يُثير كشف جماعة الحوثي المدعومة إيرانياً عن نيتها باستهداف مطار المخا الدولي غربي تعز، وتكرارها التهديد باستهدافه خلال الأيام الماضية، التساؤلات حول الدوافع والأسباب الحقيقية وراء تهديد الجماعة -المصنفة يمنياً وأمريكياً كمنظمة إرهابية- لمطار مدني قبل تدشين العمل به رسمياً.

وتبرز هذه التساؤلات من المزاعم التي تحاول عبرها الجماعة الحوثية تبرير استهداف المطار، باستخدامه عسكرياً من قبل أمريكا وبريطانيا التي تخوض الجماعة معها حالياً مواجهة غير مباشرة على خلفية استهداف الملاحة الدولية بالبحر الأحمر وخليج عدن من قبل مليشيات الجماعة.

بل وصلت هذه المزاعم الحوثية حد حديث القيادي بالمليشيا المدعو حسين العزي في تغريدة له نشرهاعلى منصة "إكس" عن دخول عناصر من الموساد (جهاز المخابرات الإسرائيلي) الى مدينة المخا عبر المطار.

وتثير هذه المزاعم سخرية في الأوساط اليمنية واستغرابا لدى الخبراء والمحللين العسكريين، عن حاجة أمريكا وبريطانيا أو إسرائيل لاستخدام مطار مدني لم يتم تشغليه بعد في الأغراض العسكرية، في ظل امتلاكها لقواعد عسكرية على الضفة الأخرى من البحر الأحمر مع وجود حاملات طائرات بالبحر تُعد قواعد متحركة بحد ذاتها.

حقائق عسكرية تجعل من مزاعم المليشيا مثارا للسخرية والتندر، وتدفع بالوقت نفسه إلى التساؤل عن حقيقة دوافعها من التهديد باستهداف مطار المخا، وانها تُخفي وراء هذا التهديد نوايا لاستهداف المدينة وقوات المقاومة الوطنية التي يقودها عضو مجلس القيادة الرئاسي العميد / طارق صالح.

فإنجاز مشروع مطار المخا وفي وقت قياسي ورغم ما مثله من إنجاز كبير، إلا أنه لم يكن إلا صورة ضمن مشهد عام للتنمية التي تشهدها مدينة المخا بشكل متسارع خلال الفترة الماضية في ملف الخدمات والاستقرار الأمني والنهضة العُمرانية والتجارية، تجعل منها نموذجا لافتا للمناطق المحررة مقارنة بالوضع الكارثي الذي تعاني منه مناطق سيطرة المليشيا اقتصادياً وخدمياً.

وهو ما يُمثل تهديداً وخطراً وجودياً للجماعة الحوثية التي تدرك أن رؤية نماذج إيجابية تعيشها المناطق المحررة، سيعمل على تعريتها أمام اليمنيين بمناطق سيطرتها ويضاعف من غضبهم ونقمتهم عليها وعلى مشروعها القائم على الحرب والدمار، ما سيمثل ضربة قاصمة وهزيمة من الداخل لا تقل عن الهزيمة عسكرياً.

كما أن النموذج الذي تعيشه المخا هو مجرد انعكاس لمشروع المقاومة الوطنية الذي ترى فيه الجماعة الحوثية خطراً يهدد قبضتها على شمال اليمن، بما يحمله من تناقض تام لمشروعها يؤهله لأن يكون الورقة الأقوى بالتفاف اليمنيين بكل تنوعهم المناطقي والمذهبي والسياسي حوله، يضاف لذلك أن المقاومة الوطنية هي نتاج لانتفاضة الـ2 من ديسمبر عام 2017م التي مثلت أكبر تهديد بوجه جماعة الحوثي.

هذه الحقائق تُصعب أمام المليشيا الحوثية خلق مبررات لاستهداف "نموذج" المخا ومحاولة تحشيد اليمنيين بمناطق سيطرتها نحوها وضد مشروع المقاومة الوطنية، لذا تلجأ اليوم إلى التمهيد لذلك عبر مزاعمها حول استخدام مطار المخا من قبل أمريكا وبريطانيا وإسرائيل ومحاولة الترويج لأكاذيب تتهم المقاومة الوطنية بالعمالة لهذه الدول.

تدرك جماعة الحوثي بأن الهزائم العسكرية التي تلقتها منذ عام 2015م وطردها من أكثر من ثلثي مساحة اليمن يصعب عليها اليوم حلم العودة إلى ما قبل عام 2015م، وفتح حرب على كل الجبهات، وأن ما هو متاح أمامها حالياً هو محاولة استكمال السيطرة على جغرافيا الشمال ثم الانتقال نحو الجنوب، ما يجعل من مأرب وتعز (الجبل والساحل) هدفاً عسكرياً للمليشيا يجب حسمه اولاً.

كما أن الجماعة الحوثية تدرك الأهمية الاستراتيجية لمدينة المخا وأنها البوابة الوحيدة للعودة إلى باب المندب، الموقع الذي يُكسب اليمن أهميته الاستراتيجية على خارطة العالم، وهو الموقع الذي مثَّل أحد الأسباب الرئيسية التي دفعت النظام الإيراني لتبني الجماعة كذراع له في اليمن ومخلب بوجه ملاحة العالم وأمنه البحري.


المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: المقاومة الوطنیة مطار المخا

إقرأ أيضاً:

شهداء في عدوان جديد على اليمن.. غارات جوية تستهدف محيط مطار صنعاء والحديدة

قالت وسائل إعلام تابعة لحركة أنصال الله الحوثيين، إن ستة غارات جوية استهدفت محيط مطار صنعاء ومناطق جنوبي العاصمة.

كما ذكرت وسائل الإعلام أن عدوانا أمريكيا بريطانيا استهدف بعدة غارات جوية محافظة الحديدة.

وذكرت أن الحصيلة الأولية للعدوان الأمريكي البريطاني الذي استهدف مبنى الإذاعة في مديرية الحوك بمحافظة الحديدة بلغت شهيدين و10 مصابين.

ومساء الأربعاء، أعلنت جماعة “أنصار الله” الحوثيون، مساء الأربعاء، إسقاط طائرة تجسس أمريكية من طراز (MQ9) في سماء اليمن.

وتعد هذه الطائرة السادسة من ذات الطراز التي يتم إسقاطها في الأراضي اليمنية منذ تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.



وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة، العميد يحيى سريع: “نجحت قوات الدفاع الجوي في القواتِ المسلحة اليمنية، فجر الأربعاء، في إسقاطِ طائرة أمريكية نوع (MQ9) في أثناء تنفيذِها مهامَ عدائية في أجواء محافظة مأرب”.

وأضاف: “لقد تمت عملية الاستهداف بصاروخ أرض جو محلي الصنع”. 

وأكد أن عملية الإسقاط “جاءت بعدَ أيام فقط من إسقاط طائرة أخرى من نفس النوع في أجواء محافظة البيضاء”.

وذكر أن هذه الطائرة هي “السادسة التي تمَّ إسقاطُها من هذا النوعِ خلال معركة الفتح الموعود والجهادِ المقدس، دعماً وإسناداً للشعبِ الفلسطيني”.

وكانت الجماعة أعلنت، عصر الأربعاء، في بيان، استهداف ست سفن في البحر الأحمر والبحر العربي والبحر الأبيض المتوسط، وذلك “لانتهاكها قرار حظر الوصول إلى موانئ فلسطين المحتلة”.



والأربعاء، أعلن الجيش الأمريكي عن تدمير خمس طائرات مسيرة لجماعة أنصار الله "الحوثي" فوق البحر الأحمر، مشيرا إلى أن الأخيرة أصابت سفينة بثلاثة صواريخ.

وتتصاعد التوترات إثر مواصلة الجماعة اليمنية في استهداف مصالح الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة، على خلفية العدوان الوحشي في قطاع غزة، فيما تسعى الولايات المتحدة التي أعلنت عن تشكيل تحالف دولي تحت اسم "حارس الازدهار" للتعامل مع الهجمات الحوثية، إلى ردع الجماعة عن شن عملياتها في البحر الأحمر.



وشنت الولايات المتحدة العديد من الهجمات ضد مواقع في اليمن، منذ الضربة الأولى التي وجهتها واشنطن بالتعاون مع لندن في 12 كانون الثاني/ يناير الماضي؛ بهدف ردع الجماعة اليمنية، التي أعلنت أن المصالح الأمريكية والبريطانية هي أهداف مشروعة لها عقب الاستهداف.

وفي 14 آذار/ مارس الماضي، كشف زعيم الجماعة اليمنية عن عزمهم "منع عبور السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي حتى عبر المحيط الهندي ومن جنوب أفريقيا باتجاه طريق الرجاء الصالح".

مقالات مشابهة

  • القفز نحو الرياض.. مأزق ذراع إيران أمام قرارات مركزي عدن
  • الولايات المتحدة وبريطانيا تشنان 6 غارات على العاصمة صنعاء
  • الحوثي: 6 غارات أمريكية بريطانية على صنعاء
  • شهداء في عدوان جديد على اليمن.. غارات جوية تستهدف محيط مطار صنعاء والحديدة
  • المقاومة الوطنية اللبنانية تستهدف قوات الاحتلال الإسرائيلي في ثكنة ‏زرعيت بقذائف المدفعية وتحقق إصابات مباشرة فيه
  • المخا.. مشاريع تنموية وإنسانية تعيد الحياة إلى مناطق الساحل الغربي
  • تصعيد الحوثي عسكرياً يُعثر جهود السلام ويُعمق الأزمة الإنسانية في اليمن
  • تنامي ظاهرة خطف المراهقين في إب تزامناً مع إقامة المراكز الصيفية الحوثية
  • ذراع إيران تُهدد السعودية والمناطق المحررة لوقف قرارات مركزي عدن
  • تهديد نجل القاضي ‘‘عبدالوهاب قطران’’ بالتصفية من قبل المليشيات الحوثية بسبب فيديوهات