رئيس البوسنة والهرسك يقدم دعوة رسمية لشيخ الأزهر لزيارة البلاد
تاريخ النشر: 29th, April 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
استقبل فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، اليوم الاثنين، بمشيخة الأزهر، دينيس بشيروفيتش، رئيس البوسنة والهرسك؛ لمناقشة أبرز القضايا والتَّحديات التي تواجه عالمنا الإسلامي.
ورحَّب فضيلة الإمام الأكبر بالرئيس البوسني في رحاب الأزهر الشريف، مؤكدًا أن هذه الزيارة هي زيارة عزيزة على قلوبنا، ولها انطباع خاص في نفوسنا؛ حيث تأتي بالتزامن مع الإبادة الجماعية التي يرتكبها الصهاينة في حق إخواننا في غزة، والتي تُعدُّ وصمة عار على جبين الإنسانية، لتذكِّرنا بما تعرض له مسلمو البوشناق في البوسنة والهرسك من جرائم إبادة جماعية، وتذكرنا نحن المسلمون بضرورة اتحادنا، وأنه هو الحل والسبيل الأوحد للخروج بالأمة من تلك الأزمات المتلاحقة.
وأضاف شيخ الأزهر أن المشكلة الحقيقيَّة لكل ما يحدث لنا تكمن في ضعف ردة الفعل الإسلامي والعربي، وأساس هذه المشكلة هو حالة الضعف الناتج من التفرق والتشرذم الذي أصاب أمتنا، التي حذرنا القرآن الكريم منها في قوله تعالى: {ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم} أي تضعفوا وتتبدَّد قواكم، مضيفًا فضيلته: "يزداد الأسى حينما ندرك أننا شعوب تملك من مصادر القوة والعزة الكثير والكثير، ويتضاعف الأسى حينما نعلم أن مصانع أمريكا والغرب تدور تروسها على مقدرات شعوب عالمنا العربي والإسلامي وخيراته".
وأعرب فضيلة الإمام الأكبر عن استعداد الأزهر لإنشاء مركزٍ لتعليم اللغة العربية في العاصمة البوسنية سراييفو؛ لتعليم أبناء المسلمين في البوسنة لغة القرآن ومساعدتهم في التمسك بهويتهم الإسلامية، واستعداد الأزهر لتوفير منح دراسية لا محدودة لأبناء البوسنة والهرسك للالتحاق بجامعة الأزهر، واستقدام أئمة البوسنة والهرسك واستضافتهم للتدريب في أكاديميَّة الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ، ورفع مهاراتهم وقدرتهم في التعامل مع القضايا المعاصرة، وفي مقدمتها قضايا الاندماج والتعايش المشترك، وكذلك افتتاح مكتبٍ إقليميٍّ لمجلس حكماء المسلمين في سراييفو؛ لخدمة أبناء المسلمين في البوسنة والهرسك وتقديم الدعم اللازم لمسلمي أوروبا.
من جانبه، أعرب الرئيس البوسني عن سعادته بالتواجد في الأزهر الشريف، ولقائه فضيلة الإمام الأكبر، مصرحًا: "نفخر بالعلاقة التاريخية التي تربط بلادنا بالأزهر الشريف، هذا الصرح الإسلامي الكبير، ومنذ بدايات القرن الثامن عشر وحتى يومنا هذا؛ تخرَّج أكثر من ٣٠٠ عالم جليل من علمائنا في جامعة الأزهر؛ ليصبحو علماء أجلاء في بلادنا، وشاركوا في صناعة نهضة بلادنا، ولهم أثر عميق في تاريخ أمَّتنا، وخريجو الأزهر يحظون بتقدير كبير ومكانة عالية لدينا، ويتواجدون في مختلف المناصب القيادية والعلمية والأكاديمية في البلاد".
وأكد الرئيس البوسني أن ما يحدث في غزة هو وصمة عار على جبين الإنسانية، وهي أزمة أخلاقية في المقام الأول، مشيرًا إلى أهمية وثيقة الأخوة الإنسانية، التي وقعها فضيلة الإمام الأكبر وقداسة البابا فرنسيس، وأنها باعتبارها أهم وثيقة أخلاقية جرى توقيعها في العصر الحديث، فيجب علينا الاحتكام لمبادئها، وتعميم بنودها، خاصة في تلك الأوقات التي تشهد أزمات إنسانية واقتصادية واجتماعية في مناطق شتى حول العالم.
ورحب الرئيس البوسني بإنشاء مركزٍ لتعليم اللغة العربية في العاصمة سراييفو، وأنَّه سيقوم بمتابعة الأمر بشكل شخصي فور عودته إلى البلاد، مشيرًا إلى اعتزاز بلاده بهويتها الإسلامية، وأن البوسنة والهرسك تؤمن بالتعددية والتنوع، وتوفِّر المناخ العام المناسب لاحتواء الجميع وتمتعهم بكامل حقوقهم.
وقدَّم الرئيس البوسني دعوةً رسميةً لشيخ الأزهر لزيارة البوسنة والهرسك مصرحًا: "بصفتي رئيسًا للمجلس الرئاسي للبوسنة والهرسك، أود أن أدعو فضيلتكم لزيارة بلادنا، وسوف نسعد كثيرًا، ويسعد شعبنا بهذه الزيارة التاريخية". حيث رحَّب فضيلته بالدعوة الكريمة مؤكدًا أنه سيقوم بتلبيتها في أقرب وقت.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف البوسنة والهرسك فضیلة الإمام الأکبر البوسنة والهرسک الأزهر الشریف
إقرأ أيضاً:
الأمين العام لهيئة كبار العلماء: الصهاينة غاضبون من الأزهر الشريف وذلك يسعدنا
كشف الدكتور عباس شومان، الأمين العام لهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ووكيل الأزهر السابق أن الصهاينة غاضبون على الأزهر الشريف وفضيلة الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب.
وكتب الدكتور عباس شومان، منشور عبر صفحته الشخصية بـ موقع «فيس بوك» قائلاً: «الصهاينة غاضبون على الأزهر وشيخه، وزعلانين من وصفهم بالعدو الصهيوني، ولا أعرف بماذا نصفهم علشان زعلهم يزيد، فهو يسعدنا!».
وتفاعل عدد كبير من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي مع تصريح الدكتور عباس شومان، معربين عن حبهم للأزهر، ووصفوا إنه صمام الأمن والأمان للأمة الإسلامية.
يذكر أن هناك موقف ثابت لـ الأزهر الشريف تجاه العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، ويؤكد دائما على وصف الاحتلال بـ العدو الصهيوني، باعتباره مغتصبًا للأرض ومنتهكًا لحقوق الإنسان الفلسطيني.
ودعم الأزهر الشريف الشعب الفلسطيني الصامد، مؤكدا أن قضية فلسطين ستظل في صدارة أولوياته وجهوده، داعيا إلى الوقوف صفا واحدا والعمل بكل السبل لإنهاء هذا العدوان وإنهاء المجاعة القاتلة والمأساة الإنسانية، وتمكين الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه المشروعة في الحرية والحياة والكرامة واسترداد أرضه ومقدراته.
وفي سياق متصل، قرر فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، تعليق المكالمات الهاتفية التي يجريها كل عام لتهنئة أوائل الشهادة الثانوية الأزهرية، و إلغاء المؤتمر الصحفي المخصص لإعلان نتيجة الثانوية الأزهرية، والاكتفاء باعتماد النتيجة وإعلانها ونشرها، وذلك تضامنا مع أهلنا في قطاع غزة، في ظل ما يعانونه من مجاعة خانقة وعدوان متواصل لم يشهد التاريخ الحديث له مثيلا.
وأكد الأزهر الشريف، أن هذا القرار يأتي انطلاقا من مشاعر الحزن العميق التي تخيم على الأزهر الشريف والأمة الإسلامية والعربية، لما يتعرض له الشعب الفلسطيني من جرائم إبادة ممنهجة، مشددا على أن الواجب الأخلاقي والإنساني يقتضي إعلاء صوت التضامن والمواساة على مظاهر الفرح والاحتفال.
اقرأ أيضاًعباس شومان يشارك بالمائدة المستديرة حول حقوق المرأة بأوزبكستان
الدكتور عباس شومان أمينًا عامًّا لهيئة كبار علماء الأزهر
عباس شومان يكشف عن أعمال تعدل ثواب الحج