تشاتام هاوس: المصالحة السعودية-الإيرانية برعية الصين في خطر!
تاريخ النشر: 22nd, April 2024 GMT
ترجمة وتحرير “يمن مونيتور”
نشر موقع معهد تشاتام هاوس للأبحاث تحليلاً جديداً عن مستقبل المصالحة السعودية-الإيرانية التي رعتها الصين العام الماضي بعد تبادل طهران والاحتلال الإسرائيلي الهجمات.
وكتب التحليل الباحث في مركز الأبحاث الملكية البريطانية أحمد عبوده. أعاد يمن مونيتور ترجمته وتحريره إلى العربية.
ألقت الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار التي شنتها إيران ضد إسرائيل في 13 إبريل/نيسان، والرد الإسرائيلي اللاحق، بظلال من الشك على استقرار المصالحة السعودية الإيرانية التي يسرتها الصين العام الماضي.
لقد غيرت الهجمات المشهد الاستراتيجي بشكل كبير، وألقت حالة من عدم اليقين بشأن الأمن الإقليمي واختبار سمعة الصين التي اكتسبتها مؤخرا كوسيط جدير بالثقة.
بعد الهجوم الإيراني بطائرة بدون طيار، بدأت بكين على الفور دبلوماسية الطوارئ عبر الهاتف لمنع تقويض الاتفاق السعودي الإيراني بسبب الوضع المضطرب. وبعد اتصالات هاتفية مع نظيريه السعودي والإيراني، أشاد وزير الخارجية الصيني وانغ يي بتأكيد إيران على عدم استهداف المنطقة والبلدان المجاورة- إشارة ضمنية إلى المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى.
على غرار موقفها من تصعيد الحوثيين في البحر الأحمر ، ترى بكين أن جولة التصعيد الجديدة هي “نتيجة جانبية” للحرب في غزة
وربما تم إطلاق دعوات مماثلة في أعقاب الضربة الردية الإسرائيلية. في 19 إبريل/نيسان، صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية لين جان علناً بأن “الصين تعارض أي أعمال من شأنها أن تزيد من تصعيد التوترات”.
من الملفت للنظر في ردة فعل الصين هو اتساقها. فقد ظلت ملتزمة بحماية مصالحها الخاصة مع التعبير في نفس الوقت عن انتقادها لإسرائيل والولايات المتحدة ، والدعوة إلى خفض التصعيد.
على غرار موقفها من تصعيد الحوثيين في البحر الأحمر ، ترى بكين أن جولة التصعيد الجديدة هي “نتيجة جانبية” للحرب في غزة ، وليس المحرك الأساسي لها. وهذا يوحي بأن إنهاء الصراع في غزة قد يخلق تأثير تموج ، ويجلب السلام وخفض التصعيد في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
هذا يفسر سبب عدم إدانة الصين لهجوم إيران في 13 أبريل ، بل وصفته بأنه “عمل دفاع عن النفس”. لقد وضعت نفسها في قلب حرب الروايات، حيث تضع فعليًا مزاعم إيران بالدفاع عن النفس في مواجهة ادعاء مماثل لإسرائيل لتبرير عقوبتها الجماعية للفلسطينيين في غزة. لقد فعلت الصين الشيء نفسه في تبادلاتها مع الولايات المتحدة، مطالبة إياها بأن تلعب “دورا بناء” وتكبح جماح إسرائيل عندما يحثها واشنطن على ثني طهران عن الرد.
اقرأ/ي.. جورج فريدمان: الإستراتيجية الأمريكية والضربة الإيرانية المصالحة السعودية الإيرانية في خطرأثارت مخاوف بشأن الاتفاق السعودي الإيراني قلقًا شديدًا في بكين. هناك عاملان رئيسيان مترابطان يدفعان بمخاوف الصين. أولاً، كان الهدف الاستراتيجي لإيران وراء ردها هو ترسيخ نموذج جديد للردع، بالانتقال من الإنكار المعقول الملقى على وكلائها إلى الوضوح الاستراتيجي في حربها الخفية طويلة الأمد مع إسرائيل.
من ناحية أخرى، فإن إسرائيل بضربتها المضادة تختبر الخطوط الحمراء لإيران بينما تبحث عن آلية أمنية جديدة لتحل محل تلك التي تحطمت في 7 أكتوبر.
هذه النظرة الجديدة تزيد من شهية طهران وتل أبيب للمخاطرة، مما يؤدي إلى تصعيد الضربات المتبادلة ويجعل سيناريو الصراع المباشر أكثر واقعية، سواء الآن أو لاحقًا.
سيخلق مثل هذا السيناريو مخاطر لأمنها في مجال الطاقة ويبطل رؤيتها لإطار أمني جديد في الشرق الأوسط.
قد تمتد هذه المواجهة إلى منطقة الخليج، ما يدفع دول الخليج (وخاصة السعودية) إلى إعادة تقييم مواقفها الأمنية. قد تصل إلى استنتاج أن التقارب مع إيران المتهورة يترتب عليه مخاطر أكثر من الفوائد. وقد تساهم رئاسة ترامب الثانية في الولايات المتحدة في تسريع هذه العملية.
العامل الثاني هو التقدم البطيء الذي أحرزه الاتفاق السعودي الإيراني منذ توقيعه قبل عام. حيث ظل الاتفاق يركز على القضايا الأمنية، ولم ينتقل إلى استكشاف الفرص الاقتصادية والثقافية.
عامل آخر ذو صلة هو نظرة إسرائيل إلى هذه الصفقة على أنها تهديد مباشر ورغبتها المحتملة في رؤيتها تتفكك. قد ترى إسرائيل التقارب على أنه معادلة صفرية تتعارض مع تطبيعها الخاص مع السعودية، تمامًا مثلما ستنظر إيران بريبة إلى تحالف الأمن العربي الإسرائيلي الذي يتشكل تحت رعاية الولايات المتحدة.
وأكدت تسريبات للصحافة الإسرائيلية على مشاركة سعودية وإماراتية كبيرة في نظام الدفاع الجماعي الذي أسقط جميع الصواريخ والطائرات الإيرانية تقريبًا في 13 أبريل، على الرغم من نفي كل من الرياض وأبو ظبي ذلك لاحقًا.
بالنسبة للصين، سيخلق مثل هذا السيناريو مخاطر لأمنها في مجال الطاقة ويبطل رؤيتها لإطار أمني جديد في الشرق الأوسط. أحد أعمدة هذه الفكرة هو إنشاء منصة حوار متعدد الأطراف في منطقة الخليج بموجب مبادرة الأمن العالمي. ويمكن أن تقوض الاضطرابات الإقليمية المتصاعدة رؤيتها بسهولة.
يفسر هذا الافتراض الفرص والتحديات التي تواجه الصين في سعيها لتعزيز نفسها كوسيط مسؤول ومبدئي في المنطقة.
كما يمكن أن تتراجع طموحات الصين في الحد من تأثير الولايات المتحدة على دول الخليج. الدرس الأكبر الذي تستخلصه دول الخليج من التدخل الأمريكي المباشر في الدفاع عن إسرائيل ضد هجوم إيران هو أنه عندما تشتد الأمور، لن تكون إلا الولايات المتحدة قادرة على تقديم مساعدة أمنية كبيرة لها. ومع ذلك، فإن الدرس الآخر هو أنه بينما تضع الولايات المتحدة مصالحها على المحك للدفاع عن إسرائيل، فقد لا تفعل الشيء نفسه من أجلهم. لكن تظل حقيقة أن الإدراك السائد في الخليج ومنطقة الشرق الأوسط الأوسع هو أن إسرائيل لم تستطع الاعتماد على قدراتها الخاصة في سيناريو حرب مع إيران.
اقرأ/ي.. الحوثيون مركز إقليمي جديد لتصدير الثورة الإيرانية… صنعاء بدلاً من طهران وبيروت! ما يعنيه هذا بالنسبة لدور الصين الإقليمييفسر هذا الافتراض الفرص والتحديات التي تواجه الصين في سعيها لتعزيز نفسها كوسيط مسؤول ومبدئي في المنطقة.
فالمفهوم السائد في الخليج منذ 7 أكتوبر هو أن الولايات المتحدة هي الحليف الأكبر لإسرائيل، مما يغذي الشكوك حول موثوقية واشنطن ويزيد من حوافز السعودية لمواصلة تخفيف التوتر مع إيران.
كما أن عدم الثقة في الولايات المتحدة يشجع إيران على الاستفادة من ذلك، وذلك بمحاولة عزل الاتفاق عن الديناميكيات المتغيرة بسرعة لمواجهتها مع إسرائيل. بمعنى آخر، تحييد دول الخليج. كما أن الجبهة الدبلوماسية الموحدة التي شكلتها الولايات المتحدة والدول الأوروبية مع إسرائيل بعد هجمات إيران، بما في ذلك زيادة العقوبات على إيران، تعزز شراكات طهران مع الصين وروسيا.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق أخبار محليةWhat’s crap junk strategy ! Will continue until Palestine is...
الله يصلح الاحوال store.divaexpertt.com...
الله يصلح الاحوال...
الهند عندها قوة نووية ماهي كبسة ولا برياني ولا سلته...
ما بقى على الخم غير ممعوط الذنب ... لاي مكانه وصلنا يا عرب و...
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی البحر الأحمر الشرق الأوسط تشاتام هاوس الحوثیین فی دول الخلیج الصین فی فی الیمن فی غزة فی خطر
إقرأ أيضاً:
السعودية تحذر إيران: إما اتفاق مع ترامب أو مواجهة حرب إسرائيلية مدمّرة
تصاعدت حدة التوترات الإقليمية على وقع تحذير سعودي غير مسبوق وجّهته المملكة إلى إيران، مفاده أن رفض التوصل إلى اتفاق نووي مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد يفتح الباب أمام حرب شاملة تشنّها إسرائيل ضد طهران.
ووفق تقرير لوكالة رويترز، نقل وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان هذا التحذير شخصيًا إلى المسؤولين الإيرانيين، خلال زيارته النادرة إلى طهران الشهر الماضي، والتي جاءت بتكليف مباشر من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز.
رسالة مباشرة إلى خامنئي: “تفادوا الحرب.. خذوا عرض ترامب بجدية”
الرسالة، بحسب مصدرين خليجيين مطلعين ومسؤولين إيرانيين تحدّثت إليهم الوكالة، تم تسليمها إلى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، وتضمنت دعوة واضحة للنظر بجدية في المقترح الأميركي الذي يعرض رفع تدريجي للعقوبات مقابل العودة إلى القيود الصارمة على البرنامج النووي الإيراني.
وحذرت الرسالة من أن تجاهل المبادرة الأميركية قد يؤدي إلى مواجهة عسكرية مباشرة مع إسرائيل، في وقت تتصاعد فيه المؤشرات على اقتراب “الساعة الصفر”.
تل أبيب تستعد لسيناريوهين: الهجوم أو الدفاع
في موازاة التحرك السعودي، كشفت صحيفة معاريف العبرية أن قيادة الأمن القومي الإسرائيلي عقدت سلسلة اجتماعات مغلقة ناقشت خلالها استعدادات لمواجهتين محتملتين: الأول: شنّ ضربة استباقية ضد المنشآت النووية الإيرانية، الثاني: التصدي لهجوم صاروخي مفاجئ تنفّذه إيران أو حلفاؤها الإقليميون.
وتتوقع الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أن أي مواجهة ستشهد إطلاق آلاف الصواريخ على الجبهة الداخلية، مع خسائر اقتصادية قد تصل إلى عشرات المليارات، ما دفع الحكومة الإسرائيلية إلى رفع جاهزية الطوارئ، فتح الملاجئ، وتعزيز قدرة المستشفيات.
إدارة ترامب: شروط مشددة ومقترح مُحدّث
من جانبها، تستعد إدارة الرئيس ترامب لتقديم صيغة معدّلة من الاتفاق النووي السابق، تتضمن مطالبة إيران بالتخلي الكامل عن تخصيب اليورانيوم، وتوسيع آليات الرقابة الدولية، وضمانات أمنية لدول الخليج وإسرائيل.
إلا أن إيران، بحسب تصريحات مسؤولين كبار، ترفض هذه الشروط وتعتبرها انتهاكًا لسيادتها، مؤكدة أنها لن تقبل بأي اتفاق لا يضمن رفعًا شاملًا للعقوبات الاقتصادية وتفكيك منظومة “الضغط الأقصى”.
خليج يرفض الحرب ويخشى تداعياتها
ورغم اللهجة السعودية الحازمة، أفاد موقع أكسيوس الأميركي بأن قادة خليجيين آخرين، خاصة في الكويت وقطر وسلطنة عُمان، أبلغوا واشنطن بمعارضتهم لأي عمل عسكري ضد إيران، خشية أن يؤدي إلى سلسلة من الهجمات الانتقامية تطال البنية التحتية النفطية والمراكز الاقتصادية في الخليج.
ويضيف التقرير أن هذه الدول ترى في التصعيد العسكري تهديدًا للاستقرار الإقليمي والاقتصاد العالمي، وتدفع باتجاه مسار دبلوماسي بديل بقيادة ترامب وتحت إشراف أممي.
قلق دولي ومخاوف من اشتعال المنطقة
على الصعيد الدولي، أبدت عدة عواصم أوروبية قلقها من التصعيد المتسارع، محذّرة من أن أي مواجهة مفتوحة بين إسرائيل وإيران ستؤدي إلى انهيار ما تبقى من الاتفاق النووي، وإشعال جبهات إقليمية من لبنان إلى العراق واليمن.
في هذا الإطار، دعت فرنسا وألمانيا إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن لمناقشة تطورات الملف النووي الإيراني وتبادل الرسائل العسكرية في المنطقة، فيما قالت روسيا إنها تتابع “بقلق بالغ” التحركات الإسرائيلية – الأميركية.
الولايات المتحدة تجهز ورقة شروط جديدة لإيران: وقف كامل لتخصيب اليورانيوم أو مواجهة تصعيد محتمل
تستعد الولايات المتحدة الأمريكية لتقديم ورقة شروط جديدة لطهران تشمل وقف تخصيب اليورانيوم بشكل كامل، حسبما أفادت تقارير إعلامية صادرة اليوم الجمعة.
ونقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن مسؤول أمريكي قوله إن واشنطن “تجهز لتقديم ورقة شروط لإيران تتضمن وقف تخصيب اليورانيوم، وإذا لم تقبل إيران الشروط فلن يكون يوما جيدا لها”، في إشارة إلى ضغوط متزايدة على طهران.
وأكدت الصحيفة نقلاً عن مسؤولين أمريكيين أن الإدارة تأمل من خلال هذا الإطار الجديد معالجة مخاوف إسرائيل، وإقناعها بتأجيل أي هجوم عسكري وشيك على المنشآت النووية الإيرانية. ومع ذلك، أعرب مسؤول أمريكي عن وجود خلافات مع إسرائيل حول النهج المتبع تجاه إيران، مشيراً إلى أن السياسة الأمريكية قد تتغير في حال رفض إيران التوصل لاتفاق.
وكشفت “وول ستريت جورنال” أيضاً عن أن إسرائيل كانت تخطط لهجوم على إيران خلال العام الحالي، لكنها أرجأته بطلب من إدارة الرئيس دونالد ترامب، وسط شكوك حول مدى فعالية أي عمل عسكري في إبطاء البرنامج النووي الإيراني لأكثر من عام.
في المقابل، شددت إيران على أن تخصيب اليورانيوم حق سيادي لا يمكن التفاوض عليه، ونفت استعدادها لتعليق هذا البرنامج، مؤكدة أن استمرار البرنامج النووي السلمي مبدأ راسخ.
تأتي هذه التطورات في ظل جولات تفاوض مستمرة، حيث جرت مؤخراً جولة رابعة من المحادثات غير المباشرة بين واشنطن وطهران في أوروبا، وسط تحذيرات أمريكية من أن فشل الاتفاق قد يؤدي إلى تصعيد عسكري في المنطقة.
وأمام هذا المشهد يقف الشرق الأوسط أمام مفترق حاسم: إما إحياء المسار الدبلوماسي بين طهران وواشنطن برعاية وسطاء إقليميين، أو الانزلاق إلى حرب متعددة الجبهات تقلب المشهد الجيوسياسي رأسًا على عقب، وبين ضغوط سعودية، تهديدات إسرائيلية، ورفض إيراني للتنازلات، يبدو أن نافذة الحلول تضيق سريعًا، فيما تترقب المنطقة والعالم ما ستحمله الأيام المقبلة من تحولات قد تكون حاسمة.