عُمانيتان تحصلان على المركز الأول في مسابقة عالمية
تاريخ النشر: 22nd, April 2024 GMT
العمانية – أثير
فازت طالبتان عُمانيتان بالمركز الأول عالميًّا في المسابقة الدولية للبحوث الطلابية لبرنامجGLOBEالبيئي عن إقليم الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، والذي تُشرف عليه الإدارة الوطنية لعلوم الطيران والفضاء الأمريكية(NASA).
وتمثّل موضوع المسابقة لهذا العام في التحقيقات المناخية: فهم الأرض كنظام، والذي يشجع الطلبة من الدول الأعضاء فيGLOBEالبالغ عددها 127 دولة على إجراء أبحاث مناخية خاصة بهم، وتعد المسابقة فرصة للطلبة لعرض أبحاثهم للعالم، ويتم تقييم البحوث المُشاركة من قِبل علماء متخصصين من الدول المشتركة بالبرنامج.
وحمل البحث الذي أعدّته الطالبتان تيماء بنت عبد الله الأنصارية ومهرة بنت سليمان المزروعية من مدرسة الشفاء بنت عبد الله بمحافظة شمال الباطنة عنوان “تأثير نوع التربة على نمو زهور الورد”، وهدف إلى دراسة تأثير أنواع وخصائص التربة في بيئات مختلفة على نمو أزهار الجوري، وذلك بتطبيق بروتوكولات برنامج GLOBE، واستخدام الأجهزة الخاصة بهذه البروتوكولات.
وتم تطبيق بروتوكولات البرنامج للإجابة على أسئلة البحث، وهي مدى تأثير خصائص التربة على سرعة نمو ورد الجوري، وكيفية استخدام نتائج البحث لصالح المزارعين، وأظهرت نتائج البحث أن التربة الطينية الرملية تعزز نمو ورد الجوري بشكل أفضل كونها غنية بالمواد الغذائية وعدم احتوائها على الأملاح؛ ما يجعلها بيئة ملائمة لهذا النوع من الزهور، ويعد هذا البحث مرجعًا للمزارعين، لمساعدتهم في اختيار التربة المناسبة التي تحقق أفضل نتائج لنمو ورد الجوري.
وقال أحمد بن موسى البلوشي مدير دائرة قطاع العلوم باللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم ـ المنسق الوطني للبرنامج: “إن فوز طالبات من سلطنة عُمان بالمركز الأول عالميًّا يعكس جهودًا جادة تقوم بها وزارة التربية والتعليم والقائمون على البرنامج، والتزامهم بتعزيز البحث العلمي وتطوير المهارات البحثية للطلبة من خلال دراسة القضايا البيئية المختلفة، ويمكن للمشاركين في مثل هذه الفعاليات أن يسهموا بشكل كبير في فهمنا للبيئة وتأثيرها على النباتات، ما يعزز الوعي البيئي ويشجع على اتخاذ إجراءات لحمايتها على المستوى الوطني.
وأوضح أن هذا الإنجاز يمثل دليلًا على التقدم في مجال البحث العلمي والتكنولوجيا البيئية، ويشجع على المزيد من الاستثمار في هذا المجال لتحقيق مزيد من التطور والابتكار. كما يسهم في تشجيع الطلبة على المشاركة في مثل هذه الفعاليات لبناء جيل مستقبلي مهتم بالعلوم وقادر على تحقيق التقدم في مختلف المجالات، ويعكس هذا الإنجاز التزام وزارة التربية والتعليم بالتميز في مجال البحث العلمي وتعزيز قدرات طلبتها، وارتباط مشروعاتها وبرامجها برؤية عُمان 2040 في تعزيز الوعي البيئي، والعمل على إيجاد جيل يسهم في تفعيل الاقتصاد الأخضر الدائري، وتحقيق سياسة الإنتاج والاستهلاك المستدامين؛ ما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة والازدهار في المستقبل، ورفع مؤشر الابتكار العالمي، ومؤشر التنافسية العالمية لركيزة المهارات لسلطنة عُمان.
الجدير بالذكر أن سلطنة عُمان ممثلة بوزارة التربية والتعليم وقّعت على اتفاقية تفاهم للتعاون البيئي في ديسمبر 2009م مع برنامجGLOBEوالذي تشرف عليه الإدارة الوطنية لعلوم الطيران والفضاء(NASA)، وتأسس البرنامج عام 1994م، وهو برنامج عالمي تعليمي يهتم بالعلوم والتربية البيئية، ويسعى إلى زيادة الوعي لدى الطلبة حول القضايا المؤثرة في البيئة العالمية، ودعم التقدم في التحصيل العلمي للطلبة في مواد العلوم والرياضيات والجغرافيا، والتعاون في مجال القيام بعمليات الرصد على المستوى الدولي لصالح برنامج البيئة
المصدر: صحيفة أثير
إقرأ أيضاً:
عبر أصدقاء التربة.. علماء ينتجون قمحا غنيا بالحديد والزنك
في وقت تتزايد فيه التحديات المرتبطة بسوء التغذية ونقص العناصر الدقيقة في الحبوب التي تشكل الغذاء الأساسي لملايين البشر في العالم، كشفت دراسة حديثة عن إمكانية تحسين القيمة الغذائية للقمح، من دون اللجوء إلى الأسمدة أو التعديلات الجينية، بل بالاستعانة بكائنات دقيقة تقيم شراكة قديمة مع جذور النباتات، وهي فطريات التربة.
في الدراسة التي نشرت يوم 23 يوليو/تموز في مجلة "بلانتس، بيبول، بلانيت"، سلط باحثون الضوء على قدرة فطريات تعرف علميا باسم الفطريات الجذرية التكافلية -اتحاد تكافلي بين فطر ونبات- على زيادة تركيز الزنك والفوسفور في بذور قمح الخبز، وهو النوع الأكثر استهلاكا عالميا.
رغم أن القمح مصدر رئيسي للغذاء في كثير من الدول، فإن قيمته الغذائية تراجعت تدريجيا بفعل الزراعة المكثفة واستنزاف التربة، ووفقا للمؤلفة المشاركة في الدراسة ستيفان واتس-فاوكس الباحثة في علم النبات بجامعة أديلايد في أستراليا: "هنا تبرز أهمية هذه الدراسة التي توفر، للمرة الأولى، دليلا عمليا على إمكانية تحسين القمح بطريقة طبيعية وآمنة غذائيا".
وتوضح واتس-فاوكس في تصريحات للجزيرة نت "اكتشفنا أن الاستفادة من العلاقة التبادلية بين جذور القمح وهذه الفطريات يمكن أن تعزز امتصاص العناصر الدقيقة من دون زيادة في المركبات المثبطة مثل الفيتات، وهي أحماض مضادة للتغذية، وتعيق امتصاص الزنك والفوسفور في الجسم".
أجرى الفريق تجارب على صنف تجاري من القمح في ظروف خاضعة للرقابة، حيث تم تلقيح التربة بنوعين من الفطريات الجذرية التكافلية. وبعد نمو المحصول، قارن الباحثون محتوى الحبوب من العناصر المعدنية ومركبات الفيتات مع حبوب من نباتات لم تتعرض للتلقيح الفطري.
إعلانكانت النتائج لافتة، بحسب الدراسة، إذ ارتفعت نسبة الزنك والفوسفور بشكل واضح، في حين لم يطرأ أي ارتفاع على مستويات الفيتات التي تعيق امتصاص المعادن، وذلك يعني تحسنا في توافر الزنك والحديد للجسم.
يعني أن المغذيات أصبحت أكثر قابلية للامتصاص في الجسم، وهي نقطة حاسمة عند الحديث عن الأمن الغذائي وجودة التغذية.
وتوضح الباحثة أن "ليس كل ارتفاع في المغذيات يعني استفادة غذائية. فالأهم أن تكون هذه العناصر متاحة حيويا. لقد تحقق ذلك فعلا في هذا النموذج".
تكمن قوة هذه التقنية الجديدة في أنها لا تعتمد على الأسمدة الاصطناعية، ولا تتطلب تعديلات جينية أو تقنيات زراعة عالية التكلفة، بل تقوم على تفعيل علاقة طبيعية بين النبات والتربة، لطالما تطورت عبر آلاف السنين، لكنها لم تستثمر بما يكفي في الزراعة الحديثة.
تقول واتس-فاوكس إن هذه الشراكة الحيوية المهملة قد تكون مفتاحا لإنتاج محاصيل أكثر تغذية واستدامة في آن واحد، خصوصا في المناطق التي يصعب فيها توفير الأسمدة أو تعاني من تدهور التربة.
وتشير الباحثة إلى وجود تحديات عملية، فحتى الآن تم اختبار التقنية في بيئات محدودة وتحت ظروف مخبرية. ويجري الفريق حاليا تصميم تجارب ميدانية على نطاق أوسع، تشمل أنواعا مختلفة من التربة والمناخات الزراعية.
ويخطط الفريق البحثي لاختبار التلقيح الفطري في حقول حقيقية داخل أستراليا، ثم التوسع إلى مناطق أخرى في آسيا وأفريقيا، حيث تتفاقم أزمات التغذية ويكثر الاعتماد على القمح كغذاء أساسي. وتؤكد الباحثة أن الأمر لا يتعلق فقط بإنتاج قمح غني بالمغذيات، بل أيضا بفهم المنظومة البيئية ككل، من التربة إلى المحصول إلى المستهلك.