بوابة الوفد:
2025-05-15@18:18:47 GMT

حديث الهدنة المهدور

تاريخ النشر: 18th, April 2024 GMT

وما زال حديث الهدنة المهدور يحتل موائد المحادثات والمراسلات واللقاءات.. حديث الهدنة المهدر ما زال عنوانا لكل الاجتماعات التى فشلت جميعها بسبب المكايدة والمعاندة، ولم يشفع له آلاف الشهداء وآلاف الإصابات التى سيدخل كثير منها فى سجل الشهداء! 

قبل شهر رمضان المعظم كانت الهدنة هى هدف المحادثات الرسمية وبكل اللغات، ومع الوقت تضاءل الأمل فى تنفيذها حتى العشرة الأواخر من الشهر الكريم، ثم ضاقت وانحسرت دائرة الحديث عنها.

 

ولا يمر يوم دون وقوع قتلى ومصابين، وتراجع الاهتمام بالحديث عن غزة والغزاويين، ودخل فى مباحثات الصراع أطراف جديدة وحروب أخرى حتى بلغنا صواريخ ومسيرات إيران، وكأن العالم يذكى الصراع ويهوى الدم والخراب. 

وموقف مصر والرئيس عبدالفتاح السيسى دائما فى صدارة المباحثات سواء فى التصديق على الهدنة ومفاوضاتها العويصة أو على مستوى المساعدات الإنسانية التى سجلت فى سجلات المنظمات الدولية، فلا يملك أشد الاعداء إنكار موقف مصر وتصدرها أرقام المساعدات التى تحفظ حياة آلاف الفلسطينيين من الموت جوعا وعطشا وعلاجا، 

موقف مصر فى استقبال المصابين الغزاويين يشهد به العالم ونحن نراه فى قوائم مستشفياتنا فى العريش والإسماعيلية والقاهرة والغربية وكل المنشآت الصحية المصرية.

مستشفى طنطا الجامعى استقبل 22 مصابا ومعهم عشرات المرافقين وحجز لهم دورا كاملا فى مستشفى الجراحات الجديدة.. وزارهم الدكتور محمود زكى رئيس جامعة طنطا وقام الدكتور أحمد غنيم عميد كلية طب طنطا بإجراء عمليات عيون لخمسة منهم بنفسه، وحتى التأمين الصحى بالغربية استقبل 7 حالات فى مجمع طبى طنطا والمحلة ومعهم نحو 20 مرافقا، وزارهم الدكتور تامر مدكور مدير عام التامين الصحى، وقدمت لهم الخدمة الطبية وفق أحدث ما وصل له الطب وفحوص على أعلى مستوى.

يحدث هذا فى الوقت الذى تراجع فيه حديث الهدنة وتصاعد فيه الكلام عن غزو وضرب رفح من العدو الصهيونى الذى يصر على ذلك بحجة القضاء على الباق من عناصر حماس الهاربة. 

نحن نعيش حالة حرب يرفض طرفاها وقفها ولو على سبيل الهدنة المؤقتة، مما يجعلنا نشك فى أصل وسبب الحرب نفسها، والغريب أن أطرافا جديدة تدخل الصراع فى إصرار غريب على استمرار النار والقتل والخراب.

لقد تأثرت مصر بالحرب بلا شك وزاد تأثرنا مع ضربات الحوثيين للسفن التجارية فى البحر الأحمر وانخفض عدد السفن العابرة بقناة السويس، مما ضاعف خسائرنا الاقتصادية، ومع كل هذا تحاول مصر السعى للتهدئة ووقف الحرب لحماية أرواح آلاف الفلسطينيين الذى يعيشون واقعا مأساويا ويجاهدون للحصول على بعض دقيق وزجاجات مياه صالحة للشرب، هذا الواقع جعل العالم كله يندد بالحرب والمأساة الإنسانية، وهذا العالم نفسه يقدم لإسرائيل الدعم ويصوت لصالحها فى الأمم المتحدة رافضا وقف القتل وإعلان هدنة مؤقتة.

نحن نعيش حالة مرتبكة ومواقف متباينة، غير مفهومة، ولكن يبقى حل الدولة الفلسطينية قائما رغم مواقف أمريكا والدول الأوروبية الداعمة للاحتلال الصهيونى، فالحق العربى لن يضيع والقضية الفلسطينية لن تموت، رغم أنف الجميع.. ويا مسهل.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: وآلاف الإصابات شهر رمضان حدیث الهدنة

إقرأ أيضاً:

هدنة غزة.. شروط الوساطة ودور الوسطاء

يمانيون/ كتابات/ إبراهيم محمد الهمداني

لم يكن هدف استعادة الأسرى الصهاينة، من أيدي مجاهدي الفصائل الفلسطينية، ضمن قائمة دوافع الحرب الإسرائيلية على غزة، لأن قانون (هنيبعل) المعتمد لدى حكومة الكيان الغاصب، يرسم مصيراً آخر لأسرى جيشه، حيث يُفضل الأسير المقتول، على الأسير  الحي، وبذلك يحق لإسرائيل أن تقتل أسراها بيدها، لكي لا يكونوا ورقة ضغط عليها، بيد أعدائها، وهو ما نفذته عصابات الإجرام الصهيونية، حيث أقدمت على قتل كثير من أسراها، رغم محاولات المقاومة الحفاظ على حياتهم، ولولا تعذر الوصول إليهم، لما أبقى الجيش الإسرائيلي منهم أحدا، لذلك لم يكن طلب إسرائيل الهدنة، إلا ترجمة فعلية لهزيمتها العسكرية، واستسلاماً لمعادلات الميدان، التي فرضتها الفصائل الفلسطينية ومحور الإسناد، وهو ما أثبته الواقع، وترجمته بنود الاتفاقية، ومشاهد تنفيذها، التي أكدت أن يد المقاومة كانت هي العليا، على كافة المستويات والأصعدة.
لذلك لم تكن الهدنة بأي حال من الأحوال صناعة ترامبية، كون أمريكا شريكا أساسا في العدوان على غزة، كما أنها لم تكن نتاج جهود الوسطاء القطري والمصري، لأنهم يفتقرون إلى أدنى مؤهلات وشروط ذلك الدور؛ إذ لا يمكن القول إنهم يتمتعون بدرجة ما من الحياد، لأنهم – في الواقع – منحازون علنا، إلى الكيان الصهيوني قلباً وقالباً، ولا يتحركون إلَّا بموجب التوجيهات الأمريكية، كما لا يمكن القول إنهم يتمتعون بوجاهة ومكانة، تمنحهم ثقة المجتمع الدولي، في عدل قراراتهم وإنصاف أحكامهم، إضافة إلى أنهم لا يملكون سلطة تنفيذية خاصة، يستطيعون من خلالها إلزام الطرفين، بالمضي في تنفيذ الاتفاق، كما أنهم لا يحظون بدعم وإسناد أممي، بحيث تكون “منظمة الأمم المتحدة” – بمرجعيتها السياسية والسلطوية الأممية – سندا تنفيذيا مرجعيا، داعماً لجهود الوسطاء، ومشرفاً على التزام طرفي النزاع، بتنفيذ بنود الهدنة الشاملة، في صيغتها الإنسانية والأخلاقية أولاً، دون محاباة أو مجاملة، وفي حال تخلف أحد الطرفين عن ذلك، فإن للوسطاء الحق في اتخاذ الإجراء المناسب ضده، بدعم وإسناد دولي وأممي، وفي حال عجز الوسطاء، يجب على “منظمة الأمم المتحدة”، مباشرة ذلك الدور بنفسها.
كان ذلك الحلم المثالي، هو الطُعم الذي اغتيل بواسطته الوعي الجمعي، ومازالت معظم الشعوب النامية عامة، والشعوب العربية خاصة، تعلق عليه الكثير من الآمال، رغم مجانبته لمعطيات ونتائج الواقع؛ فسلطة “منظمة الأمم المتحدة”، ومركزيتها الأبوية والمرجعية، غابت في المجهول، حين كانت قضية فلسطين ومأساة غزة، هي مركز الحدث وموضوع الطرح والمناقشة، ولم تُظهر حتى بصيصا من قلقها المعتاد، لتقف على عتبات احتضان مداولات الفرقاء، متوسطة بين مع وضد، ملوحة ضد القاتل بقرار عقوبات غير ملزم، ومصدقة بكل شرعيتها وهيمنتها، على شرعية “الفيتو” الأمريكي، الرافض لقرار الهدنة والسلام، الأمر الذي يجعل مقولة “الإجماع الدولي”، مجرد شعار فارغ المحتوى، وقرارات السلام المزعومة، لا تساوي الحبر الذي كتبت به، وللوقوف على حقيقة تلك المنظمة وأعضائها دائمي العضوية، يكفي أن نعرف أنها منحت الكيان الإسرائيلي الغاصب، العضوية الكاملة فيها، بينما حجبت تلك العضوية عن دولة فلسطين المحتلة، ولعل في ذلك الكفاية لتفسير سلبيتها المفرطة، وتواطؤها الفاضح والواضح مع الكيان الإسرائيلي، وجعل “الإجماع الدولي” تحت أقدام “الفيتو” الأمريكي، ما دامت مصلحة “آباء الإمبريالية” المؤسسون، تقتضي ذلك.
ذلك هو الإطار المرجعي العام، الذي تحرك الوسطاء ضمن حدوده، مجسدين أقبح وأخزى صور التبعية والانبطاح، والارتهان الكامل، لمنظمة الأمم المتحدة الاستعمارية، وأحط وأحقر مظاهر التسليم المطلق، لرغبات المجرم المستكبر الأمريكي، شريك القاتل المتغطرس الإسرائيلي الغاصب، في حرب الإبادة والتدمير وجرائم القتل؛ لذلك لم يمتلك الوسطاء أدنى معايير الوساطة؛ لا من حيث شروط الحياد والنزاهة والاستقلال، ولا من حيث مؤهلات القوة والقدرة والإلزام، ورغم ذلك لم يستح الوسطاء، من ممارسة مختلف الضغوط، على مجاهدي حركة حماس وأهالي غزة المكلومين، بهدف تحقيق أهداف الكيان الإسرائيلي الغاصب، التي عجز عن تحقيقها هو وحلفائه، من أكابر مجرمي الإمبريالية، بكل ما يمتلكون من ترسانة عسكرية هائلة، وبكل ما في جعبتهم من الإجرام والتوحش، في المقابل يقف أولئك الوسطاء فاقدي الحيلة، أمام الطرف الإسرائيلي المعتدي المحتل، لا يملكون أي ضمانات أو أوراق ضغط عليه، لإلزامه بتنفيذ الاتفاق، وضمان عدم خرقه للهدنة، ولذلك منذ اللحظات الأولى في فجر 27 يناير 2025م، من دخول اتفاق الهدنة حيز التنفيذ، كانت الخروقات الإسرائيلية حاضرة بقوة واستمرار، على مرأى ومسمع من الوسطاء والعالم أجمع، ولم يصدر عن أولئك الوسطاء، حتى بيان إدانة أو اعتراض أو استنكار، تجاه الصهيوني الذي طلب وساطتهم، ثم تعمد إحراق صورتهم، وكشف عجزهم أمام العالم، رغم أنهم قد تماهوا مع مشروعه، وبدأوا بممارسة ضغوطات على حماس، في سياق تحقيق أهداف نتنياهو، التي عجز عن بلوغها سلفا.

مقالات مشابهة

  • هدنة غزة.. شروط الوساطة ودور الوسطاء
  • الهدنة مع الشيطان
  • بيتنا الذى كان .. او ما تبقى منه
  • الدكتور محمد حسين يستعرض رؤية الجامعة واحتياجاتها ضمن إطار الموازنة المقترحة للعام المالي الجديد
  • متسخرش من آيات الله..رسالة محمد هنيدي بعد واقعة الزلزال
  • "البحوث الفلكية" يكشف تفاصيل الزلزال الذى ضرب مصر
  • زراعة النواب تدعو مسئولي المديريات بالمحافظات بالتحلي بروح المسئولية أسوة بالرئيس
  • حبيسة الأحلام  
  • عاجل - نيويورك تايمز: قبول ترامب للقصر الطائر يتجاوز حدود اللياقة
  • حديث الثلاثاء