الجديد برس:

كشف قيادي بارز في حركة أنصار الله، السبت، عن مؤامرة أمريكية – بريطانية جديدة ضد اليمن، وذلك بالتزامن مع تحركات عسكرية مريبة لكليهما في المنطقة، بعدما فشلتا في ردع قوات صنعاء بالبحر الأحمر.

وأفاد عضو المكتب السياسي للحركة، علي القحوم، في منشور على حسابه بمنصة “إكس” بأن بريطانيا وأمريكا تحشدان حالياً مرتزقة من مختلف صقاع العالم وتضغطان بقوة على دول في المنطقة بالتزامن مع حملة تضليل إعلامية وصفها بالرهيبة بغية تأجيج الصراع داخلياً وخارجياً.

وأشار القحوم إلى أن التحركات تشير إلى توجه لتوسيع العدوان على اليمن، ومتوعداً تلك القوات بالهزيمة ودفع الثمن باهظاً في حال قررت الاعتداء على اليمن.

وألمح القحوم إلى أن الاستهداف اليمني لن يقتصر على السفن بل سيطال المصالح والقواعد في المنطقة وسيتم إغراق البوارج.

وجدد عضو المكتب السياسي لحركة “أنصار الله” علي القحوم التأكيد على قدرة اليمن بقيادته وقواته العسكرية على مواجهة أي تهديدات للبلاد.

من جانبه، أكد نائب وزير الخارجية في حكومة صنعاء، حسين العزي، أنهم على علم بما تخطط له الولايات المتحدة من أعمال عدائية ضد اليمن، محمّلاً إياها مسؤولية “تداعيات حماقاتها المحتملة ضده”.

وقال العزي في منشور على منصة “إكس”، محذراً واشنطن، إنها “قد لا تجد في المنطقة طريقاً واحداً آمناً” في حال شنها أعمالاً عدائيةً، مشيراً إلى أن مصالحها “ستكون هدفاً مستداماً لكل الأحرار”.

ودعا نائب وزير خارجية صنعاء، واشنطن إلى إنهاء توجهاتها العدائية تجاه اليمن، “قبل أن تأخذها الأفكار الفاشلة إلى جحيم طويل الأمد”.

وتأتي هذه التحذيرات، وسط أنباء عن تحركات عسكرية أمريكية في المنطقة، وكذلك لتحريك أدواتها الداخلية لزعزعة استقرار اليمن، بعدما فشلت في ردع قوات صنعاء في البحر الأحمر.

وفي وقت سابق السبت، أكدت الولايات المتحدة الأمريكية تعزيز طائراتها الحربية في المملكة العربية السعودية.

وأفادت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) بأنها نقلت سرب من طائرات إف 16 المتمركزة في قاعدة “افيانو” الجوية بإيطاليا إلى قواعد تخضع للقيادة المركزية للقوات الأمريكية والتي تتولى حالياً الحرب على اليمن.

وبحسب وسائل إعلام أمريكية، فإن الطائرات وصلت إلى قاعدة الأمير سلطان بن عبدالعزيز التي تقع على بعد 80 كم جنوب الرياض، أي بالقرب من الحدود اليمنية، في حين استقبلت السعودية قائد القوات الجوية المركزية الأمريكية الفريق ديريك فرانس، بهدف تنسيق ما سمي بالجهود الدفاعية والعسكرية.

ويرى مراقبون أن الولايات المتحدة الأمريكية تغير في تكتيكاتها وأن تحركاتها في المنطقة تشير إلى أنها ذاهبة نحو التصعيد العسكري في حربها على اليمن.

ويتزامن نشر المقاتلات الأمريكية في قواعد عسكرية على الأرض مع تقارير أمريكية عن قرار واشنطن سحب عدد من بوارجها في البحر الأحمر وأبرزها حاملة الطائرات “يو إس إس أيزنهاور”.

وأعلنت البحرية الأمريكية، الجمعة، انسحاب حاملة الطائرات “يو إس إس دوايت دي أيزنهاور” والمدمرة “يو إس إس غريفلي”، من البحر الأحمر إلى شرق البحر الأبيض المتوسط.

يُذكر أن السعودية كانت رفضت إنطلاق الطائرات الأمريكية من قواعدها في الهجوم على اليمن، لكن المؤشرات تؤكد تراجعها وسط تقارير عن تصعيد أمريكي مرتقب مع فشل جولة جديدة من المفاوضات مع صنعاء.

وقاعدة الأمير سلطان بن عبدالعزيز تعد واحدة من عدة قواعد أمريكية في السعودية وقطر والإمارات والبحرين.

وتخوض قوات صنعاء منذ يناير الماضي مواجهات مباشرة ضد القوات الأمريكية والبريطانية مع إلقاء الأخيرة بثقليهما لكسر الحصار اليمني على “إسرائيل”.

ويأتي الكشف عن التحركات الجديدة لواشنطن ولندن مع رفض حكومة صنعاء عروض تتضمن امتيازات أمريكية وبريطانية مقابل وقف العمليات اليمنية في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن.

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: البحر الأحمر فی المنطقة أمریکیة فی على الیمن إلى أن

إقرأ أيضاً:

تهديدات الرئيس المشاط تثير الذعر في كيان العدو.. اليمن يعيد صياغة معادلة الردع في الشرق الأوسط

يمانيون – تحليل

في لحظة سياسية وعسكرية بالغة التعقيد، أطلق الرئيس مهدي المشاط، رئيس المجلس السياسي الأعلى ، تصريحًا هادئًا في نبرة، صادمًا في مضمونه، أعاد رسم خارطة التهديد الاستراتيجي لكيان العدو الصهيوني، حين أعلن أن اليمن سيتعامل مع الطائرات المعادية التابعة للاحتلال الإسرائيلي بما يحفظ السلامة العامة للملاحة الجوية والبحرية، لكنه نصح شركات الطيران الدولية بتجنّب الأجواء والمسارات التي يستخدمها العدو للاعتداء على اليمن. لم تكن مجرد توصية فنية، بل رسالة حربية شاملة تُقرأ بأكثر من لغة، وعلى أكثر من جبهة.

هذه التهديدات المباشرة من صنعاء، والتي جاءت بعد سلسلة من الضربات الصاروخية والطائرات المسيّرة باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة، أربكت حسابات العدو الصهيوني وأطلقت موجة من التصريحات المحمومة في الصحافة العبرية والغربية، كشفت عن حجم التهديد الذي تمثله اليمن بالنسبة لـ”إسرائيل”، ليس فقط من زاوية عسكرية، بل من منظور جيوسياسي يتجاوز ساحة الصراع المحدود إلى مشهد إقليمي جديد يتشكل على أنقاض مشروع الهيمنة الأمريكية – الصهيونية.

اليمن .. جبهة بزاوية 360 درجة
في تصريح لافت نُشر في صحيفة “غلوبس” العبرية، قال عقيد في الدفاع الجوي الصهيوني إن اليمن “فتح جبهة تهديد بزاوية 360 درجة”، في تعبير يكشف عن إدراك مؤسسات العدو لحجم التطور النوعي في القدرات اليمنية، سواء من حيث التقنيات أو جرأة التوظيف العملياتي لها.

وأوضح الضابط أن القبة الحديدية تواجه صعوبة كبيرة في اعتراض المسيّرات اليمنية المنخفضة الطيران، مشيرًا إلى أن الاعتماد على المنظومات المحلية بات ضرورة، بسبب الكلفة الباهظة لصواريخ الاعتراض الأمريكية.

وتُظهر المقارنة الرقمية أن صاروخ “باتريوت PAC-3” يكلف بين 6 إلى 13 مليون دولار، بينما تكلف المسيّرة اليمنية أقل من ذلك بأضعاف مضاعفة، ما يعني أن استراتيجية الردع اليمنية نجحت في استنزاف العدو ماديًا قبل أن تُربكه عسكريًا.

المعضلة الدفاعية للعدو.. كهرباء وإلكترونات في مهب الضربات
الأخطر في التصريح العبري هو اعترافه بأن الهجمات اليمنية على مطار اللد (بن غوريون) لم تجد أمامها “دفاعًا محكمًا”، وأن نظام الحماية ليس سوى “كهرباء وإلكترونات”، في تعبير عن هشاشة البنية الدفاعية رغم الدعاية الغربية حول التطور التقني العسكري الصهيوني.

اللافت أن هذا الاعتراف لم يأتِ من محللين أو خصوم، بل من قلب المؤسسة العسكرية الصهيونية، التي أكدت أنها “تتعلم من الهجمات اليمنية” لتحسين أدائها. هذا الاعتراف يُعد أوليًا بتوصيف اليمن كساحة حقيقية لإنتاج وتبادل المعلومات والتكنولوجيا، الأمر الذي يعكس عُمق التحوّل الاستراتيجي في موقع صنعاء من مجرد ساحة “صراع هامشي” إلى مركز إشعاع عسكري ومعلوماتي في قلب المعادلة الإقليمية.

بوليتيكو: تراجع الأولوية الإسرائيلية في استراتيجية واشنطن
وفي السياق ذاته، كشفت مجلة بوليتيكو الأمريكية عن خفايا اتفاق وقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة واليمن، مشيرة إلى أن الاتفاق لم يشمل وقف الهجمات اليمنية على كيان العدو، وهو ما عُدّ تحوّلًا جوهريًا في سياسة واشنطن التقليدية القائمة على “الدفاع المطلق عن أمن إسرائيل”.

ونقلت المجلة عن مسؤولين أمريكيين أن “إسرائيل ليست بمنأى عن سياسة أمريكا أولاً”، وأن أنصار الله لم يكونوا ليوقفوا ضرباتهم حتى لو نصّ الاتفاق على ذلك، في إشارة إلى عمق القناعة الأمريكية بعجز الردع العسكري أمام اليمن، وضرورة اللجوء إلى تسويات سياسية شاملة.

بل إن المجلة نقلت امتعاض منظمات صهيونية بارزة من هذا التوجه، معتبرة أن تجاهل أمن “كيان الاحتلال” في الاتفاق يمثل “سابقة خطيرة”، ويكشف عن تصدّع في التحالف التقليدي بين واشنطن وتل أبيب.

التلغراف البريطانية: فشل ثلاثيني أمام اليمن
من جهتها، أوردت صحيفة التلغراف البريطانية تقريرًا موسعًا تناول ما وصفته بـ”فشل أمريكي بريطاني ثلاثيني أمام اليمن”، مشيرة إلى أن عدد الصواريخ التي أُطلقت في البحر الأحمر خلال الأشهر الـ18 الأخيرة يفوق ما أُطلق خلال 30 عامًا ماضية، ما يعكس حجم الاستنزاف الذي ألحقته صنعاء بالأساطيل الغربية.

وأشارت الصحيفة إلى أن حاملات الطائرات البريطانية باتت مهددة فعليًا، وأن عبورها لمضيق باب المندب يعني دخولها منطقة حرب فعلية، خصوصًا مع تزايد خطر الصواريخ اليمنية التي باتت تستهدف الطائرات من طراز إف-35 وحتى الدرونات الحديثة.

وتضيف الصحيفة أن الولايات المتحدة أنفقت أكثر من مليار دولار خلال فترة وجيزة في محاولة لتحييد التهديد اليمني، دون أن تتمكن من ضمان الأمن الملاحي أو حماية سفنها. بل وصل الأمر إلى إسقاط طائرات مسيرة أمريكية متقدمة من نوع MQ-9 Reaper، وحوادث مؤسفة لطائرات حربية أمريكية على متن حاملات الطائرات، ما يُظهر أن ميزان الخسائر لم يعد يميل لصالح واشنطن.

 اليمن يعيد صياغة مفهوم الأمن القومي العربي
ليست المسألة محصورة في مسيّرة هنا أو صاروخ هناك. بل تتعدى ذلك إلى إعادة تعريف مفهوم “الأمن القومي العربي” عبر نموذج يمني غير تقليدي، جمع بين العقيدة والميدان، وبين الإرادة والتكنولوجيا، وبين الجغرافيا والإستراتيجية.

إن الرئيس المشاط، في تهديداته المدروسة، لم يخاطب فقط كيان العدو، بل وجّه رسائل مزدوجة إلى واشنطن ولندن، مفادها أن أمن العدو لم يعد بيدهم، وأن القرار اليمني بات مستقلًا بدرجة غير مسبوقة.

والأهم أن صنعاء لم تعد تقف على الهامش، بل باتت في قلب القرار الاستراتيجي الإقليمي، تُشارك في تحديد مصير الصراع مع الكيان الصهيوني، بل وتُفرض على القوى العظمى كطرف لا يمكن تجاهله أو تجاوزه.

خاتمة
القلق الإسرائيلي المتزايد، والإرباك الأمريكي البريطاني، والردع اليمني المتصاعد، كلها مؤشرات على مشهد استراتيجي جديد يتشكل على وقع صواريخ صنعاء ومسيراتها. في هذا المشهد، لم تعد “إسرائيل” تمتلك حرية المبادرة، ولم تعد واشنطن قادرة على ضمان أمنها، ولم تعد القوى الغربية تملك رفاهية المغامرة.

لقد ولّى زمن التفرد الصهيوني، وبدأ عصر التوازن من خاصرة اليمن، حيث ترتفع راية المقاومة، لا كتكتيك ميداني، بل كخيار استراتيجي شامل يعيد الاعتبار للأمة ويعيد توجيه البوصلة نحو فلسطين، ويضع صنعاء في قلب المعركة الكبرى: معركة التحرر من المشروع الصهيوأمريكي.

مقالات مشابهة

  • بعد إذلال صنعاء للقوات الأمريكية.. بريطانيا تطلب السماح بمرور قطعها العسكرية في البحر الأحمر
  • العراق.. كشف شبكة إجرامية ضخمة تخطط لاغتيالات تهدد أمن البلاد
  • بعد أخذ الإذن منهم.. أنصار الله الحوثيون يسمحون بمرور حاملة طائرات بريطانية بالبحر الأحمر
  • الحوثيون يقولون إنهم سمحوا بمرور حاملة طائرات بريطانية في البحر الأحمر
  • حرب غزة.. مقاربة لفهم استعصاء جبهة اليمن
  • تهديدات الرئيس المشاط تثير الذعر في كيان العدو.. اليمن يعيد صياغة معادلة الردع في الشرق الأوسط
  • اليمن يفرض شروط السيادة في البحر الأحمر: “ترومان” تغادر و”كوين إليزابيث” تعبر بإذن صنعاء
  • صنعاء تُخضع لندن لشروطها.. عبور مشروط لحاملة الطائرات “كوين إليزابيث” في البحر الأحمر
  • عاجل|أنصار الله تتوعد الطائرات الإسرائيلية: قدراتنا الدفاعية ستصنع المفاجآت
  • تونس: تشديد الأحكام على 20 مدانًا في قضية الهجوم على السفارة الأمريكية