القضية الفلسطينية بين الاستعمار والتآمر العربي
تاريخ النشر: 29th, April 2024 GMT
يمانيون/ تقارير
التآمر العربي على القضية الفلسطينية أشد وأقسى من التآمر الدولي عليها، ذلك أن التآمر الدولي الذي بلغ ذروته في أربعينيات القرن الماضي بوعد سمي آنذاك بوعد بلفور، تعهد بالالتزام لليهود بوطن على أرض فلسطين المحتلة وهو الوعد الذي أعطى من لا يملك لمن لا يستحق.ومنذ ذلك التاريخ وإلى اليوم تعهدت القوى الاستعمارية بتجميع شتات اليهود من مختلف أصقاع العالم إلى أرض فلسطين المحتلة في وقت كانت معظم الدول العربية والإسلامية تقع تحت الاحتلال البريطاني والفرنسي خاصة الدول المحيطة بفلسطين التي أسهمت من موقعها في إيجاد البنية المناسبة لقيام العصابات الصهيونية بإعلان دولتهم على أرض فلسطين الطاهرة.
كان الغرب خاصة أمريكا وبريطانيا يمتلك أفقاً واسعاً وبعيد المدى بزرع كيان يهودي في منطقة الشرق الأوسط، حدد له وظيفة تمثلت في الحفاظ على المصالح الغربية الاستعمارية في المنطقة وتأمين تدفق الإمدادات النفطية للمصانع الغربية والتحكم في الموقع الجيوسياسي المهم والمميز الذي تتمتع به المنطقة العربية.
لم يتوقف الغرب الاستعماري عند زرع الكيان الصهيوني في أرض فلسطين بل سعى جاهداً بما يمتلكه من قوى عسكرية واقتصادية واستخباراتية الدخول إلى عمق كل دولة عربية وإفراغها من محتواها وإضعافها عسكرياً واقتصادياً لضمان تفوق دولة الاحتلال على كل دول المنطقة.
لقد أفلح الغرب الاستعماري في ذلك إلى حد كبير وتمكّن من تجزئة المنطقة العربية إلى كيانات ودويلات ضعيفة وهزيلة وزرع فيها أنظمة عميلة تعمل وفقا للرؤية الأمريكية والبريطانية والصهيونية وتتخذ قرارتها وفقاً لما تمليه عليها الاستخبارات العالمية، بمعنى أوضح ان استقلالها استقلالاً شكلياً ليس إلا.
وعلى مدى تاريخ الصراع العربي الصهيوني، لحق بالشعب الفلسطيني وقضيته ضرر فادح من الأنظمة العربية سواء المحيطة بفلسطين أو الأنظمة العربية ذات التأثير المالي في منطقة الخليج العربي التي ظلت تدّعي مناصرة القضية الفلسطينية ظاهرياً بينما تتآمر عليها بما تمتلكه من أموال تحصل عليها من بيع النفط، والأمر ليس بحاجة إلى بصيرة نافذة لمعرفة ذلك، إذ أن العالم كله بات يعرف حقيقة الموقف العربي الخليجي من أعقد قضية في القرن الحادي والعشرين.
لقد برز التآمر الخليجي والعربي على القضية الفلسطينية جليا عقب العملية العسكرية البطولية “طوفان الأقصى” التي نفذتها حركة حماس ونزعت ورقة التوت التي كانت الأنظمة العربية والخليجية تتستر بها، لتظهر تلك الأنظمة على حقيقتها بما قدمته من دعم لإسرائيل وحُماتها أمريكا وبريطانيا لتصفية القضية الفلسطينية وارتكاب المجازر البشعة بحق سكان قطاع غزة وهي مجازر أيقظت الضمير العالمي من سباته العميق وخرج في مظاهرات مليونية دعماً للقضية الفلسطينية.
ومن واقع هذه المأساة برز الدعم العسكري اليمني المساند للقضية الفلسطينية ليُحدث ما يشبه الزلزال على المستوى العالمي، وتسيّدت البحرية اليمنية معركة البحرين الأحمر والعربي ومضيق باب المندب الأمر الذي أدى إلى إغلاق ميناء أم الرشراش المحتل، بعد قصفه بالمسيرات والصواريخ البالستية ومنع حركة السفن المتجهة إليه، ومقارعة البحرية الأمريكية والبريطانية والأوروبية باقتدار مما أوجد تغييراً في موازين القوى العسكرية لصالح البحرية اليمنية والقضية الفلسطينية. #الأنظمة العربية#الاستعمار#العدوان الصهيوني على غزة#طوفان الأقصى#فلسطين المحتلةً#كيان العدو الصهيوني
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: القضیة الفلسطینیة الأنظمة العربیة أرض فلسطین
إقرأ أيضاً:
“المنطقة تدرك نوايا إسرائيل”.. ماذا وراء التحرك العربي والإسلامي لدعم مصر؟
غزة – أكد مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير محمد حجازي إن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة يواجه مخاطر كبيرة أمام مماطلات حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل، ما يستدعي تدخلا عاجلا.
وأشار حجازي، في تصريحات امس السبت، إلى أن البيان الصادر عن الدول العربية والإسلامية الـ8 أمس، يؤكد مخاطر المشهد والتزامهم بدعم الموقف المصري الرافض لفتح معبر رفح في اتجاه واحد للفلسطينيين في غزة؛ بعد إعلان الحكومة الإسرائيلية الذي يخالف بشكل واضح وصريح اتفاق السلام الموقع في شرم الشيخ برعاية أمريكية ودولية وبنوده الممثلة في قرار أممي واضح وهو القرار 2803 الصادر في نوفمبر 2025.
ويوم الأربعاء أعلنت وحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية “كوغات”، الأربعاء الماضي، أن معبر رفح سيفتح في الأيام المقبلة للسماح حصرا بخروج سكان غزة إلى مصر، لكن مصادر مصرية سارعت لنفي هذه الخطوة، وأكدت أن فتح المعبر في اتجاه واحد محاولة لتكريس عملية تهجير الفلسطينيين، وهو الأمر الذي ترفضه مصر تماما.
ويرى الدبلوماسي المصري السابق، أن دول المنطقة باتت تدرك تلكؤ الحكومة الإسرائيلية في تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق غزة، وسعيها للضغط على مصر والشعب الفلسطيني من خلال اتخاذ إجراء أحادي مخالف لبنود اتفاق شرم الشيخ؛ ما يؤكد أن حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل لا زالت تتبنى مشروع التهجير القسري للفلسطينيين حتى آخر لحظة، وليس فقط منهج التسويف والمماطلة وعدم الرغبة في الانتقال إلى المرحلة الثانية.
وذكر أن ما يؤكد هذا الاتجاه، هو تسليم حركة الفصائل الفلسطينية جميع الأسرى والرفات عدا جثمان واحد، موضحا أنه في ظل ما تعرض له قطاع غزة من تدمير لا يمكن للحركة الفلسطينية البحث بشكل كاف وآمن على الجثة الأخيرة؛ وهو أمر لا يجب التوقف عنده، والانتقال على الفور إلى المرحلة الثانية.
وأشار إلى تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بأن المرحلة الثانية ربما تدخل حيز التنفيذ خلال أسبوعين، منوها هنا إلى أهمية التدخل المريكي العاجل ومن ترامب شخصيا لدفع هذا الاتفاق؛ خاصة بعد رفض أعضاء الكنيست من اليمين المتطرف اعتماد قرار المعارضة بالتوافق حول خطة ترامب للسلام وتبني بنود القرار الأممي.
وواصل: “كل هذا يؤكد نوايا الحكومة المتطرفة في إسرائيل بأنها لا زالت على حالها وأن وقف إطلاق النار كان لاستلام رهائنها، ولكنها لا تلتزم بآفاق السلام والجهود المبذولة والتوافق الدولي في هذا الشان وتتحدى القرارات الدولية الصادرة عن مجلس الأمن والإرادة العربية والدولية والأمريكية”.
وشدد على أن فتح معبر رفح في اتجاه واحد لخروج الفلسطينيين إلى مصر، “لا يعني إلا تنفيذ مخطط التهجير القسري” بينما الاتفاق ينص على تشغيله في الاتجاهين.
ويرى الدبلوماسي المصري السابق، أن مخاطر المرحلة الحالية تستدعي تحرك دولي عاجل، مشيرا إلى أن التحرك العربي والإسلامي من الدول الثمانية يشير إلى إدراكهم الخطر الذي يتهدد الاتفاق وخطة ترامب وقرار مجلس الأمن وبنود المرحلبة الثانية والمماطلة من الجانب الإسرائيلي التي تستدعي الردع قبل أن تندفع المنطقة إلى وضع صعب، حذرت منه مصر على لسان رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، ووزير الدفاع الفريق أول عبد المجيد صقر.
وأمس، أصدرت الدول العربية والإسلامية الثمانية الشركاء في قمة شرم الشيخ: مصر والأردن والإمارات وإندونيسيا وباكستان وتركيا والسعودية وقطر، بيانا مشتركا حول المزاعم الإسرائيلية بفتح معبر رفح البري بين مصر وقطاع غزة لخروج سكان القطاع إلى مصر.
وفي البيان، شدد وزراء خارجية الدول الـ8 على “الرفض التام لأية محاولات لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه”، وأكدوا “ضرورة الالتزام الكامل بخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وما تضمنته من فتح معبر رفح في الاتجاهين، وضمان حرية حركة السكان، وعدم إجبار أي من أبناء القطاع على المغادرة، بل تهيئة الظروف المناسبة لهم للبقاء على أرضهم والمشاركة في بناء وطنهم، في إطار رؤية متكاملة لاستعادة الاستقرار وتحسين أوضاعهم الإنسانية”.
المصدر: RT