حديقة فريال بأسوان.. قبلة الزائرين في الأعياد والمناسبات |شاهد
تاريخ النشر: 17th, April 2024 GMT
محافظة أسوان عروس المشاتى والتى تمتلك العديد من المقومات الطبيعية التى حباها الله سبحانه وتعالى بها لتكون واحة وقبلة لكل شعوب العالم .
ونستعرض عبر منصة " صدى البلد " أحد أبرز المعالم السياحية داخل عاصمة الشباب والإقتصاد والثقافة الإفريقية ، وهى حديقة فريال التاريخية ، التي تمثل بانوراما جمالية منذ إنشاؤها في أربعينيات القرن الماضي .
وتشهد حديقة فريال إقبال كبير من أهالى محافظة أسوان ، وضيوفها من المحافظات المجاورة ، وأيضاً الزائرين من الأفواج السياحية المختلفة في فترة الأعياد والمناسبات المتنوعة لوقوعها على ربوة عالية على نهر النيل بمدينة أسوان، ولما تمتلكه من أشجار على صفحة النيل، وتنسيق منقطع النظير.
ولذا يلجأ الكثير من الأسر الأسوانية لزيارة الحديقة فى الأعياد والمناسبات المختلفة ومنها أعياد الفطر والأضحى والربيع وشم النسيم وأعياد الأقباط حيث تحتفل الأسر بالذهاب فى مجموعات للاحتفال مع الأهل والأقارب والجيران ويأخذون معهم المأكولات والمشروبات المختلفة ليستمتعوا بجمال الطبيعة ، بجانب قيام الأطفال باللعب واللهو والمرح وسط المسطحات الخضراء التى تتميز بها بالحديقة على مدى السنوات الطويلة التى تجاوزت الـ 70 عامًا .
وتمتاز حديقة فريال بأنها من داخلها يتمكن أي شخص متابعة غروب الشمس حتي تغرق في نهر النيل والتي تعتبر متعة كل سائح يزور أسوان حيث تضم مدرجات جرانيتية تطل علي أجمل جزء من نهر النيل بزرقته المبهرة، وتصميم الحديقة ليس له نظير.
فيما أوضح أشرف محمود أحد العاملين بحديقة فريال بأنه تم دخول الحديقة في مشروع صيانة حدائق أسوان وتم تجديد الممشي والممرات بجرانيت أسوان الوردي وزراعة أشجار وزهور جديدة، بالإضافة إلي الأشجار العملاقة والزهور النادرة المعمرة منذ سنوات طويلة والتي تضمها الحديقة إلي جانب دورات مياه نظيفة.
وقد سميت بإسم الأميرة فريال كبرى بنات الملك فاروق الأول حيث سميت بهذا الإسم عقب إهداء الملك فاروق هذه الحديقة لابنته الكبرى فى عيد ميلادها .
والحديقة تضم أشجار نادرة يتجاوز عمرها 100 عام بعد إهداء الحديقة للأميرة فريال أخذت على عاتقها تطويرها ، ومن أجل ذلك جلبت إليها العديد من الأشجار والزهور النادرة ، وكانت تقيم بها العديد من الحفلات الغنائية، وكانت المكان المفضل للملك فاروق لممارسة رياضة المشى بها.
أما عن الأشجار النادرة التى تضمها الحديقة فهى تزخر بالعديد من الأشجار حيث أنه من ضمن هذه الأشجار شجرة تخزين المياه التى لا توجد مثليتها سوى بدولة السودان، وتعتبر مميزة فى قدرتها على تخزين المياه فى ساقها وتستخدم من أجل هذا الغرض فى المناطق التى تكثر بها السيول والأمطار، وتتجاوز عمرها أكثر من مائة عام.
ومن أبرز زائرى حديقة فريال التاريخية الكاتب الراحل عملاق الأدب العربى عباس محمود العقاد والملك فاروق حيث كانوا يحرصوا على زيارتها لممارسة الهوايات المختلفة ، فقد كان العقاد يتردد عليها بإستمرار للإستمتاع بهوايته فى القراءة ، بينما كان الملك فاروق يحرص على زيارتها عند وصوله لمحافظة أسوان لموقعها الرائع على النيل .
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: أسوان محافظة أسوان الحديقة النباتية اخبار المحافظات حدیقة فریال
إقرأ أيضاً:
إدلب تنزف زيتونا وفستقا.. مزارعون يعودون إلى أرض بلا جذور
لم تكن صدمة إسماعيل عساف، المزارع الستيني العائد إلى بلدته "معصران"، محصورة في مشهد بيته المدمر، بل امتدت إلى الحقل المجاور، حيث كانت تقف أشجار الزيتون شامخة منذ عقود.
اليوم، لم يتبقَّ منها شيء، بعضها قُطع من الجذور، وبعضها الآخر أُحرق أو اقتُلِع بالكامل، ليخسر عساف مصدر رزقه وأمله الوحيد في إعادة بناء منزله عبر عائدات ما كان ينتظره من مائة "تنكة" زيت.
هذا المشهد لم يكن استثناء، فوفقا لما أكده مصطفى الموحّد، مدير الزراعة والإصلاح الزراعي في إدلب، فإن تحرير ريفي إدلب الجنوبي والشرقي من سيطرة نظام الأسد المخلوع كشف عن كارثة اقتصادية حقيقية.
ويقول في حديث خاص للجزيرة نت "وجدنا خلف النظام دمارا هائلا، تمثّل بقطع وحرق واقتلاع أشجار الزيتون والفستق الحلبي والتين، وهي من أبرز مصادر الدخل لسكان المنطقة".
وبدأت فرق مديرية الزراعة فورا بإحصاء الأضرار، ليظهر أن:
أكثر ما تضرر كان أشجار الزيتون، حيث تم قطع وحرق مليون ونصف المليون شجرة زيتون. قطع 350 ألف شجرة فستق حلبي. قطع 100 ألف شجرة تين. قطع عشرات الآلاف من الأشجار المثمرة الأخرى.وأضاف الموحد أن معظم هذه الأشجار يتراوح عمرها بين 20 و70 عاما، وبعضها يبلغ عمره قرنا من الزمن.
الأضرار التي لحقت بالقطاع الزراعي لا تقتصر على الأشجار بحد ذاتها، بل تمتد لعقود قادمة، فالأشجار التي قُطعت تحتاج إلى 15 عاما على الأقل لتعود إلى مستوى إنتاج مقبول، فيما تبلغ تكلفة إعادة تأهيل كل شجرة نحو 75 دولارا أميركيا سنويا، ما يرفع إجمالي تكلفة التأهيل إلى 147 مليون دولار.
إعلانويضيف الموحد "إن خسارة هذه الأشجار لا تعني فقط انعدام موسم الزيت أو الفستق، بل هي ضربة قاصمة لمصدر رئيسي من مصادر القطع الأجنبي لسوريا (العملة الصعبة)، إذ إن صادرات الزيت والزيتون والفستق الحلبي كانت تشكّل أحد أعمدة الاقتصاد الزراعي للبلد".
ولم يكن أمام مديرية الزراعة سوى التحرك ضمن إمكانياتها المحدودة، حيث بدأت بتوفير 60 ألف غرسة زيتون و10 آلاف غرسة فستق حلبي، وهي كميات لا تغطي سوى جزء ضئيل من احتياجات ريفي إدلب الجنوبي والشرقي، وتعمل المديرية على إعادة تشغيل مشاتلها الزراعية بهدف زيادة إنتاج الغراس المحلية، استعدادا لموسم الخريف المقبل.
وجع العودة
إسماعيل عساف، الذي لم يتمالك دموعه، يقول "ورثت أشجار الزيتون عن والدي، وهي أقدم من عمري. كنت أعتني بها منذ كنت طفلا. أحرثها، أقلمها، أسقيها، وكانت تعطيني إنتاجا وفيرا. كنت أعد محصولها لبناء منزلي المدمر".
وتتكرر القصة مع أحمد لخليف، مزارع أربعيني، عاد بعد سنوات من النزوح، ليجد قريته ومصدر رزقه وقد دُمِّرا بالكامل "بيتي يمكن أن أعيده يوما ما"، يقول لخليف، "لكن من يُعيد لي شجرة الزيتون التي نمت وكبرت في أرضي طوال 50 سنة؟".
ويضيف "الأشجار المثمرة كانت المورد الأساسي لنا. نبيع الزيت، الفستق، التين، العنب.. واليوم، لا شيء يُباع".
في المقابل، بدأت فرق مديرية الزراعة بتنظيم حملات توعية ميدانية للمزارعين، وعقد ندوات إرشادية حول التعامل مع الأشجار المحروقة، وطرق تأهيل الأرض، واختيار الغراس، خاصة أن لكل نوع من الأشجار متطلبات فنية خاصة، تختلف من الزيتون إلى الفستق إلى التين.
إبادة الفستق الحلبييؤكد المزارع الثمانيني سعد الحسن، من ريف إدلب الجنوبي، أن الفستق الحلبي تعرّض لإبادة مماثلة. "النظام البائد اقتلع بعض الأشجار من الجذور، وقصّ أخرى، وأحرق الباقي. وكانت هذه الأشجار في أوج عطائها، عمرها 50 عاما، إنتاجها لا يعوَّض".
ويشير الحسن إلى أن الأشجار الجديدة تحتاج إلى 7 سنوات فقط لبدء الإنتاج، لكنها لا تصل إلى نفس كمية ونوعية الإنتاج إلا بعد مرور أكثر من 10 سنوات. كما أن الفستق الحلبي تحديدا يتطلّب عناية دقيقة ومكافحة لأمراض خاصة، مما يرفع كلفة صيانته بشكل كبير.
إعلانويضيف "الدمار الزراعي الذي خلّفه النظام في ريف إدلب ليس فقط انتقاما من الأرض، بل هو محاولة لمنع الحياة من العودة إلى هذه القرى. الزراعة ليست شجرة فقط.. هي حياة كاملة، رزق، وأمان، واستقرار".