بوابة الوفد:
2025-06-24@17:27:15 GMT

لماذا نُقدس مَن لا يجب تقديسهم؟

تاريخ النشر: 23rd, April 2024 GMT

المحبة طبيعة بشرية. مَن لا يحب لا يزن العطاء ولا يمتن لأولى الفضل. أن تُقدر لشخص ما فعلًا ما أو إنجازًا بعينه، فذلك نُبل ووفاء وتقدير لمَن يستحق التقدير. كُلنا نُحب شخصيات عظيمة رحلت عن دنيانا، نرى فى بعضهم جمال العطاء ونفع الأثر فنشعر بامتنان لهم، ونُحيى ذكراهم، ونتلطف فى الحديث عنهم، وفى بعض الأحيان نُعظمهم فنُطلق أسماءهم على الشوارع والميادين الفسيحة، وربما نُقيم لبعضهم متاحف، ونُخصص جوائز ومهرجانات بأسمائهم.

كل هذا عظيم ومنطقى ومحمود، لكن ما يُمثل شططًا فى المحبة أو شذوذًا فى التقدير هو ألا نقبل نقدًا لأى منهم: زعيمًا كان أو مفكرًا، أو كاتبًا، فنانًا، أو عالم دين، أو أى عظيم. فذلك ديدن أهل الشرق تحت تصور واهٍ بأن الراحلين رحلوا وأن حقهم علينا ألا نذكرهم إلا بخير لدرجة أننا اخترعنا مقولة ونسبناها للدين تقول «اذكروا محاسن موتاكم»، وعممناها تعميمًا.

***

قبل سنوات ليست قليلة، أطلق الروائى والباحث المعروف يوسف زيدان خلال حوار إعلامى له طرحًا نقديًا ضد صلاح الدين الأيوبى، ذلك القائد القروسطى الذى حقق انتصارات عظيمة على الصليبيين، بعد هزائم متتالية نالها سلاطين وقادة سابقون، ونجح فى تحرير بيت المقدس من بين أيديهم.

وكان مما قاله «زيدان» وقتها إن صلاح الدين قائد دموى، وديكتاتور عتيد، وأنه كان مثل ساسة زمانه سفاحًا مستبدًا، وقامت القيامة على الرجل، واتهمه البعض بالخيانة، واتهمه آخرون بالعمالة للغرب، وبتعمد تشويه رموز التاريخ الإسلامى. ووصل الأمر ببعض مَن ينتسبون للتيارات الدينية أن كفروا الرجل وادعوا عليه ادعاءات متعددة شديدة الشناعة، وتوالت ردود الأفعال لتصل إلى مجلس النواب المصرى، حيث اقترح بعض نوابه وضع تشريع جديد يحظر نقد مَن أسموهم بالرموز التاريخية، وصولًا إلى تضمين الاقتراح عقوبة الحبس لهؤلاء المتجرئين على الشخصيات التى حكم الناس بعظمتها.

واتسعت رقعة اللعبة، فطرح البعض اسم جمال عبدالناصر، وطرح آخرون اسم أنور السادات، واعتبر آخرون مصطفى كامل شخصية عظيمة لا يجوز النيل منها، وذكرت أسماء أخرى مثل أحمد عرابى، وسعد زغلول، ثم اتسعت الرقعة لتشمل عظماء الفن والثقافة مثل أم كلثوم، وطه حسين، ونجب محفوظ وغيرهم.

وكان من فضل الله أن نسبة العقلاء فى بلادنا تزيد على نسبة المندفعين المتهورين، فانطفأت الغضبة العجيبة مع الوقت، وسكنت فكرة حبس الأنفاس وكتم الآراء الناقدة، وانشغل الناس بما هو أهم، لكن بقيت فئة كبيرة فى المُجتمع ترفض نقد السابقين العظماء، وتنفعل إن قال قائل إنه يرى أن فلانًا أخطأ.

وكأن المحبة تعنى القداسة، وكأن التبجيل والتقدير يُلزم الناس للأبد بالصمت وهز الرأس وتقبل كل فكرة، رغم أن هناك أفكارًا ما قد تكون سليمة فى وقت، وقد تكون غير صالحة فى وقت آخر.

***

فى سنوات المد الدينى بالعالم العربى، ارتبط الشارع برجال الدين وأحبوهم وقدروهم وأفرطوا فى تقديرهم وصولًا لمرحلة التقديس.

وأتذكر وأنا طالب حكاية الشيخ متولى الشعراوى، رحمه الله، عندما ذهب يومًا ما إلى جامعة القاهرة للمشاركة فى ندوة، وكانت شعبيته طاغية، حيث احتشد الطلبة وبعض الأساتذة حول سيارته، وقاموا- تقديرًا له- بحمل سيارته وهو داخلها حتى بوابة الخروج.

ولا شك أن الفعل لا يُمكن تفسيره سوى بالمحبة الطاغية، وهى نعمة من الله عز وجل، لكن الموجع والمؤسف هنا أن هذه المحبة اشتطت لدى البعض فاعتبرت كل ما يقوله الرجل هو عين الصواب، وأنه وحده يمثل الدين الصحيح، وانحازت لفتاواه فى تحريم الفائدة البنكية، وتجريم نقل الأعضاء، والتبرع بها، رغم مخالفة علماء أجلاء أكثر تنويرًا وعلمًا لهذه الآراء، ورغم تغييره لرأيه فيما بعد.

ومع تسليم أجيال واسعة من الناس عقولها للرجل الذى تميّز ببلاغته اللفظية وتعبيراته التمثيلية أكثر مما تميّز بأطروحاته الاجتهادية أو الفكرية، وصل الأمر بالبعض أن كفروا بعض الكُتاب الذين انتقدوا الرجل خلال حياته. ولم يكن غريبًا أن أسمع بأذنى أحدهم، وهو رجل متعلم ومثقف يُقسم بأنه سيضرب الكاتب فلان الفلانى بالحذاء إن رآه، لأنه هاجم الشعراوى.

ومع تمدد ما عُرف وهمًا بـ«الصحوة الإسلامية» وتصاعد ظاهرة الدعاة واتساع الحركة السلفية تأسست قداسات جديدة لرجال أكثر تشددًا وأحَدّ ادعاء للالتزام الدينى، فرأينا عشرات الآلاف يسيرون مُخدرين وساكنين خلف شيوخ مثل أبى إسحاق الحوينى، ومحمد حسان، ومحمد حسين يعقوب، وغيرهم. وصار لكل منهم جمهور من المناصرين أشبه بـ«الألتراس» يصفقون لما يقولون، ويرهبون من ينتقد شيوخهم.

وكان مما اخترعه ألتراس المشايخ مقولة ترهيبية ما أنزل الله لها من سلطان تقول «لحوم العلماء مسمومة»، وكأنها نوع من التحذير المخيف للآخرين من انتقاد هؤلاء العظماء المقدسين.

وأتذكر أن كاتبًا إسلاميًا صديقًا كتب يومًا مقالًا عن الشيخ يوسف القرضاوى، رحمه الله كان عنوانه «لا يخالفه سوى فاسق، ولا يختلف معه سوى جاحد»، وسألته وقتها إن كان من الممكن للقرضاوى أن يُخطئ، فقال لى «كيف يُخطئ وهو العلامة والحافظ والقارئ و..»، ثم تذكر أنه بشر فقال «يمكن أن يخطئ»، فقلت له: «إذن كيف تحكم على مَن يُصحح للقرضاوى خطأ بالفسوق، وكيف يُصبح من يختلف معه جاحدًا أو آثمًا». إنها حصرية التعصب، وتقديس البشر. ولا مجال للعقل أن يعمل فى ظل ذلك.

***

لقد تواترت القداسة فى محيطنا تجاه الراحلين، فأممت فكرة النقد، ووئدت أصول المراجعة، وتحول كثير من البشر إلى أنبياء، فاعتبر البعض من ينتقد الصالحين فى أعمالهم الدنيوية معتديًا آثيمًا، واشتط التعصب بالبعض ليصل إلى ساحات الجامعات، فوجهت اتهامات العمالة والتخوين إلى كل مَن راجعوا التاريخ الإسلامى وقيموا أفعال الخلفاء الرشدين، واتسعت الدوائر لتشمل كُل مَن شهد زمن النبى، ثم كل التابعين، وكل مَن اعتبره سلفًا صالحًا.

واختارت الأغلبية الصمت، لأن هناك كثيرين منحوا القداسة... وما زالوا.

والله أعلم

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الشوارع

إقرأ أيضاً:

لماذا نحتفل بالسنة الهجرية في في شهر المحرم؟ اعرف آراء العلماء

ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول: هل حقًّا أن هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم كانت في ربيع الأول؟ ولو كانت كذلك، فلماذا نحتفل ببداية السَّنَة الهجرية ويوم هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم في شهر المحرم؟

حكم التهنئة برأس السنة الهجرية الجديدة .. دار الإفتاء تجيبدعاء رأس السنة الهجرية.. ردد أفضل الأدعية في لعام 1447 هـلماذا نحتفل بالسنة الهجرية في في شهر المحرم؟

وقالت دار الإفتاء في إجابتها على السؤال، إن الهجرة حدث عظيم في تاريخ الأمة الإسلامية، استحقت أن تكون بداية للتقويم الإسلامي لما مثلته من معانٍ سامية ورفيعة؛ إذ كانت دليلًا جليًّا على تمسك المؤمنين بدينهم؛ حيث هاجروا إلى المدينة تاركين وطنهم وأهلهم وبيوتهم وأموالهم، لا يرغبون في شيء إلا في العيش مسلمين لله تعالى، ولذلك مدحهم سبحانه وأشاد بهم.

واستشهدت دار الإفتاء بقول الله تعالى: ﴿لِلۡفُقَرَآءِ ٱلۡمُهَٰجِرِينَ ٱلَّذِينَ أُخۡرِجُواْ مِن دِيَٰرِهِمۡ وَأَمۡوَٰلِهِمۡ يَبۡتَغُونَ فَضۡلًا مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضۡوَٰنًا وَيَنصُرُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥٓۚ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلصَّٰدِقُونَ﴾[الحشر: 8]، كما أنها كانت البداية الحقيقية لإقامة بنيان الدولة، ووضع أحكامها التشريعية التي صارت أساسًا لإنشاء النظم المجتمعية، وضبط العلاقات الإنسانية والدولية، وإقرارًا لمبدأ التعايش والتعددية.

ويعرف تاريخ كلِّ شيء بأنه غايته ووقته الذي ينتهي، وأما عرفًا: فهو توقيت الفعل بالزمان ليعرف ما بين قدر ابتدائه وأي غاية فرضت له، وقيل: هو عبارة عن يوم ينسب إليه ما يأتي بعده، وقيل: عبارة عن مدة معلومة تعد من أول زمن مفروض؛ لتعرف الأوقات المحددة، فلا غنى عن التاريخ في جميع الأحوال الدنيوية والأخروية. (انظر: فيض القدير للمناوي 1/ 101، ط. المكتبة التجارية الكبرى).

وقد كانت العرب أولَ الأمرِ تؤرخ بعام الفيل، وهو عام مولده صلى الله عليه وسلم، ولم يزل التاريخ كذلك في عهد سيِّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، وعهد أبي بكر، رضي الله عنه، إلى أن وَلِي عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه، فجمع الصحابة واتفقوا رضي الله عنهم على الهجرة بداية للتقويم الإسلامي.

وقد بوَّب البخاري في صحيحه لذلك بقوله: "باب التاريخ ومتى أرخوا التاريخ"، وأورد فيه قول سهل بن سعد رضي الله عنه: "ما عدوا من مبعث النبي صلى الله عليه وسلم، ولا من وفاته، ما عدوا إلا من مقدمه المدينة".

قال ابن كثير (4/ 511): "وقال أبو داود الطيالسي: عن قرة بن خالد السدوسي، عن محمد بن سيرين، قال: قام رجل إلى عمر فقال: أَرِّخوا. فقال: ما أَرِّخوا؟ فقال: شيء تفعله الأعاجم؛ يكتبون: في شهر كذا من سنة كذا. فقال عمر: حَسَنٌ فأَرِّخوا. فقالوا: من أي السنين نبدأ؟ فقالوا: من مبعثه. وقالوا: من وفاته. ثم أجمعوا على الهجرة، ثم قالوا: وأي الشهور نبدأ؟ فقالوا: رمضان. ثم قالوا: المُحَرَّم؛ فهو منصرف الناس من حجهم، وهو شهر حرام. فاجتمعوا على المُحَرَّم" اهـ.

هجرة الرسول

ومن المعلوم أن دخول الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة كان في شهر ربيع الأول، وإنما كان العزمُ على الهجرة والاستعداد لها في شهر المُحَرَّم بعد الفراغ من موسم الحج الذي وقعت فيه بيعة الأنصار؛ ثم قالوا: وأي الشهور نبدأ؟ قالوا: رمضان، ثم قالوا: المُحَرَّم، فهو مُنْصَرَفُ النَّاسِ مِنْ حَجِّهِمْ، وهو شهر حرام فاجتمعوا على المُحَرَّم.

كما روى الحافظ البيهقي عن أبي البَدَّاح بن عاصم بن عدي، عن أبيه، قال: ((قدِم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة يوم الإثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول، فأقام بالمدينة عشر سنين)).

وما ذُكر هو مذهب الجمهور، ولم يخالف سوى ابن حزم رحمه الله؛ فمذهبه أن أول السنين الهجرية شهر ربيع الأول الذي قدم فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة مهاجرًا، ولكن لم يتابَع عليه؛ إذ الجمهور على أن أول التاريخ من محرم تلك السَّنَة.

وقد حاول العلماء طلب مناسبة اختيار المُحَرَّم لبداية التاريخ، فذكروا حرمته وفضله؛ قال الحافظ السخاوي في "فتح المغيث" (4/ 306، ط. مكتبة السُّنَّة): لكونه شهر الله، وفيه يُكسى البيت، ويُضرب الوَرِق، وفيه يوم تاب فيه قوم فتيب عليهم" اهـ.

وقيل: لأن فيه اجتماعًا للأشهر الحرم في السَّنَة الواحدة؛ قال أبو هلال العسكري في "الأوائل" (ص151، ط. دار البشائر- طنطا): "أراد بذلك اجتماع الأشهر الحرم في سنة واحدة" اهـ.

وقيل: لكونه وقت انصراف الناس وصدَرهم إلى بلادهم؛ "قالوا: قدم المدينة في ربيع الأول؛ لأنه منصرف الناس من حجهم، وهو شهر حرام". (انظر: التوشيح، للسيوطي، 6/ 2474، ط. مكتبة الرشد).

أما فيما يتعلَّق باحتفالنا بالسَّنَة الهجرية في شهر المُحَرَّم من كلِّ عام، فهو احتفال بما مثَّلته من معانٍ سامية ورفيعة، كالرغبة في العيش بسلامٍ، وهجران كل قبيح إلى كلِّ صحيح، وذلك بمجاهدة النفْس وتزكيتها، وهو أمر مُرغَّب فيه شرعًا؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا هجرةَ بعد الفتح، ولكنْ جهادٌ ونية)) رواه الشيخان.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (المهاجرُ من هجَر ما نهى الله عنْه) رواه البخاري.

وفي الاحتفال بهذا الموسم المبارك امتثال للأمر القرآني بتذكر أيام الله تعالى، وما فيها من نعمٍ وعبرٍ وآيات؛ قال تعالى: ﴿وَذَكِّرۡهُم بِأَيَّىٰمِ ٱللَّهِۚ﴾ [إبراهيم: 5].

وكذلك هو وسيلة لتذكر نصر الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم في الهجرة على مشركي مكة، بأن يسر له أمر الانتقال إلى المدينة والدعوة إلى الله فيها وحفظه من إيذاء المشركين، وانتقل بذلك من مرحلة الدعوة إلى مرحلة الدولة، مما كان سببًا لنصرة الإسلام وسيادته؛ قال تعالى: ﴿إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدۡ نَصَرَهُ ٱللَّهُ إِذۡ أَخۡرَجَهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ ٱثۡنَيۡنِ إِذۡ هُمَا فِي ٱلۡغَارِ إِذۡ يَقُولُ لِصَٰحِبِهِۦ لَا تَحۡزَنۡ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَنَاۖ﴾ [التوبة: 40]، والوسائل لها حكم المقاصد.

وبناءً على ما سبق نقول: إن هجرته صلى الله عليه وسلم كانت في ربيع الأول، وكان العزم عليها والاستعداد لها في شهر المحرم، ولهذا كانت بداية العام به، وكذا الاحتفال بها يكون في شهر المحرم، فيكون الاحتفال بها بمعنى الهجرة لا بخصوص يومها.

طباعة شارك السنة الهجرية شهر المحرم دار الإفتاء هجرة الرسول ربيع الأول التاريخ الهجري رأس السنة الهجرية

مقالات مشابهة

  • حزب الله الجديد.. لماذا ساند غزة ولم يساند إيران؟
  • هشام عبد العزيز: الإسلام رسالة أخلاق وأحب الناس إلى الله أنفعهم للناس
  • الإمام الأطروش.. الداعية الإسلامي الحصيف والمَثَلُ الأعلى للمُبَلِّغيْن والقادة في عصرنا الراهن
  • محمد بن راشد: رحم الله محمد عبيد الله.. أحد رجال الإمارات المخلصين
  • المحبة والزلّة
  • كيف تحصن نفسك من الحسد والسحر؟.. الأزهر للفتوى يكشف 4 طرق مجربة
  • هل يجوز الصلاة بالفانلة الحمالات بسبب الحر؟ اعرف آراء الفقهاء
  • لماذا نحتفل بالسنة الهجرية في في شهر المحرم؟ اعرف آراء العلماء
  • حال مقتله.. خامنئي يرشح ثلاثة من كبار رجال الدين لخلافته
  • الرضا بالإقامة عين الكرامة.. عالم أزهري يقدم تفسيرا لمقولة الأولياء