الاحتلال الإماراتي يستحدث معسكرات جديدة في شبوة
تاريخ النشر: 23rd, April 2024 GMT
يمانيون/ متابعات
استقدمت قيادة القوات الإماراتية الغازية المئات من المجندين إلى إحدى القواعد العسكرية التابعة لها على بحر العرب في محافظة شبوة شرقي اليمن.
وأكدت مصادر إعلامية أن قيادة القوات الإماراتية التي تتخذ من منشأة بلحاف الغازية في مديرية رضوم الساحلية مقرا لها أوصلت خلال الساعات الماضية مجندين من خارج شبوة على متن حافلات نقل كبيرة إلى منطقة بلحاف.
وأفادت أن الإمارات بصدد انشاء معسكرات جديدة في بلحاف المطلة على بحر العرب مع اتساع العمليات العسكرية الصاروخية للقوات اليمنية على السفن الإسرائيلية والأمريكية في بحر العرب والمحيط الهندي بالإضافة إلى خليج عدن وباب المندب والبحر الأحمر دعما واسنادا للمقاومة الفلسطينية في غزة منذ نوفمبر الماضي.
ويأتي إرسال المجندين إلى بلحاف عقب انشاء قاعدة عسكرية جديدة مطلع يونيو 2023 تحتوي على 100 مبنى بالإضافة إلى تحصينات وملاجئ أرضية أسفل التباب الصخرية الواقعة في المنطقة، رغم تواجد القوات الامريكية والفرنسية في منطقة بلحاف منذ بدء العدوان على اليمن في مارس 2015م.
وتشير المصادر الإعلامية الى قيادة القوات الإماراتية كانت قد طردت ما يسمى “نخبة بلحاف” التي تم تشكيلها من أبناء رضوم، بالإضافة إلى طرد قرابة 6 ألف عنصر من “النخبة الشبوانية” التي كان يقودها محمد البوحر، عقب انشاء فصائل “دفاع شبوة” التي تم استقدام معظم عناصرها من خارج شبوة مطلع 2020م.
# مرتزقة الإمارات#بحر العرب#معسكرات جديدةالاحتلال الإماراتيشبوةالمصدر: يمانيون
كلمات دلالية: بحر العرب
إقرأ أيضاً:
العدو يعوّض إخفاقه في غزة بمهاجمة لبنان
كان بنيامين نتنياهو واقعياً في أول تصريحٍ له بعد إعلان موافقته على وقف إطلاق النار، بموجب خطة شريكه دونالد ترامب، قال: «انتصرنا بمسألة استعادة الرهائن (الأسرى) لكن «حماس» لم تُهزم». الحقيقة أن «حماس» لم تهزم فحسب، بل صمدت وحلفاؤها سنتين في وجه حرب الإبادة، واحتفظت بأسرى العدو ولم تمكّنه من تحرير أيٍّ منهم قسراً، وأحيت وفعّلت المقاومة في ثلاثة أقطارٍ عربية، فكان أن شاركت في الجهاد ضد العدو الصهيوني لأول مرةٍ منذ نكبة عام 1948.
بعد أقل من 24 ساعة على بدء وقف إطلاق النار في قطاع غزة، شنّ سلاح الجو الإسرائيلي غارات شديدة على منطقة المصيلح شمال مصب نهر الليطاني بالقرب من منزل رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، استهدفت آليات وجرافات ومعدّات لإعادة الإعمار، وأصابت أيضاً أصحابها والجيران المدنيين، مسلمين ومسيحيين، الأمر الذي أكّد للأقربين والأبعدين، أن اللبنانيين جميعاً هم، بلا تمييز، في مهداف العدو الصهيوني. وكان لافتاً تصريح رئيس الجمهورية العماد جوزف عون، الذي لم يقتصر على الاستنكار الشديد، بل تضمّن أيضاً إدانةً صارمة لكيان الاحتلال، الذي تقصّد «التعويض عن إخفاقه في قطاع غزة بهجومٍ على لبنان».
المهم ألاّ تؤدي تداعيات هذا الهجوم، ومناورات نتنياهو حول سلاح «حماس»، وقوائم أسماء الأسرى الفلسطينيين المطلوب الإفراج عنهم، وانسحاب قوات الاحتلال من مناطق قطاع غزة كافة، إلى تعطيل موقف «حماس» الثابت حيال القضايا الأساسية المتعلّقة بإدارة القطاع وحماية حق الفلسطينيين بالتحرير، وإقامة دولة مستقلة.
بات واضحاً أن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، لن يكون إقراراً بهدنةٍ مستدامة بين المتحاربين، إنه مجرد استراحة مؤقتة للمحاربين الصهاينة المتعَبين، وتهدئة محفّزة للمقاومين الفلسطينيين والعرب. ذلك أن كيان الاحتلال أرهق جيشه واقتصاده كثيراً بأطول حربٍ خاضها، مذ جرى زرعه في قلب المشرق العربي عام 1948، ناهيك عن حرب الاثني عشر يوماً، التي شنّها على إيران خلال شهر يونيو الماضي. في كِلا الحربين كانت الولايات المتحدة شريكته، بالمال الوفير والسلاح الثقيل والدعم السياسي الصريح في حربه الأولى، وبالتدخل العسكري المباشر ضد إيران في حربه الثانية.
وليس سراً ان ترامب كان «المايسترو» في كِلا الحربين. فهو الذي شجّع نتنياهو على محاولة اقتلاع «حماس» بما هي نذير صحوة صارخة لقوى المقاومة العربية ضد كيان الاحتلال من جهة، ومن جهةٍ اخرى تهديد مقلق لمصالح أمريكا والغرب الأطلسي في منطقة غرب آسيا الممتدة من شواطئ البحر المتوسط جنوباً الى شواطئ بحر قزوين شمالاً.
«حماس» وحلفاؤها حققوا صموداً أسطورياً في وجه جيش الاحتلال وألحقوا به خسائر بشرية فادحة انعكست على عشرات آلاف جنوده الاحتياطيين، الذين جهروا بامتعاضهم وامتنع كثير منهم عن الالتحاق بالخدمة العسكرية، ما تسبّب بنقص فادح في العديد البشري المطلوب لمتابعة العدوان، إضافة إلى ذلك، أسهمت مقاومةٌ قادها حزب الله في لبنان، وثانية قادها أنصار الله في اليمن، وثالثة قامت بها فصائل الحشد الشعبي في العراق، في مشاغلة وإضعاف وتيرة هجمات جيش الاحتلال وأرهقت كيانه بشرياً ومادياً.
إذ يقف طرفا المجابهة المصيرية على عتبة تبادل الأسرى هذه الأيام، فإنهما يعلمان أن الهدنة القائمة ليست مستدامة، فالعدو الصهيوني عريق في كذبه ونفاقه وخرقه المتعمَّد للاتفاقات والمعاهدات، وتمسكه الشديد بأحلام توسعه التوراتي، الذي مدّد رقعة «إسرائيل الكبرى» من فلسطين المحتلة في وسط بلاد الشام إلى شمال شبه الجزيرة العربية شرقاً، ومن ثم إلى كل بلاد الرافدين وشرق تركيا شمالاً، وإلى قسم من شرق وادي النيل جنوباً. في المقابل، يتمسك المقاومون والنهضويون العرب بأوطانهم، أرضاً وشعباً وإرثا وموارد ومصالح ومشاريع صناعية واعدة اقتصادياً وعمرانياً، وبدورٍ وازن حضارياً. ذلك كله يشكّل للعرب حوافز فاعلة في مجتمعاتهم المتطلعة للنهضة والتقدم، فماذا بعد؟
أرى أن استقراء شاملاً واستشرافاً واسعاً، لنوازع وحوافز ورغائب وتطلعات المقاومين والنهضويين الفلسطينيين والعرب، في مختلف أقطارهم وأمكنة وجودهم في العالم تفضي، على الأرجح، إلى استخلاص التوصيات الآتية:
ثمة اتجاهاً متنامياً لدى شعوب ودول عدّة الى تحويل العولمة من سياسة تسلطية تمارسها دول صناعية كبرى، الى تيار كوني توجهه الشعوب
أولاً: ثمة إيمان واقتناع راسخان، بأن للمقاومين والنهضويين العرب حقاً وواجباً بالبقاء والارتقاء من أجل متابعة النضال والعمل لتحقيق أهدافٍ عليا أربعة: (أ) التوعية الوطنية الشاملة المقرونة بالتربية المدنية والعلمية الناهضة بمطلبي التقدّم والتحديث. (ب) التصدّي لقوى الهيمنة الأجنبية والاستغلال، وصولاً إلى تحرير فلسطين وبناء دولتها المستقلة، وتوظيف موارد الأمة لمصلحة شعوبها. (جـ) بناء دولة المواطنة على أسس حكم القانون والديمقراطية والتنمية في مختلف الأقطار العربية. (د) الإضطلاع بدور حضاري في العالم قوامه السلام والأمن والتنمية والتعاون المتبادل والإفادة من ابتكارات العلم والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي وريادة الفضاء.
ثانياً: ضرورة الاحتفاظ بالسلاح ومختلف وسائل القتال (وأهمها الأنفاق) والمقاومة وممارستها مع مراعاة أحكام القانون الدولي الإنساني، والحرص على تصنيع السلاح وتوابعه ذاتياً ووطنياً، لتفادي الارتهان لسياسات الدول الكبرى ومصالحها.
ثالثاً: تعزيز النضال والمقاومة لإبقاء قضية تحرير فلسطين حيّة ونابضة، والتواصل مع حركات حقوق الإنسان، ومقاومة الهيمنة الأجنبية واضطهاد الشعوب في شتّى أنحاء العالم، والتعاون مع مختلف الدول والهيئات والحركات الداعية والعاملة لإقامة نظام عالمي جديد على أسس الأمن والسلام والتعاون والتنمية واحترام أحكام القانون الدولي الإنساني.
تبقى هذه الأهداف والمطالب والتطلعات حبراً على ورق، ما لم تبادر القوى الحيّة في بلاد العرب، وفي جميع البلدان والدول التي تنشط فيها حركات وهيئات وتقوم حكومات راعية لحقوق الإنسان، وداعمة لحركات المقاومة ضد الهيمنة الأجنبية بجهود ميدانية مباشرة في هذا السبيل، وأخصّ بالتحفيز والتنويه المؤتمر العربي العام بأطرافه جميعاً، ولاسيما المؤتمر القومي العربي، والمؤتمر القومي-الإسلامي، ومؤتمر الأحزاب العربية، والجبهة العربية التقدمية، ومؤسسة القدس الدولية. كما يمكن القيام بإسهام وازن في هذا المجال من جانب كلٍّ من اتحاد المحامين العرب، واتحاد الكتّاب العرب، واتحاد الأطباء العرب، واتحاد المهندسين العرب، واتحاد العمال العرب، وكذلك من الأحزاب والحركات التي ما زالت تنادي بدولة وحدوية او اتحادية عربية وسوق عربية مشتركة.
أخيراً وليس آخراً، يبدو أن ثمة اتجاهاً متنامياً لدى شعوب ودول عدّة الى تحويل العولمة من سياسة تسلطية تمارسها دول صناعية كبرى، الى تيار كوني توجهه الشعوب من خلال حركاتها الجماهيرية المناضلة في سبيل الحرية، والمدافعة عن حقوق الإنسان والسلام القائم على العدل والتنمية. وهل أجدر من المؤتمرات والأحزاب والحركات والمؤسسات المشار إليها آنفاً بأن تكون عقولاً وأقلاماً وأصواتاً للدعوة والعمل من اجل عولمة شعبية إنسانية تنموية رائدة؟
القدس العربي