فتح الأندلس وكرمته بريطانيا.. طارق بن زياد كما لم تعرفه من قبل
تاريخ النشر: 28th, April 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
بينما تمتزج الأسطورة بالتاريخ، يظل اسم طارق بن زياد مرتبطًا بفتح الأندلس وتأسيس الحضارة الإسلامية في شبه الجزيرة الإيبيرية، يعتبر طارق بن زياد واحدًا من الشخصيات البارزة في تاريخ الإسلام، وقائدًا عسكريًا بارعًا وعبقريًا في استراتيجيته وقيادته.
يتجلى العبقرية في طارق بن زياد في قدرته على تحقيق الانتصارات العسكرية المذهلة، وتأسيس حكم إسلامي مستقر في المناطق التي فتحها، وإلهام الجنود بخطبه الشجاعة.
تجسد قصة حياته وعطاؤه قيمًا عالية مثل الشجاعة، والعدالة، والتسامح، والتصميم على تحقيق الأهداف، مما يجعله قدوة للرجال العظماء في التاريخ.
مولد ونشأة طارق بن زيادتاريخ مولد طارق بن زياد ليس معروفًا بدقة، ولكن يُعتقد أنه وُلد في القرن السابع الميلادي، في مدينة الطنجة في شمال المغرب الحالي، التي كانت جزءًا من الإمبراطورية البيزنطية في ذلك الوقت، وقد نشأ في بيئة إسلامية وتربى على القيم الإسلامية والفكر العسكري.
مع تقدمه في السن، أظهر طارق بن زياد مواهب عسكرية استثنائية وقيادية، وبدأ يلعب دورًا بارزًا في الجيش الإسلامي. وتزامنت مسيرته العسكرية مع فترة حركة الفتوحات الإسلامية في شمال إفريقيا والأندلس، والتي كانت تستهدف توسيع الدولة الإسلامية.
من خلال مواهبه العسكرية وشجاعته في المعارك، تمكن طارق بن زياد من كسب ثقة القادة الإسلاميين، وأصبح قائدًا مهمًا في الجيوش الإسلامية في المنطقة، وخاصةً في الحملة التي أدت إلى فتح الأندلس.
فتوحات طارق بن زيادبقيادة طارق بن زياد، تم فتح العديد من المناطق والمدن الهامة التي أسهمت في انتشار الإسلام وتأسيس الدولة الإسلامية في المنطقة، ومن بين هذه المناطق:
1. مدينة الحسيمة في شمال إفريقيا، حيث قاد الجيوش الإسلامية لحصار المدينة ودخولها، وتحول أهلها إلى الإسلام.
2. مدن المغرب العربي بأكملها، حيث تم فتحها وإسلام أهلها، باستثناء مدينة سبتة بسبب صعوبة الوصول إليها.
3. مدينة الأندلس ومضيق جبل طارق الذي يصل البحر المتوسط بالأندلس، والذي سُمي بهذا الاسم تيمنًا بطارق بن زياد.
4. ولاية الجزيرة الخضراء واحتلال قلاعها.
5. وادي برباط في معركة وادي لكة.
6. مدينة طليطلة.
7. خليج بسكونية.
تلك الفتوحات والانتصارات التي حققها طارق بن زياد كانت لها أثر كبير في توسيع نطاق الدولة الإسلامية وتأسيس حضارتها في المنطقة.
إنجازات طارق بن زيادطارق بن زياد يُعتبر من بين الشخصيات البارزة في تاريخ الإسلام وقائدًا عسكريًا استثنائيًا. من بين إنجازاته البارزة:
فتح الأندلس: قاد طارق بن زياد الجيش الإسلامي في الفتح الأسطوري للأندلس في عام 711 ميلادي. وصل طارق إلى شبه الجزيرة الإيبيرية (إسبانيا الحالية) وحقق انتصارًا ساحقًا في معركة غواداليت فيرا بالقرب من جبرالطارق (جبل طارق)، مما فتح الطريق أمام الفتح الإسلامي للأندلس.إقامة حكم إسلامي: بعد فتح الأندلس، نجح طارق بن زياد في تأسيس حكم إسلامي في المنطقة، وقدم نموذجًا للحكم العادل والتسامح الديني. وتمكنت حكومته من توسيع الأندلس وتطويرها في العلوم والفنون والثقافة.الإسهام في انتشار الإسلام: بفتحه للأندلس وتأسيس حكم إسلامي فيها، ساهم طارق بن زياد في انتشار الإسلام في أوروبا، وكان له تأثير كبير على تاريخ القارة الأوروبية.الدفاع عن الإسلام: بالإضافة إلى إنجازاته العسكرية والسياسية، كان طارق بن زياد من أبطال الإسلام الذين دافعوا بشجاعة عن الدين والمسلمين في المعارك ضد الأعداء.هذه أبرز إنجازات طارق بن زياد إلا أنه كان له العديد من الإنجازات تحتاج مؤلفات لحصرها، تُعتبر هذه الإنجازات على مدار التاريخ العظيمة وتجسد قيم الشجاعة والعدالة والتسامح التي كانت تميز حياة طارق بن زياد وعمله.
وفات طارق بن زيادتوفي القائد طارق بن زياد في عام 720 للميلاد، ولكن هناك تباين في الروايات حول مصيره النهائي. يُقال إنه اختفى بعد وصوله إلى الشام مع موسى بن نصير بناءً على استدعاء الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك، وتشير بعض الروايات إلى أنه اختفى بعد خلافات كبيرة مع موسى بن نصير. بينما تقول رواية أخرى أنه عاد إلى الشام واختار العيش في الصلاة والتفرغ للعبادة دون الاهتمام بالمناصب العسكرية، وتوفي بعدها دون أن يعلم أحد بأمره. على الرغم من ذلك، يبقى طارق بن زياد مثالًا للقادة العظماء في التاريخ الإسلامي، حيث تستمر تضحياته وإنجازاته في نشر الإسلام وتأسيس الدولة الإسلامية في الأندلس وخارجها.
تكريم طارق بن زيادتكريمًا لذكرى طارق بن زياد، أُطلقت العديد من المواقع باسمه في البلدان الإسلامية وخارجها، حيث يُعتبر جبل طارق بين حدود المغرب وأسبانيا أحد أبرز الأمثلة. بالإضافة إلى ذلك، تم تسمية أماكن أخرى بالاسم نفسه، مثل أكاديمية طارق بن زياد في إنفر غروف هايتس، مينيسوتا، الولايات المتحدة. وفي عام 2012، أصدر البنك المركزي البريطاني لحكومة جبل طارق ورقة نقدية تحمل صورة طارق بن زياد، كتكريم لإرثه ودوره التاريخي الهام.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: طارق بن زياد فتح الاندلس جبل طارق الدولة الإسلامیة طارق بن زیاد فی الإسلامیة فی فی المنطقة جبل طارق
إقرأ أيضاً:
اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺗﺘصدى ﻟﻠﺒﺸﻌﺔ
هل تخيلت يومًا أن يلعق إنسان عاقل قطعة من الحديد خرجت لتوها من النار لإثبات برائته، وهذا فى عصر الدولة والقانون، بل فى زمن التكنولوجية والذكاء الاصطناعى!.
هذا ما حدث مؤخرًا فى مقطع فيديو مُنتشر لفتاة تجرى اختبار(البِشعة) لإثبات عُذريتها، حيث ظهرت ترتجف من الخوف فى محاولاتها لإثبات برائتها أمام اتهامات زوجها، لتُعيد إحياء واحدة من أكثر الممارسات الجاهلية الصادمة فى المجتمع المصرى فى موجة عنيفة من الجدل والتعاطف، ولكن الصادم أن رواد مواقع التواصل الاجتماعى اكتشفوا فيما بعد أن المقطع لبلوجر معروف باسم(كيداهم)، وهكذا سرعان ما انقلب المشهد ضدها، بعدما تم تداوله من أن ما جرى قد يكون جزءًا من محتوى مُعد مسبقًا، بحثًا عن الترند، ويقدمه أشخاص يتقاضون أموالًا مقابل تمثيل تلك الطقوس، حيث قامت البلوجر بنشر أرقام من يمارسون البِشعة.
ما هى البِشعة؟
البِشعة هى أحد الموروثات القديمة التى نشأت فى الحياة القبلية والصحراوية، واعتمدتها بعض قبائل البدو كوسيلة لتقاضى النزاعات بين العشائر عند غياب الشهود، وتشكل حاليًا أحد أخطر أشكال الانتقام خارج نطاق القانون والقضاء الشرعى، حيث يتم إجبار المتهم على وضع لسانه على حديد محمّاة بالنار، للاستخلاص من آثار الحرق صدقه أو كذب.
وقال الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء إن البشِعة ما زالت موجودة فى صحراء مصر الشرقية، خاصة فى محافظات سيناء والإسماعيلية والشرقية، كأحد أساليب التحكيم بين المتخاصمين من البدو، وتُستخدم هذه العادة كوسيلة لكشف الكذب، حيث يحتكم المتخاصمون للنار ويُجبرون على لعقها أمام محكم متخصص يُعرف باسم «المبشع»، المسئول عن تنفيذ حكم القضاة العرفيين.
مؤسسات الدين
ووفقًا لهذا الجدل المتصاعد فى الرأى العام المصرى، خرجت المؤسسات الدينية لتُصحح الطريق وتنفى تلك الممارسات الجاهلة، حيث خرجت دار الإفتاء المصرية تؤكد بشكل قاطع أن «البشعة» محرّمة شرعًا ولا أصل لها فى الإسلام، وأن الشريعة لا تقبل بأى ممارسة تُعرض الإنسان للأذى أو الامتهان، مستشهدةً بالقاعدة النبوية الراسخة: «البَيِّنةُ على مَنِ ادَّعى، واليَمِينُ على مَن أنكر».
وكذلك جاء رد الأزهر حاسم بتحريم نشر أى فيديو أو صورة أو خبر يُروِّج لممارسة «البِشعة»، معتبرًا إياها من أخطر أشكال التعذيب والإذلال التى تتعارض مع مبادئ الإسلام فى حفظ الكرامة والعدل، وأن الإسلام أسّس منظومة قضائية وأخلاقية قائمة على أدلة ثابتة والبَيِّنات، وليس على الخرافات أو الممارسات الجارحة.
وأشار الأزهر فى تصريحاته إلى أن «البشعة» تمثّل استحضارًا لممارسات تعود إلى الجاهلية، تشبه ما كان يُعرف بـ«الاستقسام بالأزلام»، وهو أمر نهى عنه القرآن، وهذه الممارسات تحتوى على تعذيب جسدى ونفسى، وإذلال للإنسان، وتتنافى مع قوله : «لا ضَررَ ولا ضِرَار».
أمام القانون
كما أشارت وزارة الأوقاف المصرية فى ردها على الجدل القائم إلى أن البشعة ليست مجرد خطأ أخلاقى، بل جريمة قانونية أيضًا، تشمل الاعتداء البدنى والتحايل على القضاء، وهو ما يعاقب عليه القانون المصرى وفقًا للمواد المتعلقة بالإيذاء البدنى وتعذيب المتهم.
وأكدت أن الإسلام وفر بدائل شرعية تحفظ الحقوق والكرامة، من خلال القضاء الرسمى القائم على الأدلة الشرعية والقانونية، والتحكيم الأهلى المنضبط برضا الطرفين، والوساطة المجتمعية المبنية على الصلح والتعويض، مع الالتزام بالبينة والقرائن الشرعية والإقرار غير المُكره.
فيما أكد المحامى محمد ميزار بالدستورية العليا، أن قانون العقوبات المصرى لا يذكر «البشعة» بالاسم، لكن ذلك لا يبرئ ممارسيها، إذ تُطبق عليهم مواد تجريم الإيذاء الجسدى والإكراه، وتُعد ممارستها تحت ضغط اجتماعى أو عرفى جريمة يعاقب عليها بالحبس أو الغرامة، مع إمكانية رفع المتضرر دعوى مدنية أو جنائية للتعويض عن الأذى النفسى أو الجسدى وفق المادة 163 من القانون المدنى، وقد تصل التعويضات فيها إلى عشرات الآلاف من الجنيهات.
وأضاف ميزار أن استخدام «البشعة» كبديل عن القضاء يمثل تحريضًا على مخالفة القانون ويخالف الدستور الذى يكفل الحق فى اللجوء للقضاء، وأن بثها أو نشرها يعد مخالفة صريحة لقوانين الإعلام والآداب العامة.
شرك وكفر صريح
ومن جانبة حذر الشيخ محمد أبوبكر جاد الرب، إمام وخطيب بوزارة الأوقاف، من اللجوء إلى ما يُعرف بـ«البشعة» لإثبات الحقوق أو نفى التهم، مؤكدًا أن هذه الممارسة تُخرج المسلم من الملة وتعد شركًا بالله، حتى وإن كان يحافظ على الصلاة والصيام، واصفًا انتشار ظاهرة «البشعة» بين الناس بأنها كارثة أخلاقية ودينية، وقال إنها لا تمثل دينًا ولا أخلاقًا ولا مروءة.
أعراف المجتمع
ورد الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف، على من يدعى أن البِشعة جائزة لأنها من العُرف قائلًا: "أى عرف يخالف نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية لا يُعمل به، ومن يقول إنها من قديم الأزل وكان يمارسها الآباء والأجداد، فكذلك كانت عبادة الأصنام"، «هذا ما وجدنا عليه آباءنا».
وأضاف: «الاعتقاد بأن للبشعة تأثيرات معجزة غير صحيح، فالمعجزات تكون للنبى فقط، مثل ما حدث مع سيدنا إبراهيم عليه السلام عندما أمر الله النار أن تكون بردًا وسلامًا عليه، ولم يحدث مثل ذلك لأى إنسان آخر».
وأشار إلى أن حتى الاعتماد على أجهزة كشف الكذب التى تركن إلى التكنولوجيا غير دقيقة، قائلاً: «حتى فى الماضى، استطاع بعض الأشخاص خداع أجهزة كشف الكذب، كما حدث فى بعض العمليات التابعة للموساد الإسرائيلى كما فى قصة رأفت الهجان وجمعة الشوال».
فيما أكد الدكتور مصطفى الهلباوى، من علماء الأزهر الشريف، أن البشعة جريمة كبيرة، ولا توافق الشرع الشريف من قريب أومن بعيد، لأن العرف الصحيح هوما يوافق أحكام الكتاب والسنة، وعندما نضع ممارسة البِشعة على مبدأ القياس فى الدين الإسلامي(وهو ما يستخدمه العلماء لتحديد حكم الأمور المستحدثة) نجد أن البِشعة توافق ما كان يُسمى فى الجاهلية بـ(الاستقسام بالأزلام)، أى أنها تأخد حكم الاستسقام بالأزلام وهو التحريم
وتابع موضحًا أن الاستقسام بالأزلام عادة جاهلية محرمة، كانت تحدث قبل الإسلام حين يذهب بعض الناس إلى الكاهنة لتحديد الأمور باستخدام الأسهم فى كأس، ويأخذون القرار حسب ما يظهر من السهم الأول أو الثانى، وقد حرم الله الاستقسام بالأزلام وقال عنه فى كتابه الكريم: «وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ».
واختتم الدكتور الهلباوى تصريحه مؤكّدًا: «أى ممارسة مثل البشعة تتعارض مع الشريعة والعقل، ولا يجوز اللجوء إليها أو اعتبارها وسيلة مقبولة لتقرير المصائر».