ملتقى الطفل: الإيمان بأن الله هو الرازق يُعين الإنسان على القناعة
تاريخ النشر: 30th, July 2023 GMT
عقد الجامع الأزهر الشريف، السبت، النسخة السابعة والثلاثين من ملتقى الطفل، والذي يأتي ضمن سلسلة لقاءات تحت عنوان «الطفل الخلوق- النظيف- الفصيح»، ودار موضوع حلقة اليوم حول «القناعة وأثرها على النفس».
أخبار متعلقة
وكيل الأزهر: فتح باب التظلمات على نتيجة الثانوية الأزهرية غدًا
وكيل الأزهر يعلن أوائل الشهادة الثانوية الأزهرية 2023 للقسم الأدبي
وكيل الأزهر يعتمد نتيجة الثانوية الأزهرية للقسم العلمي بنسبة نجاح 59.
وأوضح الشيخ كريم حامد أبوزيد، منسق برنامج كتب التراث بالجامع الأزهر، أن القناعة لها معان كثيرة منها الرضا بما قسمه الله تعالى وأعطاه، فهي خلق الأنبياء والمرسلين ودأب الصالحين، ومن معناها الاستغناء بالطيب الحلال عن الحرام الخبيث، وهي أيضا تعني الرضا وعدم التذمر والسخط على الأحوال التي يمر بها المرء، فالله سبحانه وتعالى يعطي كل شخص ما يريده الله للشخص فيطمئن قلبه، فعن عبدالله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله ﷺ، قَدْ أفلَحَ منْ أسْلَمَ ورُزِقَ كفَافًا وقنّعه الله بما آَتَاهُ.
وتعرّض الشيخ كريم لبعض الأسباب التي تعين الإنسان على التخلق بالقناعة؛ ومنها الإيمان الجازم بأن الله تعالى هو الرزاق، لقوله «إنَّ اللهَ هُوَ الرَّزَاقُ ذُو القُوَةِ المَتِينُ»، ويتذكر المسلم دائما بأن الدنيا مهما عظمت فهي إلى زوال، ولذا وجب على الإنسان الشكر على ما لديه من خير قد لا يتوفر لغيره، فلا ينظر لما في يد غيره حتى ينمو لديه الشعور بالقناعة والاكتفاء، قال تعالى «لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ»، كما سرد بعض القصص التي ثرت بخلُق القناعة.
وبيّن منسق برنامج كتب التراث بعض فوائد القناعة، من تحقيق مبدأ الشكر لله تعالى، وتحقق حب الله تعالى للعبد الشكور وكذا محبة الناس، فعن أبي العباس سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي ﷺ فقال: يا رسول الله دُلَّني على عمل إذا عملته أحبني الله وأحبني الناس، فقال: «ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس».
وحول تنمية مهارات الكتابة والقراءة لدى النشء، تناول الشيخ أحمد عبدالعزيز، الباحث بإدارة شؤون الأروقة بالجامع الأزهر الشريف «أركان الجملة الاسمية»، مبينا أن الجملة الاسمية هي التي تبدأ باسم، وتتكون الجملة الاسمية من ركنين أساسيين هما المبتدأ والخبر، فالمبتدأ سُمي مبتدأ لأننا نبدأ به الكلام، فلابد أن يكون معرفة غير نكرة، وقد يكون اسما صريحا مفردا مثل «محمدٌ تلميذ مجتهدٌ»، وقد يكون ضميرًا منفصلًا مثل «أنت طالبٌ مجدٌ».
وأضاف الشيخ أحمد عبدالعزيز، أن الخبر هو المتمم لمعنى المبتدأ والدال عليه، وقد يكون الخبر مفردًا مثل «السماء واسعةٌ»، أو جملة اسمية مثل «الولد شعره بنيٌ»، أو فعلية مثل «الطير يبني عشه»، وقد يكون شبه جملة مثل «العصفور في القفص».
وفي نهاية الملتقى، ختم الباحثان حديثهما بالإجابة عن بعض الأسئلة حول الموضوع، وأثناء الشرح استخدم الباحثان بعض الشرائح التوضيحية، معتمدَيْن على أسلوب المناقشة والتحاور مع الأطفال، تشجيعاً لهم على المشاركة.
وبمشاركة مكتب الأزهر لدعم الابتكار وريادة الأعمال، قام القارئ الصغير عبدالحميد الهلاوي، بقراءة ماتيسر من القرآن الكريم، كما ألقى بعض القصائد النبوية في مدح النبي محمد ﷺ.
يذكر أن ملتقى «الطفل الخلوق والنظيف والفصيح» يعقد يوم السبت من كل أسبوع بالجامع الأزهر، ويتم تنفيذه في بعض المحافظات، وذلك لتربية النشء على أسس صحيحة، وفهم عميق لأخلاقيات الدين الحنيف.
الأزهر الجامع الأزهر ملتقى الطفل بالجامع الأزهر ملتقى الطفل مشيخة الازهر الازهر الجامعالمصدر: المصري اليوم
كلمات دلالية: زي النهاردة شكاوى المواطنين الأزهر الجامع الأزهر ملتقى الطفل بالجامع الأزهر ملتقى الطفل الازهر الجامع زي النهاردة
إقرأ أيضاً:
عباس شومان يرد على «إبراهيم عيسى» بعد استنكاره صلاة العيد بالخلاء وطاعة الوالدين
أثار الإعلامي إبراهيم عيسى الجدل مرة أخرى في عيد الأضحى المبارك، بفيديو متداول له بعنوان: "خطبتي في عيد الأضحى.. أعاده الله عليكم بالعقل."
وقال إبراهيم عيسى في الفيديو: "منذ طفولتي وأنا أرى كل عام خطبة عيد الأضحى"، مستنكرًا اتباع المسلمين لسنة النبي صلى الله عليه وسلم في أداء صلاة العيد في الخلاء، مشيرًا إلى أن الجميع لا يعرفون العلة النبوية من الصلاة في الخلاء، والتي كانت بسبب تكدس المسلمين في المساجد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
كما استنكر إبراهيم عيسى قصة سيدنا إبراهيم مع سيدنا إسماعيل، مشيرًا إلى أنه لم يجد تفسيرًا يُبيِّن أن هذه القصة تعبر عن طاعة الوالدين.
رد الدكتور عباس شومانورد الدكتور عباس شومان، الأمين العام لهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، على الإعلامي إبراهيم عيسى، بمنشور على صفحته على "فيس بوك".
ونشر عباس شومان قوله تعالى: (قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَىٰ ۚ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ).
وعلّق عباس شومان قائلًا: "ماذا عن عقل يرى أنها لا علاقة لها بطاعة الوالدين؟!"
قصة سيدنا إبراهيم مع ولده إسماعيللما بلغ إسماعيل أشدَّه، إذا بابتلاء آخر ينتظره وينتظر أباه؛ إذ رأى إبراهيم في منامه أن الله تعالى يأمره بذبح ولده إسماعيل، قال تعالى:
(فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ) (الصافات: 102).
وهنا يتجلَّى الأدب الرفيع العالي: أدب إبراهيم مع ربه جل وعلا، وأدب إسماعيل مع أبيه عليهما السلام.
إبراهيم يريد أن ينفذ أمر الله بذبح ابنه الوحيد الذي جاءه بعد شوق طويل! وإسماعيل يضرب أروع الأمثلة في الصبر على البلاء وطاعة الآباء، والتأدب مع والده.
فقال: "يا أبتِ" — ولم يقل "يا أبي" — زيادة في الأدب والتبجيل والتعظيم له. لم يعترض، لم يهرب، لم يتلفظ بكلمة واحدة تُغضب ربه أو أباه، بل سلَّم الأمر كله لمولاه.
ويا ليتنا نتعلم هذه المعاني العظيمة من أخلاق الأنبياء، ومن كتاب الله الخالد الذي صوَّر هذا المشهد البالغ الدقة بقول الله تعالى:
(فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ • وَنَادَيْنَاهُ أَن يَا إِبْرَاهِيمُ • قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا ۚ إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ • إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ • وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ) (الصافات: 103–107).
وهكذا، لما امتثل الولدُ والوالدُ لأمر الله؛ كان الجزاء هذا الفداء المهيب الذي لم يأتِ من الأرض، بل نزل من السماء.
ومن أجل ذلك شُرعت الأضحية في الإسلام، وجعل الله ثوابها عظيمًا ونفعها عميمًا.
وفي هذه الأيام، ونحن نتذكر هذه الذكريات، نتذكرها وقلوبنا مملوءة إعظامًا وإكبارًا لسيدنا إبراهيم، وسيدنا إسماعيل، وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ولرسل الله كافة عليهم السلام، لما بذلوه من جهد وعناء ومشقة وابتلاءات في سبيل الدعوة إلى الله.