز استدامة قطاع الثروة الحيوانية
  • رئيس الدولة يمنح السفير الأردني وسام الاستقلال من الطبقة الأولى
  • بتمويل حتى 500 ألف جنيه.. أسعار الفائدة على قروض التعليم والمصاريف الدراسية في بنك مصر
  • الموافقة على تخصيص أراضٍ لـ 20 مدرسة جديدة لدعم العملية التعليمية بالمنيا
  • زعيم المعارضة حرائق الغابات تجسد “أزمة غياب دولة”